فخرو» يدعو «السداسي» لميثاق وطني لنبذ الطائفية
و يشدد على ضرورة ترجمة «المواطنة» في الواقع
دعا المفكر السياسي والوزير السابق د. علي فخرو «التجمع السداسي» لعمل ميثاق وطني يدعو إليه كل الفعاليات السياسية والأهلية والمهنية والإعلامية لتحريم الخطاب السياسي الطائفي وجعل كل الأطروحات السياسية بعيدة عن الحس الطائفي والمذهبي حتى لا يبقى في البحرين أي نوع من الخطاب الطائفي الذي بدأ يمزق هذا المجتمع .
وذكر في ندوة بمجلس الأمين العام للتجمع القومي د. حسن العالي أن الفترة التي تمر بها البحرين عصيبة وآن الأوان لأن يتحرك شعب البحرين لتوحيد الصف وتعزيز الوحدة الوطنية، لأن هناك جهات تتعمد إيجاد الإنشقاق الطائفي.
وشدد على ضرورة محو جميع الفروقات القائمة على أسس مذهبية وطائفية في المجتمع هذه الجهة يجب أن تفرغ أمر آخر هل يمكن إيجاد واجهة وطنية تعمل على محو هذه الفروقات في المجتمع وتبعد نفسها عن الأشياء التي تمزق هذا المجتمع.
وقال فخرو «إبان حكم الاستعمار حاولت بريطانيا التفريق بين الشيعة والسنة من أجل أن تحكم من خلال إنتهاجها لـ «فرق تسد» إلا أنها عجزت عن إيجاد ثغرة بين الطائفتين وكان نجاحها محدودا وهامشياً إضافة إلى أن الهيئة الوطنية في الخمسينات وبالرغم من الاستعمار استطاعت إيجاد توحد وتأسيس نضاليات وتراص في الصفوف بشكل كبير في البحرين آنذاك».
وتساءل فخرو «لماذا لم يستطع الاستعمار إيجاد شقوق كبيرة في المجتمع بينما نجد أن الموضوع يتفجر بأشكال أخرى في هذه الفترة؟، من المفترض أن تنتهي كل الخلافات الموجودة إبان الاستقلال الوطني». وأضاف «في أيام الاستعمار لا استطيع طرح موضوع كالمواطنة، ولكن بعد الاستقلال كان يجب أن يكون الموضوع الأساسي أن لا مقياس إلا مقياس المواطنة والعدالة والمساواة في الحياة والتعليم والصحة، حينئذ لن يحتاج أي إنسان لأن يتوجه لأي جهة فرعية أو طائفية لتحميه ما دامت الدولة تقدم له جميع الخدمات».
وذكر أن القضايا الفرعية والطائفية لم تنحصر في البحرين فقط بل في جميع المناطق العربية التي تفجرت فيها القضايا المذهبية بصورة بشعة وقبيح كما يحصل في العراق ولبنان.
وقال فخرو «لم نتصور أن الاستقلال سيأتي بمزيد من التمزق في المجتمعات العربية، حتى أصبحت كل فئة تحتمي بجماعتها من أجل أن تحصل على حقوقها، ونحن في البحرين نواجه حقيقة هذا الأمر نحن في الواقع ويجب إيجاد حلول سريعة لجعل الشعب كله تحت مظلة «المواطنة» لا الطائفة».
وأشار إلى أنه يجب الانتقال من ترديد «المواطنة» إلى تطبيقها بصورة عملية مشيرا إلى أن هناك خطوات عملية يجب التفكير فيها وأن الحركات السياسية في البحرين مسؤولة عنها بنسبة معينة، لاسيما تلك الحركات المنغلقة على مذهبها.
وأكد فخرو أنه لا يحق لجماعة سياسية أن تحصر أعضاءها بمذهب أو فئة معينة مشددا على ضرورة أن تكون أعضاء جميع الحركات السياسية ممثلة لكل البحرين بلا استثناء.
من جانبه ذكر الأمين العام لجمعية التجمع القومي والمرشح للدائرة السابعة من المحافظة الشمالية د. حسن العالي أن البحرين في الأساس هي شعب واحد متآلف ومتآخٍ لا يعرف أيا من الطائفية أو الانشقاق أو الانقسامات لكن مع جملة التطورات السياسية والإقليمية وبحكم الوضع المحلي وتداخل المصالح أصبح هناك إصرار على تقسيم الشعب إلى طوائف.
ورأى أن الحديث اليوم عن الوحدة الوطنية ازداد أهمية نتيجة للأحداث الأمنية الخطيرة التي تعصف بالبلاد، والتي تقف وراءها العديد من الأسباب لكن يحاول أن يصورها البعض بالشحن الطائفي وبالصراع.
وأضاف «نتيجة للخلفيات التاريخية والوطنية، يتجدد الحديث عن أهمية الوحدة الوطنية، لذا يجب أن نضع نصب أعيننا هذا الهدف السامي لأن لا مستقبل للبحرين دون الوحدة الأصيلة».