القادة والزعماء العرب… اعزكم وحفظكم الله جميعا، عدا من خان وطنه وسرق ثروات شعبه وانتهك الأعراض وكان عرابا لاحتلال بلده وتدميره.
نتمنى مخلصين ان لا يكون بينكم ممن ينطبق عليه هذا الوصف!! ولكنها مجرد أمنية للأسف ولنعترف أنها أحلام وردية!!
ابدأ بالسلام عليكم والتحية لكم… متمنيا كمواطن عربي عراقي، لمؤتمركم الذي سميتموه (مؤتمر التحديات) ان يرتقي لمواجهة هذه التحديات او على الأقل مواجهة واحدة منها، والتي فعلا اذا ماقررتم بارادة صادقة ان تحققوها، فانكم قادرين بالتاكيد، لان مااقصده هي قضية انسانية بحتة يمكن تحقيقها ولا احد من (الأصدقاء الكبار؟؟؟) قد يعترض عليها!!!
المشكلة الرئيسة فخامة القادة والزعماء.. ان انجاز تلك المهمة الخطيرة والقضاء على هذا التحدي المدمر الذي ينخر في جسد شباب امتنا ويستلب وعيهم وارادتهم ويحط من كرامتهم، اقول اذا ماتم التصدي لتلك المهمة وهي قضية التنمية والتطوير والقضاء على البطالة والفقر والمرض والجهل في وطننا العربي الكبير وهي المشكلة الأصعب والاهم ، ومعالجتها ووضع الحلول لها، وأؤكد وأوصر على أنكم قادرين لفعل ذلك، لو ان جزءا يسيرا من أموال التسليح العبثية التي تبذر لصالح شركات صنع الأسلحة العملاقة في (دول الاصدقاء؟؟؟) يتم تخصيصها لهذا الغرض العملاق وهذه القضية الأهم.
وأعود وأقول ان المانع فيما لو تحقق ذلك ((لاسمح الله))؟؟ هو ان هناك جيلا سينشأ من الشباب العربي الواعي المثقف المنتج الكريم العزيز والمعتز بامته والحريص على امنها وكرامتها وسيادتها واستقلال قرارها، والمحافظ على ثرواتها وينهض بمقدرات هذه الامة ويرفع من شأنها بين الامم ويحقق مشروعها الحضاري الكبير في الوحدة والتوحد والحرية والتحرر والبناء الوطني الديمقراطي التعددي، مضافا للبناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي الوطني الرصين، وتحقيق العدالة والتقدم بكل جوانبه.
نعم سيكون الجيل الذي ينشأ بهذه المواصفات، جيلا عربيا رصينا مستهزءا بسطحية الثقافة، وتفاهة المعرفة، وسذاجة التقليد والتباهي الفارغ بالامجاد والبطولات الوهمية.
سيكون جيلا عابرا للنعرات والنزعات القومية والدينية والطائفية والمذهبية والمناطقية التي تعصف بشعبنا وبلداننا العربية اجمع لأسباب داخلية وأخرى خارجية.
وهنا تكمن ايها السادة اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو.. المشكلة الحقيقية!!!
لان المطلوب هو ليس هذا الذي نقول ونبتغي كعرب!!… بل المطلوب أوطان وشعوب.. مستلبة، مهمشة، محطمة، منهوبة، فاسدة، جاهلة، مريضة، فقيرة… تعصف بها أفكار أصبحت في عرف التاريخ خارج الخدمة!! وتكتنفها بل وتحكمها خرافات وأساطير لم تمارس حتى في وقت ظهورها في عصور الخرافة والأساطير .
نعم ايها الأخوة القادة… ومن قال بان عملية التطوير والحداثة والتقدم.. لاتحمل أبعادا واهدافا سياسية في حال انها قد حققت للاوطان رفعتها وللشعوب كرامتها،، نعم انها تخيف العدو والصديق كون ان المستهدف هو بناء امة واحدة قوية ومقتدرة!!
وربما تخيف بعض من أصحاب الفخامة والسيادة والسمو!!!!! حيث ان الشعب الحي المتطور الكريم، يتطلع دوما نحو الحرية والوحدة والكرامة والعيش الكريم
في ظل نظام ديمقراطي سليم وهذا خطر كبير تسقط دونه الرؤوس والطقوس.
ربما من يقرأ رسالتي هذه يجد باني، قد ابتعدت كثيرا عن مبتغاي وأملي، وهو مبتغى وأمل الملايين مثلي من أبناء الامة العربية المجيدة، ذلك هو التصدي للتحديات الكبرى فعلا التي تواجه الامة في أقطارها جمعاء.. حيث يقول الكثيرين من أبناء الامة المشتتة :
– ماذا ستفعل القمة… تجاه قضية فلسطين الضائعة والقدس الشريف المدنسة والشعب الجائع في الداخل والضائع في المهاجر؟ ماذا ستقرر القمة وماذا قررت من قبلها قمم سابقة تجاه مايجري من تهويد واستيطان ومصادرة وتهجير وقتل لشعب عربي منذ أكثر من ستين عاما من الاحتلال والتدمير الممنهج؟؟ وبعض العرب يستقبل القتلة ويقيم معهم افضل الصلات وأعمق العلاقات؟؟
وماذا سيقولون للسيد أوباما عندما وقف في خطابه داعما وملتزما ومدافعا حد (الاستشهاد) عن دولة إسرائيل ووجودها وأمنها وضمان مستقبلها وديمومة تطورها، واستمرار تفوقها عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على جيرانها العرب المساكين!! الذين ينظرون الان ولو كان (بدون اكتراث)؟؟ الى ماسوف يحققه قادتهم في القمة؟؟؟
وهناك من يسأل ماذا ستفعل القمة… تجاه مايجري في سوريا العربية الشقيقة من قتل للشعب الابي وتدمير للدولة ومؤسساتها وهياكلها وبناها التحتية بل وحضارتها، والاهم هويتها الوطنية القومية؟؟؟
هل الحل يكمن في ان يعطى مقعد سوريا في الجامعة العربية وهياكلها للمعارضة السورية؟؟ ام الحل في إيجاد الحلول الموضوعية لهذه المشكلة بابعادها الوطنية والقومية والإنسانية، بما يضمن وحدة سوريا واستقلالها وكرامة شعبها وحقه في اختيار نظامه الوطني الديمقراطي التعددي الذي يمثله، دون وصاية من احد او تدخل أجنبي؟؟
– ماذا ستفعل القمة تجاه مايجري في مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان والصومال، وغيرها من أقطار امتنا المهددة بالتفكك والانفراط لمكونات الشعب، ومواجهة الاستبداد والتطرف الديني والعشائري والمناطقي الذي ظهر من تحت انقاض الثورات العربية؟؟؟
وماذا.. وماذا.. وماذا.. ستفعل هذه القمة..؟؟؟ وماذا فعلت قبلها قمم عربية غير إضاعة بلد بحجم ومكانة العراق، وتدمير شعب عظيم بعظمة شعب العراق؟؟ عندما وافقت تلك القمم على استقدام القوات الأجنبية لضرب العراق وتدميره وحصاره وتجويع شعبه ومن ثم غزوه احتلاله، والاعتراف بنتائج الاحتلال ومخلفاته، واعطاء مقعد العراق الشريف لعملاء وجواسيس الاحتلال وممثلي سلطته، مخالفة بذلك وضاربة عرض الحائط كافة قراراتها السابقة، ومستهينة هذه القمة بدماء العراقيين ومتنكرة لتضحياتهم الجسيمة في الدفاع عن بلدهم؟؟؟ كما كانت (دول الامة العربية) سباقة في أطباق الحصار الجائر والظالم على العراق طيلة 13 سنة، ومعها عدوان عسكري وعزل سياسي قاس ومستمر ومنطلق من ارض العرب حتى راح ضحية تلك الحقبة مليون وسبعمائة وخمسون ألف شهيد معظمهم من الأطفال والشيوخ والمرضى.
ماذا ستفعل القمة العربية إذن… ايها الاخوة قادة الامة وزعماءها، طبعا عدا من خان منكم بلده وسرق ثروته ورهن ارادته لدول اجنبية عميل لها ولا زال… تجاه قضية العراق المحتل، المدمر، المسروق، المحكوم من قبل أحزاب :
بعضها إمريكي التأسيس والانتماء والهوى والهوية والتمويل.
وبعضها بريطاني التأسيس والانتماء والهوى والهوية والتمويل.
وبعضها إيرانية التأسيس والانتماء والهوى والهوية والتمويل.
وأخرى صهيونية الهوى والهوية والانتماء والتمويل.
العراق ايها القادة الكرام.. دمره الاحتلال الذي ايدتموه كما تعلمون!! واسقط دولته الوطنية العتيدة التي كانت وقيادتهاالتاريخية، السباقة في دعمكم والوقوف معكم في السراء والضراء، وكان لقيادتها الباسلة وجيشها العظيم الدور المشرف في الدفاع عن بلدانكم ضد أي اعتداء أجنبي، وكانت ترى ان ذلك من واجبها القومي الأصيل الذي لا يتقدم عليه شيء.
– هذا العراق ايها السادة زعماء العرب يحكم الان من قبل عصابات جاء بهم المحتل من كل حدب وصوب، ونشروا الفساد الإداري والمالي والسياسي والرذيلة في كل زاوية من زوايا المجتمع العراقي.. ولعلكم من المؤكد تعرفون ان العراق الذي كان محط أنظار العرب والمسلمين وأحرار العالم في مجال الثقافة والعلوم والتقدم والاكتفاء الزراعي والتحديث ونمو الصناعة والابتكار والتعليم الرصين والخدمات الصحية والاجتماعية الارقى في المتطقة وبأيدي عراقية، اضافة الى التنمية البشرية وإعداد الكوادر المؤهلة في مختلف الاختصاصات، مما حقق نهضة للعراق وتقدما وتحديا للعدوان والحصار، وللأمة اكتفاءها ومنعتها وعزز من ثقتها بنفسها.
– هذا العراق ايها القادة والزعماء… اصبح الان مرتعا للجواسيس والرذيلة والانحطاط، وانتهاك الأعراض، واغتصاب الرجال والنساء في سجون الحكومة التي للأسف تتعاملون معها الان ويجلس معكم ممثليها، يتكلمون كذبا وزورا وبهتانا عن العراق وشعبه وتاريخه ونظامه الوطني ودولته اليعرببة العتيدة التي تعرفون!! بالسوء وبأوصاف لاتليق باجتماعات على مستوى القمة!!!! دون راد او معترض من قبلكم!!!
ماذا ستفعل القمة العربية، ايها القادة.. تجاه النفوذ والهيمنة الايرانية على العراق الذي ابتلعته أمنيا وسياسيا واقتصاديا بل واصبحت مصالحه مرهونة بإرادة ومصالح هذة الدولة الجامحة!
والذي من خلال ذلك اصبح هذا النفوذ والجموح الإيراني يهدد أقطار الامة وشعبها في كل مكان؟؟
– الا يستفزكم ايها الزعماء والقادة.. ماتعرض له العراق دولة وشعبا؟؟
من قتل بالملايين، وتهجير بالملايين، وارامل وايتام بالملايين، واعتقالات واغتيالات واجتثاث وتهجير، واغتصاب وسجون، وسرقة ورذيلة، وبذر لفتنة طائفية وإرهاب، ودولة فاشلة وشعب مهمش!!!!
– الا يستفزكم ايها الاخوة الزعماء والقادة… ان الملايين من أبناء العراق في الشوارع متظاهرين ومعتصمين ومضربين، من اجل إسقاط حكومة وسلطة وعملية سياسية صفتها الاستبداد والفساد والطائفية والارهاب؟؟؟ وتمارس الظلم وتقتل بموجب قوانين الغاب من مثل 4- إرهاب، وقانون الاجتثاث والمسائلة والعدالة وقبلهم الدستور المشبوه؟؟
الملايين من العراقيين منذ ثلاثة اشهر ايها القادة تنادي بحقوق ضائعة وثارت من اجل أعراض منتهكة وأحكام ظالمة وقتل على الهوية!! ولم يصدر حتى بيان بسيط من جامعتكم العربية او من دولكم يؤيد مطالب وحقوق هذا الشعب العربي الذي علم الدنيا معنى البطولة والإباء والحياة والسياسة والمدنية ومعنى الكرامة؟
– الا يستفزكم ايها القادة والزعماء…
ان دهاقنة الحرب الامريكان والبريطانيين وغيرهم من أصدقاء بعضكم، والذين خططوا وحرضوا ونفذوا الحرب والحصار والعدوان على العراق واحتلاله وتدميره، قد بدئوا يعترفون ويقرون بجريمتهم التي اقترفوها بحق العراق وشعبه؟؟
– من المؤكد أنكم شاهدتم هذه الاعترافات وقرأتموها، وهم يقرون بخطيئة أمريكا وحلفاءها في تدمير شقيقكم الأكبر الذي مابخل يوما بدمه او عرقه او ماله من أجلكم جميعا، والذي ساهم بعضكم بقتله بدم بارد؟؟ ولا زال البعض من العرب يتآمر على وحدته ومستقبله ومصالحه؟؟
بل ولا زال البعض يتجاهل إنجازات وتضحيات هذا الشعب ومقاومته الباسلة، ويتعامل مع أعداء هذه الشعب وهذه المقاومة التي هي امتداد لتلك الدولة التي حققت منعة الامة وكرامتها!!
وان ممثلي هذه المقاومة هم الأحق بالاستقبال والترحيب والاحتفال بمقدمهم، بل انه شرف لمن يقوم به من الرؤساء والمرؤوسين.
ايها القادة والزعماء…
رغم اني كمواطن عربي..اعرف أنكم لا تستطيعون فعل شيء يشفي غليل شرفاء الامة بوقفة حق، وكلمة حق.
ولكن من حقي كمواطن، ومن واجبي كممثل لحزب البعث العربي الاشتراكي، هذا الحزب المقاوم المجاهد الذي ما ماكان في تاريخه وفكره وعقيدته واهدافه ومقاومته وجهاده، آلا ملتزما بالحق العربي أينما كان ومقاتلا من اجل انتزاع ذلك الحق لكل عربي وفي أي قطر من أقطار الامة العزيزة.
كما انه من حقي وواجبي معا كأحد جنود المقاومة الوطنية الباسلة في العراق.. التي اذاقت الأمريكان المعتدين الغزاة وحلفاءهم مر الهزيمة والخسران، وجعلتهم يندبون حظهم العاثر في العدوان على العراق وتدميره، وأنزلتهم من قمة الكون الى قعر الهاوية، وافقدتهم فرصة الهيمنة الامبراطورية على العالم، وأنهت حلمهم في نظرية القطب الأوحد، وأدخلتهم في أزمة وكارثة اقتصادية لامثيل لها من قبل.
أدعوكم ايها القادة والزعماء… لان تنتخوا لأنفسكم أولا، ولشعبكم في أقطاره ثانيا، ولامتكم المجيدة ثالثا، وللعراق بلد النخوة والمروءة والشرف الرفيع أخيرا، ولو لمرة واحدة وان كانت متأخرة، بان تكون لكم وقفة حق، وكلمة حق، وموقف حق، يسجله لكم التاريخ ان كان يهمكم ماسوف يسجل هذا التاريخ!! وذلك من خلال :
1- ان تبادر القمة او عددا من دولها او على الاقل دولة من دولها وانصافا للحقيقة ولشعب العراق، بتبني وتمويل مشروعا قانونيا لملاحقة مجرمي الحرب ودول العدوان واحالتهم أمام المحاكم الدولية لادانتهم وإدانة دولهم بجريمة احتلال العراق وتدميره وما تبعها من جرائم أخرى ضد الإنسانية ارتكبت ولا زالت ترتكب بحق العراق وشعبه
خاصة وان جميع مبررات الحرب الكاذبة أساسا قد افتضح أمرها!!
وان معظم المسؤولين عن هذه الجريمة مدنيين وعسكرين باتوا يعترفون بجريمتهم وتداعياتهاويقرون بذلك، وهذه بحد ذاتها تشكل إدانة لهؤلاء ودولهم.
2- توجيه التحية لمقاومة شعب العراق الذي رفعت رأس العرب والإنسانية عاليا من خلال الحاق الهزيمة بقوى الشر والطغيان وآلة القتل الأمريكية الصهيونية، وتأييد نضالها الدؤوب والوقوف معها ودعمها في التصدي للمشروع والنفوذ الإيراني في العراق والمتصاعد في البلاد العربية، ودعم جهودها في إنهاء وتصفية مخلفات الاحتلال ومشروعه البغيض.
3- الاعتراف بمقاومة شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق، وتأييد حقوق هذا الشعب الذي يرفعها المتظاهرين الان في جميع ساحات العز والكرامة، وخاصة مايتعلق منها بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين بدون استثناء وإيقاف الملاحقات والمداهمات والاعتقالات والاغتيالات، والتفجيرات التي تقف وراءها الحكومة العميلة وميليشيات احزابها والتي تستهدف الأبرياء.. وإلغاء القوانين الإجرامية والإرهابية من مثل المادة ٤- إرهاب، والاجتثاث والمساءلة والعدالة، والدستور.
4- تجميد عضوية حكومة الاحتلال في مؤسسة القمة وجميع مستويات العمل العربي والجامعة العربية، وعدم استقبال ممثليها، لانها حكومة فاقدة للشرعية وفاسدة وقاتلة وارهابية ومنتهكة لحقوق الشعب وتشكل واجهة للاحتلال ومصالحه في العراق والمنطقة.
ايها القادة والرؤساء والزعماء….
اعرف أنها آمال صعبة التحقق والمنال.. ليس لأنكم لاتستطيعون تحقيق ذلك،؟على اقل تقدير ان بعضكم يستطيع؟؟ ولكن الإرادة الغائبة وجفاء الحقيقة وسياسة الأمر الواقع هي المانع لانها هي السائدة وهي قانون العصر؟؟؟
لكن يبقى للموقف معنى، وللتذكير طعم، وللتاريخ حكمه، وهو لا يرحم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور خضير المرشدي
ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي
مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب
جندي في المقاومة الوطنية العراقية