1 – بإستشهاده، تحرر صدام حسين من قيد المكان والزمان ليصبح رمزا يستلهم منه شعب العراق والعرب والإنسانية معاني الصمود والإصرار على هزيمة البغاة والمتجبرين. صدام حسين والعراق تفردا بمواجهة الإمبراطورية الأمريكية وهزماها، وفتحا الباب لإنتصارات الإنسانية الحالية والقادمة على الطغيان الأمريكي والعولمة الرأسمالية والصهيونية العالمية.
2 – إختلف صدام حسين عن جميع معاصريه من قادة الدول بإنه كان لا يداهن ولا يكذب ولا يخاف. صدام حسين قاد العراق في فترة متغيرات دولية كبرى تفرض على القائد مواجهة تحديات مصيرية، فإما أن يكون وفيا لمبادئه فينال رضا ربه وشعبه ويخلده التاريخ، وإما أن يتخلى عن المباديء وتتجاوزه الأحداث ويصبح نسيا منسيا.
3 – صدام، كان إسما على مسمى، في وقت السلم كانت تنميته إنفجارية نقلت العراق من خانة الدول النامية الى حدود الدول المتقدمة، وفي زمن الحرب كان علقما لإعدائه. خاض حروبا عديدة. يقول مبغضوه إنه أقحم العراق في هذه الحروب. والحق إن هذه الحروب كانت مفروضة على العراق وصدام. العراق وصدام حسين تصديا لإطماع إيران المبتدعة المعتدية، وتصديا لشيوخ الكويت الذين غدروا بالعراق، ولإمريكا الباغية، وكان ذلك قدر العراق وصدام.
ألم يكن عهد الإمام علي (ع) كله حروبا، وحروبا داخلية على وجه التحديد. ولم يتنقص من الإمام عليّ (ع) أنه دافع عن وحدة الدولة الإسلامية بوجه من تمردوا عليها، فحارب الخوارج المبتدعين وحارب معاوية الطالب زورا بالثأر لعثمان وحارب طلحة والزبير اللذين سقطا في الفتنة. ورغم نزوع الإمام علي (ع) للسلم ودعوته الخارجين على ولايته الى الإحتكام لكتاب الله وسنة نبيه وتحكيم عقلاء الأمة، إلا أنه كان في النهاية مضطرا لإشهار سيفه لدفع الفتنة والحفاظ على وحدة الأمة.
ونسأل الطائفيين مبغضي صدام حسين، لو كانوا مستشارين للإمام علي (ع) هل كانوا إقترحوا عليه أن لا يعزل معاوية من ولاية الشام لإرضائه، وأن يجزل العطاء لطلحة والزبير لتحييدهما، وأن يستميل الخوارج لإستخدامهم ورقة ضغط ضد منافسيه؟ ولو كان عليا (ع) فعل ذلك، حاشاه، فهل سيبقى عليا؟ وهل كان سيخلد ذكره شامخا في التاريخ وملهما للإنسانية في الدفاع عن الحق ومقارعة الظلم؟
4 – صدام حسين، كان كجده الإمام على (ع) ينزع للسلم ويدعو له. ولم يخض حربا إلاّ إضطرارا، وكان حتى في خضمّ الحرب يدعو الى السلم.
عندما رد العراق وصدام حسين في 22/9/1980 على عدوان إيران لم يعلناها حربا مفتوحة، بل أراداها رسالة لإيران أن توقف عدوانها. وعندما أصدر مجلس الأمن قراره 479 في 28/9/1980، أي بعد ستة أيام من الرد العراقي، مطالبا بوقف إطلاق التار الفوري والدخول في مفاوضات، قبله العراق وصدام حسين حقنا لدماء المسلمين لكن إيران رفضته، كما رفضت إيران ستة قرارات تالية من مجلس الأمن آخرها القرار 598 في 20/7/1987،ثم قبلته مضطرة بعد أكثر من عام من صدوره نتيجة إنهيار جيشها. وهنا أيضا لم يستثمر العراق وصدام حسين إنهيار الجيش الإيراني لتحقيق مكاسب إقليمية على حساب إيران، بل وافقا على وقف إطلاق النار حال موافقة إيران عليه.
وعندما بدأت الكويت بخنق العراق إقتصاديا من خلال زيادة إنتاجها النفطي خارج حصتها المقرة في الأوبك وإمعانها في سرقة نفط العراق، حذّرها العراق وصدام حسين مرارا، لكنها تمادت وعندها لم يعد هناك من خيار غير إستخدام القوة لمنع خنق العراق.
وبعد دخول القوات العراقية الكويت بأيام قليلة أعلن العراق وصدام حسين الإستعداد للإنسحاب من الكويت وبدأت فعلا بعض القطعات العراقية بالإنسحاب، لكن الولايات المتحدة أغلقت الباب أمام أي حل سياسي للمشكلة وأصرت على الذهاب للحرب وفرضت العقوبات الشاملة وبدأت إستعداداتها للهجوم على العراق، فما كان من العراق وصدام حسين إلا قبول التحدي الأمريكي لإن البديل كان الخضوع للإملاءات والهيمنة الأمريكية.
ولمّا فشلت أمريكا في إسقاط العراق وصدام حسين بالحصار وبعدوان 1991 وبمناطق حظر الطيران وبغيرها، أخذت تتحدث عن خطط لغزو العراق تحت ذريعة إزالة أسلحة الدمار الشامل. وعندها سعى العراق وصدام الى تجنب الحرب بكل الوسائل المشروعة. وتعاون العراق مع المفتشين للتأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وأرسل الرئيس صدام حسين وزير خارجيته الدكتور ناجي صبري الى نيويورك ليلقي الحجة أمام قادة العالم كله. وقال الرئيس صدام حسين في الكلمة التي ألقاها ناجي صبري بإسمه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم19/9/2002 الآتي (تريد الولايات المتحدة أن تدمر العراق من اجل أن تسيطر على نفط الشرق الأوسط وبالتالي تسيطر على سياسة العالم كله فضلا عن سياساته النفطية والإقتصادية…. وها أنا ذا أعلن أمامكم أن العراق خال تماما من جميع الأسلحة النووية والكيمياوية والبايولوجية).
5 – لكن العراق وصدام حسين في سعيهما لتجنب الحرب كانا دائما حريصين على أن هذا السعي لا يثلم العقيدة. ولنأخذ أربعة أمثلة على ذلك :
المثال الأول، عندما فرض الحصار الجائر على العراق طلبت أمريكا من العراق وصدام حسين الإعتراف بإسرائيل، أو على الإقل الإقرار بحقها في الوجود وسيكون الثمن المقابل هو رفع العقوبات وإعادة ما اخذته الكويت من العراق من تعويضات وأراض ومياه وإنهاء مناطق حظر الطيران وإعطاء العراق صفة الدولة الأولى بالرعاية، فأجاب العراق وصدام : تحيا فلسطين من النهر الى البحر
والمثال الثاني، عندما وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول، تسابق العالم لتعزية أمريكا وإقترح بعض السياسيين أن يعزي العراق الإدارة الأمريكية. رفض صدام أن يعزي الحكومة الأمريكية التي تقتل المئات من أطفالنا كل يوم بالحصار وبالغارات الجوية المتواصلة في منطقتي حظر الطيران، وأمر السيد طارق عزيز أن يرسل برقية تعزية الى الطيبين من الشعب الأمريكي فقط عن طريق منظمة (أصوات في البرية) التي تقودها الناشطة ضد الحصار السيدة كاثي كيلي.
والمثال الثالث، عندما سعى رؤساء لجان التفتيش، أيكيوس وبتلر وبليكس والبرادعي، أن يلتقوا بصدام حسين. وقالوا إن رؤساء الدول يتمنون لقائنا فلماذا لا يقبل رئيس الدولة التي نتعامل معها أن يلتقينا؟ فكان جواب صدام حسين قاطعا، لا اصافح يد رؤساء فرق التجسس وإدامة الحصار علي العراق.
المثال الرابع، عندما عرض بوش قبل الغزو على صدام حسين والقيادة الوطنية العراقية المغادرة وتسليم العراق للأمم المتحدة، أجاب صدام حسين بقوله (أيها السادة إن صدام حسين وقيادته جاء بهم قدرهم الى المسؤولية ثوارا مجاهدين عند خط البداية، بعد أن إتكلوا على الله الواحد العظيم، وأكد شعبهم تمسكهم بصدام حسين ورفاقه… وإن الشعب الذي جاهد وقدّم أغلى التضحيات تحت قيادة صدام حسين وقيادته الجماعية، لن يتخلى عن قيادته إستجابة لرغبة هذا أو ذاك كائنا من يكون).[ من رسالة الرئيس الشهيد صدام حسين الى المجاهد عزت إبراهيم في الرابع من آذار 2003.أنظر مقالنا هذه هي الحقائق حول مبادرة الشيخ زايد].
6 – الحقائق أعلاه تفيد في تفسير كيف إستطاع العراق وصدام حسين أن يهزما أمريكا ليس كجيش غاز فحسب بل وكإمبراطورية وكقطب دولي أوحد.كان العراق وصدام حالة فريدة في التاريخ المعاصر فاجأت الأمريكان. أمريكا بنت حساباتها على موازنة القوة المادية، ورأت أن تغيير النظام السياسي في العراق أمر سهل وسبق لها أن جربته في دول كثيرة أخرى بحجم العراق، لكنها إكتشفت أن العراق وصدام ظاهرة فريدة في التاريخ الإنساني.
لقد الحق العراق وصدام أقسى هزيمة بأمريكا منذ تأسيسها عام 1776 وأنزلاها من علياء (القطب الدولي الأوحد) الى درك (المنبوذ الدولي الأوحد). والعراق وصدام يقوضان حاليا ما تبقى من ركائز الهيمنة العسكرية والسياسية والإقتصادية لواشنطن على العالم. وما الأزمة المالية الحالية إلاّ مظهر من مظاهر هذه الهزيمة. إن أنتصارات العراق وصدام أحدثت تغييرا جوهريا في البنية الاستراتيجية للمنطقة والعالم، وهيأت لإعادة التوازن تدريجيا الى النظام الدولي.
7 – والسؤال هو كيف جرى ذلك، وهل كلامنا هذا مجرد شعارات أم نستند الى وقائع وحقائق؟ وأجيب إنها كبرى معارك الإنسانية التي أريد طمسها، والتي يجب على شرفاء هذه الأرض البحث المعمق فيها وإستخراج حقائقها من بين ركام الأكاذيب التي تضخها ماكنة الدعاية الأمريكية- الصهيونية.
8 – البعض يعتقد أن مواجهة العراق وصدام لإمريكا بدأت بغزو أمريكا للعراق عام 2003، وهذا غير صحيح. لقد بدأت المواجهة عام 1990 يوم تربعت أمريكا على عرش العالم بعد أن أسقطت الإتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي وجدار برلين وإنهار نظام القطبية الثنائية وبرز نظام القطب الأمريكي الواحد الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة الأميركية منفردة على النظام الدولي. وقتها ظنت الولايات المتحدة، بتأثير غرور القوة وإفتقادها العمق الحضاري، أن العالم أصبح طوع بنانها. وتوقع منظرو هذه الإمبراطورية أن يكون القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا بإمتياز.
وكان أول إمتحان للهيمنة الإمبراطورية الأمريكية على العالم هو العراق.فقد دفعت أمريكا الكويت لخنق العراق إقتصاديا، ورد العراق صاع الكويت بصاعين ودخلت القوات العراقية الكويت. وقتها تساءل العالم هل ستتصرف أمريكا إزاء هذه الأزمة وفق مسؤولياتها لحفظ السلم والأمن الدولي بموجب مباديء ميثاق الأمم المتحدة، أم وفق أجندتها السياسية المبنية على الهيمنة وإحتقار القانون.
9 – ولم ينتظرالعالم طويلا لسماع جواب أمريكا، فقد دشنت أمريكا هيمنتها على العالم وعلى المؤسسات الدولية بإستخدام مجلس الأمن الدولي أداة ليس لإستعادة السلم والأمن الدولي، بل للإنتقام من شعب العراق وتدمير دولة العراق، فكان الحصار الشامل الذي هو جريمة إبادة بكل المقاييس، ثم جاء عدوان 1991 الذي إستخدمت فيه امريكا ما يعادل سبع قنابل نووية لتدمير كل البنى الأساسية للحياة والإقتصاد في العراق. وتسائل العالم من جديد : هل كانت امريكا بحاجة الى إنزال كل هذا التدمير بالعراق، أم أم أنها مصابة بعقدة نقص تدعوها للجوء المفرط وغير المبرر للقوة لترهيب الآخرين.
10 – وبعد أن دمرت أمريكا مصانع العراق ومصافيه وجسوره ومدارسه ومستشفياته وأعادته الى عصر ماقبل الصناعة حسب تهديد جيمس بيكر، وبعد أن إنسحب العراق من الكويت، واصلت أمريكا حصارها الشامل ضد العراق. وكانت تبني سياساتها على إحتمال إنهيار الدولة وسقوط النظام في أي لحظة، بإعتبار أن تدمير البنى التحتية والحصار أفقد العراق مقومات ديمومة الدولة.
والحق يقال، لو أن بلدا غير العراق وقائدا غير صدام تعرضا لمثل هذا الحصار والتدمير لتفككت الدولة وغرق البلد في الفوضى. لكن العراق بقيادة صدام صبر وصابر وصمد، والعالم كله يتسائل لماذا يستمر قتل أطفال العراق بالحصار، فتجيبهم مادلين البرايت إن موت نصف مليون طفل عراقي هو ثمن مستحق لإستمرار العقوبات، وينتفض مواطن امريكي بوجهها ويقول لها أنت مجرمة حرب وأسوأ من عتاة النازية.
11 – ويوما بعد يوم، ومع صمود شعب العراق، تتزايد مشاعر الكراهية للسياسات الأمريكية وللمسؤولين الامريكيين في العالم. وإستطاع العراق بإمكانياته المتواضعة أن ينقل رسالته لشعوب العالم، وخرجت مظاهرات مليونية تطالب برفع الحصار عن شعب العراق، وحتى الأمم المتحدة شعرت بالعبء وصرح مقرر لجنة حقوق الإنسان فيها السيد بوسويت إن العقوبات على العراق هي جريمة إبادة وجريمة ضد الإنسانية برأي الكثيرين.
12 – ومع الحصار إستخدمت الولايات المتحدة مفتشي الأمم المتحدة لإهانة شعب العراق وللتجسس على قيادته ولخلق الذرائع لإستمرار الحصار. وكان العالم يسمع ويرى ويتسائل، لماذا أمريكا ترسل جواسيسها الى العراق مرتدين قبعات الأمم المتحدة؟ وأين هو السلوك المتحضر والقانون الذي تدعي الدفاع عنه؟ وتتجاهل الولايات المتحدة دعوات العالم لها بالإتزان والعقلانية وإحترام القانون وتضل سادرة في غيها يهيمن عليها هوس إسقاط العراق وصدام. والعراق وصدام صامدان يحفران بتؤدة قبور المتغطرسين أعداء الحضارة.
13 – وكانت مناطق حظر الطيران مثال آخر على إحتقار الولايات المتحدة للقانون الدولي. وكانت دول العالم تحتج على ذلك (بإستحياء) والأمين العام بطرس غالي يعلن أنها غير شرعية، والولايات المتحدة مستمرة فيها كوسيلة لتشجيع المتمردين على العراق ولتحديد مكان تواجد صدام حسين في لحظة معينة لتتخلص منه بغارة واحدة.
14 – وكالمقامر الذي يشعر أنه خسر الكثير ولا بد من مواصلة المقامرة لإستعادة ما خسر، واصلت الولايات المتحدة رهانها لإسقاط العراق وصدام حسين، وإستغلت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 لتقول إن إستمرار سكوتها على أسلحة الدمار الشامل العراقية لم يعد ممكنا بعد أن ظهرت مخاطر وصولها الى الأرض الأمريكية. وذكر بوش في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 12/9/2002 الآتي (صدام حسين تحدى كل الجهود ولا يزال يطور أسلحة الدمار الشامل، والمرة الأولى التي قد نصبح فيها متيقنين من أن لديه أسلحة نووية هي عندما يستخدم أحدها). وبدأ الإستعدادات لغزو وإحتلال العراق. ووقف الرأي العام العالمي ضد نويا العدوان الأمريكية.
15 – وبغزوها العراق في 20/3/2003 أطلقت الولايات المتحدة رصاصة الرحمة على إمبراطوريتها. وبدأت المقاومة العراقية تسترد من الأمريكان دين ثلاث عشرة سنة من العقوبات والقصف الصاروخي والجوي. كان العراقيون يتشوقون للتماس المباشر مع قاتلي أطفالهم، وها هو القاتل قد جائهم بقدميه غازيا. وكان صدام حسين يقود المقاومين، فحلت بأمريكا الكارثة الكبرى : آلاف القتلى ومثلهم من المنتحرين وعشرات الألاف من الجرحى منهم عشرون ألف مصاب بضرر بالغ في الدماغ وتدمير وإهانة الآلة العسكرية الأمريكية وخسارة ثلاثة تريليون دولار وسقوط هيبة الإدارة الأمريكية أمام الشعب الأمريكي وهزيمة بوش وحزبه في الإنتخابات، وسقوط الهيبة الدولية للولايات المتحدة، وإنهيار نظام القطب الواحد وظهور عالم متعدد الأقطاب. روسيا عادت لاعبا قويا في الساحة الدولية خاصة بعد أن لقنت عملاء أمريكا في القوقاز درسا قاسيا، وكذا عادت بقية الأقطاب الدولية تلعب دورها كالصين وألمانيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. ولم تعد أمريكا تتحكم بمسار العلاقات الدولية، ولم يعد مجلس الأمن طوع بنانها بعد أن قلع العراق وصدام حسين أنيابها، واصبحت أمريكا تتوسل وتغري وتتنازل لتصدر قرارا باهتا من مجلس الأمن ضد إيران. ويكفي العراق وصدام حسين فخرا أن وولفوفيتز أحد أكبر مهندسي العدوان على العراق يصرح لصحيفة "داي زايت" الالمانية في عددها ليوم 23/10/2008 قائلا (قبل الإحتلال لم نكن نعرف العدو، ولم تكن لدينا أدنى فكرة عن حرب المتمردين ويبدو أن صدام حسين قد أعد لهذه الحرب منذ زمن طويل). ووصف زبجنيو برجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس السابق جيمي كارتر مأزق أمريكا في العراق بقوله (إنها كارثة تاريخية وإستراتيجية وأخلاقية)، وقول ريتشارد بيرل المستشار السابق في البنتاغون (اردنا ان نكون المحررين، لكننا اصبحنا بعد خمسة او ستة اشهر القوة المحتلة والمستهدفة)، وإعتراف البرايت وهولبروك بإن هزيمة أمريكا في العراق هي أسوأ من هزيمتها في فيتنام، وإقرار ريتشارد هاس بأن أمريكا لا تستطيع حكم العالم وحدها وأن الحرب على العراق أنهت نظام القطب الواحد وسببت مشاكل أمريكا المالية، وآخرها إعتراف جورج بوش يوم 1/12/2008 بان اشد ما يؤسفه في فترة رئاسته هو معلومات المخابرات الخاطئة بان العراق كان يمتلك اسلحة دمار شامل. وهذا الإعتراف لوحده يكفي لإدانته بجرائم الحرب وفرض التعوضات على أمريكا.
16 – والسؤال الذي يبرز مع أفول الإمبراطورية الأمريكية بفترة قياسية تجاوزت فيها ظهور وإنهيار (دولة الخروف الأبيض) هو : ماذا لو لم يقرر العراق وصدام حسين مواجهة الطغيان الأمريكي؟
17 – وخير الختام هو قول الشاعر:
يا أمتي لا تلدي إلاّ كصدام … أو فإبقي على عقم
موقع الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية