يعتقد البعض أن التيار الديمقراطي في البحرين (المنبر التقدمي، جمعية وعد والتجمع القومي) بات متعثر الخطى، ولا يمكن أن ينهض من كبوته، ويواكب حمى مسيرة التيار الإسلامي (الوفاق الإسلامية، المنبر الإسلامي، جمعية الأصالة) فيما يعتقد فريق آخر ان التيار الديمقراطي متجذر في التربة البحرينية والعربية بتاريخه ونضالاته وتنظيماته، ويصعب ان يجافي الإنسان حقيقة دور هذا التيار في التحولات التي مرت بها مملكة البحرين منذ ستينيات القرن الماضي حتى هذه اللحظة.
كما يؤكد البعض ممن شاركوا في الحوار الذي جرى ليلة امس الأول في مجلس الدوي بالمحرق أن التيار الديمقراطي بجمعياته الثلاث (المنبر التقدمي وجمعية وعد والتجمع القومي) ظل على الاقل تيارا متقدا طوال الثلاثين سنة الأولى من انطلاقته، وقد تجسد التقارب والتلاحم بين الجمعيات الثلاث في إطار (الاتحاد الوطني لطلبة البحرين) في الخارج، هذا عدا ما قاساه كوادره من الإبعاد والاعتقال، وهذا الظرف لعب دورا في تراجعه وليس في اجهاضه.
بروز التيار الإسلامي
كما ذكر آخرون أن بروز التيار الإسلامي في البحرين(جمعية الوفاق) بالذات جاء بعد قيام الثورة في إيران 1979، وما اتاحته من فرص للجمعيات الإسلامية أن تظهر لكنها مع الأسف لبست وشاح الطائفية على خلاف التنظيمات الديمقراطية الثلاثة التي خلعت عنها وشاح الطائفية منذ انطلاقاتها، بل أكدت وحدة الإنسان البحريني، ولا فرق بين سني وشيعي، فالكل متساوٍ، والأهداف واحدة والمعاناة واحدة.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بما لا يشوبه الشك ان التيار الديمقراطي قد مارس الوحدة الوطنية قولا وعملا، وهذا لا يعني سحب بساط الوطنية من تحت أقدام الجمعيات الإسلامية حيث مازال دورها متواصلا في رفض الفساد المالي والفساد الإداري، وتقاوم سياسة نهب الأراضي، وتعمل على وضع تشريعات جديدة من خلال عضويتها بمجلس النواب الذي تسيطر عليه.
المتحدثون الثلاثة
في مجلس الدوي بالمحرق، هذه المدينة العريقة بتاريخها، وتجسيدا للأخوة البحرينية، من التاسعة مساء حتى الحادية عشرة من المساء نفسه، كانت هذه الأفكار محطات حوار بين كل من الدكتور حسن مدن الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي والأستاذ إبراهيم شريف الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي والدكتور حسن العالي الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي، وشاركهم الكاتب شوقي العلوي بكلمة قصيرة فيما أدار الحوار الكاتب عبيد العبيدلي.. فماذا قال كل من المتحدثين؟.. وما هي أهم الأطروحات حول وحدة التيار الديمقراطي.. العوائق والحلول؟
ونود الإشارة هنا الى انتقادات وتعليقات وأسئلة الجمهور الذي ملأ قاعة تسع ما لا يقل عن 200 شخص، حرصوا على الحضور والمشاركة الفعالة، إيمانا منهم بأهمية هذا اللقاء، وما يمكن أن يساهموا به من ملاحظات وأفكار من اجل خير وتطور واستقرار البلاد ضمن إطار التطلع والتفاؤل بتحقيق الوحدة الوطنية، ونبذ الطائفية المقيتة.
ملاحظات عامة
وتلمس المراقبون والحاضرون أربعة أمور، هي، أولا: حضور نسائي لا بأس به، تمت الإِشادة بحضورهن وتعليقاتهن.. ثانيا: مطالبة المشاركين في الحوار بسرعة وتفعيل (وحدة التيار الديمقراطي) من خلال مؤتمر عام تدعى اليه الشخصيات الوطنية والمستقلة وغيرهم.. ثالثا: تأكيد أن نهضة مملكة البحرين ورقيها لا تكمن في وشاح التفرقة والعزلة بل في الوحدة الوطنية بعيدا عن المذهب والأصل والعرق.. رابعا: وحدة التيار الديمقراطي التي يتم العمل مسودتها حاليا يمكن ان تشكل نواة لتيار يقود النضال في عموم بحرين المستقبل.
وفيما يلي نستعرض على عجالة، أطروحات المتحدثين والمعلقين: بدءا بـ(شوقي العلوي)، قال: لقاء الجمعيات الديمقراطية متمثلين في المتحدثين الثلاثة يعبر حقيقة عن شيء جميل لتيار يأبى على نفسه ان يوصم بالمذهبية والعرقية، وقدم شهداء منهم على سبيل المثال: سعيد العويناتي، ومحمد غلوم ومحمد بونفور وهاشم العلوي وغيرهم، كما أشاد بدور كل من الباكر والشملان والعليوات من حركة الهيئة الوطنية عام 1956 منوها في هذا الشأن بأن حركة الهيئة كانت بعيدة عن التركيبة الطائفية.
وتساءل: لماذا اصبحت قضايا الوطن ينظر لها على أساس طائفي؟ فهل للظلم أو الفساد أو نهب المال العام من طائفة؟ وتابع نسمع عن تحرك وتنسيق بين الجمعيات الثلاث، فإلى أين وصل هذا الحوار؟
مدينة المحرق
الدكتور حسن مدن (المنبر التقدمي): ذكر ان مدينة المحرق تبقى على الدوام شعلة متقدة للحوار، ومصهرا لتبادل الأفكار حول القضايا التي تهم المواطن، وأضاف نتلمس الدور المسئول للتيار الديمقراطي، ونعي جيدا تراجع التيار للوراء قليلا أو كثيرا حسبما يراه كل شخص، ونعي جيدا كم كان لأجهزة أمن الدولة من دور في ضرب هذا التيار والوصول به الى حالات المنافي والسجون مما أثر في تراجع حراكه السياسي في الوقت الذي سمح للقوى الأخرى (الإسلامية) بالظهور.
وقال: نحن في التيار الديمقراطي ننتقد أنفسنا على هذا الوضع، فلربما لم نتعامل مع الأحداث بالشكل الصحيح مؤكدا هنا أن الحركة الوطنية نشأت في الخمسينيات، وانتهت قبل 20 سنة نتيجة التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي منها الثورة الإيرانية والنهوض الذي رافقها.
وتابع الدكتور مدن، عندما نقول التيار الوطني لا نقصد ان القوى الأخرى سواء كانت في خانة المعارضة أم في خانة الموالاة أنها قوى غير وطنية، فالكل وطنيون ويعملون ضمن تصوراتهم للبحرين واستقرارها، مشددا هنا على ان الصوت الوطني هو الذي يتجاوز الصوت الطائفي والمذهبي، ومما لا شك فيه أن القوى الموجودة في التيار الديمقراطي هي قوى تجاوزت العرقية والطائفية، وأنها تستلهم الوطن ووحدته في أفكارها وفعالياتها وبياناتها.
وضع اللبنات
الدكتور حسن العالي (التجمع القومي) قال: هذا اللقاء ترجمة فعلية لنقل موضوع الحوار من القاعات المغلقة الى الفضاء الأرحب، وبالتالي، تكون هناك فرصة للمعنيين للمشاركة في إبداء الرأي، واثراء الموضوع بما يؤدي الى وضع اللبنات الأولى لانطلاقة التيار الديمقراطي في البحرين.
وأوضح أن التيار الديمقراطي دفع به منذ عام 2006 لمواجهة الطائفية، وبالتالي فإن توصلنا الى قرار الحوار حول انطلاقة تيار ديمقراطي هو بحد ذاته خطوة كبيرة في مواجهة خطر يحدق بالوطن والأمة، وأماط اللثام بالقول: مع احترامي للجمعيات الإسلامية التي شغلت على أساس طائفي من خلال تركيبتها التنظيمية، فهذا الأساس يفتت الوطن منوها في هذا الصدد الى وجود 6 جمعيات تصب في هذا المجرى.
وأضاف: نحن في الجمعيات الثلاث نتلمس الخطر الطائفي، وندعو الى الخطاب السياسي الشامل البعيد عن النفس الطائفي، وندعو المواطنين الى الانضمام الى التيار الديمقراطي الذي نعمل عليه حاليا في الجمعيات الثلاث، ونتطلع إلى أن تكون هذه الجمعيات الثلاث (المنبر التقدمي وجمعية وعد والتجمع القومي) نواة لتيار وطني واسع، ونعمل على وضع رؤى مشتركة لإشهار هذا التيار في القريب العاجل.
الصراع ضد المستعمر
ابراهيم شريف (جمعية وعد) قال: لو رجعنا الى الوراء 100 عام من تاريخ البحرين، لوجدنا انه لم يكن هناك صراع بين طوائف البحرين من هولة وبحارنة وعجم، بل كان الصراع ضد المستعمر، وبرزت شخصيات ناضلت ضد المستعمر البريطاني، طالبت بالتحرر منه وجلهم من الوطنيين والقوميين، مثلما حصل في الهيئة الوطنية بقيادة الباكر والعليوات والسيد علي كمال الدين حيث ترافقت المطالب الوطنية بالشعور القومي العربي سواء في مطلب التخلص من المستعمر او ضد المرتبطين به.
وتابع شريف: نحن نشأنا في جيل الخمسينيات والستينيات، وعاصرنا انتفاضة 1965، اندمج البحرينيون فيها شعبا واحدا، مشيرا الى أنه لما يقول البحريني: "أنا بحريني، يعني أنا عربي"، ولم يكن هناك مجال لهذا سني وهذا شيعي، وقد تلمسنا ذلك في المناهج الدراسية ومارسناه في العمل وفي السياسة، متمسكين ببحرينيتنا وبعروبتنا.
وكشف أن التيارات الإسلامية كانت ضعيفة إبان عام 1973 فيما وضع عدد من أبناء التيار الديمقراطي بالسجون في عام 1975 وذلك بعد قرار حل أول مجلس وطني.
بداية ضعف التيار
واستدرك من جهة أخرى، لكن الذي جرى، أنه في عام 1979، قامت الثورة الإسلامية في إيران، وجاءت المساحة أوسع للتيار الإسلامي مع ضرب التيار الديمقراطي الذي بدأ إضعافه في تلك الفترة مقابل تشجيع التيارات الإسلامية، وتشكل تيار إسلامي شيعي معارض رافقه تيار إسلامي سني موال.
واستمر الحال حتى عام 2001 حين بدأت بوادر الإصلاحات في مملكة البحرين، مشيرا الى دور كل من الشيخ عبداللطيف المحمود والشيخ عيسى الجودر كمناضلين من اجل استقرار ووحدة وتقدم البلاد، تلاها حصول انتخابات نيابية، وجدنا فيها أن التيار الديمقراطي غير ممثل في المجلس.
وطرح شريف هنا في خضم الحديث عن التيار الديمقراطي والحوار حول انطلاقته عدة تساؤلات منها: أولا: كيف تتطور القوى الديمقراطية لوضع خريطة عمل موحد في البحرين ؟.. ثانيا: ما مدى ضبط التحالفات التي نسجت بعد عام 2000؟.. ثالثا: ما هي إسهامات الجمعيات والشخصيات غير المنظمة في الوثيقة التي يتم تدارسها بين القوى الثلاث الديمقراطية؟.. رابعا: ما هي آليات العمل؟ وما هي المحطات القادمة؟.. خامسا: ما هو موقف التيار المكون من مؤسسات المجتمع المدني من تشكيل تيار ديمقراطي؟
تعقيبات الحضور
استهل التعقيبات (إبراهيم المناعي) من أهالي المحرق، فقال: إن الخلافات بين الجمعيات الثلات قائمة على قدم وساق، ومن جانب آخر، فإن سقف المطالب لدى هذه الجمعيات لا يتماشى مع أرض الواقع، قاصدا بذلك مطلب تداول السلطة، واضاف: نحن لا نوافقكم على هذا المطلب.
تبعه النائب جلال فيروز، وذكر انه في التسعينيات توحد رجال الدين الشيعة والسنة في العمل على "العريضة الشعبية"، وأجهضوا ما عمل المستعمر على العمل به (فرق تسد) وكانت الحكومة تضغط بعد حصول هذا اللقاء والتقارب بين الطائفتين. منوها أيضا الى رفض الشيخ عبدالامير الجمري لرفض طلب الحكومة في عدم تعامله مع قوى اليسار.
وفي عام 2001، حين ظهرت جمعيات اليسار، لأنها كانت ممثلة لما يلي: المنبر التقدمي ممثلا لجبهة التحرير، والتجمع القومي ممثلا للبعثيين، وجمعية وعد ممثلا عن الجبهة الشعبية مشيرا في هذا الصدد الى أن تيار الوفاق أراد منه مؤسسوه ان يكون تيارا جامعا ووفاقيا لجميع القوى الوطنية في البحرين.
وجود خلافات في التيار
ومن جهة أخرى، علق الكاتب محمد الكويتي في مداخلة مفادها أن هناك شعورا عاما لدى المواطن البحريني تجاه القوى الديمقراطية او الليبرالية أو القومية بأنها تعج بالخلافات بينها، وأنهم غير قادرين على توحيد أنفسهم، وتناسوا المجتمع الذي ينتظر دورهم، وأضاف: وفي المقابل فإن التيارات الدينية وإن كانت صادقة إلا أنه لا يمكن أن تتجاوز طائفتها، لذا فإن الأمل معقود على التنظيمات الديمقراطية في أن تبدأ بالتسامي على خلافاتها كنقطة للانطلاقة.
فيما عقب الصحفي علي صالح بالقول: "فيه تيار وطني وليس تيار ديمقراطي"، مشيرا الى ان الدكتور حسن مدن (المنبر التقدمي) أشار في لقاء صحفي إلى ان الجمعيات الثلاث التي هي نتاج (الجبهة الشعبية وجبهة التحرير وحزب البعث)، ناضلت ضد المستعمر ولها تاريخها وكوادرها، ناضلت من أجل طرد المستعمر وليس من أجل إقامة الديمقراطية، وما نراه من تحرك في الظرف الراهن ما هو إلا عبارة عن عملية لم الشمل من جديد وذلك على اعتبار ان الجمعيات الثلاث خرجت من رحم "وعد" حين تم انشاؤها عام 2001،. وهنا تدخل مدير الندوة لإيقافه بحجة أن وقته انتهى، مما اثار ربكة ومطالبة بإعطائه وقتا اضافيا ليكمل حديثه.
وقال أحد أبناء المحرق واسمه (صلاح) إنه كان منتميا إلى أحد التنظيمات الإسلامية فترة من الزمن، وتردد انه إذا كان العدل في دولة إسلامية، فالله يبارك في هذه الدولة، واذا كان العدل في دولة غير مسلمة، فالله لا يبارك لهذه الدولة، فهل هذه عقيدة صحيحة؟ أليس هذا استخفاف بعقول الناس، فالعدل واحد أينما كان وفي أي دولة، وتابع، لذا فإني اتساءل: هل ما قامت به الحكومة من إصلاحات جاء برضاها أم بضغط من الخارج؟
يساري ملتزم بالدين
ثم جاء دور النقابي (علي البنعلي) للحديث، وقال: نحن مسلمون .. انا شخص يساري، ولا أرى تناقض في ذلك، ولم نبتدع مسألة الخمور، بل أجد نفسي متحفظا وملتزما بأصول الدين، ولا غبار على ذلك، منوها إلى انه ليس بالضرورة ان تكون في تنظيم إسلامي حتى تكون ملتزما بالدين.
وانتقل، مع الأسف أن الطأفنة السياسية في الحركة العمالية تتصاعد، منوها إلى أن للوفاق 6 ممثلين، اصبح لهم 8 ممثلين مقابل 4 لجمعية وعد وأصبحوا 2 فقط، وأتساءل على ماذا نختلف؟ مشيرا في الوقت ذاته بإمكانية التحالف مع قوى دينية إذا كانت تتبنى العدل والمساواة بين الرجل والمرأة.
امرأة من اللواتي حضرن، طلبت الكلام، فأتيحت لها الفرصة، وتساءلت: هل دوركم (كجمعيات ديمقراطية) ينحصر في التنظيمات السياسية، هل طرح التلاقي على القوى الاسلامية، وهل وضعتم منهجا واقعيا يشمل الوطنيين والإسلاميين وغيرهم؟
كما كانت للمهندس (عبدالنبي العكري) مداخلة حول موضوع الحوار بين الجمعيات الثلاث المكونة للتيار الديمقراطي، فقال: لم يكن تحالف المعارضة تحالفا اندماجيا، وكان التيار الديمقراطي يجري حوارات مع بداية 2001 مع التيار الإسلامي الشيعي، ومنوها الى أن المشكلة تتجلى في أن في كل تيار.. تيارات أخرى (تعددية).
وتساءل: هل هناك مرحلة محددة للوصول الى مرحلة نهائية، والى شكل من إشكال العلاقات ينعكس ذلك على أرض الواقع في العمل النقابي والسياسي والمدني؟ فيما تدخل عبدالجليل النعيمي (من المنبر التقدمي) بالقول ان الاصطفاف على أسس طائفية ليس صحيحا.. كما ان القول إن التيار الوطني ليس تيارا ديمقراطيا، هو الآخر طرح غير صحيح، وطالب بالتأني في اختيار الكلمات.
القضايا المدنية
وشاركت احدى الحاضرات بتعليق حول موضع الحوار، بالقول: لم ينحصر دور التيار الديمقراطي منذ الخمسينيات في العمل السياسي، فقد شارك وأسس جمعيات مدنية تهتم بقضايا المرأة، والتعليم، ومكافحة الامية، ورعاية الطفولة والأمومة وبالتوعية في مجالات مختلفة في القرى والمدن بغض النظر عن كونها قرى سنية ام شيعية، فلقد كان هدفها هو تطوير المجتمع البحريني، وعلى هذا الأساس، فإننا نرى أن ملف الأحوال الشخصية وإقراره بالمجلس النيابي، جاء لنصف المجتمع، بينما نريد كنساء قانونا موحدا لجميع نساء مملكة البحرين.
وفي تعقيب لـ "أبوعمر"، موجها كلامه الى المتحدثين الثلاثة، جاء فيه، بغض النظر عن المشروع الذي تسعون اليه، إلا اني أسألكم: الى متى ستظلون متقوقعين؟ والى متى تعوزكم الدماء الشابة؟
تأكيد اللقاء
كما أتيحت الفرصة للمستشار العمالي (محمد المرباطي) للحديث، والتعليق على ما تم طرحه من أفكار من مختلف الاتجاهات، فقال: ليس صحيحا ان عضوا من المنبر التقدمي وعضوا من وعد لا يمكن ان يلتقيا، مشيرا الى فترات النضال السابقة حين كان التنظيمان يعملان في الخارج، وقياداتهما تلتقي باستمرار، استطاعا ان يكون لهما فريق عمل واحد، وناطق رسمي واحد، وجريدة واحدة؟ وكان هذا التلاقي عبارة عن تجسيد لإطار تنظيمي واحد لكوننا نحمل أهدافا مشتركة ومتقاربة ما لم نقل واحدة.
وطالب الجميع ومن ضمنهم الإسلاميون بأن يتوحدوا، مشددا هنا على أهمية القوة في التوحد وليس في الفرقة، تبعه فاضل الحليبي (المنبر التقدمي) بالتعقيب بأن وحدة التيار الديمقراطي تكون مفتوحة لتشمل المستقلين وأن التيار ليس ضد الإسلاميين، منوها إلى أن التراجع الذي حصل للقوى الديمقراطية هو في كيفية تجاوز أجواء العمل السري الى أجواء العلنية، مشددا في نهاية تعقيبه على أن البحرين هي للجميع ولا يجوز الانقسام حول قضايا الوطن ونهضته وتقدمه.
الاختلاف ظاهرة صحية
ونختتم متابعتنا للندوة (آفاق وتحديات التيار الديمقراطي) بمشاركة من الكاتبة (منى عباس)، جاء فيها أن الاختلاف ظاهرة صحية، وأن التنازل لا يفترض ان يكون من جانب واحد، فبالتالي أن على الطرفين الديمقراطي والإسلامي أن يتنازلا لبعضهما من اجل مصلحة الوطن، وأنها كامرأة لا تستطيع الجلوس مع أخيها الرجل إلا عندما يغير كلانا من سلوكياته نحو التوازن والعقلانية والحرص على حب الوطن وتحت خيمته الوطنية.
كانت هذه مجمل الآراء، والتداولات التي طرحت خلال ندوة التطلع إلى وحدة التيار الديمقراطي بمجلس الدوي ليلة أمس الأول، شاعت فيها روح الاخوة والعقلنة بين المتحاورين على اختلاف مشاربهم، لكنهم اتفقوا على أن لا مناص من خيمة الوطن وليس خيمة المذهب، ونود أن نشير في الختام الى ان تصلب مدير الندوة (احيانا) أوجد وضعا غير مريح لدى البعض.