«المعارضة» تتبرأ من جهات تدعو للعنف… وتطالب بخارطة طريق للحوار
وجهت الجماهير المعتصمة عصر أمس الجمعة 21 فبراير 2014 تحيتها الكبيرة لوفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي يزور البحرين.
واعتصمت حشود واسعة من البحرينين في ساحة الحرية بمنطقة المقشع غرب العاصمة المنامة في تجمع دعت له قوى المعارضة بعنوان "إرادتنا لن تنكسر".
المعتصمون رفعوا أعلام البحرين الوطنية ويافطات تؤكد الإستمرار في الثورة السلمية، وأكدوا أن أن الاعتصام للتأكيد للعالم أن هذا الشعب ماضٍ في طريقه حتى استعادة حقوقه.
العكري: المشكلة في البحرين سياسية والإنتهاكات الحقوقية انعكاس لها:
وفي كلمة لمرصد البحرين لحقوق الانسان ألقاها رئيس المرصد عبدالنبي العكري، رحب بإسم المعتصمين بوفد الامم المتحدة وعلى رأسهم المفوضة السامية نافي بيلاي، داعياً الجميع للتعاون مع أعضاء الوفد.
وقال العكري: يحل بيننا الأن وفد المفوضية السامية لحقوق الانسان في مهمة استثنائية لمدة شهرين.. وهم من المختصين بشئون جقوق الانسان في منطقتنا ووطنا، ونقول باسمكم جميعاً أهلاً وسهلاً بكم وشعب البحرين يحييكم.
ولفت إلى أن هناك من يستاءل عن جدوى زيارة هذا الوفد.. وهنا من يأس من تفعيل لدور الأمم المتحدة.. وهنا أؤكد أن استقلال البحرين كان بعد تدخل من الأمم المتحدة لاستفتاء شعب البحرين وقراره.. حيث خرجت البعثة الأممية بأن قرار البحرين واضح بالاستقلال في دولة ديمقراطية تحفظ حقوق الانسان.
وقال العكري: مررنا بعقود عجاف منذ الاستقلال حتى وصلنا لنضالات الشعب في التسعينات لتصل قضية البحرين إلى جلسات جنيف لحقوق الانسان لأول مرة.. حيث صدرت قوانين واضحة من المجتمع الدولي في تأييد نضالات الشعب لنيل حقوقه.
وأوضح العكري: بعد أن استبشرنا بالعهد الجديد وبالأيام الجميلة التي لم نعشها أبداً!.. وإثر زيارة المفوضية السامية التي دعت في ذاك الوقت بأن يصدر دستوراً ديمقراطياً.. ثم جاءت نافي بيلاي والتي أصبحت خبيرة في وضع البحرين لأنها من جنوب إفريقيا وهي خبرت معاملة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وكان لها قرارات واضحة في أكثر من محطة تاريخية.
ولفت إلى أن عمل اللجنة الأممية يتطلب من الدولة أن تقوم بخطوات عديدة ومهمة، منها الافراج عن جميع المعتقلين ومحاكمة كل المجرمين الذين قاموا بانتهاكات بشعة لحقوق الانسان.. ونؤكد هنا أن المشكلة في البحرين هي مشكلة سياسية وليست حقوقية، والانتهاكات الحقوقية هي انعكاس لهذا الوضع السياسي..
كاظم: للمجتمع الدولي.. اتركوا الكيل بمكيالين وأنصفوا شعب البحرين:
من جانبه، شدد القيادي بجمعية الوفاق الوطني الإٍسلامية السيد جميل كاظم رئيس شورى الوفاق، على أن تظاهرة 15 فبراير العملاقة سطر فيها شعب البحرين أروع مثل الوفاء والعطاء لقضيته ووطنه، وتجاوز الحضور فيها ربع مليون مواطن.
وقال كاظم: في ذكرى حراك 14 فبراير المجيدة وفي يوم ملحمة الصمود التي سطرها الشعب بتاريخ 15 فبراير، حيث أن حضور أكثر من مليون مواطن وهو رقم قياسي يجب أن يُحفر في ذاكرة النضال الوطني، وهو كذلك بمثابة استفتاء شعبي عارم على مطالب الشعب المشروعة.. وهو في ذات الوقت رفض واضح لسياسة الظلم والاستعباد التي عانى منها الشعب كثيرا.
وأردف: نقول للذين يراهنون على تعبنا وانكسارنا أنكم واهمون، وأنكم تحلمون.. فنحن باقون في كل الساحات حتى تحقيق المطالب، وليس من حق أحد كائن من كان أن يطالب بمنع مسيرة هنا أو هناك في ربوع الوطن كل الوطن.
وتابع كاظم: لأننا الذين روينا شجرة الوطن المباركة بدمائنا وتضحياتنا وهو حق طبيعي في التعبير عن الرأي الذي يلتزم بالسلمية والتحضر..
وواصل: بعد تلك الملحمة في يوم 15 فبراير 2014 .. تتعاظم علينا المسؤولية، فنحن ملتزمون بالتواجد في كل الساحات بالتحضر، ولكن لن نكتفي بهذا المسار الميداني فقط، بل أن يشمل حراكنا المجالات الإعلامية والحقوقية والدبلوماسية.
وأضاف: نخاطب المجتمع الدولي ونقول بضرس قاطع أن أكثر من ربع مليون في البحرين خرج يطالب بحكومة تمثل إرادته وبرلمان كامل الصلاحيات، ودوائر عادلة وفق مبدأ صوت لكل مواطن وقضاء عادل وأمن للجميع. ووقف للتجنيس السياسي والتمييز الطائفي والفئوي..
وقال كاظم: أيها العالم .. أيها المجتمع الدولي.. أنتم مطالبون بترك السياسة الناعمة التي تمارسونها تجاة نظام البحرين، ولتتركوا سياسة الكيل بمكيالين بحق مطالبنا.. نطالبكم بموقف واضح وضاغط على هذا النظام للاستجابة لمطالب الشعب البحريني..
وقال: هذه السياسية تهدد مصالحكم في قادم الأيام، فالشعوب باقية وهي الأقوى, والمستقبل لها، ومصالح الأنظمة الغربية هي مع هذا الشعب وكل شعوب العالم وليس مع الأنظمة.
ووجه كاظم رسالة للنظام بالقول: في يوم العدالة الاجتماعية العالمي (20 فبراير) من كل عام حيث تنعدم العدالة الاجتماعية في البحرين على جميع المستويات.. فالسلطة تغرق في النظام الشمولي من رأسها إلى أخمص قدميها.. فهي تمارس التجويع والتجهيل والتمييز والتجنيس السياسي وسرقة المال العام والتهميش السياسي فما أحوج الوطن إلى مبادئ التوزيع العادل للثروة والنفوذ وتكافؤ الفرص وحرية التعبير وممارسة الشعائر الدينية بدون تمييز واضطهاد.
وأكد أن ممارسة القمع وصل إلى طريق مسدود مع هذا الشعب، فلن تستطيعوا كسر إرادة هذا الشعب، ولن يرجع هذا الشعب إلى البيوت قبل نيل حقوقه.. وكل الانتهاكات التي تمارس بحقه من اعتقالات ومداهمات ومحاكمات والتحريض الاعلامي قد أدخلت الوطن في مأزق اجتماعي وحقوقي.
وتسائل: ألم تكفكم عقود التهميش بحق الشعب من الاستفادة من الدروس، فها هي أنظمة شمولية هي أقوى منكم وأكثر جنداً قد بادت..
ولفت إلى أن التطورات الحالية في منطقة الشرق الأوسط وتطورات الأوضاع في مختلف البلدان تصب في صالح الشعوب المنتفضة من أجل الحرية والعدالة والكرامة، وأن صيرورة الأمور تتجه نحو حاكمية الشعوب.. فسارعوا إلى التصالح مع شعبكم قبل فوات الفوت..
وأشار كاظم إلى أن تجربتين فاشلتين من حوار التوافق الوطني قد مرت على البلاد، وقد لاحت فرصة بعد لقاء المعارضة مع ولي العهد، وها هي الأمور تتجه نحو الفتور مرة أخرى، وسياسة القبضة الأمنية استمرت وسياسة التحريض الاعلامي عادة أشد تنكيلا بالوطن والمواطنين..
وشدد على أن أي عملية حوار تحتاج إلى خطوات وأجواء طيبة وأهمها هي إطلاق جميع سجناء الرأي الذين امتلأت بهم المعتقلات وعلى رأسهم الرموز السياسية، ووقف المحاكمات وإرجاع المفصولين إلى أعمالهم، والبدء الفوري بخارطة طريق واضحة ومد جسور الثقة وخطوات واضحة تخرج بالبلد من هذه الأزمة المكلفة..
وأكد كاظم على حضور الشعب الواعي المستمر الواعي في كل الساحات وبسلمية حتى تتحقق المطالب، وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. وإننا على ثقة تامة بنصر الله إنه نعم المولى ونعم النصير.
الموسوي: العالم يشهد أن مطالبنا هي الحد الأدنة للمطالب الإنسانية:
من جانبه، قال القائم بأعمال الأمين العام بجمعية وعد رضي الموسوي: قبل سفرنا إلى واشنطن ولندن بدأت الصحف الصفراء توجه الاتهامات لوفد المعارضة.. وقلنا لهم وبالفم الملئان نحن نذهب إلى الخارج من أجل إيصال صوت الشعب إلى الخارج.. نذهب لأن إعلامنا يعيب أصواتنا ويوهم البعض بأنه سيسجننا في بلدننا.. ذهبنا لنقول بأننا نناضل من أجل العدالة وحقوق الانسان والدولة الديمقراطية التي تؤمن بأن المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات..
وأردف: أكدنا أن الحوار الجاد الذي نؤمن به يجب أن يؤسس على خارطة طريق واضحة، تقوم على أساس الافراج عن المعتقلين جميع المعتقلين.. أكدنا أن الصراع في البحرين سياسي وليس طائفي كما يشيع النظام.. وأكدنا أن الشعب مستمر في نضاله من أجل انتزاع حقوقه المشروعة.. قلنا لهم بأن التمييز الذي تمارسه السلطات هو سرطان العصر الذي يجب اقتلاعه من جذوره.. قالوا بأن هذه المطالب هي مطالب الحد الأدنى الانسانية.
وواصل الموسوي: نتسائل من هو الخائن؟ الخائن هو الذي يسرق الأراضي ؟ ويستحوذ على الثروات؟ الخائن هو الذي يمارس القتل خارج القانون؟ الخائن هو الذي يحكم على جميع السلطات بديكتاتورية! الخائن هو من يعتقل الآلاف من المواطنين بسبب مطالبتهم السلمية بحقوقهم.