مريم الشروقي
نقول للشيخ علي سلمان «تستاهل» الحبس، ونريد وضعك في السجون أبد الآبدين! هل انتهينا من هذه الجملة؟ وهل هناك شكوك في الوطنية بعد ذلك؟ من هذا الذي يريد السوء للبحرين؟ والسؤال الأهم هل باعتقال الشيخ علي سلمان سننتهي من أزمتنا السياسية أم أننا نزيدها مرارة؟
إلى الذين يريدون حبس علي سلمان نقول لهم بأنّ الأزمة ازدادت مع حبسه، وليس من صالحنا المضي في هذا، بل إننا كأنّنا جدّدنا المشكلات والأزمات داخل القرى بدل أن نهدّئ الوضع ليستقر الحال وتطيب الخواطر! ولينظر البعض ماذا حدث بعد اعتقاله ليتأكد من كلامنا هذا!
ليس في صالحنا كبحرينيين حبس رئيس المعارضة البحرينية، بل من صالحنا الجلوس على الطاولة المستديرة من أجل المصالحة، ولا نريد مصالحة على الورق بل مصالحة على أرض الواقع، تبني ولا تهدّم، ونعوّل عليها إن لم يكن من أجلنا فمن أجل الأجيال القادمة.
لقد صرّح عضو هيئة الدفاع عن الأمين العام لجمعية الوفاق المحامي عبدالله الشملاوي لـ«الوسط» إن «الشيخ علي سلمان سيعرض الاثنين (5 يناير/ كانون الثاني 2015)، أمام النيابة العامة لعرض قرارها بتجديد حبسه»، وذلك بعد أن انتهت فترة حبسه الأولى البالغة أسبوعاً واحداً، كما أوضح بأنّ «النيابة العامة رفضت طلباً تقدمت به هيئة الدفاع للإفراج عنه، على رغم استيفائه المبررات القانونية لتحقيقه». فمادام الشيخ علي سلمان استوفى المبّررات القانونية من أجل إخراجه فلماذا لا يتم إخراجه، حتى لا تُحتسب نقطة على الدولة، وإخراجه أفضل من حبسه لأسباب كثيرة يعلمها أهل السياسة أفضل منّا.
إنّ التهم التي تم توجيهها للشيخ علي سلمان ليست بالتهم البسيطة، بل هي تهم خطرة لها بعدها إن تمّ إثباتها عليه، والتهم هي كالتالي: التحريض على الترويج لتغيير النظام السياسي بالقوة والتهديد وبوسائل غير مشروعة، والتحريض علانيةً على بغض طائفة من الناس والازدراء بها، مما شأنه اضطراب السِّلم العام، وتحريض الغير علانيةً على عدم الانقياد إلى القوانين وتحسين أمور تعد جرائم، وإهانة وزارة الداخلية علانية.
إنّ حل الشأن السياسي المتعثّر ليس معقّداً، بل هو حلّ ممكن إذا ما توافق الفرقاء على تحقيق المصلحة العليا، فالأزمة بين المعارضة والسلطة، والطرفان أولى بهذا الحوار من أجل المصالحة، ولا يستطيع أحد إنكار هذا الأمر، وقد استطعنا على مر التاريخ البحريني من تخطّي هذه العثرات والأزمات، ونحن نؤمن بأنّنا نستطيع اليوم تجاوز المحن والأزمات عبر قنوات رسمية في الحوار لوضع أسس مصالحة بنّاءة ستخدم الدولة وتساعد في تنميتها.
«البحرين» أرض أوال الغالية، تستحق منّا اليوم تقديم بعض التنازلات من الطرفين، حتى نتجاوز ما لم نستطع تجاوزه في 4 سنوات، وننتظر بفارغ الصبر تعافي هذه الأرض الحبيبة من داء الفتنة والطأفنة وعدم المصالحة، والله عليم بما نضمر في السرائر.