بعد اتصالات ومتابعات طالت لأشهر، تعثرت أحياناً وتيسرت أحياناً أخرى، تمكنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي العربي التاسع عشر في اليمن، بالتعاون مع إدارة المؤتمر من تذليل العقبات الإدارية منها والسياسية، وعقدت الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر في صنعاء ما بين 10 – 13 أيار/مايو 2008.
ورغم ما كانت تتناقله وسائل الإعلام عن مشاكل وتوترات أمنية في بعض مناطق اليمن، ورغم الأخبار عن تفجيرات جرت في العاصمة اليمنية قبيل المؤتمر بفترة بسيطة، إلا أنَّ عدد الذين ابدوا استعدادهم للحضور من أعضاء وضيوف وإعلاميين ومراقبين قد وصل إلى حوالي 450، وهو رقم تجاوز كلّ الدورات السابقة، إلا أنَّ هذه الرغبة لم تتحقق لعدد غير بسيط من هؤلاء الشخصيات، فحالت ظروف متعددة من حضورهم.
فالأعضاء الذين جعلوا بيروت محطة انطلاقهم إلى اليمن تعثر سفرهم بسبب الأحداث التي حصلت في لبنان عشية انعقاد الدورة وإغلاق مطاره الدولي، أما أعضاء المؤتمر والضيوف من العراق فقد حال اضطرارهم للحصول على تأشيرتين للوصول إلى اليمن، الأولى إلى بلد الانطلاق إلى صنعاء (عمان أو دمشق أو القاهرة)، والثانية التأشيرة اليمنية (التي نسجل أنّها كانت تعطى بسرعة قياسية ودون أي تعقيدات)، مما أدّى إلى اعتذار عدد منهم لما يترتب على هذه الإجراءات من زيادة في تكاليف السفر والإقامة.
كما أنَّ البعض لم يتمكن من السفر "لئلا يصبح شريداً بين نقاط الحدود العربية"، كما قال عضو المؤتمر عبد الكريم هاني (العراق)، في رسالته إلى الأمين العام للمؤتمر موضحاً "ان مغادرة العراقي لبعض الأقطار حيث يقيم تجعل عودته في خانة المستحيلات ان لم يكن قد حاز على وثيقة الإقامة فيه، وهو أمر مستحيل المنال في الوقت الحاضر لمن هو في ظروفنا والخشية كلّ الخشية أنْ يصبح من يستجيب لهذه الدعوة مواطناً بلا وطن بالرغم من ادعاءات مختلف الحكومات العربية.
ولكن كالعادة فقد جمعت هذه الدورة تيارات الأمة، فكان النهضوي القومي والإسلامي العروبي واليساري العروبي والليبرالي الوطني، وممثلون عن أحزاب موالية وأحزاب معارضة، وأحزاب إسلامية وأحزاب قومية ويسارية، ويجمعهم التزامهم بالخط القومي الوطني الواضح، والتزامهم بالمشروع النهضوي الحضاري العربي.
وهذا التنوع شمل أيضاً تركيبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر في اليمن حيث ضمت إضافة إلى رئيسها الأستاذ عبد الملك المخلافي (عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر، الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري)، كلّ من السادة: أحمد محمّد الأصبحي (الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام سابقاً)، عبد الحميد الحدي (رئيس المنتدى الثقافي العربي – الإسلامي)، عبد القدوس المضواحي (عضو قيادة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي)، عبد الوهاب الآنسي (الأمين العام للتجمّع اليمني للإصلاح)، علي لطف الثور (وزير خارجية اليمن سابقاً، وعضو قيادة المؤتمر الشعبي العام)، فاطمة محمّد (عضو مجلس الشورى)، قاسم سلام (عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي)، وأشرف كلّ واحد من الأعضاء على لجنة من لجان التحضير (الاستقبال، التنظيم، الإعلام، العلاقات العامة، المالية).
افتتاح المؤتمر
نظراً لأن قاعة جلسات المؤتمر في فندق موفنبك – صنعاء لا تتسع لجميع المشاركين من أعضاء وضيوف المؤتمر والعدد الكبير من شخصيات وفعاليات اليمن الذين ابدوا استعدادهم للمشاركة في حفل الافتتاح، فقد تمّ اختيار قاعة كبرى هي قاعة الشوكاني في نادي ضباط الشرطة.
ترأس جلسة الافتتاح الشخصية اليمنية الثقافية البارزة وعضو المؤتمر القومي العربي عبد العزيز المقالح الذي رأى أنَّ الفكرة القومية لم تسقط والمشروع "الشرق أوسطي في طريقة إلى الأفول".
كما ألقيت كلمات فيها من المغرب والمشرق العربي ومن المؤسسات القومية الأخرى، فتحدّث الأمين العام السابق للمؤتمر عبد الحميد مهري (الأمين العام السابق لجبهة التحرير الجزائرية) الذي أشار إلى إننا أمام مشهد عربي مؤسف ومؤلم ومليء بالمخاطر، وأمامنا عودة صريحة للاستعمار في هذه المنطقة مزوداً بأسلحة جديدة دون التخلي عن أسلحته القديمة، مؤكّداً ضرورة العمل على مواجهة هذه الأوضاع بما توفر من المقومات والوسائل المتاحة. وأن الأمر يتطلب صراعاً على مدى أجيال كاملة. وأن السلاح الوحيد هو الإيمان بقدراتنا على التأثير.
وركّز محمّد فائق وزير الإعلام في مصر أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والأمين العام السابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، على الهيمنة الصهيونية التي تتم بحماية أمريكية، حيث استخدمت أمريكا الفيتو 37 مرة في مجلس الأمن حتّى لا تدان "إسرائيل"، وبعد أشارته إلى أن ما جرى في العراق سيظل وصمة عار في جبين الذين قاموا بها، توقف عند ضرورة رأب الصدع الفلسطيني، أما عن لبنان فشدد على رفض الصراع الداخلي تحت آية ذريعة كانت.
وحيّاً عبد العزيز السيد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية المبادرة اليمنية التي تعكس حرص اليمن على رأب الصدع الفلسطيني وتعزيز التلاحم العربي في جميع مسارات العمل والنضال المشترك على حدّ تعبيره.
وألقى اللواء طلعت مسلم، الأمين العام المساعد للمؤتمر القومي – الإسلامي كلمة المؤتمر بعد تعذّر وصول المنسق العام الأستاذ منير شفيق من بيروت، فركّز في مداخلته على مقاومة المشاريع الاستيطانية والاستعمارية في فلسطين والعراق ولبنان وعدد من الأقطار العربية، مشدداً على أنْ يكون فكّ الحصار عن الشعب الفلسطيني من أولويات الحكومات والأنظمة والتيارات العربية.
وأشار عبد الملك المخلافي رئيس اللجنة التحضيرية للدورة التاسعة عشرة للمؤتمر القومي العربي في كلمته على استقلالية المؤتمر القومي العربي، واستعرض دور اليمن رئيساً وحكومة وأحزاباً واللجنة التحضيرية في إنجاح عقد هذه الدورة.
وإضافة إلى هذه الكلمات كانت كلمة الأمين العام للمؤتمر الأستاذ خالد السفياني التي حرص أنْ تكون تقريراً سياسياً مفصلاً تناول فيه الأوضاع العربية ما بين دورتي انعقاد المؤتمر، معتزاً بانعقاد الدورة في "بلد جسّد جزءاً من حلمنا العربي بوحدة لا زالت صامدة أمام كلّ الأعاصير"، معطياً عنواناً بارزاً للفترة ما بين أيار/مايو 2007 وأيار/مايو 2008: "أنّها مرحلة الفرز بين مشروعين مشروع المقاومة والمشروع الأمريكي – الصهيوني"، مشيراً إلى الظروف الأمنية التي حالت دون حضور عدد كبير من الأعضاء يتقدمهم بعض من كان مقرراً أنْ يتحدث في الجلسة الافتتاحية كالدكتور سليم الحصّ، والأمين العام السابق الدكتور خير الدين حسيب، والمنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي منير شفيق، وأعضاء الأمانة العامة من لبنان الياس مطران، ساسين عساف، ونواف الموسوي، وعضو الأمانة العامة عبد القادر غوقة الذي كان متوجهاً من بيروت إلى صنعاء.
كما تغيّب للسبب ذاته بعض من اعدّ الأوراق الخلفية للجان رغيد الصلح، وزياد الحافظ، ومعدّ ورقة القضية الخاصة حول (فلسطين والأمة بعد 60 عاماً على النكبة) شفيق الحوت.
وتوقف الأمين العام للمؤتمر عند أسباب أخرى لعدم حضور البعض بسبب منعهم من السفر مثل عضو اللجنة التنفيذية عبد المجيد منجونه، وأعضاء المؤتمر رجاء الناصر، ومتروك الفالح، ومجدي أحمد حسين، موجهاً لهم التحيّة مؤكّداً أنْ لا شيء يمكن أنْ يغيبهم، لا منع ولا حرمان من السفر، بل ان منعهم قد جعلهم أكثر حضوراً في المؤتمر.
المؤتمر وآلية عمله
انقسم المؤتمر كعادته إلى مجموعات عمل، ولأن هذه الفترة، بحسب ما جاء في كلمة الأمين العام الافتتاحية، كانت مرحلة "الإصرار الأمريكي والصهيوني على تعميق الفرقة بين الأخوة، وعلى محاولة تعميق الاعتقاد بأن هناك دول عربية معتدلة، بما يعني في مفهومها دول عربية تأتمر بأوامرها وما يترتب عن ذلك من انجرار نحو مواقف متناقضة مع الامن القومي العربي، ومتعارضة مع تطلعات الجماهير العربية، مما كاد يؤدي إلى انهيار الجامعة العربية والدخول في أحلاف شبيهة بحلف بغداد السيئ الذكر. وأصبح معه مجرد انعقاد قمة دمشق مكسباً كبيراً وانتصاراً على التعليمات الأمريكية المعلنة والداعية إلى مقاطعة القمة، رغم أنَّ العديد من القادة العرب خضعوا لهذه التهديدات ووصل بهم الأمر إلى انتداب سفرائهم لدى الجامعة العربية لتمثيلهم في القمة".
"أمام هذا الخطر الداهم الذي يهدد بقوة كلّ أمل في تحقيق تكامل عربي، أو حتّى في استمرار أي شكل من أشكال التضامن العربي كيفما كان، وأياً كانت مؤاخذتنا عليه". ارتأى المؤتمر أنْ يكون الموضوع الرئيسي للجان هذه الدورة هو "العمل العربي المشترك"، وكلّفت اللجنة التنفيذية عدداً من الباحثين المختصين من أعضاء المؤتمر لإعداد أوراق خلفية يرتكز عليها حوار مجموعات العمل لتصيغ المقررات والتوصيات.
فقد أعدّ ورقة المحور السياسي الباحث رغيد الصلح بعنوان "التعاون الإقليمي العربي: نظريات ومناهج".
أما المحور الدفاعي والأمني فقد أعدّ ورقته اللواء طلعت مسلم، تناولت الأمن القومي العربي ودور معاهدة الدفاع العربي المشترك: الواقع والمعوقات والآفاق. بالإضافة إلى مساهمات شخصية في هذا المحور لِكُلّ من عضو الأمانة العامة للمؤتمر الباحث عبد الوهاب القصاب وعضو المؤتمر الباحث الإستراتيجي منذر سليمان.
وفي المحور الاقتصادي، قدم الخبير الاقتصادي وعضو المؤتمر زياد الحافظ ورقة حول آليات الوحدة الاقتصادية العربية بين الواقع والطموح.
أما المحور الثقافي فكان من اهتمام وزير التربية الجزائري السابق علي بن محمّد الذي تحدّث في ورقته عن المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم وقضايا التربية واللغة العربية: الواقع والمعوقات وسبل التطوير.
أما المحور الدبلوماسي العربي ودور الدبلوماسية العربية المشتركة وحدود التعاون وأسباب الجمود فيها فقد أعدّ ورقته السفير المصري السابق إبراهيم يسري.
وفيما يتعلق بالبرلمان العربي الموحّد وهل هو خطوة للاستعراض أم للتفعيل؟ فقد قدم الأمين العام للبرلمان العربي عدنان عمران ورقة حوله.
وكان لحال العمل الشعبي العربي المشترك لجنته الخاصة التي درست واقعه وافاقه معتمدة على ورقة أعدها المنسق العام للجنة التعبئة الشعبية في الوطن العربي، نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عبد العظيم المغربي.
وإضافة إلى لجان هذه المحاور، فقد التأمت لجنة ناقشت الواقع السياسي العربي الراهن: أبرز التحديات وسبل المواجهة واعد ورقتها محمّد السعيد إدريس.
هذه اللجان اجتمعت بإشراف أعضاء من الأمانة العامة لاختيار رئيس ومقرر لها، فكانت لجنة التقييم العام للعمل العربي المشترك وآلياته بإشراف مصطفى نويصر، ولجنة المحور الأمني والدفاعي بإشراف عبد الوهاب القصاب، والمحور الاقتصادي بإشراف حسن عريبي، والمحور الثقافي بإشراف محمّد المسفر، والمحور الدبلوماسي العربي بإشراف تيسير مدثر، ومحور البرلمان العربي الموحّد بإشراف محمّد الحموري، ومحور العمل الشعبي العربي المشترك بإشراف عبد الإله المنصوري.
أما اللجنة السياسية التي اعتمد تقريرها كإعلان صنعاء فكانت بإشراف كمال الطويل.
وللمؤتمر آلية تنظيم عمله، وهي تتم في الجلسة الأولى بعد الافتتاح، وقد اختار المؤتمر المناضل والرمز الفلسطيني عزمي بشارة، رئيساً لدورته التاسعة عشرة، وذلك تقديراً من المؤتمرين لدوره وثقافته، وتقديراً منهم للأخوة الفلسطينيين – عرب 48 -، وكرسالة خاصة من المشاركين في الذكرى الستين لنكبة فلسطين.
وأشار عزمي في بداية كلمته إلى دور المؤتمر وأهميته وتمكّنه من أنْ يكون صوت صاف ونقي في خضم الأحداث، فيرى الصورة الشاملة رغم التفاصيل، والقضايا الأساسية رغم الأمور الفرعية، فاستطاع أنْ يعطي بوصلة أو توجيه للرأي العام العربي في غابة الفوضى التي نعيشها طيلة العام، ومن ضمنها الأخبار المكدّرة والمحبّطة والميئّسة، كما المشجعة منها.
وأشار إلى استمرارية المؤتمر لمدّة 19 عاماً في الانعقاد وقوله كلمة واضحة بالصورة الشاملة المتعلّقة بالقضايا الرئيسيّة في غياب تنظيم قومي عربي شامل. ورأى أنّه لا يجوز الاستخفاف بهذه المهمة أو التقليل من شأنها.
قال بشارة في كلمته أنَّ التيار القومي العربي قد زاد قوة وشأناً، شارحاً أنّه ربما كتنظيم أو تيار قومي قد ضعف، لكن الهوية العربية عند أبنائنا أقوى مما هي عندنا، وعندنا أقوى مما كانت عليه عند أهلنا، مؤكّداً ان كلّ وسائل التحديث تتجه باتجاه تقوية التواصل العربي وليس إضعافه…
وطرح بشارة على المؤتمر مشكلة أساسية يجب أنْ يتعامل معها وهي مشكلة ضعف التيار القومي العربي كتنظيم، وكبديل سياسي مطروح للأنظمة، قائلاً أنّه لا يمكن أنْ تكون الفكرة القومية العربية أساسية، والقوميون هامشيون أو مهمشين في بلدانهم، ان على مستوى النشاط السياسي أو على مستوى طرحهم لأنفسهم كبديل، ولكي يكون القوميون غير مهمشين ورئيسيين يجب أنْ يتطرقوا إلى القضايا الرئيسيّة التي تشغل مجتمعاتهم ومن ضمنها ما طرح آنفاً، ولفت نظر المجتمعين إلى أن هذا المكان هو المكان القومي الأبرز الذي يجتمع فيه القوميون من المحيط إلى الخليج، ولذلك يجب التطلع إلى دورهم بجدية إلى حين تطوير وسائل عملنا في الأقطار العربية…
اختار المؤتمر خضير المرشدي (العراق) نائباً لرئيس الدورة، تأكيداً على حضور العراق وقضيته في المؤتمر، كما اختار هويدا العتباني (السودان)، ومحمّد الأغظف الغوتي (المغرب) مقررين.
وجرى اختيار لجنة صياغة البيان الختامي برئاسة عضو الأمانة العامة للمؤتمر حسن نافعة (مصر)، وعضوية عضو الأمانة العامة عبد الإله المنصوري (المغرب)، وفايز شخاترة (الأردن)، ومخلص الصيادي (سوريا)، وانضم إليها رؤساء اللجان، عضو الأمانة العامة مصطفى نويصر (الجزائر) منذر سليمان (لبنان/أمريكا)، عبد القادر أزريع (المغرب)، حمزة برقاوي (سوريا)، صباح المختار (بريطانيا)، عضو الأمانة العامة محمّد الحموري (الأردن)، عبد الحميد الحدي (اليمن)، عضو الأمانة العامة كمال الطويل (فلسطين/أمريكا).
القضية الخاصة: فلسطين
ناقش المؤتمر كعادته كلّ عام قضية خاصة بحسب ما ينصّ النظام الداخلي والأساسي، فتم اختيار موضوع "فلسطين والأمة بعد 60 عاماً على النكبة"، واعدّ ورقتها شفيق الحوت، وتلاهاً بسبب تعذر حضوره عضو الأمانة العامة الأستاذ عوني فرسخ.
أشارت ورقة شفيق الحوت إلى "أنّه على الرغم من مرور ستين عاماً على نكبتنا في فلسطين، فإن أرشيفنا القومي لا يزال مفتقراً إلى ما يمكن اعتباره مراجعة نقدية شاملة لمسيرتنا النضالية ضدّ التحالف الصهيوني – الإمبريالي حول فلسطين؛ غير أن هذا لا ينفي وجود عدد من المحاولات المتواضعة، يندر بينها ما هو صادر عن التنظيمات أو الأحزاب أو الدول المعنية والمشاركة في عملية الصراع هذا. من يرصد هذه المحاولات، على تباينها في تحاليلها والخلاصات التي استنتجتها، يمكنه تسجيل عدد من القناعات المشتركة، وتقديمها كعناوين، لمن يهمهم الأمر من المتصدين لمقاومة مشروع التحالف الصهيوني – الإمبريالي"، واكتفى شفيق الحوت في ختام ورقته بتوجيه وصيتين رئيستين:
"1 – متابعة النضال من أجل تحقيق الحدّ الأدنى من الوحدة العربية، أي التضامن، والعمل على نزع الفتيل المهدد باشتعال المنطقة بحروب عبثية مجنونة، تحرض الولايات المتحدة ومعها إسرائيل على إشعالها بين العرب أنفسهم أو بينهم وبين إيران، أو أي جهة في الدنيا باستثناء إسرائيل.
2 – متابعة النضال من أجل تحقيق الهدف المرحلي الأساس، وهو إعادة الروح إلى منظمة التحرير الفلسطينية، بانتخاب مجلس وطني جديد، بمشاركة جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية دون أي استثناء، والإقرار بأن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مجتمعة".
تقييم المؤتمر لتجربته
ناقش المؤتمر تقييم تجربته بعد 18 عاماً، حيث قدم الأمين العام السابق معن بشوّر أفكاراً تناولت الإيجابيات والثغرات في التجربة، مشيراً إلى أنَّ الورقة ستكتب بعد هذه المناقشات، والاقتراحات في هذه الجلسة، مؤكّداً "أنَّ الهيئة التي لا تعرف أنْ تنتقد نفسها لا يمكن لها أنْ تنتقد الآخرين".
وفي الإيجابيات، سجل بشوّر إنّ هذا المؤتمر كان مؤتمراً للمقاومة العربية كلها، لم يفرق بين واحدة وأخرى، ولم يقع في مرض ازدواجية المقاييس في النظرة إلى المقاومات. كما كان مؤتمر التمسك بالثوابت الوطنية، وأثبت أنّه مؤتمر التطبيع بين تيارات الأمة الملتزمة بالخط القومي الوطني الواضح والملتزمة بالمشروع النهضوي الحضاري العربي، بينما السائد في المنطقة هو التطبيع بين أكثر الأنظمة والعدو الصهيوني.
وأضاف أنّه مؤتمر إطلاق المبادرات العلمية، فهو موجود في كلّ قضية عربية، وفي كلّ نضال عربي، بل من خلال أعضائه في العديد من السجون والمنافي العربية، كما هو موجود في العديد من الإطلالات الفكرية والإعلامية على مستوى الأمة، مشيراً إلى دور المؤتمر في إطلاق مخيمات الشباب القومي العربي، والمؤتمر القومي – الإسلامي، وإلى دوره في إطلاق فكرة مؤسسة القدس ذاتها، وفكرة ملتقى القدس الدولي في إسطنبول، والملتقى العربي والدولي لحق العودة في الخريف القادم، بالإضافة إلى العديد من المنتديات والجمعيات والمنظمات التي أشار المؤتمر إلى أهمية تكوينها أو دعمها في إستراتيجيته العامة التي أقرها مؤتمره الرابع.
لكن هذه الإيجابيات التي عدّدها لم تخف الثغرات التي أشار إليها منها إشكالية فهم الآخرين، وحتّى بعض الأعضاء، للمؤتمر ودوره الذي يطمح أنْ يكون مرجعيّة قومية شعبية، وأن لم يبلغ هذا الطموح، فهو اليوم منبر وهو ملتقى لإطلاق المبادرات والأفكار.
أما الإشكالية الثانية فهي نقص التواصل ما بين الأعضاء وما بين الهيئات.
الإشكالية الثالثة التي سجلها التقييم فهي عدم الاهتمام بتطوير الموارد المالية للمؤتمر، لا سيّما أنّ أحداً لا يصدق حجم الميزانية المتواضعة للمؤتمر والتي بلغت هذا العام حوالي سبعين ألف دولار أمريكي، وأنها تعتمد على اشتراكات الأعضاء وتبرعات قلة منهم.
والإشكالية الرابعة هي غياب التوازن عند البعض ما بين حقوق وواجبات العضو.
والإشكالية الخامسة في عدم تطابق بعض الترشيحات مع ما جاء في نظام المؤتمر الأساسي والداخلي ومع إستراتيجية المؤتمر، حول شروط العضوية، واعتماد الترشيح في أحيان كثيرة على المجاملة، مما يحرج أمانة المؤتمر ولجنته التنفيذية، فإذا وافقت تتراجع المقاييس الموضوعية، وإذا اعتذرت باتت موضع انتقاد وأحياناً ضغينة من قبل المعترض على ترشيحهم.
كما أشار إلى أن إشكالية العضوية مطروحة على اللجنة التنفيذية منذ فترة، وإنها تعتقد بضرورة إعادة تقييمها، وهي عازمة على اتخاذ قرارات بهذا الشأن، وقد اتّخذت قراراً بعدم قبول أية ترشيحات لهذه الدورة خصوصاً وأن النظام الداخلي المعدّل يعطيها الحق لاتخاذ مثل هذا الإجراء، فهي لم تعد مرتبطة بقبول عدد محدد كما كان ينصّ النظام الأساسي والداخلي سابقاً.
ولكي يكون تقييم عمل المؤتمر لهذا العام مرتكزاً على أسس فقد تمّ توزيع ورقة أعدتها المديرة التنفيذية للمؤتمر رحاب مكحل وفيها نشاطات ومواقف وبيانات المؤتمر القومي العربي ما بين فترة انعقاد المؤتمرين الأخيرين.
قضايا للنقاش
وقد استمع المشاركون في المؤتمر في جلسة مناقشة الأوضاع العامة إلى 43 مداخلة تناولت كلّ القضايا، وأبرزها ما جاء من تكامل في كلمة عضوي المؤتمر، الشيخ حارث الضاري حول وضع العراق، وكلمة موسى أبو مرزوق حول فلسطين، حيث أكد الضاري على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب العراقي على الرغم مما يمرّ فيه من صعاب، وأن فلسطين هي قضية العراق الأولى، فيما شدّد أبو مرزوق على أنَّ انتصار العراق على الاحتلال سيشكل دعماً كبيراً لنضال الشعب الفلسطيني.
واستعرض الضاري وأبو مرزوق التضحيات التي يقدمها الشعبان في العراق وفلسطين في مقاومة الاحتلال وتكبيده خسائر كبيرة، كما استعرضا طبيعة المؤامرات التي تحاك ضدّ المقاومة في البلدين.
وقد تقدّمت مسألة العلاقة العربية – الإيرانية على غيرها من العلاقات مع دول الجوار الأخرى، وطرحت في مناقشات المؤتمر وبيانه الختامي، وقد كانت هناك ورقة مميزة لآية الله السيد أحمد الحسني البغدادي حول هذا الموضوع، وإذ أكدّ إعلان صنعاء على "أنَّ الاحتلال في العراق هو السبب الرئيسي لِكُلّ ما ابتلي به العراق ولا يزال، وطالب الدول العربية بوقف اعترافها وتعاملها مع الحكومة العميلة التي أقامها الاحتلال، دعا إلى إسناد المقاومة العراقية لتحقيق أهدافها ورعاية المصالحة العراقية الشاملة، وبعد تثمينه لمساندة إيران لقوى المقاومة في كلّ من لبنان وفلسطين، فانه نظر بعين الاستنكار لمجمل الممارسات الإيرانية في العراق التي استغلت أجواء الاحتلال الأمريكي له لتغلب مصالحها القومية الضيقة، على ما يمكن أنْ يشكل أرضية مقبولة لمصالح مشتركة بينها وبين الأمة العربية".
وتطلع المؤتمر في بيان إلى الأمة "إلى مقاربة عربية – إيرانية لحلّ كلّ القضايا التي تثير الاحتكاك بين الأمة العربية وإيران، ومعالجة جريئة لِكُلّ الالتباسات الخطيرة التي تشكل دافعاً لهذا الاحتكاك"، خاصة ما يجري في العراق، "الذي يجب أن تبنى العلاقة فيه مع إيران، على قاعدة مقاومة المحتل، ورفض كلّ إفرازات الاحتلال ومؤسساته، وتوفير مستلزمات هزيمته، والالتزام بعروبة العراق ووحدته أرضاً وشعباً".
كما أشار البيان "إلى ضرورة عمل المؤتمر على إطلاق مسعى للحوار مع القيادة الإيرانية، ومع القوى الحية في المجتمع الإيراني من أجل تعزيز هذا الهدف، ولفتح السبل أمام ولادة تحالف شعبي، إيراني عربي، يساهم في تحرير المنطقة وحمايتها من كلّ عدوان".
ولان القلق يسود الأمة حول ما يجري في كلّ فلسطين وخصوصاً حصار غزة، فقد أطلق المؤتمر إضافة إلى إعلان صنعاء وبيان إلى الأمة نداءً عاجلاً للتحرّك على كلّ المستويات للإنهاء الفوري لحصار غزة وفتح المعابر العربية – الفلسطينية، وبشكل خاص معبر رفح، وإمداد أبناء غزة لِكُلّ ما يحتاجونه من وقود وغذاء ودواء.
كذلك تناول المؤتمر كعادته كلّ القضايا الساخنة والمطروحة ما بين انعقاد دورتي المؤتمر وخاصة ما جرى في الصومال والسودان، وقضايا الانقسامات والنعرات الطائفية والعرقية، والانقسامات بين الفصائل الوطنية، واستمرار مخطط إضعاف النظام الإقليمي العربي بِكُلّ مستوياته، وأهمية العلاقة مع تركيا وسائر دول الجوار الإسلامي والأفريقي، ونزع سلاح المقاومة العربية الذي تنصرف إلى تحقيقه كلّ المؤامرات والمخططات الصهيو – أمريكية وأدواتها.
وكانت الرؤية المشتركة أنّه لا خروج للأمة من حالة التردي إلا بإطلاق مشروع للنهضة تشارك في صنعه كلّ القوى الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية المؤمنة بوحدة الأمة، وبالديمقراطية، والرافضة للاحتلال الأجنبي والتبعية والتخلف وللاستبداد ومنهج الفساد.
وشدد المؤتمر على أنَّ المطلوب مقاومة المشروع الصهيوني – الأمريكي والانتباه لخطورة المخططات الداخلية والخارجية لإثارة الفتن بِكُلّ مستوياتها، والتأكيد على أنَّ قضية الديمقراطية والحريات السياسية وحقوق الإنسان لم تعد تمثل ضرورة إنسانية واجتماعية فحسب، وإنّما هي أيضاً تقدّم معياراً لصدق أي قوة أو جماعة أو نظام…
لبنان والمؤتمر
وبالنسبة إلى لبنان الذي غاب الأعضاء المقيمون فانه لم يغب عن المؤتمر، فقد كان حاضراً بقوة في كلّ جلسة عامة أو خاصة، وكان القلق عليه يسيطر على الجميع الذي كان يتابع بقلق أحداث الأسبوع الثاني من شهر أيار/مايو المنصرم وقلبه على وحدة لبنان ومقاومته في آن معاً، ولقد ارتفعت الدعوة إلى العمل على وقف الاقتتال وتأمين الوحدة الوطنية اللبنانية على قاعدة الحفاظ على عروبة لبنان وحماية المقاومة.
لقاءات مع فعاليات اليمن
حرصت اللجنة التحضيرية في اليمن على تأمين كلّ مستلزمات الضيافة، فكانت التسهيلات في المطار والفنادق والنقل، كما كانت صلة الوصل مع الشخصيات السياسية اليمنية، فحضر عدد كبير من رؤوساء ومسؤولي الأحزاب اليمنية، وكانت فرصة للقاء مع أعضاء المؤتمر.
كما لبّى المشاركون دعوات من كلّ من الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، والشيخ حميد بن عبد الله حسين الأحمر عضو مجلس النواب اليمني وعضو الهيئة العليا للتجمّع اليمني للإصلاح، ويحيى محمّد عبد الله صالح رئيس جمعية كنعان لفلسطين، ومحسن العيني رئيس وزراء اليمن سابقاً وحضر هذه الدعوة الأخيرة كلّ من رئيس مجلس الوزراء علي أحمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، ومستشار الرئيس اليمني ورئيس الوزراء سابقاً عبد الكريم الأرياني.
ملاحظات وثغرات
لا يكفي ما عرضناه حتّى الآن لمعرفة كلّ أجواء المؤتمر حيث يمكن أنْ تسجل بعض الملاحظات على هذه الدورة ولعل أبرزها:
– رغم أنَّ المؤتمر في دعوته للأعضاء يركز بأن الحضور هو بصفة شخصية، وأن العضو في المؤتمر ليس ممثلاً لحزبه أو تياره أو مؤسسته أو نقابته في المؤتمر، بل ان حضوره يشكل إضافة بتجربته أو فكره أو نشاطه، ويعزز التشاور والحوار فيما إن وُجِدْت بين المشاركين، ويرسم خطّة عمل مشتركة من خلال موقف سياسي عام يركز على الثوابت ويصدر عن المؤتمر في "بيان إلى الأمة" لكن البعض مازال يعتبر أنَّ المؤتمر مكان لإلقاء خطبة سنوية لا تصب بالضرورة في خدمة المؤتمر أو أهدافه بمقدار ما هي مواقف تخص الجهة التي ينتمي إليها، فتكون مداخلته وكأنه في مؤتمر حزبي وموجهة إلى جمهور له نفس قناعاته وآرائه السياسية، مما يضعف التفاعل ويُدخل المؤتمر في قضايا غير مدرجة على جدول أعماله ويحول بعض الحضور إلى مجموعات متباعدة بدل أنْ تكون هذه المجموعات جاهزة لطرح الإشكاليات والبحث عن حلول جدية لها، وبناء الجسور فيما بينها لخدمة أهداف المؤتمر في بناء الكتلة التاريخية الجامعة لِكُلّ القوى والتيارات في الأمة.
– في هذه الدورة كما في غيرها من الدورات واجه المؤتمر مشكلتين، الأولى أن بعض المعارضين في البلد يعتقدون أن انعقاد المؤتمر هو دعم للحكومة، فيما تعتقد بعض الأجهزة الرسمية داخل البلد المضيف، أنّه دعم للمعارضة، أو حتّى أنّه مؤتمر معارضة، وكثيراً ما يدفع المؤتمر ثمناً لهذا التقييم المسبق.
وهذا ينطبق على دورة اليمن، فكانت أصوات ترتفع من هنا وهنا، لكن لا بدّ من تسجيل مشاركة عضو المؤتمر وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني المعارض ياسين سعيد نعمان، بكلمة سجّل فيها عدداً من ملاحظاته، كما بيّن موقفه من بعض القضايا الداخلية في اليمن، ومن موضوعات الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما كانت هناك مساهمات لشخصيات يمنية معارضة عدة.
أما الموقف من القضايا الداخلية في اليمن فكان محور أسئلة متعددة طرحت على الأمين العام للمؤتمر لا سيّما في المؤتمر الصحفي الذي عقد عشية المؤتمر للإعلان عن بدء أعماله، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء الدورة لإعلان "بيان إلى الأمة" و "إعلان صنعاء" و "النداء من أجل غزة" وكان جوابه واضحاً، فيما بقي السؤال: لماذا غاب التلفزيون الرسمي عن المؤتمرين والصحفيين؟.
وقد أجاب الأمين العام في المؤتمرين الصحفيين، أنَّ المؤتمر لا يتدخل في القضايا الداخلية لأي قطر، وأنّه يترك هذه المهمة لأحزاب وفعاليات البلد، وفيهم العديد من أعضائه، إنّما يمكن أنْ يكون له دور فيما إذا طلب منه ذلك، خاصة في القضايا التي تنعكس على وحدة هذه الأقطار أو عروبتها، لكن يبقى المؤتمر متمسكاً بالثوابت أياً كانت، ومهما كانت الظروف.
– في ضوء تجربة اللجان التي يتوزع عليها المشاركون، فأن المؤتمر مدعو لدراسة جدوى هذا التوزيع، وهل هذه الصيغة هي الأقدر على تحقيق الأهداف المتوخاة من إطار واسع ومتنوع كالمؤتمر، وذلك في إطار عملية التطوير التي تعمل الأمانة العامة عليها.
– أما الملاحظة الأخيرة التي يمكن أنْ تسجل فهي الشعور عند البعض بأن هناك تقييم أو تصنيف للأعضاء من حيث مكانتهم أو أهميتهم، وهذا الشعور يبرز بحدة عن بعض الأعضاء لدى اضطرار الإدارة إلى توزيع المشاركين على الفنادق بسبب أنّ فندقاً واحداً لا يستوعب العدد الكبير من المشاركين، رغم أنَّ الجهة المضيفة تحرص على أنْ تكون الأماكن لائقة لكافة المدعوين، وخصوصاً ان أمين عام المؤتمر وأمناء عامين سابقين أنفسهم، قد توزعوا أيضاً على الفنادق، بما يسقط أية فكرة حول وجود أي تصنيف أو تمييز بين أعضاء المؤتمر.
حال الأمة… والمهمات
المؤتمر في دورته هذه جمع عدداً كبيراً من أعضائه وبينهم الحزبيين والمفكرين والإعلاميين والنقابيين والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني ناقشوا على مدى أربعة أيام "حال الأمة 2007 – 2008" الذي يحمل في طياته ثنائية التفتيت والاختراق (مرتكزين على التقرير السنوي الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، ومن إعداد كلّ من: أحمد إبراهيم محمود (الورقة الخاصة بالصومال)، وأحمد السيد النجار (الورقة الاقتصادية)، وأحمد يوسف أحمد (الورقة الخاصة بالنظام العربي)، وسلمان أبو ستة (الورقة الفلسطينية)، وعطا البطحاني (الورقة السودانية)، وفواز جرجس (الورقة الخاصة بالسياق العالمي)، ومحمّد نور الدين (الورقة الخاصة بالسياق الإقليمي / تركيا)، ومعن بشوّر (الورقة اللبنانية)، ونيفين مسعد (الورقة الخاصة بالسياق الإقليمي/إيران)، وكذلك (الورقة الخاصة بالتطور الديمقراطي في الوطن العربي)، وهيثم الناهي (الورقة العراقية)، وأشرف كلّ من أحمد يوسف أحمد ونيفين مسعد على تحرير هذا التقرير.
"حال الأمة" هذا شكّل تحدياً كبيراً أمام أعضاء المؤتمر وأمام جميع العاملين والمهتمين بالشأن العام، فهل سيسيرون خطوات حثيثة في هذا المجال.
المسيرة صعبة والمهمات كبيرة فأين نحن منها؟.