القاهرة – المصري اليوم
لم تفلح محاولات الحكومة البحرينية، فيما يبدو، في ضرب مشكلاتها الداخلية بالخارجية. فالمنامة، إلى جانب أزمتها الداخلية حاليا مع المعارضة المصممة على إحياء انتفاضة «14 فبراير»، تواجه حربا إعلامية إقليمية تشنها العراق، على خلفية إعلان البحرين نيتها مقاطعة القمة العربية المقررة في بغداد نهاية مارس المقبل.
اشتدت الحرب الإعلامية بين البحرين والعراق بسبب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، استبعد فيها مشاركة بلاده في أعمال القمة، متهما السلطات العراقية بمحاولة «الاستغلال السياسي للأحداث التي شهدتها المملكة العام الماضي».
وصلت حدة التوتر إلى حد تساؤل وزير الخارجية علنا «كيف نقبل بحضور قمة في بلد يأتيك منه شر يوماً بعد يوم؟». وكانت حكومة رئيس الوزراء العراقي (الشيعي)، نوري المالكي، وبعض الأحزاب الشيعية، من أوائل المؤيدين لحركة الاحتجاجات في البحرين منذ فبراير 2011.
لكن خليل المرزوق، القيادي في «جمعية الوفاق» المعارضة في البحرين، أعرب لـ «المصري اليوم» عن قناعته بأن انسحاب البحرين من القمة «يهدف إلى التغطية على الأحداث السياسية الراهنة التي تشهدها المملكة، تفاديا لطرح الملف البحريني خلال هذه القمة، وهو الأمر المحتمل بشدة، في ظل تصاعد الأحداث مع ذكرى الانتفاضة».
وقال المرزوق إن «اتهام القنوات العراقية والإيرانية بتعمد تشويه البحرين أمر سبق أن وجهته السلطات للعديد من القنوات الأخرى التي تتناول الأحداث بموضوعية»، وفقا لكلامه، مبينا أن الاتهامات نفسها طالت قناة «الجزيرة» ودولة قطر من قبل.
في المقابل، ورغم انتمائها للمذهب الشيعي، رأت سميرة رجب، عضو مجلس الشورى البحريني، إن قرار وزارة الخارجية جاء موافقا لهوى الشعب الذي كان سيلومها لو شاركت في القمة. وأضافت النائبة لـ «المصري اليوم» أن «العراق لا يفتقر فقط لمقومات الدولة، التي يمكن أن تستضيف قمة عربية، بل يتعد ذلك إلى افتقارها للحس العروبي، بعدما أصبح مسؤولوها يتبعون السياسات الإيرانية»، على حد قولها. كما توقعت رجب أن تتخذ دول خليجية عدة، في مقدمتها السعودية والكويت، وربما قطر والإمارات، خطوات مماثلة للبحرين في مقاطعة القمة.
ويتسق ذلك مع نشر مؤخرا من تقارير صحفية تحدثت عن تحركات سعودية لإفشال قمة بغداد. وكانت وزارة الخارجية البحرينية قد استدعت القائمة بأعمال السفارة العراقية في المنامة للاحتجاج على مواقف وصفتها بـ «غير بناءة» من جانب العراق. وجاء ذلك بعد دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المحتجين في البحرين إلى مواصلة التظاهر، قائلا «سوف تسودون ونحن وراءكم».
على الجانب العراقي، استدعت أيضا لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السفير البحريني للاحتجاج على تصريحات الشيخ خالد. واتهم بعض نواب «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي، دولا خليجية بـ «معاداة العراق»، والسعي للتآمر عليه ومحاولة إفشال القمة القادمة.
واعتبر النواب أن دول الخليج ترفض أن يترأس العراق القمة لهذا العام، وتحاول الاتفاق على عدم عقدها في بغداد، «حتى لا يكون للعراق موقع سياسي مرموق في مصاف الدول العربية». وتوقع السراج بدوره أن «تسلك السعودية مسلك البحرين في رفضها حضور القمة»، لكنه أكد أن «الكويت والإمارات ستشاركان»، دون توضيح مصدر معلوماته. وأضاف أن «جامعة الدولة العربية هي من تقوم بالرد على تصريحات البحرين وليس العراق، على اعتبار أنها صاحبة الدعوة، والعراق دولة مستضيفة وليست داعية».
صوت المنامة 18/02/2012 م
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.