التجمع القومي في يوم المرأة العالمي
لقد كان للمرأة في البحرين دورها التاريخي في استنهاض وعي المجتمع وطاقاته وزجها في سبيل تحرره الاجتماعي والوطني وذلك بفضل التحاقها المبكر بالدراسة النظامية ومبادراتها إلى تكوين جمعيات المرأة منذ منتصف خمسينات القرن الماضي وانخراطها في نضالات هذه الجمعيات، إلى جانب جمعيات مؤسسات المجتمع المدني والحركات السياسية الوطنية، فسطرت أروع الملاحم في انتفاضة مارس 65 والحراك العمالي والمهني والسياسي في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات.
كما ساهمت المرأة البحرينية بدور وطني مجيد في نضالات شعبنا سطرت خلالها أروع الملاحم وقد جسدت ذلك بصورة بارزة خلال الحراك الجماهيري الذي شهدناه قبل 11 عام. كما ساهمت المرأة البحرينية بدور فاعل نضالها المطلبي واستطاعت بهذا الدور أن تحصد العديد من الحقوق. كما نحي دورها الرائد أثناء وباء كورونا، فقد كانت في الصفوف الأمامية لمكافحة الوباء وقدمت أغلى التضحيات، مسطرة نموذج رائع لدور المرأة في المجتمع.
إن المرأة في البحرين لا تزال تواجه أشكال مختلفة من التمييز، خاصة في سوق العمل حيث يعملن عشرات الآلاف بعقود مؤقتة، إلى جانب التمييز في الأجور وتسلم المراكز القيادية، بخلاف الآلاف منهن اللاتي يعملن في المهن الصغيرة دون أية ضمانات اجتماعية. كما تواجه مؤسسات المجتمع المدني التضييق على أنشطتها وطال عدد منهن قانون العزل السياسي وغيرها من الإجراءات. كذلك، فأن تشريعات الأسرة والجنسية وحماية الزوجة وحضانة الأطفال لا تزال تعاني من ثغرات عديدة تعرض المرأة لدعاوى المحاكم المطولة وتضاعف ضغوط الحياة عليها.
إن التجمع القومي يرى أن تطور المجتمع البحريني يبقى ناقصاً ما لم تؤمن حقوق المرأة كاملة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعية، والتي تعني مشاركة المرأة الكاملة في مجمل الحياة العامة، ووضع حد للضغوطات وكافة أشكال التمييز التي تتعرض لها. كما يجب التصدي للمواقف والرؤى التي لا تعترف بحق المرأة في المشاركة السياسية والاجتماعية.
كما أن تطور المرأة معياراً لمدى تطور ونمو المجتمع، لذلك لابد من إسهامها في عملية التنمية، على قدم المساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل. وأن تمكين المرأة سياسياً يلبي احتياجات المجتمع وظروف تحوله، ويفتح الباب أمام الإمكانيات والطاقات الخلاقة للمرأة على أكمل وجه.
التجمع القومي
8 مارس 2022م