الجمعيات السياسية: السلمية هي خيار الشعب البحريني
مسيرة للمعارضة تنتقد التعديلات الدستورية
تجمعت حشود من جماهير الجمعيات السياسية المعارضة (الوفاق، وعد، التجمع القومي الديمقراطي، التجمع الوطني الوحدوي، الإخاء الوطني)، في مسيرة بعنوان «قرابين الحرية» من جنوسان وحتى سار عصر أمس الجمعة (4 مايو / أيار 2012) لـ «رفض التعديلات الدستورية التي أقرها مجلسا الشورى والنواب».
ورفع المشاركون في المسيرة الشعارات المنددة بهذه التعديلات، والمطالبة بمزيد من الإصلاحات، وأكدت الجمعيات السياسية تمسكها بـ «الوصول إلى حل سياسي حقيقي يتيح التحول الديمقراطي الذي لم يعد لا عقلاً ولا منطقاً التراجع عنه أو الالتفاف عليه، لأنه أصبح ضرورة عالمية وإنسانية لا مجال للرجوع عنها، وكل الخيارات الأخرى والسقوف الأعلى أكثر واقعية من إمكانية التراجع عن المطالب التي تضمنتها وثيقة المنامة في التحول الديمقراطي».
وتصدر المسيرة التي اكتست بأعلام البحرين واللافتات المطالبة بمزيد من الإصلاحات، 84 نعشاً رمزياً، ذكرت الجمعيات السياسية أنها «نعوش رمزية لضحاي الحركة المطلبية التي انطلقت في 14 فبراير/ شباط 2011».
إلى ذلك، أكدت الجمعيات السياسية المعارضة في بيانها في نهاية المسيرة أن «الخيار السلمي والحراك المطلبي بالطرق والأساليب السلمية المختلفة هو خيار شعب البحرين، وهو الخيار الذي انتصر به شباب وشابات البحرين لمدة تزيد على عام».
وحذرت قوى المعارضة من ما أسمته بـ «عمليات فوضى السلاح المنظم»، وقالت: «تسارع الجهات الرسمية في إعلان القبض على من له رأي أو يتظاهر، ولكنها تصم آذانها وتغمض أعينها عن جرائم منظمة بالسلاح، وهو ما يؤكد الحاجة لنظام ديمقراطي عادل تشترك فيه كل القوى والأفراد والمواطنون».
وأكدت الجمعيات السياسية في بيانها الختامي للمسيرة إن "البحرين تمر باسوء الظروف السياسية المتدهورة بعد اكثر من 14 شهراً من انطلاق ثورتها السلمية في المطالبه بالتحول الديمقراطي".
ورأت قوى المعارضة بأن كل خطوات الحكم في البحرين منذ 16 مارس 2011 في حادثة الغدر الكبرى بعد قمع اعتصام شعب البحرين في دوار اللؤلؤة بمشاركة الجيوش غير البحرينية ولحد هذه الايام والنظام يتخبط ويضيق الحلقة على نفسه ويخسر اكثر ولم يعد لديه من يصدقه او يتفاعل معه نتيجة المشاريع الفاشلة التي يتعلق بها لانقاذ نفسه والهروب من الاستحقاقات الشعبية التي لم يعد هناك اي مجال للتلاعب والالتفاف عليها.
وشددت قوى المعارضة على ان التعديلات الدستورية الفاشلة تكشف وتبرهن على غياب عقلية التغيير والإصلاح وتخلُف من يرسم القرار في البحرين وغياب حالة الرشد السياسي بشكل واضح، لان كل ما يُطرح من مساحيق تجميل منتهية الصلاحية لم تعد ترقى لقبول احد غير موظفي السلطة
وأكدت أن كل تلك الممارسات تزيد من الاحتقان وتوسع من دائرة الرفض الشعبي وتؤكد غياب العقلية الإصلاحية وحتى الناضجة في الوصول لحل سياسي حقيقي في التحول الديمقراطي الذي لم يعد لا عقلاً ولا منطقاً التراجع عنه او الالتفاف عليه، لانه اصبح ضرورة عالمية وإنسانية لا مجال للرجوع عنها، وكل الخيارات الاخرى والسقوف الاعلى اكثر واقعية من امكانية التراجع عن المطالب التي تضمنتها وثيقة المنامة في التحول الديمقراطي.
ونبهت الجمعيات السياسية الى ان وعي الجماهير والشباب تجاوز الزمن وتجاوز وعي السلطة، فالخيار السلمي والحراك المطلبي بالطرق والأساليب السلمية المختلفة هو خيار شعب البحرين وهو الخيار الذي انتصر به شباب وشابات البحرين لمدة تزيد على عام من الثورة، واحرجوا به قمع السلطة ورصاصها ودباباتها وغازاتها وكل الجرائم الذي ارتكبت، وكان انتصارنا الإعلامي والسياسي والدبلوماسي والحقوقي والمعنوي بالسلمية وسنبقى كذلك مستمرون ولا يمكن ان نحول تلك الانتصارات الى العكس من ذلك بل سنبقى على سلميتنا التي كانت من اقوى أسلحتنا ضد قمع وعنف السلطة الذي أسقطها اخلاقياً واعلامياً طوال الفترة الماضية
ولفتت قوى المعارضة الى أن ما سمي بالتعديلات الدستورية جاءت على انقاض دستور ليس محل قبول في الأساس وفاقد للصفة التوافقية وانما صادر بشكل منفرد ومرفوض من غالبية شعب البحرين وجاءت التعديلات وزادته امعاناً في التسلط وتكريساً للديكتاتورية وجعلت منه كالميته لا يصلح لشيء سوى انه يسيء ويضر كل الأطراف، مؤكدةً قوى المعارضة على ان الأعلان عن العبث بالدستور يوم امس جاءت في وقت كان فيه الرصاص الانشطاري يمزق أجساد المواطنين الذين يرفعون شعار المطالبة بالديمقراطية في مناطق البحرين وذلك بالتزامن، وهو ما يعكس حقيقة ما يجري في هذا الوطن الجريح.
وحذرت قوى المعارضة من عمليات فوضى السلاح المنظم الذي لا يوجد الا بيد السلطة وحدها فقط وهو ما تمارس به اعمال عنف منظمة وواضحة وهو سلاح السلطة وحدها لا غير، فهي التي تتبجح بالقبض على من له رأي او يتظاهر وتقبض عليه في ساعات، ولكنها تصم آذانها وتغمض أعينها عن جرائم منظمة بسلاح السلطة وهو ما يؤكد جلياً عدم قدرتها على إدارة البلد والحاجة لنظام ديمقراطي عادل تشترك فيه كل القوى والأفراد والمواطنين.
ووجهت قوى المعارضة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة التحية لكل صحفيي واعلاميي البحرين الشرفاء الذين دافعوا عن البحرين باقلامهم الوطنية الشريفة مما جعل منهم من سقط تحت التعذيب ومنهم من سقط بالرصاص ومنهم من يعاني خلف القضبان ومنهم من هو مطرود من عمله.