مالك عبدالله
فيديو الصفعة الذي شكل صدمة لكل من يحمل ذرة إنسانية في قلبه، وكل من كان الإسلام هو الضابط والمعيار لأخلاقه وتعامله وحكمه على الأمور، فالصفعة لوحدها تجاوز ولكن التجاوز الأكبر هو على محل الأبوة الذي يشكله المصفوع أمام ابنه الذي لم تراعَ طفولته أبداً.
لم يكن الفيديو ولا حتى الصور هي الأولى التي يراها العالم من تجاوزات تحدث وحدثت وبعضها صرحت وزارة الداخلية بأنها تحقق فيها من دون أن يرى الشعب قبل العالم نتائج ذلك التحقيق ومنها على سبيل المثال حادثة الشاخورة التي أعلنت الوزارة على لسان الوكيل المساعد للشئون القانونية التحقيق فيها.
وكل هذه الأفعال الغريبة المستغربة في مجتمع البحرين الذي عرف عنه السلم والمسالمة، فحتى «الهوشات» العنيفة إنما هي دخيلة على المجتمع البحريني من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه، ولكن الأكثر استغراباً هي ردة الفعل على الفيديو فبعض اتهم المصفوع بأنه ممن يقومون بـ «أعمال التخريب والإرهاب» ولا أعلم أمن دين الله أمن من العدل أن يتهم إنسان ويتم تبرير الاعتداء عليه من دون دليل واضح وجلي.
وبدل إدانة الحادث والاعتداء على المواطن لكي لا يتكرر هذا العمل استمر التبرير من قبل البعض، والبعض الآخر اعتبر الفيديو وغيره من الفيديوات التي تنقل ما يجري تشويهاً لصورة البحرين، وكأن المهم ماذا يقول العالم؟، وليس من ماذا يعاني الشعب؟، لأنه في آخر أولوياتهم فكل ما يهمهم الحفاظ على المكتسبات التي جاءتهم جراء معاناة الناس وسرقة جهودهم ووظائفهم وأرزاقهم.
الكذب وتشويه الصورة هو في إنكار الواقع وعدم معالجته، الكذب وتشويه الصورة في عدم نقل ما يعانيه المواطن حقيقة على الأرض وليس في نقل الحقيقية، فالكذب المقصود لديكم هو كذب لا يعرف في الدين ولا في العقل ولا في الإنسانية فالكذب هو عدم نقل الواقع وعدم قول الحقيقة من أجل حفنة من الدنانير.
نقل الواقع، وقول الحقيقة، هما عين الصدق وعين الوطنية وعين المصلحة العامة وهما يعنيان الإخلاص وكما قال أمير المؤمنين وسيد البلغاء الإمام علي بن أبي طالب (ع): «صديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقَك». فتصديقكم لكل مسئول هو من أجل مصالحكم الشخصية وليست فيها مصلحة البحرين أو حتى مصلحة المسئول نفسه.
واستمرار الفساد بأنواعه في مختلف المؤسسات ما هو إلا نتيجة إلى «الصدق» الذي تتبعونه ولكنه صدق من نوع آخر لا وجود له إلا في مخيلتكم المريضة بداء «الكذب الذي يعني الصدق».