جماهير "المعارضة" تستنكر الحملة القمعية… وتؤكد: لا تنازل عن مطالب الثورة العادلة

حشدت قوى المعارضة الوطنية جماهيرها في اعتصام شعبي دعت فيه السلطة إلى حوار حقيقي جاد، مؤكدة فيه على «تمسكها بمطالبها في التحول للديمقراطية واستمرار النضال السلمي للبحرينيين لتحقيق ذلك».
وقد شاركت جماهير بحرينية واسعة في اعتصام شعبي دعت له المعارضة عصر اليوم السبت 5 أكتوبر 2013 في منطقة بوري "جنوب غرب العاصمة المنامة"، رفعت خلاله أعلام البحرين الوطنية وهتافات وشعارات تندد باستمرار الاستئثار والدكتاتورية، والتعاطي وفق المنهجية الأمنية القمعية والاعتقالات والأحكام الانتقامية ضد النشطاء والمعارضين.
وأكد المشاركون في الاعتصام الجماهيري الذي جاء تحت عنوان "مطالبنا باقية والشعب مستمر" على تمسك شعب البحرين بمطالبه العادلة في تأسيس دولة ديمقراطية تقوم على العدل والمساواة، وأن لا تراجع عن تحقيق هذه الأهداف مهما اشتد البطش والقمع الرسمي.

وفي كلمته، ذكر رئيس دائرة الحريات وحقوق الإنسان بـ «الوفاق» هادي الموسوي في التجمع الجماهيري أن «القيادي المعتقل خليل المرزوق عمل بسلمية يرفض أن يعتمد أسلوب العنف في هذه الثورة ولكنهم جازوه تنكيلاً وانتقاماً بأن اعتقلوه ولكن لله علينا عهد ولكم علينا عهد أن كلمة الحق لن يختفي الموقف الصلب الصادق ولن يغيب لأنكم أنتم من يعيش حال الرفض للظلم بكل ما فيه سياسياً وحقوقياً ومعيشياً وإنسانياً في التمييز وفي الانتقام وفي كل شيء».
و أكد على أن شعب البحرين شعب راقي متحضر متقدم وهو ليس عبثي، وقد نظر الى ما بعد وما قبل وهو يرفض هذا الواقع القائم على الظلم والاستئثار.
وأضاف: يجب ان نأتي الى كلمة سواء بيننا وبينكم، شعب البحرين وإن كرر لا تنازل و لا تراجع، فهي كلمات واقع نجدها في النفوس والقلوب والمشاعر وعلى السلطة ان تفهم ذلك وتراجع نفسها.
"السلام عليك يا شعب الغيرة والحمية والإباء.. نعم إنك الشعب ذي الغيرة التي لا ترضى ان تمس حرائره ومقدساته وحرماته ولكنك الشعب الذي يغضب بوعي ويثور بوعي ولا يستدرج لأن جزء من هذا البطش هو لبث الرعب والذلة ولكنك تأبى الذلة".. هذه الكلمات التي بدأ بها الاخ العزيز الحبيب المعتقل خليل المرزوق الذي ما لبث ينادي ويصرخ وينصح ويوجه بأن نعيش حياة كريمة فارغة من كل معنى للذل ولكنه عمل بسلمية يرفض أن يعتمد اسلوب عنف في هذه الثورة ولكنهم جازوه تنكيلا وانتقاما بأن اعتقلوه.
وأردف: لكن لله علينا عهد ولكم علينا عهد أن كلمة حق لن تختفي الموقف الصلب الصادق لن يغيب لأنكم أنتم من يعيش حال الرفض لهذه السلطة بكل ما فيها سياسيا حقوقيا معيشيا انسانيا في التمييز في الانتقام في كل شيء.
ووجه الموسوي تحيته لكل الجماهير الحاضرة قائلا: تحية لكم جميعا، تحية لأهالي قرية بوري الابية، وعلي ان اؤكد تحية للمرأة التي آلات الا ان تكون الا جنب الرجل لانها مؤمنة بأنها نصف المجتمع واليوم أثبتت ان وجودها اكثر من الرجل.. المراة التي عانت كمدرسة وكطبيبة وكأم التي عانت في الطريق والتي عانت لانها تخرج مسيرة او في اعتصام، فتحية لهذه المرأة.
وأضاف الموسوي: هناك مناسبة مهمة اليوم وهي يوم المعلم، وانتم تعرفون ان شعب البحرين محظوظ جدا بأن كل المناسبات في الامم المتحدة او المنظمات الدولية ان يكون لشعب البحرين ارتباط بذلك اليوم، يوم المعلم، يوم العمل السلمي، وغيرها.
وتابع الموسوي: لأن ما عندنا لا يقل عن ما عند مجاميع من دول العالم، لأننا في هذا البلد الصغير لدينا هذا الكم من الانتهاكات، لاننا قادرون على فهم حقنا سواء كان في حدود السلطة او الانسانية، نحن اصحبنا شعبا حقوقيا بامتياز، لأن السلطة اعطتنا في كل انتهاك ان نحصل على المعرفة ودرسا قاسيا لن ننساه لانها أهانت ونكلت وقست في المحاكمات.
وقال الموسوي: من صدر عليه حكم يكون عقابه حرمانه من الحرية، ومن لم يصدر عليه حكم فحرمانه من الحرية هو أكثر مما عليه، لانه برئ بحكم القانون، المتهم برئ حتى تثبت جريمته ولكن للاسف الشديد سجنائنا ليس فقط مسجونون خلف القضبان، يأذون، يحرمون من حقوقهم، يتأذون اهلهم، يحرمون من ابسط مقومات الحياة في السجون.
وأضاف: هذا اليوم هو يوم المعلم، ونقيب المعلمين يقبع في السجن خمس سنوات واعداد المعلمين اللذين سيقوا من المعلمين والمعلمات للتحقيق واكثر ما يؤلم عندما اخذوا المعلمات والطالبات عندما جعلوهم يرقصون امام الضباط في اسلوب دنيئ وخسيس، نساؤنا امام رجالهم يخجلون، فما بالكم أمام ضبابط فاقدين للاخلاق والسلطة تعرف ذلك.
وقال الموسوي: نجد ان ابناءنا يؤخذون من مسيرة، او بسبب عمل رتويت او ارسال رسالة عبر الواتسب ويسجنون عشر سنوات، ثم يقولون لا تتحدث عن القضاء ونزاهته، قتلوا الشهيد علي صقر وحكموا على قاتله بعد تخفيف حكمه الى سنتين فقط.
وأضاف: يقولون لماذا وزير حقوق الانسان لم يتسطع ان يقنع العالم، لان نافي بيلاي لم تسكت و 47 دولة لم تسكت، والبرلمان الاوربي لم يسكت، كل هذه الجهات عندما تتكلم فهي تقوم بأدنى حد من الموقف الاخلاقي الواجب عليها، ليس وزير حقوق الانسان هو الفاشل ولكن هناك عنصران حيث يقول المجتمع الدولي نحن لسنا سذج، و والعنصر الثاني هو انتم ايها الضحايا اللذين لا تسكتون عن الجرائم التي ترتكب بحقكم. وتوصلون هذه الانتهاكات ولولاكم لبقي المجتمع الدولي فارغ لا يعرف شيء ولم يستطع ان يحكم على هذا السلطة بما ترتكبها من مخالفات.
وأردف الموسوي: صورتك ايها السلطة سوداء ونحن لا نبذل جهدا عندما نتكلم هناك بسبب ما تفعلونها بنا من انتهاكات. السلطة اما ان تستعدي شعبها وتبقى في خصومة دائما مع هذا الشعب، أو ان تعطي الشعب حقه وتسمع له.

وأكد الامين العام لجمعية التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي فاضل عباس لا يمكن للاحكام الظالمة والاعتقالات للقيادات والرموز أن تجعل شعب البحرين يتنازل عن مطالبه، وهذه الاحكام تسيئ الى النظام، وقد اوضحت للعالم اجمع حقيقة السلطة القضائية ومن يديرها وهي تشكل اساءة للنظام وليست للمعارضة.
وتابع عباس: في ظل هذا القمع المتواصل الذي لن يثني الشعب عن المطالب، هناك حالة غريبة جدا تحصل ان كل معتقل يعتقل اليوم، يقال لك اخذ للتحقيقات الجنائية التي يعرف انها وكر للتعذيب.. على النظام ان يتحمل مسؤلياته وعلى ملك البحرين أن يوقف التعذيب في السجون البحرينية، والعمل وفق الرؤية الامنية والاصرار على بقاء هذه الحكومة لن يفضي الى حل و المعارضة لن تدخل في حل يوجد فيه خليفة بن سلمان.
وقال: اليوم هو يوم المعلم العالمي نوجه فيها تحية للمعلمين اللذين تم اقتيادهم خلال فترة السلامة الوطنية الى مراكز التعذيب بدلا من تكريمهم.
وقال: سلام وتحية لاهل بوري اللذين يستضيفون هذا الاعتصام و سلام كبير ايضا لأهل عالي اللذين يرابطون في الساحات، وسلام آخر نبعثه لمن اراد النظام ان يبعدهم عنا ولكنهم حاضرون عنا وفي كل مكان فسلام للاخ المجاهد عبدالوهاب حسين وسلامنا الى الاخ المناضل ابراهيم شريف وسلامنا الى الاخ حسن مشيمع، وسلامنا إلى الشيخ محمد علي المحفوظ وسلامنا الى الشيخين المقدادين، هؤلاء مكانهم هنا وليس الزنازنين.. وسلامنا إلى الاخ خليل المرزوق الذي أبعده النظام عنا لأنه أراد وانفتح على الطرف الآخر في المعارضة، هذا الانفتاح الذي بادر به الاخ خليل المرزوق نحن سنكمله.
وأردف عباس: للأسف الشديد عندما يسجن خليل المرزوق وتلتزم امريكا وبريطانيا الصمت وتخرج منهم عبارات واهية حول ضمان الاجراءت القانونية ونحن نعرف ان في هذا البلد يحكم قاتل الشهيد علي صقر سنتين سجن فقط بينما يحكم من يحرق اطار خمس سنوات.
وقال عباس: عندما يرفع شعار تنحى يا خليفة فهذا شعار شعب البحرين، شعب البحرين طالب منذ زمن بتنحية خليفة بن سلمان، وعندما يرفع المجتمع الدولي هذا الشعار معنا فاهلا وسهلا بهم، ويجب ان يحاكم كل مسؤل منذ اغتيال الشهيد بو نفور حتى هذه اللحظة.
وواصل: من هنا اذا لم يتسغل الفرصة المؤاتية لقيام حوار جاد حقيقي يفضي الى نتائج سياسية تحقق مطالب شعب البحرين فالتغييرات الاقليمية لن تخدم هذا النظام.