بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من أين أبدأ ُ بالنشيدِ…. رثائي
يا أكرمَ… الآباءِ……. والأبناءِ
يا شاغلَ الدنيا وساحرَ أهلها
ومحيّرَ الحكام…… والحكماءِ
أكبرتُ فيكَ الصبرَ وهو سجيةٌ
حتى بموتكَ غِضتَ كلَّ مُرائي
يا أجملَ الشهداء شمُسكَ لم تغبْ
عنّا….. وتبقى أجملَ الشهداءِ
واجهتَ موتكَ مثلَ نخلكَ شامخاً
يا أنبلَ الأموات…… والأحياءِ
لاقيتهُ.. مُتأنقاً….. مستهزئً
فيه…..وتمشي مشيةَ الخُيلاءِ
فكأنما..عرسٌ أمامكَ زرتهُ
وعلى يديكَ ضفائرُ الزوراءِ
والتافهون تراقصتْ أقدامهم
رعباً..ومادَ السجنُ بالجبناءِ
هم نفسُهم قتلوا الحسينَ فلم تكنْ
إلا كجدكَ……سيدِ الشهداءِ
أدمتْ عليكَ القلبَ بغدادُ الهوى
وبكى الفراتُ عليكَ أيَّ بكاءِ
عشاقُ دجلةَ كلهم قد شُرّدوا
ودمُ (المها) فوق الثرى والماءِ
حلتْ بنا بعد المصابِ مصائبٌ
والدهرُ شتتَ خيرةَ الشرفاءِ
والدونُ والمأفونُ أصبحَ سيداً
والساقطاتُ بضاعة ُ الرؤساءِ
وعمائمٌ بالأمس كنَّ على الهدى
واليوم تدعو الناس..للفحشاءِ
وعشائرٌ قد بايعوكَ على الفدى
صاروا مطايا الغربِ والعملاءِ
من كلِّ أحمقَ ناقصٍ في عرضِهِ
طعنَ الغريبُ… وأنذلُ الدخلاءِ
كادَ العراقُ يشاعُ لولا فتيةٌ
قد امنوا…باللهِ……والأُصلاء
حملوا العراقَ على الأكف وكلهم
يستلهمون خطاكَ في الأرزاءِ
لن أشتم الأعرابَ بعدكَ أصبحوا
بين الورى.. كيتيمةٍ….خرساءِ
علمّتنا…..معنى الوفاء لأمةٍ
عربيةِ…التأريخ….والسيماءِ
حتى وإنْ شحّتْ تظلٌ كريمة ً
الخيرُ فيها……. دائمُ النعّماءِ
……………..
يا أشجعَ الرؤساءِ أكرمهم يداً
وأشدهم بأساً…..بلا استثناءِ
ياصانعَ التأريخَ دون تحيُّز ٍٍ
إني أتيتُكَ آخر…..الشعراءِ
من لي سواكَ إذا دعوتُ يجيرني
ويرُدُ لي دَيناً على الغرباءِ..؟
مَن للمعذبِ في العراقِ إذا بكى
أو للطريدِ سواكَ… والفقراءِ
إنّا بفقدكَ ضائعون كمركبٍ
بالموجِ.. مأْخوذ ٌ.. وبالأنواءِ
غرباءُ صرنا في العراقِ يهيننا
مَن جاءَ بالمحتلِ والسفهاءِ
حتى الشوارعُ ضيّعتْ أسماءها
وتهامزََ…الجيرانُ…بالنكراءِ
والطائفية ُ أصبحتْ ديناً لهم
وعلى الهويةِ ماتَ ألفُ فدائي
جاؤا كأسرابِ الجرادِ يقودهم
دجّالهم…. في ليلةٍ ظلماءِ
رجسٌ على تلكَ الوجوه وخسة ٌ
مدفونة ٌ… في لحيةٍ شعثاءِ
ألفوا النذالة َ والوضاعةَ ديدناً
والغدرَ والإخلافَ دون حياءِ
باعوا الكرامةَ والرجولةَ والندى
واستبدلوا الشرفاءَ.. باللقطاءِ
قَرُبَ الحساب فلا مفرَّ لمجرمٍ
أو عاصماً للزمرةِ السوداءِ
هذا العراقُ وليس أيةِ دولةٍ
مهما يصابُ….يقومُ كالعنقاءِ
أسوارُ بغدادَ التي قلنا بها
سيموتُ كلُّ الشرِّ والشركاءِ
تلكَ النبوءةُ لم تكنْ أكذوبة ً
سلْ هارباً في (الدمنةِ الخضراءِ)
ماخابَ ظنُكَ بالعراق وشعبهِ
فهمو النشامى سادةُ الهيجاءِ
واليوم أثمرَ ما زرعتَ فكلُ مَن
عاداكَ..عاد ممزقَ الأشلاءِ
إنَّ الرفاقَ إذا ذُكرتَ ترحّموا
ورموا إليكَ بوردةٍ بيضاءِ
لتكون فوق القبرِ رمزَ توحدٍ
وتكونَ وحدكَ آخرَ العظماءِ
يا حبذا زمناً بهِ….وحدتنا
وبنيتَ أهراماً…. من العلياءِ
وبقيتَ فوق الدهرِ نجماً ثاقباً
وسموتَ فوق الوصفِ والأسماءِ
…………….
25/11/2009