لا سقطت رايات الشرفاء ولا نامت أعين الجبناء
بلاغ الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس على إثر إغتيال الشهيد البطل محمد البراهمي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لاَّ تَشْعُرُونَ
صدق الله العظيم
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
ولله الحمد على ما أعطى وما أخذ به نستعين ولحكمه نستكين ومن تعاليمه نبني بإذنه تعالى نصرنا المبين
يا جماهير شعبنا العظيم في تونس
أيها القوميون العرب بعثيون كنتم أم ناصريون
يا أصحاب النخوة ومعادن الرجال ومحبّي الشهادة
رفاقنا على درب العروبة والإسلام
كانت الحركة القومية العربية في تونس ولا زالت تقدّم الغالي والنفيس من أجل رفعة وكرامة هذا الشعب الصابر المجاهد ونذر القوميون العرب بعثيون كانوا أم ناصريون أرواحهم فداءا لقيم العروبة والإسلام فشكّلوا بدمائهم الطاهرة الزكية أسوارا من نور تذود عن حدود الوطن وتقاوم صولات الغزاة والمحتلّين أيام الإستعمار البغيض وتتصدّى للمستبدّين الظالمين الجاثمين على صدور أبناء شعبنا أثناء الحقبة البورقيبية أم النوفمبرية سيّئتي الصّيت.
وقد مرّت على تونس ومن أجل تونس قوافل من الشهداء على درب القومية العربية المناضلة فسقط الشهيد يتلوه الشهيد مقبل غير مدبر لا يخيفه جبروت الطغاة ولا يثنيه قهر السجون والمعتقلات والملاحقات وكان عرس الشهادة والإسشهاد مستمرا ومتواصلا منذ إغتيال الشهيد البطل مصباح الجربوع ورفاق دربه من أبناء الحركة القومية العربية وعلى رأسهم الشهداء القادة صالح بن يوسف والأزهر الشرايطي وعبد العزيز العكرمي والطاهر الأسود وشهداء البعث في تونس الرفاق الصادق الهيشري وحسن المباركي وفوزي السنوسي ووليد سعداوي وشوقي نصري.
وها أننا اليوم نزفّ الى أبناء شعبنا في تونس العروبة والإسلام شهيدا آخر يضاف الى شهداء الحركة القومية العربية وهو الشهيد المغدور محمد البراهمي عضو مجلس أمناء الجبهة الشعبية والمنسق العام للتيار الشعبي ليروي بدمه الطّاهر أرضا عطشى للحرية فينبت زرعا أصله في الأرض وفرعه في السماء.
وإننا في حركة البعث القطر التونسي إذ نعزّي أنفسنا ورفاق دربنا بهذا المصاب الجلل فإننا نعلنها وبصوت واضح لا لبس فيه ولا تردّد أن شرعية حكومة العار والمهانة قد إنتهت وولّت وذهب ريحها منذ أن فشلت في الكشف عن ملابسات إغتيال الرفيق الشهيد شكري بلعيد وإنخرطت في لعبة الكراسي غير عابئة بآلام الشعب ومطالبه العاجلة وضربت عرض الحائط بكلّ القيم الجمهورية وعلى رأسها توفير الأمن والأمان للمواطنين العزّل فشجّعت على الفتنة من خلال تحريضها المتواصل ضدّ قادة المعارضة وكوادرها ودعوتها الصريحة عبر أحد أهمّ رموزها الصحبي عتيق الى سحل كلّ نفس ديمقراطي تقدّمي في الشوارع.
كما أننا في حركة البعث القطر التونسي نفهم جريمة إغتيال المناضل البطل محمد البراهمي في عيد الجمهورية بإعتبارها رسالة تهديد ووعيد وترهيب لرفاق دربة في الجبهة الشعبية لثنيهم عن مواصلة الطريق الذي إختطّوه من أجل خلاص تونس ورفعة شعبها وخطوة إستباقية من أجل منع إستنساخ الثورة الثانية في مصر وتكرارها في تونس ودليل على ضعف الأداء الأمني لحكومة الترويكا وغياب المحاسبة العاجلة لبعض رموزها الذين لا يرون حرجا في التبشير علنا بثقافة القتل والتدمير والسّحل.
وبإغتيال الشهيد المناضل محمد البراهمي سقطت ورقة التوت الأخيرة التي تحمي عورة الملتفّين على الثورة والراكبين عليها ولم يبق أمام أبناء شعبنا العظيم في تونس إلاّ أن يدقّوا بسواعدهم الناصعة المسمار الأخير في نعش الظلامية والرجعية والإستبداد والتخلّف ولسوف يعلم الذين إنقلبوا أيّ منقلب ينقلبون.
المجد والخلود لشهداء الحركة القومية العربية في تونس
عاش النضال البعثي الناصري المشترك من أجل قضايا الأمة المصيرية
والخزي والعار للقتلة والمجرمين وسفّاكي الدّماء تحت عنوان الشرعية
عزالدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
25 ـ 07 ـ 2013