حشد جماهيري شارك في اعتصام الجمعيات السياسية المعارضة في المقشع أمس –
جدد نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي تأكيد قوى المعارضة على «إيمانها بالحوار الجاد المثمر الذي يخرج البلد من أزمته المستفحلة»، ذاكراً أنه «إذا قدر لنا أن نجلس على طاولة حوار، فلن نتفق إلا على ما يحقق مطالب هذا الشعب».
وأضاف في اعتصام جماهيري حاشد أقامته الجمعيات السياسية المعارضة في ساحة منطقة المقشع، عصر أمس السبت (9 فبراير/ شباط 2013) «على الحكم وعلى القائمين على الحوار، إذا كانوا جادين أن يعلنوا أن الحديث بأن المعارضة لها أجندات خارجية هو توصيف خاطئ»، متسائلاً: «هل مطلب الحكومة المنتخبة يعد من الأجندات الخارجية؟».
وأردف «يمضي العام تلو العام وحراكنا مستمر ومتواصل، وعزيمتنا وإرادتنا في تصاعد وتماسك، وها هي ذكرى انطلاق هذا الحراك الذي سيدخل عامه الثالث، في الوقت الذي عانى في الشعب من شتى الانتهاكات، وقمع حرية التعبير من أجل ثني هذا الشعب عن مطالبه».
وتابع «عامان انصرما ومازال الوضع الحقوقي يراوح مكانه، إن لم يكن ازداد سوءاً، عامان مضيا وكل الإمكانيات الدولة سخرت من أجل ثني هذا الشعب عن مطالبه، لكنهم خسروا ولم يربحوا شيئاً، ولم ينالوا من كرامة هذا الشعب الذي سطر الدروس في التضحية والصمود».
وواصل الديهي «لقد أعطى شبعنا، ومازال، أروع الدروس للوعي لطبيعة المرحلة التي تعيشها، حتى صار مضرب المثل في سلميته، حتى باتت شعاراته يتغنى بها كل الشعوب التي تطلب الحرية، شعب البحرين مفخرة بصموده، وصبره في المطالبة بحقوقه معتصماً بشكل يومي، على رغم كل الانتهاكات والإعلام المضاد، إلا أن ذلك لم يدفعه للتراجع».
وأكمل «عامان انصرما، إلا أن الشعب تجاوز كل المناورات التي أريد منها النيل من هذا الحراك، ومن وحدة هذا الشعب، وها نحن اليوم، وبعد مضي عامين على ثورتنا نعيش مرحلة حساسة تتطلب منا اليقظة والوحدة والتماسك، فهم راهنوا على تفككنا وعملوا على ذلك طوال عامين، لكنهم فشلوا في ذلك، فهل نستطيع أن نجعلهم ييأسون من النيل من وحدتنا؟، نعم نحن قادرون على تفويت ذلك عليهم».
وأضاف «إذا كانوا يظنون أن دعوتهم للحوار ومناوراتهم حوله ستعوق مطالبتنا بالديمقراطية، فنحن نقول لهم إن في البحرين شعباً واعياً سينال حقوقه لا محالة».
وشدد على أنه «لن يفيدكم طول المدة التي تراهنون عليها، ولا حوار دخلنا فيه أم لم ندخل، فإذا كان هناك حوار، فالشعب أصحاب القرار في مخرجاته، نحن نؤمن بالحوار الجاد، ونحن من طالب بالحوار الجاد المثمر الذي يخرج البلد من أزمته المستفحلة، وإذا قدر لنا أن نجلس على طاولة حوار، فلن نتفق إلا على ما يحقق مطالب هذا الشعب».
ونبه إلى أنه «حتى بدء الحوار فلن نترك الساحات، حتى تتحقق مطالبنا المشروعة، نحن عندما نتظاهر أو نعتصم يقال إننا لا نريد تهيئة الأجواء للحوار، لكنهم عندما يستمرون في الانتهاكات لا يرون أنهم يعطلون الحوار الجاد». وأشار إلى أن «الحوار له مقتضيات، ومنها القبول بالاستماع للطرف الآخر، ويجب أن يكون حوار الند للند، وإبداء حسن النوايا للطرف الآخر، ويستوجب عدم نعت الآراء المخالفة بالخيانة وعدم الوطنية، وليس ذلك ببعيد عما ذكرته إحدى الجهات الرسمية التي تتهم المعارضة بأنها تتبع الأجندات الخارجية، وأنها ليست جادة، وأنها تراهن على الأزمة السورية، في الوقت الذي نعرف من راهن على إنهاء الحراك الشعبي في البحرين بعد انتهاء الأزمة السورية، فلسنا نحن من يراهن على الخارج».
وأكمل «على الحكم أن يكون صريحاً مع مريديه، لأن المعارضة أقنعت الجميع أن أجنداتها وطنية، وقد أثبت ذلك تقرير بسيوني، ولا تحتاج المعارضة لتزكية السلطة، لكن بعض المسئولين لايزال متمسكاً بأن المعارضة لها أجندات خارجية وطائفية».
وأضاف أن «الحكومة تحاول أن تستخدم الشارع الآخر لوقف الحراك الوطني، في الوقت الذي تطلب منا السلطة الجلوس معهم على طاولة الحوار».
وتابع «لنقف ونشاهد من أقصى الآخر، فمن أقصى الآخر في وسائل الإعلام، وتقرير بسيوني الفيصل بيننا، المطلوب في نظر السلطة أن يسود رأي واحد، وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى الانقسام، فلا تقولوا أنكم تريدون ديمقراطية ولا قضاء مستقلاً، وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى الانقسام».
وأكمل الديهي «نحن نقول إن القرار يجب أن يكون شعبياً عبر مجلس تأسيسي أو استفتاء شفاف، فهل في ذلك إقصاء، ومن الذي يرفض قرار الشعب؟، المعارضة لا تقول إنها كل الشعب، لكنها تحمل رؤية سياسية وطنية ومن يقرر رفض رؤيتها أو الموافقة عليها هو الشعب، ولكن في المقابل السلطة تريد أن تختار للشعب ما تريده هي، على رغم أن الإرادة الشعبية لا تتأتى إلا عبر المجلس التأسيسي أو الاستفتاء».