بسم الله الرحمن الرحيم
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية اشتراكية
ياأبناء شعبنا الأبي
ياأبناء امتنا العربية المجيدة
تمُر علينا اليوم الذكرى الحادي والستون لميلاد حزبكم الرسالي حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي صَاغَ منذ البدء شعاره الخالد : (امة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) وحَدّد أهدافه السامية في (الوحدة والحرية والاشتراكية)، وإنبثق تنظيمه القومي في أقطار الأمة العربية كلها، ونَهضَ بأعباء ممارساته النضالية على إمتداد الوطن العربي كله، ذلك انه أستجاب بفكره الخلاق الذي مَثلَ تشريحاً علمياً وثورياً نفاذاً للواقع وللنبض الحي للجماهير العربية التي وجَدت في فكر البعث علاجا جذرياً للواقع المجزأ والمتخلف والفاسد الذي كانت الأمة العربية تعيش في براثنه لحظة ميلاد الحزب فكراً وتنظيماً وممارسة نضالية مُعبرا أصدق تعبير عن أماني الأمة وتطلعاتها نحو التحرر والحياة الكريمة.
أيها المناضلون العرب
لقد كان الاعلان الرسمي عن ميلاد الحزب بانعقاد مؤتمره التأسيسي الاول في السابع من نيسان عام 1947 تتويجاً لنضال ما يزيد على الأربعة عشرة عاماً من التبشير بفكر الحزب ومبادئه مارسَه الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله ورفاقه الأوائل ومنذ عام 1933، فكانت مقالاته (عهد البطولة في عام 1935) و(ثروة الحياة في عام 1936) و (ذكرى الرسول العربي عام 1943) وغيرها.. اللبنات الأساس لفكر البعث والتي حَددَت سماته الجذرية الانقلابية الثورية وحَددت خصال وخصائص مناضليه الثائرين على الواقع الفاسد، فكان الحزب بحق وحقيقة حزب الانبعاث العربي الجديد وطليعة الأمة لمجابهة التحديات المصيرية التي واجهتها في التجزئة والتخلف والاستغلال واغتصاب الكيان الصهيوني لفلسطين.. فكانت القضية الفلسطينية قضية مركزية وفي صلب نضاله صوب تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.
ياأبناء شعبنا البطل
أيها المجاهدون العرب
لقد تجاوزَ البعث بفكره وتنظيمه وممارساته الاحزاب والأفكار والتيارات القطرية واليسارية الأحادية الجانب في ذات الوقت الذي تجاوزَ فيه الأفكار القومية الشوفينية المتعصبة الخالية من المضمون الديمقراطي الاشتراكي، فكان فكره وطنياً قومياً وديمقراطياً واشتراكياً في آن واحد، فمارسَ النضال الوحدي التحرري والنضال الاشتراكي لتصفية الاستغلال.. وعملَ البعث على توعية الجيل العربي الجديد بقَدره الثوري وبأنه لا يمكن للأمة العربية ان تتوحد وتتحرر في ظل الاستغلال والقهر، فكانت أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية الحل الثوري الشامل والشمولي لتناقضات الواقع العربي بأرساء الأساس الثوري الجديد في مجتمع الوحدة والحرية والاشتراكية الذي تتحقق فيه وحدة الأمة ويتحقق تحررها من الاستعمار وتمارس الديمقراطية والحرية في حياتها الداخلية، وتتحقق فيها الاشتراكية والعدالة الاجتماعية.
ياأحرار العراق
والأمة والمسلمين والعالم اجمع
تحت راية هذا الفكر النير إنخرطَ المناضلون العرب في معاركهم الحامية الوطيس بوجه الاستعمار والتجزئة والتخلف والأنظمة المُستبدة المرتبطة بالاستعمار على إمتداد ما يَزيد على الستين عاماً، وتمكن من تفجير ثورتي الثامن من شباط في العراق والثامن آذار في سوريا عام 1963، كما واجهَ مناضلوه بإيمان ووَعي وارادة نضالية قل نظيرها ردة الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963 في العراق وتمكن ثانيةً من تحقيق ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز عام 1968 ثورة البعث في العراق التي حققت الاصلاح الزراعي الجذري والثورة الزراعية في الريف ومئات بل آلاف المشاريع الزراعية والصناعية المتقدمة وحققت تأميم نفط العراق في الاول من حزيران الخالد عام 1972، وكما حققت الاشتراكية في إطار المنظور القومي لفكر البعث.. وبما إنطوت عليه من تنمية انفجارية عملاقة حققت الرفاه المعيشي والازدهار الثقافي والمعنوي لأبناء شعبنا العراقي فضلاً عن بناء آلاف المدارس وعشرات الجامعات والجيش العقائدي الذي دافع عن حياض الأمة في معاركها المصيرية ضد العدو الصهيوني الغاصب والذي واجه عدوان النظام الإيراني ثمان سنوات حسوم تُوجت بالنصر العظيم في الثامن من آب عام 1988.. وحين إستشعر الحلف الأميركي الصهيوني ما يتهدد مصالحه غير المشروعة، وأهدافه الخبيثة شن العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 وأردفه بالحصار الجائر الذي دام ثلاثة عشر عاماً ثم أردفها بعدوانه الشائن الأخير في العشرين من آذار عام 2003 ومن ثم احتلال العراق في التاسع من نيسان في العام نفسه.
ياأبناء شعبنا المجاهد
لقد استهدفت إدارة المجرم بوش ثورة البعث في العراق، وكان أول عناوين احتلالها للعراق (إجتثاث البعث) وحل الجيش العراقي الباسل ذلك ان إجتثاث البعث يعني (إجتثاث العراق وإجتثاث الشعب وإجتثاث الأمة)، ومن هنا كانت مقاومة الاحتلال مقاومةً بعثيةً ووطنيةً واسلاميةً وقوميةً إستقطبت أخيار العراق ومجاهديه ومُجاهدي الأمة الأصُلاء، فكانت وما زالت معركة جهادية وطنية وقومية فريدة الطراز.. تُعبّر عن ديمومة الحالة الانبعاثية للعراق والأمة العربية كما عَبرت عن روح الفداء والجهاد لمجاهدي العراق والأمة رجالاً ونساءً، والذين يستلهمون معاني الذكرى الستين لميلاد البعث ويستذكرون قوافل شهدائه.. ومن بينهم سيد شهداء العصر شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين ورفاقه الذين اغتالتهم يد الاحتلال والغدر والعدوان.
أيها المناضلون البعثيون
ومجاهدو المقاومة الباسلة وأبناء شعبنا والأمة العربية
لقد أستطاع مجاهدو حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي طيلة السنوات الخمس المُنصَرمة في مقاومة المحتلين الأميركان وعملائهم أن يُعبروا عن أصالة فكره النَيّر وقُدرته الجهادية المتواصلة، بل عَبَر عن تجدد ولادته فكراً وتنظيماً وممارسات نضالية، ولقد أدى الرفيق المعتز بالله المجاهد عزة ابراهيم الدوري.. دوراً متميزاً على صعيد قيادة نضال الحزب وجهاد المقاومة منذ اليوم الأول للاحتلال وخصوصاً بعد أسر شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين رحمه الله في الثالث عشر من كانون الأول عام 2003 وطيلة سنوات أسره وأحالته الى المحاكمات الصورية الباطلة، ومن ثم إغتياله في الثلاثين من كانون الأول عام 2006 في أول أيام عيد الأضحى المبارك وعبر مُمارسات وهتافات طائفية تفتيتية.. حيث تصدى الرفيق المجاهد عزة ابراهيم لقيادة نضال الحزب وجهاد المقاومة.. ووضَعَ إستراتيجية البعث والمقاومة وحَددَ محاورها الأساسية ودعى كوادر الحزب ومناضليه الى المراجعة الجادة لتجربة الحزب على صعيد النضال وعلى صعيد قيادة الدولة والمجتمع والأستفادة من دروسها ونقد أخطائها نقداً ثورياً وعلمياً وبكل الصراحة والوضوح.
وأستطاع مع رفاقه المجاهدين ان يُعيد بناء الحزب بروح المرحلة الجهادية الجديدة ويُعزز دوره الجهادي.. والعمل على توحيد فصائل المقاومة المجاهدة و إنبثاق القيادة العليا للجهاد والتحرير بقيادته الرشيدة وتشكيل الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية وطرح برنامجها الجهادي للتحرير والاستقلال.. وبذلك تَحوّل الحزب وكما عبّر الكثير من المناضلين العرب من (الحزب الحاكم) على مدى خمسة وثلاثين عاماً الى (الحزب المقاوم) الفعال في صفوف المقاومة المجاهدة بفصائلها كلها طيلة السنوات الخمس الماضية في مجابهة الاحتلال ودخول العام السادس لهذه المجابهة الحاسمة برؤية ستراتيجية مستقبلية واضحة تعتمد مواصلة الجهاد ورَص صفوف المقاومة المجاهدة.. وحتى طرد المحتلين وإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال التام والناجز.
وكانت مسيرة السنوات الخمس الماضية من عمر مقاومة الاحتلال مشحونة بجهاد مناضلي الحزب وعطائهم الفكري النيرّ بما مَثلّ ولادة مُتجددة خلاقة لعقيدة الحزب والبناء الجهادي المتوازن لمناضليه وفصائل الحزب وفصائل المقاومة المجاهدة كلها.. وبما مَثلّ مواجهةً فكريةً ونضالية وتنظيمية عبر تحقق وحدة الحزب الفكرية والنضالية والتنظيمية لمجابهة الأفكار والمخططات التقسيمية والتفتيتية العرقية والطائفية المقيتة، فكان البعث وهذه المرة أيضاً كما كان دائماً مُوحداً للشعب ومُعبراً أصيلاً عن هويته الوطنية والقومية ومُجسداً خير تجسيد لانبعاثه الحضاري الجديد وإستمرار مسيرة جهاده ونهوضه من جديد على طريق الاستقلال والبناء والتقدم صوب ذرى المجد والرفعة.
وبذلك يستقبل أبناء شعبنا الأبي وأمتنا العربية المجيدة العيد الحادي والستين لميلاد البعث وهو ثري بفكره وجهاده وقوة شكيمته وصيرورته، أداة فعالة في توحيد فصائل المقاومة كلها والقوى السياسية المُناهضة للاحتلال وتوحيد الشعب العراقي كله.. وتعبيره عن روح الأمة العربية وقدرتها على التجدد والانبعاث والنهوض والمساهمة الفاعلة في بناء الصرح الحضاري الانساني للبشرية جمعاء.. وبهذه المناسبة نحيي المناضلون البعثيون في أقطار الأمة العربية كلها وفي المهجر وفي أقفاص ومعتقلات السجون الأميركية وسجون الحكومة العميلة والى الأسرى المجاهدين من البعثيين والمقاومين الفلسطينيين والعرب في سجون الكيان الصهيوني، ونجدد العهد لهم ولشهداء البعث والمقاومة أولاً وللمناضلين العرب في أرجاء الأرض العربية والمعمورة كلها على مواصلة الجهاد حتى انبلاج فجر التحرير والنصر.
والخلود لرسالة امتنا العربية.
وليحيا البعث في ذكرى ميلاده الستين مُجاهداً بوجه المحتلين والخونة والأذلاء.
ولتصدح بنادق المجاهدين وأقلامهم فوهةً واحدةً لتزيح المُحتلين وتحقق الحرية والاستقلال.
ولينبلج صبح الوحدة والحرية والاشتراكية.
بغداد المنصورة بالعز بأذن الله
نشر في : شبكة البصرة