الأمين العام لجمعية التجمع الديمقراطي حسن العالي:: طوال عشر سنوات الماضية، كان جلالة الملك أو من يمثله، على رأس الحوار مع القوى السياسية من أجل تحريك مشاريع الإصلاح :
كاظم: الحوار «غير مرتب» ويحتاج إلى إعادة ترتيب زواياه… ولسنا مع تعطيله
جلسة الحوار تشهد توتراً ومشادات كلامية دون تحقيق توافقات
الحوار «غير مرتب» ويحتاج إلى إعادة ترتيب زواياه… ولسنا مع تعطيله
جلسة حوار اليوم "فاشلة"… ومخرجاتها "صفر"
حصل في جلسة أمس «تعدٍّ غير مقبول» على رموز دينية…
ساد التوتر والمشادات الكلامية، جلسة حوار التوافق الوطني العاشرة يوم أمس الأربعاء (3 أبريل/ نيسان 2013)، وذلك بين ممثلي الجمعيات السياسية المعارضة، وممثلي السلطة التشريعية والحكومة وائتلاف جمعيات الفاتح بشأن تمثيل الحكم في الحوار، دون أن يتم تحقيق أي تقدم.
الأمين العام لجمعية التجمع الديمقراطي حسن العالي:: طوال عشر سنوات الماضية، كان جلالة الملك أو من يمثله، على رأس الحوار مع القوى السياسية من أجل تحريك مشاريع الإصلاح
وبدوره، قال الأمين العام لجمعية التجمع الديمقراطي حسن العالي: «طوال عشر سنوات الماضية، كان جلالة الملك أو من يمثله، على رأس الحوار مع القوى السياسية من أجل تحريك مشاريع الإصلاح، وحدث ذلك في بداية المشروع الإصلاحي عندما كان يلتقي بشكل دوري مع الجمعيات السياسية، وحدث مرة أخرى في إبان مقاطعة بعض الجمعيات السياسية للانتخابات، كان هناك حوار مع ممثل جلالة الملك للخروج من الأزمة، وحدث أيضاً في بداية أحداث 2011، عندما خرج جلالة الملك وقال إنه تم تكليف ابننا بتولي ملف الأزمة السياسية، وطرح سمو ولي العهد المبادئ السبعة، وحتى قبل عام كانت هناك حوارات مع جلالة الملك عن طريق وزير الديوان، كل هذا يعطي دلالة على أن التاريخ الحديث للإصلاح كان جلالة الملك هو الطرف الرئيسي والمعني بالحوار مع القوى السياسية».
وأضاف «في محضر اجتماع 20 مارس/ اذار 2013، تم التوافق على تأجيل نقاش البند المتعلق بأن الحكم هو طرف في الحوار، إلى جلسة يوم أمس، ومن ثم بدأنا مناقشة هذا الأمر بناءً على الاتفاق، ولا يمكن الرجوع عن اتفاق تم في جلسة 20 مارس، ونحن أمس لم نستكمل النقاش في هذا الأمر، وتم الاتفاق على أن تتم مناقشته في جلسة يوم الأحد المقبل، ومن حقنا أن نرجع إليه».
وذكر أنهم «من بداية الدعوة إلى الحوار، التقينا وزير العدل وقدمنا له رسالة فيها 9 آليات اقترحنا إدخالها على الحوار، لتحويله إلى جدي وذي مصداقية وذي مغزى، ومن ضمن هذه الآليات التمثيل المتكافئ، فإذاً هذه القضايا ليست جديدة، والوقت الذي أخذته هو الذي أطال النقاش فيها، وهذه الأمور موجودة ضمن النقاط التسع التي قدمتها المعارضة لوزير العدل».
اعتبر المتحدث باسم جمعيات المعارضة في حوار التوافق الوطني سيدجميل كاظم، أن حوار التوافق الوطني يحتاج إلى إعادة ترتيب زواياه، «وقلنا ذلك لوزير العدل قبل أن نجلس على طاولة الحوار، التي تحتاج لإعادة إنتاج»، واصفاً الحوار بأنه «عفسة»، وأنه مازال «غير مرتب».
وقال كاظم، بعد جلسة الحوار العاشرة يوم أمس الأربعاء (3 أبريل/ نيسان 2013)، والتي شهدت مشادات كلامية وتوترا بين أطراف المعارضة والأطراف الأخرى، «لسنا مع غلق الحوار أو تعطيله أو الانسحاب منه، ولكن نؤكد نحن أتينا إلى طاولة الحوار، وهي منذ البداية تحتاج إلى إعادة إنتاج، وتحتاج إلى إعادة تدوير الزوايا وتحتاج إلى ترتيب».
وتسببت المشاحنات التي وقعت بين المعارضة وممثلي السلطة التشريعية والحكومة وائتلاف جمعيات الفاتح، إلى خروج المشاركين في استراحة استمرت لنحو ساعة ونصف، تمت خلالها مناقشات فردية بين بعض الأطراف. فيما وجهت إلى كاظم اتهامات بأنه أطلق «عبارات نابية» تجاه ممثل السلطة التشريعية النائب لطيفة القعود.
وتوضيحاً إلى ذلك، اعتبر كاظم أن ما حدث «ليست مشاحنة، وإنما حالة تعدٍ، أياً كان الذي أمامي في الطاولة، علا أم انخفض مستواه في الطاولة، حينما يتعدى على مقدسات الناس، ومتبنيات الناس التي يحترمها، يجب أن يقف عند حده، فالذي حصل ليس مشاحنات شخصية، وإنما هناك تعدٍ على رموزنا الدينية، وفيما يتعلق بأحداث دوار اللؤلؤة».
وأضاف «حينما يتحدث عن موقع علمائي لدينا في الطائفة أو المذهب، أو بشكل عام تحترمه المعارضة وتقدره، ويشار إلى هذه الرمزية وكأنما أي شخصية، وبنوع من الاستهجان، فهذا أمر لا نقبله».
وبيّن أن «الذي حصل اليوم (جلسة أمس)، هو تقرير لما حصل في الجلسات التسع السابقة، إذ دائماً ما يشار إلى الدوار (دوار اللؤلؤة) وأهل الدوار، بأنهم انقلابيون وخونة وفعلوا وكذا وكذا، ونحن لدينا المعلومات الكثيرة، وللأسف الأمن الذي كان يحقق مع أبنائنا وبناتنا يطلق عليهم أرذل الألفاظ، وأنا أتعفف أن أذكرها هنا».
ورداً على سؤال عن اتهامه بتوجيه كلمات نابية للنائب القعود، قال: «كنت في موقع رد المنكر، ورد الظلامة، والبادئ أظلم، 9 جلسات عامة وهي (القعود) تمارس هذا الدور، وتتهجم وتتهم الآخرين بالخيانة، وتعدت اليوم وتكلمت عن العمامة، وماذا تقصد بالعمامة، العمامة بالنسبة لنا أمر مقدس، وخصوصاً العمامة التي تمثل أكبر رجالات الدين عندنا، فحينما تستهجن بهذه الطريقة فإنه غير مقبول، فالإنسان كرامة، كرامة أمة، وشعب، وتيار كبير في الساحة».
وفي سياق آخر، تطرق المتحدث باسم فريق الجمعيات المعارضة في الحوار، إلى مناقشة تمثيل الحكم في جلسة أمس، مبيناً أن «الحكم ليس لديه إجابة واضحة، والحكومة ليست لديها إجابة واضحة، وكذلك السلطة التشريعية وائتلاف جمعيات الفاتح، ونحن طرحنا سؤالاً في نهاية جلسة أمس، لماذا تصر الحكومة والسلطة التشريعية والائتلاف، على عدم تمثيل الحكم صراحة في هذا الحوار؟، لأن القاعدة والأصل هو تمثيل الحكم، والاستثناء هو عدم تمثيل الحكم».
وبشأن جدول الأعمال وعدم الدخول فيه أمس، ذكر كاظم أن «الحكم مازال غير ممثل بشكل واضح، وكذلك لم يقدم مشروعه السياسي لحل الأزمة، وهو يعرف ويعلم تماما ما هو حل الأزمة في البحرين، هي أزمة دستورية لها تداعياتها الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية، اما تحويل القضية إلى قضية خلافية اجتماعية، بين أحزاب، فهذا أمر غير مقبول». وشدد على أن «الجمعيات المعارضة تعتبر أن ما يحصل تداعيات وليس جذور الأزمة، جذور الأزمة سياسية ودستورية تحتاج إلى أعلى السلطات»، متسائلاً: «ما الذي يضير ائتلاف الجمعيات، أن يكون هناك ممثل للحكم على طاولة الحوار؟».
وفيما يتعلق بالمستقلين في الحوار، اعتبر أنه «لا يوجد مستقلون في الحوار، وأستطيع أن أقول إن كل الأطراف غير مستقلة، فحتى ائتلاف جمعيات الفاتح يمارس دور الدفاع عن النظام، هم حتى الآن في إطار وسياق ومسار الدفاع عن كل ما يريده الحكم، وحتى تمثيل الحكم الذي لا يضر الائتلاف، هو يدافع عن الحكم. والحوار يحتاج إلى إعادة تدوير زواياه، وطاولة الحوار تحتاج إلى إعادة إنتاج جديد، من حيث التمثيل، ومن حيث الأجندات».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أمور يتم زجها داخل الحوار وهي ليست مرتبطة بالحوار، أكد أن هناك حالة تعمد لدى بعض الأطراف لجر الطاولة داخل الحوار أو خارج الحوار، إلى شمال وجنوب، وإلى شرق وإلى غرب، وفي جلسة أمس، ما الذي أوصل الأمر للحديث عن العمامة والدوار، نحن كنا نتحدث عن البند الثاني المتعلق بتمثيل الحكم، فما الذي يُدخل تمثيل الحكم في الدوار أو في العمامة، فبعض الجهات تخلط الأمور، وتريد فعلاً لضعف موقفها وعدم تبريها، وعدم إقناع المعارضة بأن لها رصيدا من المنطق أن ترد على قضية تمثيل الحكم، فتخلق نوعاً من التشنج في الجلسة، وتذهب إلى نقاط ليست ذات مغزى وليست ضرورية».
وقال: «يُنظر دائماً إلى المعارضة على أنها المسئول الأول عن طاولة الحوار، وعرقلة طاولة الحوار، ونحن وضعنا 3 أشهر لأنها معقولة، وقابلة للتمدد، لكن ذلك يعتمد على أطراف الحوار، وبالذات الحكم، والنظام السياسي، فهو المعني الأول بدفع الحوار».
واستشهد كاظم بما حدث في السودان مؤخراً، عندما زار الرئيس السوداني مجلس النواب، وافتتح الدور الجديد للمجلس، وأطلق سراح جميع السجناء السياسيين، وقال الرئيس حينها إن هذا الإطلاق يأتي لتهيئة الأجواء للحوار الوطني، معتبراً أن «طاولة الحوار في البحرين لا يوجد فيها مشروع سياسي ولا أفق سياسي، ولا يوجد تمثيل عادل للحكم، وعلى الأرض هناك ممارسة عقاب جماعي على القرى، ومحاكمات بالسجن لعشر سنوات و15 عاما، إلى جانب المقالات والبرامج التلفزيونية على القنوات الرسمية وغير الرسمية، والتمييز وغيرها من الأمور».