حزب البعث العربي الاشتراكي
القيادة القومية
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول الأوضاع العربية الحالية
يا جماهير أمتنا العربية
أيها المناضلون العرب على مساحة الوطن العربي الكبير
لم تمر الأمة العربية في تاريخها المعاصر، بمرحلة تواجه فيها تحديات كبرى كالتي تعيشها الآن. ففضلاً عن التحدي القومي الناجم عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأراضٍ عربية أخرى، فإنها تواجه تحدياً ثانياً من دول الإقليم التي تحاصر الوطن العربي من مداخله الشرقية والشمالية والقرن الإفريقي، وثالثاً، المخاطر التي باتت تهدد الكيانات السياسية العربية على مستوى مكوناتها الوطنية وبنيتها المجتمعية.
إن هذه المخاطر ما كانت لتطرح على هذا المستوى من الحدة، لو لم تكن القوى المعادية للأمة تستشعر إمكانية الانبعاث المتجدد للعرب بعد دحر الاحتلال الأميركي للعراق، الذي كان بمثابة الضربة القاضية ليس للاحتلال وحسب، بل أيضاً للاستراتيجية الأميركية، التي سعت للانطلاق من احتلال العراق لإقامة مرتكزات ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.
إن أهمية الإنجاز القومي الذي تحقق بتحرير العراق، أثمرت نتائجه الأولية في أبعاده الوطنية والقومية والدولية.
فعلى الصعيد الوطني العراقي، برزت قوى الفعل المقاوم المؤتلفة في جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطنيقوة تعيد للحياة السياسية العراقية توازنها، وشكل برنامجها السياسي قاعدة الارتكاز التي استندت إليها القوى الوطنية في طرحها المشروع السياسي المتكامل لإعادة بناء العراق واحداً موحداً على قواعد الديموقراطية والتعددية وبما بات يشكل البديل الوطني الفعلي والواقعي للحالة السياسية التي أفرزها الاحتلال.
وعلى الصعيد القومي، شكل إنجاز التحرير، عامل استنهاض للجماهير العربية، التي انطلقت في حراك شعبي عم ساحات الوطن العربي، ضد نظم الارتهان والتبعية والفساد والاستبداد والقمع السياسي والاجتماعي وأنه ليس مصادفة أن ينطلق هذا الحراك في نفس الوقت الذي كانت فيه جيوش الاحتلال للعراق تخرج من العراق ذليلة وتحت جناح الظلام.
وعلى الصعيد الدولي، أدى إنجاز التحرير إلى جعل الولايات المتحدة الأميركية تعيد النظر في استراتيجيتها الدولية، وتوفير مناخ علاقات دولية معترض على الاحادية الأميركية انطلاقاً مما أفرزته نتائج المواجهة في العراق.
إن كل هذه الانعكاسات لاندحار الاحتلال الأميركي على واقع العراق والوطن العربي والعالم، جعلت القوى المعادية، تندفع لإعادة ترتيب أوضاعها واستئناف هجومها السياسي عبر أدوات جديدة، في استحضار لقوى الاحتياط الإقليمي التي لم تخف يوماً أهدافها ومشاريعها السياسية والاقتصادية الرامية إلى فرض الهيمنة على الوطن العربي ومد نفوذها إلى حيث استطاعت إلى ذلك سبيلاً. وهذا ما جعل أميركا بعد اندحار قواتها تعود لتتكئ على دور إيراني في الشرق وتركي في الشمال وأثيوبي في القرن الإفريقي. وعليه شكلت أميركا قيادة استراتيجية لهذا المثلث الذي وان تباينت مواقفه في الشكل إلا أنه يتلاقى في المضمون ويتماهى مع سياسة الغرب الاستعماري، للحؤول دون استنهاض الأمة العربية وتوحدها وبما يخدم أهداف التحالف الصهيو-أميركي في فلسطين والعمق القومي العربي.
وإذا كان هذا الأمر قد لفه التباس سابق من خلال التضليل الإعلامي، فإن هذا الالتباس قد زال الآن من خلال خروج التنسيق الأميركي الإيراني من السر إلى العلن حول الوضع في العراق على الصعد السياسية والأمنية والعسكرية، ومن خلال التنسيق مع النظام الأثيوبي بما يتعلق بالقرن الإفريقي والنتائج التي ترتبت على تقسيم السودان والدور التركي في التعامل مع الصراع المتفجر في سوريا.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ترى في إعادة ضخ إكسير الحياة لقوى المثلث الإقليمي على مداخل الوطن العربي وبرعاية أميركية، هو بمثابة هجوم استباقي لإجهاض الحالة النضالية التي أفرزها دحر الاحتلال الأميركي، وللحؤول دون تمكين قوى التحرر من تنفيذ المرحلة الثانية من استراتيجيتها الوطنية ذات الأبعاد القومية.
وعليه، فإن سعي القوى المعادية على اختلاف مشاربها الفكرية والسياسية على اختراق الحراك الشعبي العربي، بقوى تتغذى بالمرضعات المذهبية والطائفية وترتبط بعلاقات ملتبسة مع الأجهزة السلطوية المشبوهة، وتنسج علاقات مع مواقع دولية تناصب العرب العداء، إنما شكل واحداً من التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة وهي تنخرط في صراع متعدد الجبهات والأبعاد. ان التضخيم الإعلامي والإبراز السياسي للقوى التي تنطوي بناها التنظيمية على فئوية مذهبية، وتعمل على رفع منسوب الخطاب المذهبي والطائفي، إنما يراد منه زيادة التضليل السياسي وتحجيم دور القوى الوطنية والقومية العابرة للطوائف والمناطق في بنيتها وعقيدتها الفكرية والسياسية. وعليه فإن هذه القوى التي تبرز في المشهد السياسي والعسكري في أكثر من ساحة عربية ما هي الا إفراز طبيعي، للمشروع الأصلي الذي يهدد الوطن العربي، بمكوناته الوطنية ووحدة نسيجه الاجتماعي.
وعلى هذا الأساس، ترى القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان الخطاب الديني والمذهبي المشحون بكل عناصر التخريب والتعصب، هو خطاب لا يستقيم والمضمون الإنساني لحالة التدين العامة في الوطن العربي، وبالتالي فإن نتائجه القائمة على أساس التكفير والإقصاء إنما تخدم أصحاب مشاريع التقسيم الكياني والتفتيت المجتمعي وهي تصب في النهاية في مصلحة المشروع الصهيوني الذي يعمل لفرض يهودية الدولة. وانتزاع اعتراف فلسطيني ورسمي عربي بشرعية الاغتصاب.
يا جماهير أمتنا العربية،
أيها المناضلون العرب،
إن المرحلة التي تمر بها الأمة العربية الآن، هي مرحلة مصيرية ومفصلية وعلى ضوء نتائجها سترسم معالم المستقيل العربي لأجيال قادمة، فإذا استطاعت القوى المعادية أن تثبت أقدامها وتقيم صروحاً سياسية لها وتخلق بيئة مجتمعية ملائمة لأهدافها، فهذا يعني أن كل التضحيات التي قدمت في مواجهة أعداء الخارج والداخل قد ذهبت سدى ولم يتم توظيفها نضالياً بالشكل المطلوب، وستدخل الأمة مرحلة من الضياع السياسي أين منها دول الطوائف في القرون الوسطى، وان استطاعت القوى الحية في الأمة المعبرة عن طموحاتها الاستمرار في المقاومة والصمود، فإنها ولا شك ستفتح الآفاق أمام عهد جديد في مسار النهوض العربي، نحو تحقيق الأهداف الكبرى للأمة العربية. وإذا كانت إمكانات الأعداء كبيرة، فإن إمكانات الأمة غير قليلة، وهي أثبتت بالحس الملموس، أنه حيث أقدمت وتوفرت لها القيادة المسؤولة والملتزمة أهداف الأمة والجماهير، استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة، ومثالها البارز انتصار المقاومة العراقية بقواها الذاتية على أعتى قوة عسكرية في العالم، ونتائج الفعل المقاوم للاحتلال الصهيوني في لبنان، وثورة شعب فلسطين عبر جولات مقاومته وانتفاضاته،
أيها الرفاق،
إن المشهد السياسي العام المخيم على ساحة الوطن العربي، يبين مدى شمولية الصراع الذي تخوضه الأمة، وهذا الصراع وإن تعددت مواقعه، إلا أن نتائجه تصب في مصب واحد بحيث أن كل انتصار يتحقق في ساحة إنما ينعكس إيجاباً في ساحات أخرى انطلاقاً من ائتلاف وتحالف القوى التي يجمعها عامل العداء للأمة العربية ووحدتها والعكس صحيح.
وإذا كانت الأعوام الماضية قد شهدت تغييرات سياسية في العديد من الأقطار العربية، بعضها اتسم بالإيجابية كما هو الأمر في تونس، وبداية تلمس مصر طريقها لاستعادة وضعها الطبيعي، فإن بعضاً أخر اتسم بالسلبية، ولعل أبرزها الوضع الناجم عن تقسيم السودان والوضع المنفلت أمنياً وسياسياً في ليبيا، والوضع المتفجر في سوريا، وأحداث اليمن التي تهدد مرتكزات الحل الانتقالي، والأزمة السياسية في لبنان، التي باتت أسيرة الارتداد الأمني والسياسي للوضع في سوريا.
وعليه فإن القيادة القومية للحزب ترى:
إن خطورة ما يتهدد الأمن القومي العربي يفوق حدود التوصيف النظري الى وجوب وضع آلية عملية تحدد سبل التعاطي مع التطورات الجارية بما يضمن توفير كل الشروط الموضوعية والذاتية لتحصين المشروع الوطني العربي ببعده الاستراتيجي، ومحاصرة قوى المشروع المضاد الذي تتعدد مواقعه وأدواته، وعليه فإن القيادة القومية ومن خلال مسؤوليتها القومية تؤكد على ما يلي:
أولاً: ان ما تشهده ساحة العراق اليوم، إنما هو مواجهة بين مشروعين سياسيين، ذلك الذي تحمل لواءه قوى الثورة الذي يشكل حضورها ودورها استمراراً لدور المقاومة التي طردت الاحتلال، وهذه الثورة التي تعم العراق اليوم هي ثورة شعبية بامتياز، تشارك فيها كل القوى السياسية والشعبية من وطنية وقومية وإسلامية بخطاب وطني ومجالس عشائر، وهدفها تخليص العراق من براثن الاحتلال الظاهر والمبطن والذي كشر عن أنيابه مؤخراً عبر تدخل إيراني مباشر، ودعم لوجستي وعسكري أميركي للقوى السلطوية التي تدير العراق بعقل ميلشياوي.
وعليه فإن هذه الثورة التي انطلقت تحت عناوين المسألة الوطنية والتحرير، إنما تهدف إلى إعادة توحيد العراق على الأسس الوطنية والديموقراطية والتعددية، وان إلصاق تهمة الارهاب بالحركة الثورية، إنما هو افتراء وتشويه مقصودين لأجل استثارة غرائزية مذهبية، ودفع البلاد إلى أتون صراع مذهبي وطائفي سيكون المستفيد الأول منه العدو الصهيوني وكل أصحاب المشاريع الذي يسعون ويعملون لإحداث التخريب والتفكيك في البنى المجتمعية العربية وخاصة النظام الإيراني. وإذا كان البعض ينسب ما يجري في العراق إلى قوى تكفيرية أو مدرجة تحت مسميات إرهابية، فهذا مناف لحقيقة الواقع، إذ أن الكتلة السياسية الأساسية التي تحمل لواء الثورة إنما هي قوى المشروع الوطني بكل أطيافه ومتفرعاته وهدفها واضح، هو إسقاط العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال، وإقامة النظام الوطني الديموقراطي التعددي، وعليه فإن من يريد للعراق أن يعود حراً واحداً موحداً، ان ينظر إلى معطى الوضع من خلال مقاربة سياسية وطنية لا مكان فيها لإفتاء مذهبي من هنا، وفتوى طائفية من هناك، وأنه في معركة تحرير العراق من الاحتلال الأميركي والإيراني فإن التكليف الأساسي هو التكليف السياسي الوطني الذي يدفع الجميع للانخراط في بوتقة واحدة، هي بوتقة التوحد الوطني في مواجهة كل دعاة التقسيم والانفصال والتطييف في الحياة المذهبية.
وهنا ترى القيادة القومية بأن وضع حدٍ لحالة النشاز السياسي التي أفرزها الاحتلال، هو الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني تحت إشراف عربي ودولي يضع آلية حل سياسي يقوم على أساس إلغاء العملية السياسية التي افرزها الاحتلال ودماه، وإلغاء الدستور الذي سن في ظل الاحتلال وكل القوانين والقرارات ومنها قانون المساءلة والعدالة واجتثاث البعث وقانون الإرهاب الذي يحاكم الناس على الشبهة، وتشكيل حكومة وطنية، لا مكان فيها للعملاء ودعاة التحريض المذهبي والطائفي تتولى إصدار عفو عام، وتشكيل مجلس وطني تشارك فيه كافة القوى الوطنية العراقية وإعادة بناء القوات المسلحة والامنية على الأسس الوطنية السليمة.
إن حماية العراق بوحدته وعروبته، بقدر ما هو مسؤولية وطنية عراقية, هو مسؤولية قومية عربية، وان على القوى الشعبية العربية أن تنتصر لقضية العراق الوطنية وثورته انتصارها لنفسها، وعلى النظام الرسمي العربي، الذي انطوى تاريخه السابق على صفحات سوداء تجاه العراق، أن يبادر بتقديم مراجعة نقدية لمواقفه وحساباته والاعتراف بالخطيئة الاستراتيجية التي ارتكبها عندما وفر تغطية سياسية للعدوان وأرضية لانطلاق آلياته، خاصة وأن تطور الأحداث أثبت أن العراق هو صمام الأمان القومي العربي.
ثانياً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي اعتبرت أن الحراك الشعبي إنما انطلق استناداً إلى مكنونات الاختزان الشعبي ضد نظم الفساد والاستبداد والقمع، وهي تسجل ارتياحها لإعادة تكوين السلطة السياسية في مصر، فإنها في الوقت نفسه تعبر عن قلقها، من حملة التضييق على الحريات العامة والأساسية والتي طالت قوى شبابية وفعاليات اجتماعية كان لها دور بارز في تثوير حركة الشارع المصري. وهي إذ تؤكد على أهمية أن تستعيد مصر موقعها ودورها الطبيعيين في قلب أمتها العربية، فإن هذا الدور يجب أن يحاكي الأهداف الأساسية للطموح الشعبي في مصر وبقية الاقطار العربية، لجهة إعادة الاعتبار للخطاب السياسي الوطني ببعده القومي، وخاصة حيال الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي في فلسطين والعراق وأي أرض عربية أخرى مهددة باستهداف هويتها القومية وكينونتها.
ثالثاً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحراك الشعبي السلمي الذي حوله النظام الى صراع عسكري في سوريا، تعيد التأكيد، بأن مقاربة الحل في سوريا يجب أن تكون سياسية على قاعدة الحل الانتقالي الذي يفسح في المجال لإنتاج نظام سياسي ديموقراطي تعددي، يضع حداً لهيمنة المنظومة الأمنية التي تدير شؤون الحكم وبما يمكن من إعادة هيكلة الحياة السياسية على قواعد المساواة في المواطنة والعدالة الاجتماعية، ولن يتم ذلك الا بخروج كافة القوى الدخيلة وكف التدخل الدولي والاقليمي في سوريا.
وإذا كان البعض يتوهم أن الأزمة في سوريا ستحسم بأسلوب الحل العسكري، فهذا الأسلوب الذي أدى إلى عسكرة حركة الاعتراض الشعبي كرد فعل، يطيل الصراع ولا ينهيه ويدفع سوريا إلى مزيد من الانكشاف الوطني، وبالتالي ارتهان أطرافه إلى الخارج على حساب وحدة الأرض والشعب والمؤسسات.
رابعاً: ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تدعو لاستعادة مصر موقعها باعتبارها القاعدة الارتكازية الأهم في البنيان القومي، وإلى مساعدة ثورة العراق لتحقيق أهدافها في التحرر الشامل والتوحد الوطني، وإلى إنتاج حل سياسي وطني في سوريا , يمكن من إعادة تركيز نصاب الهرم العربي، الذي بدونه لا يتحقق التكامل السياسي الفاعل للأمة، وبدونه لا تتوفر الحاضنة القومية للقضية الفلسطينية. هذه القضية، التي تشكل صلب القضية القومية العربية، هي بالنسبة لحزبنا ستبقى القضية المركزية، ففيها تختصر كل أهداف الأمة في التحرير والوحدة والتقدم والعدالة الاجتماعية.
وإذا كانت فلسطين، وهي القضية القومية المركزية تبدو يتيمة في هذا الوقت، تستفرد فيها قوى الطاغوت الاستعماري الصهيوني، فذالك لان الساحات العربية الأساسية وخاصة ذات الثقل الاستراتيجي قد فرضت عليها أعباء ثقيلة من خلال الصراعات التي تفجرت معها وفيها.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تعتبر ان الانتصار في ساحات الصراع العربية، يمد ثورة فلسطين بزخم نضالي، تشدد على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني وإعادة توحيده باتجاه التحرير لكامل الأرض المحتلة، وعبر رفض أسلوب المفاوضات العقيم وإطلاق آلية للكفاح الشعبي المسلح لأن فلسطين لن تحرر إلا بالكفاح الشعبي وهذه من الثوابت النضالية والسياسيةالتي ادركها حزبنا منذ وقت مبكر
خامساً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تؤكد على أهمية تلبية الحاجات والمطالب المشروعة لجماهير البحرين لجهة حقوق المواطنة وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية، تشدد أيضاً على أهمية وحدة القوى الوطنية والجماهيرية السودانية في مواجهة عسف النظام واستبداده وتحمله مسؤولية ما آلت إليه أوضاع السودان، من تردٍ اقتصادي واجتماعي، وفساد سياسي، واستجابة لإملاءات الخارج الإقليمي والدولي الذي انتزع منه اعترافاً بسلخ الجنوب عن الشمال.
سادساً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تقف مع الحراك الشعبي العربي الهادف إلى إسقاط نظم الاستبداد والنهب والقمع والفساد على قاعدة رفض العسكرة، والتقسيم والتطييف للحياة السياسية ورفض كل أشكال العدوان والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية العربية، تشدد على أهمية الانتصار للثورة العربية في الأحواز، وتوفير كل وسائط الدعم والإسناد المعنوي والسياسي والمادي والإعلامي، لتحرير هذا الجزء الغالي من الوطن العربي من الاحتلال الإيراني وليعود مع الجزر العربية طنب الكبرى والصغرى وابوموسى , حراً عربياً منخرطاً في واقعه القومي بكل تفاصيل حياته.
سابعاً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي أكدت دائماً على رفض ازدواجية المعايير في التعامل الإقليمي والدولي مع الأزمات الوطنية العربية، تدعو كل القوى العربية والدولية إلى رفض كل أشكال العدوان التي يتعرض لها العراق حالياً، وما تتعرض له سوريا من قتل وتدمير سواء عبر التدخل الإيراني المباشر أو عبر التدخل الأميركي تحت مسمى المستشارين. فهذا التدخل هو عدوان موصوم، ولا يمكن إدراجه تحت أي وصف آخر. والواجب القومي يوجب توفير الدعم لشعب العراق الثائر والذي لنا ملء الثقة، بأنه كما هزم المحتل الأميركي بكل تحالفاته سيهزم قوى الاحتلال الجديدة، وسيسقط العملية السياسية المفروضة عليه باعتبارها من إفرازات الاحتلال. النصر لثورة العراق الوطنية،النصر لثورة فلسطين والاحواز، والنصر للحراك الشعبي العربي على تحقيق اهدافه الوطنية والديمقراطية والقومية.
تحية لثورة العراق بكل قواها المنطلقة تحت شعار التحرير الشام ل والتوحيد الوطني
تحية لشعب العراق الذي وفر حاضنة دافئة لمقاومته بالأمس، وها هو اليوم يوفر حاضنة لثورته الشعبية الشاملة
تحية لشهداء ثورة العراق وكل مناضليها بكل أطرافها وأطيافها،
تحية لشهداء الأمة العربية في فلسطين وسائر أقطار الوطن العربي،
تحية للأمين العام للحزب، الرفيق عزة إبراهيم قائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، وكل الرفاق المناضلين في ساحة المواجهة الساخنة في العراق
الحرية للأسرى والمعتقلين في العراق وفلسطين وسجون نظم الاستبداد العربي
الخزي والعار للخونة والعملاء، والنصر لن يكون إلا حليف الشعوب المكافحة لتحقيق أهدافها في التحرر والتقدم والوحدة.
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
في 27/6/2014