يواصل الحكم في البحرين وضع استحكامات لمنع أي حل سياسي من مفاعيله ويستمر في سياسة الانتقام والابتزاز من خلال الإمعان في الانتهاكات وزيادتها عبر مصادرة ما تبقى من هامش للحريات، والعمل على وضع ترسانة من التشريعات غير المسبوقة على مستوى دول العالم، فضلا عن تناقض هذه التشريعات مع الدستور وميثاق العمل الوطني، كما تتناقض مع كل المواثيق الدولية ذات الصلة بالحريات العامة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان،الأمر الذي ينذر بزيادة حالة التصعيد الأمني والسياسي التي تشكل خطورة كبرى على بلادنا البحرين في ظل حالة الاستقطاب التي تعاني منها المنطقة وآخرها تداعيات الوضع العراقي وانعكاساته على دول مجلس التعاون بشكل عام والبحرين على وجه الخصوص.
فقد تابعت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة وبقلق بالغ، سلسلة التشريعات والقرارات التي أصدرها مجلسا الشورى والنواب خلال الفترة القليلة الماضية، ومنها قرار إلغاء مجلس بلدي العاصمة، وزيادة نسبة طلب استجواب الوزير إلى ثلثي أعضاء المجلس، ومنح وزير الداخلية صلاحيات سحب الجنسية من المواطنين على خلفية مواقفهم السياسية، وإطلاق يده في سحب الجنسية ممن يعيش خارج البحرين لخمس سنوات متتالية، وحرمان المعتقلين السياسيين من الترشح للانتخابات، ومنح وزير العدل صلاحيات واسعة للتضييق على الجمعيات وحلها بقرار وزاري. وفي الوقت الذي تؤكد فيه قوى المعارضة السياسية على رفضها المطلق لترسانة التشريعات، باعتبارها تقويضا إضافياللعمل السياسي برمته وعنصرا جديدا لتفجير الساحة المحلية ومقدمة لمزيد من الانتهاكات ومصادرة حقوق الإنسان، وتشدد على:
1.إن ترسانة التشريعات والقرارات التعسفية التي صدرت في الآونة الأخيرةتشكل مجتمعة نهجا مترسخا لدى الحكم يتمثل في إغلاق كل سبل الحل السياسي الجامع وسعيا لفرض الحل الأمني والرأي الواحد الرافض لأي مشاركة شعبية في اتخاذ القرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. كما أن هذه التشريعات، في حال وجدت طريقها للتطبيق، فأنها سوف تؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع السياسية والأمنية باعتبارها مستندة على شطبالأخر والاستحواذ بالثروة والسلطة واحتكارهما في أيدي فئة قليلة ما يعني شطب المبدأ الدستوري الراسخ "الشعب مصدر السلطات جميعا".
٢.تطالب القوى الوطنية الديموقراطية عاهل البلاد بعدم المصادقة على أي من هذه التشريعات بما له من صلاحية دستورية وبإلغاء ماصدر منها كجزء من أي حل سياسي من شأنه إخراج البلاد من عنق زجاجة الأزمة السياسية الدستورية.
3.إن التغول في الحل الأمني ورفض الحوار الجاد، قاد الحكم إلى المزيد من التخبط وفبركة الأحداث ومنها مسألة الشراكة الشرق أوسطية التي توهم الحكمأنها فرصة إضافية للانقضاض على المعارضة السياسية، إلا أن تفاصيل البرامج التي نفذتها هذه المبادرة كشفت حقائق دامغة مفادها أن النظام هو من وافق ووقع على الاتفاقيات وانه أكثر المستفيدين من تنفيذها حيث شملت وزارات رئيسية في الدولة مثل وزارتي الداخلية والعدل والتربية والتعليم، فضلا عن المؤسسات النابعة والخاضعة لسيطرتها مثل مجلسي الشورى والنواب وجمعية الصحافيين، الأمر الذي اثأر حالة من التندر على مستوى التخبط الذي وصل إليه الحكم في محاولاته لتسقيط المعارضة وجمهورها والنيل من مؤسسات المجتمع المدني.
4.إن إصرار الحكم على السير في نهج القمع والانتهاكات التي تتعرض لها مختلف المناطق والاعتقالات التعسفية للآلاف من أبناء شعبنا والمحاكمات السياسية لهم كما هو الحال مع المحاكمة الكيدية للمساعد السياسي للامين العام لجمعية الوفاق خليل المرزوق..إن هذا النهج لن يضع بلادنا على خارطة الحل الصحيح كما يتوهم الحكم، بل أن التداعيات الناجمة عن فرض الدكتاتورية سوف تؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وسوف تضاعف من تهديد السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي في البحرين، خصوصا في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة والاستقطابات التي تفرض إعادة النظر في مجمل هذا النهج.
5. إن نهج التفاوض عبر بث الرعب والابتزاز والتخويف هو أسوأ مما هو موجود، وأن تطبيق سياسة أن كل يوم قادم على الشعب سيكون أسوأ مما قبله ما لمتتنازل المعارضة عن مطالبها المشروعة، هو نهج لا ينم عن عقلية سوية تصالحية ولا يقدم حلولا وطنية قابلة للحياة، ، وعلى الحكم التخلي عن أساليب الترهيب والابتزاز لأنها لن تقدم حلولا بل تقوض أي مساع للخروج بحل وطني جامع.
6.إن الطريق الصحيح الذي تؤمن به القوى الوطنية الديمقراطية هو التفاوض الجاد وفق أجندة وطنية جامعة تحفظ مصالح الجميع وتجعلهم شركاء فعليينفي كامل العملية السياسية وإدارة البلاد من شأنها أن تضع حلولا على قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والشروع في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة على الحرية واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية. وقد سبق للقوى الوطنية الديمقراطية أن تقدمت بمرئياتها في الحل السياسي، وتطالب الحكم بالتجاوب والتفاعل معها والشروع في خطوات بناء الثقة وليس التصعيد والترهيب والابتزاز من اجل تحقيق تطلعات الشعب البحريني في تجاوز الأزمةالسياسية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، قدم خلالها أبناء شعبنا قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفصولين والمهجرين والمسحوبة جنسياتهم، وان أي حل سياسي ينبغي أن يرتكز على خارطة طريق تعالج تداعيات الأزمة بتنفيذ التزامات الحكم التي تعهد بها أمام المجتمع الدولي وفي مقدمتها توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق وتوصيات مجلس حقوق الإنسان العالمي. ان البحرين اليوم بحاجة ماسة لخارطة الطريق واضحة تبدأبوقف الخيار الأمني وبتهيئة الأجواء وذلك بالإفراج عن السجناء السياسيين وتعليق المحاكمات ووقف الإعلام المثير للفتنة، و المفاوضات الثنائية الجادة بينالأطراف، وأجندة واضحة مترابطة تقود لحل شامل غير مجزأ.
7. تحيي القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة الدول التي تطالب باحترام حقوق الإنسان في البحرين وأصدرت بيانا وقعت عليه 47 دولة نددت فيه بالانتهاكات المستمرة ومحاولة السلطات التهرب من الاستحقاقات المطلوبة منهاوطالبتها الالتزام بالمواثيق الدولية، كما تحيي المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع الدولي التي تقف إلى جانب الشعب البحريني في نضاله السلمي من اجل نيل حقوقه المشروعة.
القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة
جمعية الوفاق الوطني الإسلامية
جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"
جمعية التجمع القومي الديمقراطي
جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي
جمعية الإخاء الوطني
23 يونيو 2014