بسم الله الرحمن الرحيم
(أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)
صدق الله العظيم
الحمد لله رب العالمين ناصر المؤمنين وخاذل الطغاة البغاة الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقائدنا محمد إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله الطيبين وصحبه الهادين المهتدين ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
أيها الأحرار في العالم
أيها المؤمنون المجاهدون في ميادين المنازلة التاريخية الكبرى مع قوى البغي والعدوان قوى الظلم والطغيان
بعد التوكل على الله القوي العزيز القادر المقتدر وباسمه تعالى ثم باسم شعب العراق العظيم وباسمكم يا فرسان المقاومة والجهاد يا قرة العين يا عز العراق وفخره يا صناع التاريخ الجديد المجيد للأمة وللإنسانية نحييكم جميعاً بتحية الأيمان والجهاد وبتحية البطولة والفداء والاستشهاد ونزف أليكم اليوم بشرى عزيزة على شعبنا وامتنا، عزيزة على قلوبكم وقلوبنا وخاصة بعد إن أديتم دوراً تاريخياً مجيداً قل نضيره في التاريخ وذلك في التصدي البطولي للغزو البربري الذي اجتاح وطننا وطن العروبة والإسلام قاعدة الفتوح الرسالية المجيدة جمجمة العرب وكنز الأيمان ورمح الله في الأرض والذي كان على امتداد التاريخ يحرس ثغور الأمة ويمد أمصارها فحطمتم هذه الموجة الشريرة الهوجاء وحققتم أعظم الانتصارات التاريخية للأمة والإنسانية عبر أكثر من ست سنوات ونصف من الصراع الدامي الملحمي البطولي المصيري مع أقوى وأوسع وأعتى غزو شهدته الأمة على امتداد تأريخها الطويل المجيد انتظمت فيه كل قوى الشر والرذيلة في الأرض بحمل حقد الأولين والآخرين على شعب العراق العظيم شعب الحضارات الإنسانية وأمته المجيدة ورسالتها الخالدة، فقدم شعبنا الأبي وقواه الثائرة المؤمنة المجاهدة لهذا الانجاز التأريخي أوسع التضحيات وأغلاها حتى انفرط حلفهم الشرير وتفرق جمعهم وولوا على أعقابهم مدبرين يلعنهم الله وملائكته والناس أجمعين وهم يلعنون حظهم ويلعنون كل من سول وزين لهم ارتكاب هذه الجريمة الكبرى بحق شعب العراق الإنساني الحضاري المجيد حتى بدأت اليوم شعوب دول العدوان تتحفز إلى محاكمة حكامها وقادتها الذين ورطوا شعوبهم وقتلوا أبنائهم وبذروا أموالهم ومسخوا تاريخهم وحضارتهم، فالامبريالية المتصهينة المجرمة قائدة الغزو والاحتلال معدن الشر والرذيلة تبقى وحيدة فريدة طريدة في الميدان ثم تجبر على الهروب أمام ضرباتكم الربانية (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) إلى قواعد محصنة تظن أنها ستحميها ثم تقرر الانسحاب بوجهها الأسود إلى غير رجعة خوفاً مما سيترتب على بقائها على أرضكم الطاهرة من نتائج وخيمة على مستقبل وجودها كقوة كونية عظمى فينهار بنيانها من الأساس.
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم في هذا اليوم التاريخي العظيم من ايام جهادكم المقدس نزف اليكم بشرى قيام جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ينتظم تحت لوائها اكثر من خمسين فصيلاً من فصائل مقاومتكم الباسلة وذلك لتحشيد كل طاقات الشعب والامة المادية والمعنوية لأنجاز مرحلة الحسم الكامل وتحقيق النصر المؤزر والتحرير الشامل والعميق لوطننا العزيز هكذا اراد اعداء العراق والامة اعداء الله والانسانية ارادوا ان يوقفوا نهوضكم الحضاري الانساني واراد الله القوي العزيز نصركم والله فعال لما يريد، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ارادوا ان يطفئوا شعلة الايمان التي اشرقت واضاءت جنبات العراق وارادوا ان يطفئوا نور الله بجبروتهم وبطشهم وغزوهم وتضليلهم وتزويرهم وكذبهم وخداعهم وباطلهم وابى الله القوي العزيز الا الانتصار للحق والعدل وللحرية والتحرر والنصر لعباده المؤمنين حملة رسالته الكريمة الخالدة هدياً وعدلاً ونوراً وامناً وسلاماً وتقدماً وحضارة (إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) فربط الله سبحانه على قلوب الصفوة من ابناء العراق والامة فقاموا فقالوا ربنا الله الواحد الاحد القوي العزيز فأنطلقوا بأسمه يقاتلون وعليه يتوكلون فأنزل السكينة على قلوبهم وايدهم بجنود لم تروها ولله جنود السماوات والارض فحطموا موجه الغزو البربري الاجرامي التدميري وهاهم اليوم على مشارف الحسم النهائي والنصر المؤزر المبين وبما ان الحسم النهائي للصراع والنصر الكامل على الاعداء والتحرير الشامل والعميق لوطننا من كل اشكال الاستعمار والسيطرة والهيمنة والاستغلال والابتزاز يتطلب ويستدعي مزيداً من التوحد والتوحيد والتآلف والتوافق والتنسيق فأننا ندعو في هذا اليوم المجيد الى الوحدة الشاملة والتوحد الكامل على ثوابت الجهاد والتحرير والاستقلال واعادة بناء العراق بما يليق به وبمايستحق ليعود طليعة المسيرة الكبرى للأمة نحو عزها ومجدها ورفعتها وذلك من اجل التحشيد الشامل لكل طاقات الشعب والامة في معركة الحسم والنصر والتحرير والاستقلال.
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم يا ابناء امتنا المجيدة يا أخوة الايمان والاسلام اينما كنتم في ارض الله الواسعة هكذا حقق أبناؤكم هذا الانجاز التأريخي الذي يمثل انعطافاً كبيراً في مسار المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة نحو الحسم النهائي للمعركة المقدسة لتحرير العراق من قبضة الطغاة المجرمين البرابرة الامبريالية والاستعمار والصهيونية
لقد امتد جهد وجهاد أبناؤكم في حوار واسع ومعمق بين فصائل المقاومة وجبهاتها ولأكثر من عام، فقد تمخض بحمد الله وفضله وبجهود المؤمنين الصادقين المجاهدين عن قيام (جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني) من جبهتي الجهاد والتحرير والجهاد والخلاص الوطني لتشكل انطلاقة اوسع واقوى نحو التوحيد الشامل للمقاومة
فالتوحد الذي يمثل اليوم ضرورة تاريخية ومبدئية وحتى اخلاقية في معركة التحرير والاستقلال لقد قامت هذه الجبهة المباركة على قواعد وثوابت التحرير والاستقلال المعلنة من قبل كل فصائل المقاومة وعلى رأس تلك الثوابت دوام المقاومة وتوسيعها وتصعيد اداتها حتى التحرير الشامل والعميق للوطن مهما طال الزمن وغلت التضحيات مستلهمة مبادئ وقيم العروبة ورسالتها الخالدة الاسلام الحنيف
يارفاق السلاح والعقيدة والوطن ايها المؤمنون ان ثوابتنا التي قامت عليها جبهتنا لمرحلة التحرير وما بعد التحرير هي :-
اولا. الثوابت لمرحلة التحرير
1. دوام الجهاد الشامل وفي كل الميادين وفي المقدمة المقاومة المسلحة حتى التحرير الشامل والعميق لبلدنا من كل انواع الاحتلال وأشكاله
2. المقاومة العراقية بكل أشكالها والوانها المسلحة وغير المسلحة هي الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه الكريم
3. بما ان الاحتلال باطل في كل القوانين والمواثيق الدولية الوضعية وفي كل الشرائع السماوية فكل ما احدثه في بلدنا فهو باطل ومرفوض رفضاً قاطعاً وبشكل خاص عمليته السياسية المخابراتية وما ترتب عليها وما سيترتب عليها مستقبلاً
4. لا تفاوض مع العدو المحتل حتى يقرر الانسحاب الشامل والكامل من بلدنا ويعيده الى اهله الشرعيين وهم المقاومة الموصوفة في هذا البيان سواء ضمن الزمن المعلن او قبله بدون قيد او شرط
5. تؤمن الجبهة بالعراق العربي الاسلامي الواحد الموحد ارضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة يحتضن ويضم قوميات واديان وطوائف متآخية متحابة متمازجة على امتداد تاريخه الطويل المجيد وهي تمثل سر ابداعه وعطائه وتقدمه الحضاري ونؤمن بدوره الطليعي الرائد في مسيرة الامة الجهادية وكفاحها من اجل تحررها وتحقيق وحدتها ومواصلة دورها الرسالي الانساني الحضاري بين الامم بما حباها الله سبحانه واكرمها برسالة الدعوة الى الحق والعدل والحرية والتحرر من عبادة العباد الى عبادة رب العباد واصلاح الارض واعمارها كما اراد الله جل شأنه لعباده عليها فتعود هذه الامة كما كانت منذ الازل خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله
6. تؤمن الجبهة وتلتزم بحق العراق الكامل بالتعويض عما لحق به من اضرار مادية ومعنوية بسبب الاحتلال ومن جرائه وخاصة بعد اعتراف الغزاة بخطئهم وجريمتهم في غزو العراق وعلى لسان قائد الحملة المجرم بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية السابق
7. تلتزم جبهتنا وتعمل على اعادة الجيش وقوى الامن الوطني ومؤسسات الدولة الحيوية التي قام الاحتلال بحلها وتعويض الجميع عما لحق بهم من اضرار مادية ومعنوية بسبب الاحتلال ومن جرائه
8. الجبهة مفتوحة لكل الفصائل وجبهات الجهاد والمجاهدين للإنظمام اليها او التوحد معها او التنسيق معها في المسائل الحيوية سواء في ميدان الصراع المسلح او في الميادين الاعلامية والسياسية والامنية
ثانيا : المبادئ والثوابت لما بعد التحرير
1. نؤمن وتلتزم الجبهة بالنهج الديمقراطي الشعبي الحر القائم على اساس مبادئ العروبة وقيمها ومثلها التي اتمها لها نبيها ورسولها ومثلها الاعلى حبيبنا وسيدنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وجسدها القرآن الكريم.
2. ان القرآن الكريم هو المصدر الاساسي الاول من مصادر التشريع ثم سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الصحيحة ثم سنة الخلفاء الراشدين الهادين المهديين ثم من تجارب الامة وتراثها الحضاري العريق المجيد العزيز ثم تجارب الامم والشعوب الاخرى على ان لايتقاطع ذلك مع ثوابت ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف رسالة الامة الخالدة.
3. بعد انسحاب الغزاة او هروبهم بأذن الله وقوته القوية يتم وبالتنسيق مع كل فصائل المقاومة خارج الجبهة وقوى الرفض داخل العراق وخارجه بتشكيل مجلس وطني او مجلس شورى من قوى المقاومة والرفض التي انجزت التحرير والاستقلال ليتولى هذا المجلس تشكيل حكومة وطنية انتقالية تصرف امور البلد وتعيد الخدمات الضرورية والحيوية للشعب وتهيئ لأنتخابات عامة تأسيسيه لأقامة النظام الوطني الديمقراطي التعددي
4. يحدد اعضاء المجلس ومهامه التفصيلية وصلاحياته وصيغة تشكيل الحكومة وصلاحياتها ومهامها التفصيلية لاحقاً او في وقتها بأذن الله.
تحية وتقدير للمجاهدين الابطال المبدعين في القتال وفي كل ميادين المنازلة
تحية تقدير واعتزاز لشعبنا الابي الكريم الذي احتضن مقاومته الباسلة وامدها بكل مقومات الفعل والمطاولة ولايزال.
تحية الى الخيرين من ابناء امتنا المجيدة الذين وقفوا مع المقاومة وساندوها.
تحية الى الاخوة القادة العرب الذين رفضوا الاحتلال وعارضوه والذين وقفوا مع شعب العراق ومقاومته بعد الاحتلال يناصرونهم وينتصروا لهم.
تحية الى شعوب العالم التي وقفت ضد الاحتلال.
تحية الى كل دول العالم التي رفضت الاحتلال وعارضته ولازالت تدين الاحتلال ولم تعترف او تخضع لضغوطه
تحية خاصة الى شهداء المقاومة من ابناء شعبنا وامتنا الذين رووا بدمائهم ارض العراق وكتبوا بهذه الدماء الزكية الطاهرة تاريخاً جديداً مجيداً للعراق والأمة والإنسانية.
والى مزيد من التصعيد يا أحرار العراق والامة وكل من موقعه وفي ميدانه والى ملتقى النصر على ضفاف دجلة الخالد في دار العز والسلام بغداد العزيزة
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لايخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لايعلمون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بغداد 2/10/2009