بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقاومة العراقية تمكن روسيا من استعادة مكانتها القوية أمام أمريكا وحلفائها.. وروسيا تساعد في ابراز أمريكا ضعيفة منهزمة لا تقوى على حماية حلفائها الجدد في أوروبا الشرقية لأنها غارقة في مستنقع العراق وأفغنستان
أمريكا في 20 مارس 2003م غير أمريكا في أغسطس عام 2008م… كانت أمريكا عام 2003 تصول وتجول وتعلن أنها قائدة لما أسمته بالنظام العالمي الجديد خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.. وبلغ بها تيهها وغطرستها وتجبرها أن تغزو العراق تحت مبررات كاذبة لم تثبت أمام مجلس الأمن أنها صحيحة.. لقد رأت في دولة العراق في ظل الرئيس المجاهد صدام حسين بأنها الدولة التي تحتفظ بسيادتها ولا تفرط فيها بل الدولة الوحيدة القوية في امكانيتها التي تدعم شعب فلسطين بلا شروط والتي نددت باحتلال أمريكا لأفغانستان واعتبرته غزواً استعمارياً.. لذلك قررت غزو العراق بموافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأمريكي ولم تعر مجلس الأمن أية اعتبارات رغم أن من أعضائه روسيا والصين الشعبية وهما كما يبدو للعالم في الطرف النقيض لها، لكن قوة أمريكا الكاسحة المدعمة بأجهزة الإعلام العالمي كله جعلت النقيضين يحسبان ألف حساب لمواجهتها، بل لقد ذهبت بعد احتلال العراق في تماديها واستهتارها بكل دول العالم وبمجلس الأمن والأمم المتحدة أن أجبرت دولة جورجيا عام 2004م بإعادة الانتخابات عندما انتخب الشعب الجورجي شيغرناده رئيساً لها.. فأعيدت الانتخابات وفاز فيها بقوة أمريكا هذا الرئيس الجديد الذي لم يطبع في ذاكرتي أسمه، لكن سأسميه طالباني جورجيا لأنه عميل لأمريكا.. ولأن شيغرناده كان وزير الاتحاد السوفيتي سابقاً قبل تفككه، فلا تريد أمريكا أن تبقي أثراً من آثار الاتحاد السوفيتي الذي كان يفرض التوازن العالمي.. وكان مجلس الأمن والأمم المتحدة في ظله لهما مكانتهما وهيبتهما العالمية نسبة لما هما عليه الآن.. وكان العالم يظن أن العراق لا محالة أصبح تحت سيطرة أمريكا كاليابان وألمانيا.. لكن المقاومة العراقية بدأت تنفذ مخططها الطويل الذي وضعه الرئيس المجاهد صدام حسين قبل سنوات طويلة من الاحتلال، بحيث تنطلق من البسيط إلى الخفيف إلى القوي إلى الأقوى إلى الأكثر قوة بحيث تحيط الاحتلال الأمريكي وحلفائه من كل جانب.. وكان المخطط واضعاً في اعتباره حسب تصورنا الذي وضعناه من معطيات الوقائع اليومية في العراق.. نعم واضعاً في اعتباره أن المقاومة ستواجه بتعتيم كثيف أسود يحجبها عن أعين العالم ومسامعه بحيث يحولونها إلى ما أسموها بمنظمات إرهابية جاءت من خارج العراق أو بما تسمى مليشيات إيرانية.. لذلك أعطى مخطط المقاومة للعمل الدؤوب أهم اعتبار لتنفيذ مضمونه لأن ذلك وحده سيجلي ذلك التعتيم شاءت أمريكا أم أبت.
وهاهو ذلك التعتيم يتجلى ويظهر أن المقاومة العراقية أفنت معظم الجيش الأمريكي في العراق وتعمدت عدم الإجهاز عليه كلية ً ولكن بالتدريج والراحة حتى تمتص بذلك التطويل قدرات أمريكا الاقتصادية والعسكرية والمالية حتى توصلها إلى العجز التام.. وهاهي أمريكا على وشك الوصول إلى ذلك العجز في قدراتها العسكرية والاقتصادية والمالية إذ لم تستطع أن تقمع الحرية في السودان عندما أصر السودان برئاسة الرئيس عمر البشير أن يحافظ على سيادة أرضه وحريتها ولم تستطع أن تقمع إرادة الشعب الموريتاني التي تجسدت في قواته العسكرية التي أبعدت رئيسها العميل لأمريكا وإسرائيل ووافقتها في ذلك غالبية كبرى في البرلمان.
وأخيراً لم تستطع أن تحمي نظامها العميل في جورجيا برئاسة الرئيس المدلل الذي فرضته رئيساً لجورجيا بقوة مركزها الدولي عام 2004م عندما كانت المقاومة العراقية في مرحلة (الخفيف).. نعم لم تستطع أن تحميه من غضب الشعب الجورجي الذي خرج هاتفاً ضده لأنه اعتمد على أمريكا والحلف الأطلسي عندما تطاول على روسيا لكن أمريكا والحلف تركا روسيا تسيطر على أكثر من ثلث جورجيا بعد أن خلصت بعض الدول القوقازية الصغيرة من الاجتياح الجورجي دون أن تقف إلى جانب جورجيا إلا بالكلام.. ولم يدرك الشعب الجورجي المخدوع أن أمريكا أضحت في العراق نمراً من ورق.. وكانت روسيا بقادتها دولة ذكية للغاية لأنها عرفت ضعف أمريكا على وجه الخصوص في العراق جيشاً ومالاً واقتصاداً.. ولم تكن اطلاقاً البادئة في حرب القوقاز التي تدور رحاها اليوم بل كانت مدافعة عن شعوب ودول صغيرة تقع على روسيا مسؤولية حمايتها وحماية حرية مصيرها.. وهاهي أمريكا عام 2008م بفضل المقاومة العراقية تدفع ثمن غطرستها عام 2003م وتدفع ثمن احتقارها للشعوب الجبارة فتضحي على حافة الانهيار من كل جانب.. وقريباً إن شاء الله ستنهار كلية.. أما في أمريكا اللاتينية فقد قال الرئيس الفنزويلي شافيز ذلك الصديق المخلص الوفي للعرب ولكل أحرار العالم.. قال ما معناه لقد استطاعت دول أمريكا الجنوبية أن تتآلف وتتقارب في مشاريع واتفاقيات بفضل المقاومة العراقية التي جَرَّت أمريكا إلى مستنقعها…
صنعاء – الجمهورية اليمنية
15/8/2008م