بالدماء ودعنا عام 2011
هاني الفردان
في كل العالم تودع الشعوب عامها بذكراه الجميلة، وعبر أيامه الحزينة، ودروس تاريخه، وحكم أيامه.
في كل العالم تستقبل الشعوب العام الجديد بالشموع والألعاب النارية والأحلام والوعود بالمزيد من التنمية الحضارية والشرية.
في بحريننا العزيزة، نودع عام الثورة العربية، بالمزيد من الحزن والأسى، والوجع والألم والدماء، فقد أبى عام 2011 الرحيل دون أن يكون معه شهيد شاهد على الظلم والجور الذي يعيشه هذا الشعب الأبي.
رفض عام 2011 الرحيل دون أن تكون سماء غروب شمسه الأخيرة محمرة بدماء شعب عشق الحرية.
هذا هو قدرنا أن نروي حريتنا بدماء شهدائها الأبرار، وأن نسطر الدروس الواحد تلو الآخر في ملاحم النضال والتضحية من أجل مستقبل واعد للأجيال المقبلة.
ها نحن نستقبل العام 2012 بدماء جديدة تعشق الحرية، وها هي الثورة الأبية تجدد البيعة بالدماء وبعنوان لا تنازل ولا تراجع عن كل المطالب، وفي مقدمتها محاكمة القتلة من المسئولين وليس من الأفراد الصغار.
سيكون عام 2012 عاماً مختلفاً، كما كان عام 2011 مختلفاً بكل ما فيه من مرارة وألم.
لن نبرح الساحات، ولن نعود لمنازلنا حتى تتحقق مطالبنا، ومهما كان الثمن، فما دفع هو أغلى وأثمن من أن نتراجع أو نيأس.
وما قدم من دماء وتضحيات وآهات، أكبر بكثير من أن نقبل بأقل من الحرية والكرامة والعزة.
لكم يا شهداء الثورات العربية في كل مكان المجد والخلود، ولكم يا شهداء البحرين خصوصاً المجد والخلود، فأنتم صناع التغيير، صناع التاريخ، وصناع المستقبل، بدمائكم تشرق شمس الحرية، وبدمائكم ستزول أنظمة الدكتاتورية.
01/01/2012 م