أمرت محكمة الاستئناف النيابة العامة بجلب التصويرات الأمنية للمزارع في يومي 16 و17 مارس/ آذار من العام الماضي والاستفسار عن شكوى التعذيب في قضية لاعبي منتخب كرة اليد الشقيقين علي ومحمد ميرزا سلمان بالإضافة إلى لاعب منتخب كرة اليد الشاطئية محمد علي جواد من ضمن 32 متهماً حكموا من قبل محكمة السلامة الوطنية بالسجن لـ 15 عاماً.
وقررت المحكمة النظر في الدعوى بجلسة 16 مايو/ أيار 2012، وذلك بعدما استمعت المحكمة لهم بخصوص ما تعرض له من تعذيب، فيما رفض آخرون الإدلاء بما تعرضوا له معللين ذلك بأن تقرير لجنة تقصي الحقائق بين ما تعرضوا له من تعذيب.
كما أمرت المحكمة بضم تقرير لجنة تقصي الحقائق بالإضافة إلى تقرير لجنة الخبراء التابع للجنة تقصي الحقائق، وجلب أحد المتهمين، وقد تحدث المحامي جلال قاهري بأن موكلهم لم يجلب، كما بين بأن موكلهم طلب تغير المحامي، إلا أنه لم يحضر لجلسة اليوم بسبب تعرضه لكسر في أنفه حسبما نقل له من قبل المتهمين في القضية ذاتها، والاستفسار عن سبب عدم جلبه.
وقد حضر مع المتهمين كل من المحامي السيدجلال قاهري وحنان عبدالعزيز العرادي وريم خلف ومحسن الشويخ والسيدهاشم صالح مناباً عن المحامي جاسم سرحان، كما حضر مع المحامية حنان العرادي المحامي محمد المهدي.
المحامية ريم خلف تحدث للمحكمة وطالبت بإخلاء سبيل موكلها أي وقف تنفيذ العقوبة لحين الفصل في الاستئناف لحداثة عمره ولا يوجد أي دليل على موكلها، وانضم معها المحامون الحاضرون بخصوص ذات الطلب، في الوقت الذي أضافت فيه المحامية حنان العرادي بأن ملف الدعوى خلا من أي دليل سوى شهادة شهود الإثبات الذين لم يتعرفوا على المتهمين في محاكم السلامة الوطنية، كما بينت بان جميع الإجراءات التي حدثت باطلة، وتابعت بخصوص موكليها، لاعبين شقيقين، مثَّلا المنتخب 15 عاماً وأنهما تشرفا بالسلام على القيادة السياسية في أكثر من مناسبة، كما طلبت الاستماع لهم بخصوص ما تعرضا له من تعذيب.
وتحدث المحامي محسن الشويخ بأن المزارع المدعى حرقها حُكم من قبلها متهمون آخرون سابقاً وها نحن نعود اليوم على القضية ذاتها، كما أن المزارع المدعى حرقها لابد من تواجد حرس عليها وكاميرات امنية تحيط بها، طالباً ضم التصويرات لتلك المزارع، كما طالب بوقف القضية لحين الفصل في شكوى التعذيب.
الشقيقان لاعبا المنتخب ذكرا بأن أفراداً من قوات الأمن حضروا منزلهم بمدينة حمد وكانوا يطلبون شخصاً اسمه حسين، إلا أنه لا يوجد لدينا شخص بهذا الاسم، فخرج أفراد قوات الأمن الذين اقتحموا المنزل، وبعدها عادوا مرة أخرى واستعلموا عن أصلنا، فلما أخبرهم الشقيق الأول أننا من كرزكان اقتادوه هو وشقيقه الآخر الذي كان نائماً، ووعدوا أهلنا بالتحقيق معنا وعودتنا للمنزل بعد ساعتين، إلا أن ذلك لم يحدث وفور ركوبهما لباص تابع لقوات الأمن بدأت على أجسادنا أصناف الضرب واستمر ذلك، كما بين أحدهما بأنه يعاني من كسر أحد أضلاعه.
وتابع الشقيقان بأنهما تعرضا لأنواع وصنوف من التعذيب وأُجبروا على التوقيع على إفادات وهم مصمدون ولم يعرفوا ما كتب فيها، كما أن أحدهم بيّن بأنه تم عرضهما بعد مرور شهر على اعتقالهما، كما رفضوا مثول محامٍ معهما عندما طلبا ذلك، ورفضوا السماح لهما بالاتصال بأهلهما.
كما تحدث لاعب منتخب كرة اليد الشاطئية بأنه تعرض لصنوف التعذيب، وبين هو والمتهمون الآخرون بأن منهم من عُرّي لساعات وآخرين تعرضوا لتحرشات جنسية، بالإضافة إلى إصابات من خلال تعلقيهما، وتعرض آخرون لصعق كهربائي، كما بين آخرون بأن من قبض عليه رجال أمن وامرأة تابعة لقسم مكافحة المخدرات وأن متهمين منهم وُجّه لهم السلاح على رؤوسهم، كما طالب آخرون بجلب المحققين ومعذبيهم الحقيقين الذي زوّدوا المحكمة بأسمائهم.
وكرر المحامون طلاباتهم، وبينت ريم خلف أن محاضر التحقيق خلت من السؤال المتكرر عادة (هل لديك محامٍ)، إلا أن في هذه القضية لم نشاهد هذا السؤال، وهذا ما اتضح بعد الاستماع للمتهمين وبعد أن ذكر أحدهم بأنه طلب محامياً إلا أنهم رفضوا. كما أكدت خلف على طلب تصوير كاميرات الفيديو للمزارع المزعوم حرقها وأضافت أنه لا يعقل كون هذه المزارع دون حراس و كاميرات فيديو، إذ إن إحدى المزارع مملوكة للملك والبقية لوجهاء من مملكة البحرين.
فيما اعتبرت المحامية حنان العرادي بأنه ورغم صدور حكم بدستورية السلامة الوطنية، إلا أنه يختلف عن حالة الطوارئ والأحكام العرفية، مشيرة إلى أنه لا يجب أن تعطل القوانين كما عطل قانون الإجراءات الجنائية، كما حدث بعرض المتهمين بعد شهر على النيابة العسكرية، وعليه فإن جميع الإجراءات تعتبر باطلة، مشدّدة على طلبها وطلب الزملاء بإخلاء سبيل المتهمين، مؤكدة بأن هناك استهدافاً واضحاً لعدد من الرياضيين وخصوصاً لكرة اليد، في الوقت الذي ظهر للعيان وعلى مسمع ومرأى الشعب والحكومة لاعبون شاركوا في أحداث البحرين، إلا أنه لم يتم اتهامهم والتحقيق معهم، على رغم ظهورهم أمام الجميع، وانتشار صور لهم، إلا أن هناك من يستهدف الشباب الذين خدموا الوطن.
يذكر أن علي ميرزا يلعب في صفوف التضامن ويعتبر من العناصر المهمة في صفوف المنتخب الوطني إلى جانب شقيقه الأكبر محمد ميرزا المنتقل قبل موسمين إلى اللعب في صفوف النادي الأهلي، فيما محمد علي جواد أحد الأسماء المهمة التي أسهمت في فوز منتخب كرة اليد الشاطئية بذهبية دورة الألعاب الخليجية في البحرين 2010.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3503 – الثلثاء 10 أبريل 2012م الموافق 19 جمادى الأولى 1433هـ