استمعت المحكمة الكبرى الجنائية إلى 8 شهود في قضية «تعذيب 6 من الكادر الطبي»، إذ روى الشهود للمحكمة تفاصيل وقائع الاعتداء على الأطباء وإجبارهم على الاعترافات أمام كاميرات التصوير.
هذا، وقد أرجأت المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة المنعقدة أمس الأحد (6 يناير/ كانون الثاني 2013) برئاسة القاضي إبراهيم الزايد، وعضوية القاضيين حمد السويدي وعيسى الصائغ، وأمانة السر إيمان دسمان؛ النظر في قضية ضابط وضابطة اتُّهما بتعذيب 6 من الكادر الطبي، وذلك حتى 20 يناير، للاستماع لبقية شهود الإثبات، وذلك بعد أن استمرت جلسة أمس إلى أكثر من 8 ساعات.
وقد تعرف الشهود على المتهمَين بأنهما من مارسا التعذيب بحق الشاهدتين (المجني عليهما) سواء من خلال السمع أو مواجهة المتهمَين للأطباء بتهديدهم بالتعذيب وانتزاع الاعترافات أو التهديد بالقتل.
—————————————————————————
«الكادر الطبي» يروي للمحكمة وقائع تعذيبه وإجباره على الاعترافات
استمعت المحكمة الكبرى الجنائية إلى 8 شهود في قضية «تعذيب 6 من الكادر الطبي»، إذ روى الشهود للمحكمة تفاصيل وقائع الاعتداء على الأطباء وإجبارهم على الاعترافات، وخصوصاً أثناء عملية تصويرهم.
هذا، وقد أرجأت المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة المنعقدة أمس الأحد (6 يناير/ كانون الثاني 2013) برئاسة القاضي إبراهيم الزايد، وعضوية القاضيين حمد السويدي وعيسى الصائغ، وأمانة السر إيمان دسمان؛ النظر في قضية ضابط وضابطة اتهما بتعذيب 6 من الكادر الطبي، حتى 20 يناير/ كانون الثاني، للاستماع لبقية شهود الإثبات، وذلك بعد أن استمرت جلسة أمس أكثر من 8 ساعات.
وحضر عدد من المحامين والمحاميات مع الضابط والضابطة، ومن بينهم المحامي يونس زكريا، فريد غازي، لولوة الكعبي، سهام صليبيخ، بينما حضر كل من المحامي حميد الملا، وقاسم الفردان مناباً عن المحامية جليلة السيد، والمحامي حسن العجوز مناباً عن المحامي علي الجبل مطالبين بالحق المدني.
وأجمع 6 شهود بالإضافة إلى المجني عليهما (طبيبتين) على ضرورة أن يأخذ القانون مجراه ومحاسبة المخطئين الذين أشرفوا على التعذيب وخصوصاً أننا في دولة القانون والمؤسسات، في الوقت الذي لم يرتكب أفراد الطاقم الطبي أية مخالفة للقانون.
وقد تعرف الشهود على المتهمَين بأنهما من مارسا التعذيب بحق الشاهدتين (المجني عليهما) سواء من خلال السمع أو مواجهة المتهمَين للأطباء بتهديدهم بالتعذيب وانتزاع الاعترافات أو التهديد بالقتل.
وقالت الطبيبة ندى ضيف في شهادتها أمام المحكمة إنها اعتقلت في (19 مارس/ آذار) بعد أن تم اقتحام منزلها في جزيرة أمواج وكسر باب المنزل، مشيرة إلى أنه تم التعرف على منزلها عن طريق شقيقها.
وأضافت حين اقتحام منزلي لم يكن لديهم إذن، وهُددتُ بنقلي إلى دولة أخرى وقتلي هناك، وتم التحقيق معي ووجهت إليّ ألفاظ بذيئة من شتائم وسباب كما وجهت تلك الشتائم إلى مذهبي وعائلتي.
وأوضحت ضيف أن المتهمة الضابطة قامت بضربي بيديها وبجهاز وقد تعرضت لجرح في وجهي.
وتابعت أن إحدى الشرطيات كانت تسرد لأخرى أن المتهمة قامت بضربي.
وبينت ضيف أن المتهمة ذكرت لها أنه تم تخفيف تعذيبها بسبب مناصب العمل التي يشغلها أخواها، كما أكدت لها المتهمة أنها قامت بضرب آخرين من الكادر الطبي.
وقالت ضيف: «أحضروا الطبيب غسان ضيف وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب أمامي معتقدين أنه شقيقي، وهددوني بتلفيق تهمة لزوجي، وكانوا يرهبونني كثيراً».
وذكرت «في أحد الأيام أخذونا إلى التصوير للعرض في التلفزيون، وكانوا حينها يجبروننا على قول كلام تم تحفيظنا إياه»، مردفة: خلال التصوير كانوا يطلبون مني الاعتراف على الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان ومنيرة فخرو والنائب السابق علي الأسود والأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف، بأنهم كانوا يحرضونهم على قلب نظام الحكم وأن هناك خلية سرية بقيادة عدد من الأطباء من بينهم الطبيب علي العكري وغسان ضيف وعبدالخالق العريبي.
وأردفت: «سمعت كيف قاموا بتهديد أطباء أمامي، فالطبيب غسان ضيف هددوه بزوجته، والطبيب نبيل حميد هددوه وأجبروه على قول إنه وسع جرح عبدالرضا بوحميد الذي توفي، وذلك عن طريق افتعال الإصابات».
وتابعت «كان التصوير يقتطع ويعاد لأكثر من مرة لأن كلام الأطباء لا يروق لهم، وبعدها تتم إعادة التصوير مرة أخرى مع عدد من الأطباء ومن بينهم نادر دواني الذي كان ينسى ما قيل له، وكانوا يطلبون منه القول إن له علاقة مع السفير الإيراني وطهران».
وقالت ضيف: «سمعت رولا الصفار كانت تصرخ وكانوا حينها يجبرونها على القول إنها كانت تسرق الدم، موضحة أن «المتهم الضابط وجه إليها السب والشتم وهددها بالحبس مدة 25 عاماً وأنه حملها على الاعتراف».
أما الشاهدة الثانية؛ فهي الطبيبة نيّره سرحان، وقد تحدثت عن طريقة اعتقالها وقالت إنه وقت تواجدها في التوقيف سمعت إحدى الشرطيات تقول لأخرى إنه يجب جلب سيارة الإسعاف للمجني عليها الطبيبة خلود الدرازي التي كانت في حالة صعبة، وفعلاً تم جلب سيارة الإسعاف لها ونقلها.
وأوضحت سرحان: «وبعد سماعي لمكالمة بين شرطية وشرطي آخر فإن ما فهمته من المكالمة الهاتفية التي كانت مع أحد المسئولين الأمنيين؛ أن الأخير طلب من الشرطيات عدم ضرب السيدات، إلا أنه وبعد أن أنهى المكالمة تم ضربي من قبل المتهمة، التي وجهت إلي السب والشتائم»، لافتةً إلى أنها تعرفت على المتهمين.
وتحدث الطبيب عبدالخالق العريبي إلى هيئة المحكمة عن طريقة اعتقاله، مبيناً أنه خلال فترة التوقيف كان برفقته رئيس قسم الإسعاف السيد مرهون الوداعي والطبيب نادر دواني، وأنه كان يسمع الطبيب نادر دواني يضرب بـ «الهوز» وأن المتهم كان يهدده بالضرب، ويطلب منه الاعتراف، وقال له ليست لدي مشكلة أن تكون رقماً من الأرقام التي فارقت الحياة. موضحاً العريبي أنه تم التحقيق معه أكثر من مرة من قبل أكثر من محقق، كما كانوا يطلبون منه ومن أطباء آخرين الغناء والرقص.
وقال: تمت تعريته من ملابسه، وإن وجبات التعذيب كانت تزداد، وإنه في أول جلسة محاكمته أمام محكمة السلامة الوطنية أخذ ضمن مجموعة من الأطباء وكان يرتدي وطبيب آخر «جلابية» النوم، وأضاف أنه بسبب ضغط القيود على يديه أصابه قطع في اليد.
الشاهدة الطبيبة خلود الدرازي تحدثت أيضاً إلى المحكمة عن طريق اعتقالها، وقالت إنها تعرضت للإهانة والسب والشتم، وإنه تم التحقيق معها أكثر من مرة، وإنهم كانوا يرهبونها بعدة طرق، وكانوا يحاسبونها وقت التحقيق عن سبب تطبيقها خطة الطوارئ وكانت تجيب أنها كانت تطبق ما كان مطلوباً منها، مشيرة إلى أن التحقيق كان يتم عن طريق المتهمة ذاتها التي كانت تعتدي عليها بالضرب، وإنها سمعت الشرطيات يقلن إن المتهمة اعتدت عليّ بالضرب.
وقالت الدرازي: «في اليوم الذي كنت سأغادر السجن تعرفت على المتهمة من خلال صوتها، وإن الأخيرة قالت لي: «إني اللي أدبتك، وإني قدرت على نبيل حميد وراويته».
وتساءلت الدرازي: «كيف يحدث هذا الأمر في دولة المؤسسات والقانون؟ نحن أطباء لنا مكانتنا في المجتمع؛ فكيف يسمح أن يحدث لنا كل هذا؟».
وأضافت أنه بسبب الضرب تم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى وزارة الداخلية (القلعة) ومن ثم إلى المستشفى العسكري، وإنها هددت من قبل الشرطية المرافقة لها بألا تطلب الترقيد في المستشفى.
وطالبت الدرازي بتطبيق القانون، وخصوصاً أنها لم تكن تتوقع حدوث ما جرى لها وللأطباء.
الطبيبة زهرة السماك أوضحت طريقة القبض عليها عندما كانت برفقة زوجها وأطفالها في المطار.
وذكرت أنه بعد اعتقالها وزوجها، «أخذ رجال الشرطة أبنائي من المطار ونقلوهم إلى التحقيقات الجنائية، في حين أخذوني إلى المنزل لتفتيشه، وعند الانتهاء من التفتيش، وعودتي إلى التحقيقات الجنائية، سألت عن أبنائي فأخبروني بأنه تمت إعادتهم إلى المنزل».
وأضافت «عند الإفراج عني لاحقاً أخبرتني ابنتي بأن إحدى النساء سقطت في مبنى التحقيقات الجنائية، وأنه لاحقاً علمت أن المقصودة هي الطبيبة ندى ضيف».
وتابعت «تم القبض عليّ مرة أخرى، وخلال التحقيق تم تهديدي في حال عدم الرد بالإجابة المطلوبة فسيأخذوني إلى أناس يعلمونني كيف أجاوب على الأسئلة».
وحملت السماك مسئولية ما جرى لها المتهم الأول بحكم كونه مسئولاً عن القسم الذي كان تحت إمرته.
في حين قال الطبيب عارف رجب إنه تلقى اتصالاً من مكتبه في مستشفى السلمانية من شخص ذكر له أنه يعمل في وزارة الداخلية ويطلب منه الحضور، وعندما توجه إلى هناك تفاجأ بوجود شخصين مدنيين من قبل وزارة الداخلية طلبا منه مرافقتهما، وتوجها معه في سيارته إلى مبنى التحقيقات الجنائية، وهناك رأى كلاً من الأطباء غسان ضيف وعبدالخالق العريبي ونادر دواني ومحمود أصغر، والسيد مرهون الوداعي مقيدين اليدين، ومواجهين الجدار، ومصمدين الأعين ومكتوبة أسماؤهم خلف ظهورهم، وكان ذلك عند الممر المؤدي إلى غرفة المتهم الأول.
وأضاف «لاحقاً قابلت المتهم الأول الذي اعتذر مني وتم إرجاع هاتفي ومفتاح سيارتي وسمح لي بمغادرة مبنى التحقيقات»، مشيراً إلى أنه بعد ما يقارب 10 ايام تلقى اتصالاً من مكتب رئيس الأطباء يخبره بأن هناك اجتماعاً، الا انه تفاجأ بان الشخص ذاته الذي رافقه للتحقيقات ينتظره وآخرين، وحينها تم القبض عليه بمعية كل من الأطباء نبيل حميد، عبدالشهيد فضل، وزهرة السماك، ونبيل تمام.
وتابع رجب أن شخصين من الأ من اللذين كانا يرتديان لباساً مدنيّاً رافقاه (رجب وطبيب آخر) بسيارته لداخل مبنى التحقيقات وكانت المعاملة مختلفة في هذه المرة، «ففور وصولنا تم تقييد يدي وتصميد عيني، وأخبروني أن هناك ثلاث مراحل للتعذيب، وآخرها تصل إلى القتل كما حصل للقتيل فخراوي.
وبين أنه تم التحقيق معه أكثر من مرة، وكان يتلقى الشتم والسب والإهانات.
وقال إن المتهمة حققت معه وقامت بحبسه وهو مقيد وأنه تعرض للضرب والإهانات، لافتاً إلى أنه «خلال التحقيق معي من قبل المتهمة كان هناك شخص يعتدي علي بالضرب».
وبين رجب أنه أجبر على الاعتراف بثلاث وقائع غير صحيحة خلال تصويره.
أما الشاهدة سناء عبدالرزاق وتعمل معلمة في وزارة التربية والتعليم؛ فقد تحدثت عما تعرضت له منذ القبض عليها إلى حين ما سمعت الطبيبة خلود الدرازي وهي تصرخ شاكية بأنها لم تتناول الأدوية والأطعمة، وتم نقلها للعلاج، مشيرة إلى أنه في تلك الأثناء «تم نقلي إلى المكان وهو مستشفى القلعة وسمعت الطبيبة خلود تروي للطبيب ما تعرضت لها من إصابات».
فيما تحدثت الشاهدة الممرضة ضياء جعفر عن وقائع اعتقالها وقالت: «كنت في الغرفة نفسها التي تتواجد فيها الطبيبة زهرة السماك، وكانت المتهمة تجبر السماك على الإدلاء بالأقوال التي تود سماعها».
وأضافت أنه عند نقلي إلى غرفة المتهم حاول أحد الأشخاص التهجم علي.
وذكرت ضياء أنها هددت في حال تغيير أقوالها بأنها ستعاقب.
وقد أنكر ضابط وضابطة في جلستين سابقتين ما نُسب إليهما من تهمة التعذيب.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3775 – الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ