في اعتصام أمام بيت الأمم المتحدة
البحرينيون يعتصمون أمام الأمم المتحدة ويستنكرون التجاهل الدولي لقضيتهم
طالبت الجمعيات السياسية المعارضة (الوفاق، وعد، التجمع القومي، التجمع الوطني، الاخاء) في اعتصام جماهيري لها بعنوان «السيادة للشعب» يوم أمس (الأربعاء 22 فبراير/ شباط 2012) أمام بيت الأمم المتحدة بالمنامة، طالبت الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بـ «دعم التحول الديمقراطي في البحرين، وتطبيق مرحلة العدالة الانتقالية والتطبيق الفعلي والحقيقي لتوصيات تقرير بسيوني».
وجددت الجمعيات السياسية على «التحرك السلمي في جميع الساحات»، مؤكدة على تمسكها بـ»المطالب التي وردت في وثيقة المنامة كاملة من أجل الوصول إلى استقرار طويل المدى في البحرين»، مطالبة بـ»محاسبة المنتهكين الحقيقيين لحقوق الإنسان في البحرين، وممارسي التعذيب والمشرفين عليهم مهما كانت مناصبهم من أجل تحقيق العدالة».
ففي ندد البحرينيون اعتصام حاشد أمام مبنى الأمم المتحدة بالمنامة عصر اليوم الأربعاء 22 فبراير 2012، بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات البحرينية بحق المتظاهرين العزل، لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة والتحول من الدكتاتورية إلى الديمقراطية.
كما استنكروا التجاهل الدولي تجاه الثورة البحرينية التي أكملت عامها الأول في وقت تتداعى فيه الدول لنصرة بعض الشعوب وتتجاهل مطالب إنسانية حقة للشعب البحريني بل وتتاجهل كل الانتهاكات الفادحة والوحشية التي ترتكبها السلطات بحق ابناء الشعب.
وفي مقدمة الاعتصام الذي حضره مختلف الأطياف والانتماءات ونظمته قوى المعارضة السياسية في البلاد، قال المتظاهرون: "من أمام بيت الأمم المتحدة نخاطب العالم ونرسل صوتنا الصادق بالآهات والآلام. كما هو صادق بمطالبته وحرصه على نيل الحرية بالطرق السلمية، نتجمع لنقول بأن على المجتمع الدولي أن يأخذ دوره في الدفاع عن الانسان وحقوقه، ويهب لنصرة المظلومين المنتهكة حقوقهم في البحرين. فالشعب هنا لا يختلف عن الشعوب الأخرى بل وليس أقل منها، فهو الشعب الواعي والمتحضر، ولنوصل صوتنا لهم. يا عالم اسمع اسمع. شعب البحرين يُقمع، حقوقه تضيّع".
وفي كلمة لقوى المعارضة قال القيادي في جمعية التجمع القومي الديمقراطي سند محمد "مر عام على ثورتنا التي جاءت في سياق الثورات العربية رداً على الظلم والاستبداد، وعلى عدم وفاء السلطة بتعهداتها في ميثاق العمل الوطني. عام مر وشبابنا أقوى من كل ألة القمع والفتك، أقوى من رصاصة القتل، وأقوى".
وأردف: نقول لحكومة الفساد، لقد أثبتم أنكم لستم أهلاً لإدارة البلد، فقد مارستم كل أنواع الانتهاكات بحق الشعب، واستهدفتم القرى والمناطق ليلاً ونهاراً. كل هذا لم تستطيعوا كسر إرادة شعبنا المناضل، ولقد فشلت كل خططكم الأمنية في اسكات هذا الشعب. فعليكم الرحيل بعد أن تقدموا اعتذاركم لأبناء شعب البحرين. فيكفيكم 40 سنة من الظلم والاضطهاد.
وأردف: نقولها واضحة أن لا حوار من دون الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة، ولا حوار من دون محاسبة مرتكبي الجرائم من الجناة والمجرمين، واستقالة هذه الحكومة المجرمة، واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. ومحاسبة الفاسدين الذين سرقوا أملاك الدولة، وإيقاف التجنيس السياسي.
من جهتها، قالت عضو اللجنة المركزية بجمعية «وعد» فريدة غلام: «إن الحراك الشعبي مستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة، ولاتنازل عن محاسبة منتهكي حقوق أبناء الشعب، مهما كانت رتبهم».
وأضافت غلام (زوجة الأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف والمحكوم عليه بالسجن 5 سنوات) أن «مطالب الشعب واضحة لا لبس فيها ومحاولات التشويش عليها لا طائلة منها فهي مطالب وطنية للشعب كل الشعب»، مؤكدة أن «الرموز المعتقلين وفي زيارة الأهالي لهم مازالوا يؤكدون بقاءهم مع المطالب الشعبية في الحرية والكرامة»، وتابعت «نتوجه بندائنا لهيئات الأمم المتحدة للالتفات لقضية شعب البحرين ونطالبها بالضغط من أجل تطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق وبقية تقارير المنظمات الدولية، إذ وثقت انتهاكات في حق المواطنين، لا يمكن أن تنسى».
أما رئيسة دائرة شئون المرأة في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أحلام الخزاعي فبينت أن «الجميع يقف خجلاً أمام ما قدمته المرأة البحرينية خلال الاحتجاجات التي شهدتها الساحة منذ عام وتحديداً في 14 فبراير/ شباط 2011»، معبرة عن شكرها إلى «كل النشطاء الدوليين الذين شاركوا شعب البحرين في إيصال صوته للعالم بمطالبه المشروعة (…)»، وتابعت «رغم تواضع الأصوات المدافعة عن شعب البحرين من المنظمات الدولية، إلا أن هذه المؤسسات لا تجد إلا أن تعترف بحقوق هذا الشعب المشروعة»، وواصلت «علينا جميعا أن نتذكر ما تعهدنا به قبل عام من بقائنا صفاً واحداً لا شقاق بيننا، وأن لا نستمع إلى أصوات الفتنة»، وأوضحت أن «هناك رسائل وتغريدات تتحدث عن حوار يجري وأن هناك خيانة من الجمعيات المعارضة وهذا كذب وإذا قالها أحد لكم فلا تصدقوه»، وواصلت «عليكم أن تضعوا ثقتكم فهم يحملون مطالبكم، ولن يدخلوا أي حوار إلا لتحقيق مطالبكم، وهو الحوار الجاد الحقيقي»، وشددت على أن «الحركة وبعد عام من بدئها أثبتت للعالم سلميتها التي تحاول بعض الجهات التشويش عليها من خلال ارسال بعض الصور هنا وهناك ولكنها تفشل».