من المسئول عن السياط التي تلوت على ظهر الناشط الحقوقي ناجي فتيل؟
من المسئول عن تجريد ريحانة من ملابسها؟
شعبنا كله ضد التعذيب، نقول إن العدالة عدالة السماء، والقانون الدولي الذي يتم تجاوزه وانتهاكه، في البحرين انتهاك للحرمات
لقد عرّيت يا ريحانة النظام وانتهاكاته وتجاوزاته
المحكمة دونت ما قالته ريحانة عن تعريتها بـ"معاملة معنوية غير لائقة"!
حشدت قوى المعارضة جماهيرها «تنديداً للتعذيب الذي يمارس ضد المواطنين والمعتقلين»، مشددة على «تشكيل لجنة تحقيق محايدة لبيان حقيقة كل دعاوى التعذيب ومحاسبة المعذبين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب».
ومن جانبه، طالب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في اعتصام حاشد أقيم في ساحة المقشع مساء أمس الجمعة (12 يوليو/ تموز 2013) بـ «وقف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين».
وأضاف «هذه رسالة للسلطة، نحن سنة وشيعة نطالب بدولة تحتضننا جميعاً، يرفع عنها الظلم فقد تعب السنة والشيعة من غياب العدالة».
وتابع «في هذه الليلة كان من المفترض أن تكون هناك وقفة تضامنية أمام منزل الحقوقي نبيل رجب بمناسبة الذكرى السنوية لاعتقاله، حبيبنا نبيل اعذرنا، لأن هناك ريحانة دعتنا لهذا المكان، وأنت عزيز وريحانة عزيزة، وكلنا هنا».
وتساءل «من المسئول عن السياط التي تلوت على ظهر الناشط الحقوقي ناجي فتيل؟ من المسئول عن تجريد ريحانة من ملابسها؟ من يقوم بالعمل هو المسئول، من مارس التعذيب بشكل مباشر هو المسئول، ومن أصدر الأمر بذلك هو المسئول، ومن يعلم ولا يوقف الأمر فهو مسئول، والقاعدة المعروفة تقول إن سلسلة المسئولية لا تنتهي ولا تتوقف، هكذا قال رئيس لجنة التحقيق المستقلة لتقصي الحقائق محمود شريف بسيوني وهكذا ينظر العالم، هناك مسئولية جنائية ومسئولية حقوقية ومسئولية سياسية، لا تستثني أحداً».
وتابع «تم هدم المساجد، وقطع أرزاق عشرات آلاف المواطنين بالفصل المباشر والمنع عن التوظيف وغيرها، وتم حرمان أبنائنا على مدى عقود مما يستحقون من منح دراسية، وتم الاستيلاء على الثروة الوطنية، وأصدرتم قوانين مخالفة للقوانين الدولية، فمنعتم حرياتنا وسلبتموها، بما قمتم به ووثقته لجنة تقصي الحقائق والمنظمات الدولية».
وأكمل «فإن قلتم لا نثق في المعارضة، وربما ولاؤها هنا أو هناك، ولاؤنا لهذا الوطن، وقد أثبتنا ذلك في كل التاريخ ولا نهتم باعتباراتكم وبقيمة الألفاظ التي تطلقونها علينا، فنحن أهل هذه الأرض».
وشدد سلمان على أن «طبيعة الحراك الدائر، محوره مطالبات ليكون الشعب مصدر السلطات، الشعب مصدر السلطات جميعاً، حقيقة الأمر في أي دولة أن الشعب مصدر السلطات جميعاً، لا يجوز لأحد ممارسة أي سلطة تشريعية تنفيذية قضائية وأمنية إلا بتفويض واضح من الشعب، حقوق الشعب مثبتة في دستور 73 وكل المواثيق الدولية».
وفي كلمة المرصد البحريني لحقوق الإنسان، قال الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري: «العالم العربي اليوم يعيش الحروب في سورية والتفجيرات في العراق والانتهاكات مستمرة في بلدنا البحرين وما جرى من تجريد المعتقلة ريحانة الموسوي من ثيابها، والتعذيب بحق محمد السنكيس وناجي فتيل غير مقبول».
وأضاف «نقول إن شعبنا كله ضد التعذيب، نقول إن العدالة عدالة السماء، والقانون الدولي الذي يتم تجاوزه وانتهاكه، في البحرين انتهاك للحرمات».
وأردف العكري «قانون البشرية هو قانون السماء، والعدالة سيكتبها التاريخ، مازلنا متمسكين بالعمل السلمي وبالملكية الدستورية التي ستكون محاسبة المعذبين أول مطالبها وبدونها لا إصلاح سيكون مقبولاً».
وأكمل «في دولة الكويت الشقيقة والتي نظامها يشابه نظامنا استقال وزير الداخلية وهو من عائلة الصباح عندما توفي متهم بتهريب المخدرات تحت التعذيب، فليعتبروا مما جرى للجنرال الانقلابي بينوشيه في تشيلي وسلوبودان ميلوشيفيتش في صربيا وكاراديتش في البوسنة».
ومن جانبها، قالت بنت أخت المعتقلة على ذمة القضية المعروفة بـ «تنظيم 14 فبراير» ريحانة الموسوي: «اليوم أتحدث عن شريفة مظلومة مسلوب حقها تم الاعتداء عليها بأبشع صور الانتهاكات».
وأضافت «أنتم من تصنعون الخطوط الحمر لهذه الأفعال الشنيعة، نتقدم لكم أيها الشعب العظيم يا من ثبتم، كل الشكر والتقدير والاحترام والانحناء إلى كل فرد شريف وإلى كل شخصية دينية ووطنية وكل فرد في سوح النضال، نكرر شكرنا إلى هذا الشعب لما يبذلونه لعزة ورفعة وطننا».
وتابعت «نناشد الجميع بالمطالبة بالإفراج عن المعتقلة ريحانة ونطالب الجميع بالتحرك أكثر من أجل خير شامل لكل الوطن».
فيما تساءل عضو هيئة الدفاع في القضية المعروفة بـ «تنظيم 14 فبراير» المحامي محمد التاجر «كيف نثق في سلطة تسمع من امرأة أنها جردت من ملابسها مرتين ومن ثم يكتب فقط في محضر جلسات المحكمة أنها تعرضت لمضايقات، دون أن تتخذ إجراءات قانونية تجاه هذا الانتهاك».
وواصل «لم نستطع تأمين دفاع يضمن براءة المعتقلين السياسيين، ويدرأ عنهم أحكاماً قاسية، حيث تغيب كافة الضمانات للمعتقلين، لا يؤمن لهم حضور المحامين مع المتهمين وهو من أبسط حقوق المعتقلين».
وشدد على أن «ريحانة رمز للشرف، ولكن من عرّاها يجب أن يكون رمزاً للخسة والدناءة، إن من قام بهذا فقد بيّن لنا المستوى الدنيء الذي وصل إليه».
أما رئيس دائرة المرأة في جمعية الوفاق أحلام الخزاعي فقالت «وطن السلام، وطن الكرامة، وطن العدالة والمساواة، وطن الحرية، هذا ما نطمح إليه، شعب خرج ليضحي بكل ما يملك بالغالي والثمين بأرواحه ودمائه بأطفاله وشبابه ونسائه، ولدينا من الشجاعة والجرأة لنمد أيدينا للطرف الآخر لنقول تعالوا لنبني وطن الجميع».
وأكملت «هناك من يرفض أن يخرج هذا الوطن من أزمته، لأن المتمصلحين يفضلون أن تستمر الانتهاكات على أن يخسروا مصالحهم، ولكنهم واهمون، نعم لن نقبل أن نكون أدوات تحركونها كما شئتم وسنظل كالنخل واقفين».
وتابعت «هذا ديدن الحكومات التي لا تخدم شعبها ولا تحترمها، عكس الحكومات المنتخبة».
وأفادت الخزاعي «ريحانة الموسوي ما كشفته هذه المرأة العفيفة ليست الحادثة الأولى، فربما كانت هناك عشرات المعتقلات، وقد لا تكون ريحانة هي الأخيرة، أخاطب الضمائر، أخاطب الإنسان، اليوم دفاعنا عن ريحانة دفاع عن حق إنساني، بأي دين في أي عرف وقانون يسمح بما جرى على ريحانة؟، نطالب بلجنة للتحقيق في هذه الانتهاكات».