بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كانت (المعارضة!) العراقية للنظام الوطني العراقي السابق مؤلفة من اتجاهات يغلب عليها ثلاثة صفات: الاولى وهي المتهمة بالسرقة والتزوير والفساد وفرت من العراق خوفا من العقاب والثانية وهي الشخصيات التي ارتبطت بالتآمر على العراق بتعاونها مع الاجنبي واستلامها التمويل منه والثالثة وهي التي توهمت انها سيكون لها شان مع هذه الضجة!..والغريب انها كانت( مقدرة ومحترمة!)..
ولا نريد هنا ان نشير الى موضوع ارتباط هذه الجهات(المعارضة!) بالمخابرات الاجنبية وخاصة ثلاث منها وهي الامريكية والبريطانية والايرانية..
ولكننا نسال ونتسائل:
لماذا كانت هذه المجموعات تلقى رعاية ودعم من دول المنطقة وتتنقل بحرية وبجوازات سفر ديبلوماسية بين الدول المحيطة بالعراق وتطرح برنامجها التآمري للاطاحة بالنظام لغرض (اشاعة الامن والاستقرار والرفاهية والديمقراطية!) في العراق وتفتح لها الصالات الخاصة والاجنحة الرئاسية والملوكية والاميرية في الفنادق ودور الضيافة لكي (تشرح) قضيتها التي هي (قضية الشعب العراقي!) لتقوم بعدها بجمع (الهبات والتبرعات لنصرة الشعب العراقي المظلوم!) حيث تتحول هذه الاموال الى فلل وقصور ومصاريف سفر الى لندن وواشنطن واوربا وايران وشراء الاسهم في الشركات الاستثمارية العالمية لصالحها الشخصي بحجة تمويل التنظيم!
كانت هذه الشخصيات تجاهر بالتعاون مع الاجنبي من اجل غزو العراق!.. ولكنها كانت تستقبل بكل احترام وتقدير ويكون مغادرتها واستقبالها من خلال صالات ال VIP هي وحاشيتها وهي محملة بالهدايا والهبات بعد ان تلتقي بارفع الشخصيات والمسؤولين وتتبادل معهم (المشروع الوطني لتحري!) الشعب العراقي من (الديكتاتورية!)..
وكانت هذه (المعارضة!) مستقرة ومؤمنة على وضعها وعلى عوائل منتسبيها وتنقلاتهم وسفرهم واقاماتهم وحرية التعبير وكانت وجهات سفرهم الى الولايات المتحدة واوربا وبريطانيا مفتوحة وحصلوا على الجوازات الامريكية والبريطانية والاوربية والايرانية بسرعة (من جراء سياسة النظام السابق!) الذي (حرمهم !) من (العيش في العراق!) في حين يعرف من عمل في السلك الديبلوماسي كيف كانت تعليمات الرئاسة واضحة بشان رعايتهم وتسهيل حصولهم على تأشيرات التمديد ومنحهم جوازات السفر العراقية وتذليل الصعوبات التي تواجههم يوم كانت سفاراتنا معاقل للدفاع عن مظلوميات العرب بشكل عام وهيهات ان يجار عراقي في الخارج وفي العراق صدام..
والغريب ان شعوب هذه الدول كانت مع القيادة العراقية والنظام الوطني ومع صدام ضد هؤلاء الذين يتظاهرون (بالنضال في الصباح والمساء!!)..
واليوم وصلت هذه (المعارضة!) للسلطة في العراق بجوازات سفرها الامريكية والبريطانية والاوربية والايرانية لتحكم العراق وقتلت في خمس سنوات من العراقيين بعدد يفوق ما صدر (من مراسيم جمهورية بالموافقة على الاعدام لكل اشكال الادانات والجرائم خلال الفترة من عام 1968 الى عام 2003 بما فيها السياسية والخيانة والمتعلقة بالتآمر وما قتل من العراقيين نتيجة اجراءات أمن الدولة العراقية أو بأجراءات تنفيذية بالخطأ )أكثر من (ألف ضعف) وأشاعت الرعب والخوف في نفوس النساء والاطفال وحولت أيامهم الى كوابيس مستمرة وأجبرت اكثر من أربعة ملايين عراقي على هجرة العراق او العيش في محافظات اخرى وسرقت مايزيد على 200 مليار دولار وجعلت أكثر من عشرة ملايين عراقي يتوشحون بالسواد حزنا على شهدائهم ومعتقليهم ومفقوديهم.. وجعلت خيرة ما انجب العراق من كفاءات أما شهيدا واما مهاجرا خارج الوطن تتقاذفه الأيام ويتصارع بداخله خياري الشهادة قبل ان يدخل بيته اذا عاد وبين البقاء كما هو حاله هناك؟؟..
وكأي مقاومة شرعية للمحتل انتظم فيها الشعب والجيش وكان رد فعل العراقيين قويا ومتحديا ومقاتلا ومضحيا..ولان هذه المقاومة ولدت من الشعب وضميرها معروف للامة فهي تلاقي الرعاية والدعم والاسناد المعنوي من الشعب العربي في كل مكان وبغض النظر أين يعمل هذا المواطن العربي وباي مكان فقلبه وروحه وضميره معنا..وهذه المقاومة لها ارادات أهمها الذراع العسكري الميداني لأننا سنحرر العراق بايدينا لا بدبابات وطائرات واموال الغير..واحد اراداتها الاخرى هي رجال القلم والسياسة والرأي الصادق المعبر وهؤلاء يحتاجون الى تسهيلات وصيغ تمكنهم من التعبير عن رأي الشعب في كل مكان..
وأخيرا..أيها الرفيق العزيز..
نحن نعرف من هم أعدائنا وماذا يريدون وكيف يخططون.. واذا عرفنا لماذا لم يحصل عراقي معارض للحرب واحتلال العراق وللحكومة التي نصبها الاحتلال ولليوم منذ آذار 2003 على جواز سفر في الدولة التي تستضيفه.. أو في دول اوربا..واذا عرفنا كيف حصل (معارضوا الامس وحكام اليوم) على جوازات السفر الامريكية والبريطانية والاوربية والايرانية والدول التي ضيفتهم وبمجرد ان رغبوا بذلك..سنعرف حجم الصبر الذي يجب أن نتحلى به وطبيعة الاعداء الذين نحاربهم وعدد جبهات المواجهة وصيغ التحدي والنضال والجهد المتواصل..ونوعية الايمان القادرة على مواجهة هذا الصراع..
هذه هي محنة المجاهدين الصابرين المؤمنين أصحاب الرسالة وعلى مر التأريخ..
وبالنهاية وبرغم كل التضحيات واكراما لشعب العراق وشعوب امتنا العربية المناضلة التي تقف معنا دائما سننتصر اذا تمسكنا مؤمنين بلا مخادعة بالله وبالشعب وبعدالة قضيتنا.
وسياتي اليوم الذي يهل علينا النصر قادما.. زحفا.. أو مشيا على الاقدام او بالطائرات وفي صالات الاستقبال..ولايمكن ان يكون المستقبل الا لنا..
وسترون..
mah.azam@yahoo.com
نشر في : شبكة البصرة