الفكرة القومية فكرة ثورية أصيلة
غير قابلة للتزييف أو للتوظيف
ينعقد المؤتمر القومي العربي في دورته 23 بتونس (مدينة الحمامات) أيام 4 ،5 و6 جوان الحالي ويسعدنا في حركة البعث أن نرحب بكل الأشقاء العرب أعضاء المؤتمر في أرض تونس المعطاءة، تونس التي طالما حاول النظام البورقيبي / النوفمبري استئصالها من حضن أمتها العربية وربطها بمشروع تغريبي فرانكفوني مناهض لانتماء شعبها الأصيل للعروبة والإسلام، فمرحبا بكم أيها الإخوة العرب، حللتم أهلا ونزلتم سهلا في تونس الثائرة والمنتصرة لقيم العروبة والإسلام، ولقيم الحداثة والعلم.
أيها الإخوة إن عهد المبادئ وقيم الشرف والرجولة والعزة القومية تفرض علينا مصارحتكم بالتالي:
· تنعقد الدورة الحالية من مؤتمركم من أجل البحث عن سبل استنهاض التيار القومي العربي، وتطورات المشروع النهضوي العربي، ولكننا نرى أن بعض الحضوور غير معنيين بذلك، ليس من حيث العنوان والمراتب، ولكن من حيث جوهر الفعل وفصل القول.
· إن العروبة انتماء واعتزاز بالإنتماء، وإن القومية (النطرية القومية) بالإضافة للشروط الموضوعية هي إرادة وحرص على بناء الدولة القومية الاتحادية الديمقراطية والشعبية، ولذلك فهي تستوجب معاداة ومقاومة المشروع الاستعماري (الإمبريالي-الصهيوني) المناهض لوحدة أمتنا وتحررها.
· إن القومية (النظرية القومية) منحازة لأبناء الأمة في نضالهم من أجل الحرية والكرامة، ومنحازة بنفس الدرجة لحرمة الوطن العربي ضد أي انتهاك وأي تدخل خارجي، ولوحدة الأمة ضد أي تجزئة وتفتيت.
· لقد قلنا هذا للفرانكفونيين وبعض القوى اليسارية الإنعزالية التي كانت ولا يزال بعضها يناهض حق الأمة العربية في الوحدة والتحرر، فلا يجب أن نطمئن اليوم، للبعض الآخر، لمجرد إعرابه الملتبس عن نواياه تجاه قضايا أمتنا.
· إننا لا نرى في حركة النهضة من خلال تجربتنا السياسية، حركة قومية أصيلة بأي معنى من المعاني. لا نقول ذلك مناكفة سياسية على قاعدة إدارتها للشأن العام في قطرنا اليوم، فنحن نخالفها الشكل والجوهر، ولا نقوله عنوانا لقطيعة سياسية لا نريدها… بل نقوله تجسيرا مع طيف واسع من قادتها ومناضليها، نعتقد في وطنيتهم وفي صدق قوميتهم وصحة توجهم الإسلامي…. طيف نراه اليوم يتراجع أمام سطوة المال وصولة السلطة… طيف علّه يتمسك بقيم العروبة والإسلام وينتصر إلى شعبه وأمته، فيتدارك أمر حزب كان جزء من شعبنا يراه صنوا للنزاهة والوطنية والصدق، فينقذ ما يمكن إنقاذه… إليكم أيها الإخوة الكرام وإلى هذا الطيف داخل حركة النهضة، نقول إن من يضع يده في أيدي النظام الإيراني المترعة بدماء العراقيين، النظام الإيراني الذي لا تخفى نواياه التوسعية على حساب أمتنا، عن كل ذي بصيرة، النظام الإيراني حليف أمريكا ووكيلها في استعمار العراق وتدميره ورعاية العملاء…، إليكم أيها الإخوة الكرام وإلى هذا الطيف داخل حركة النهضة، نقول إن من يأكل على موائد الأمريكيين، وفي أطباقهم أشلاء الفلسطينيين والعراقيين، ولا يغير المنكر بيده ولا يستنكره بلسانه، و ربما لا يتبرأ من أصحابه حتى في قلبه… إليكم أيها الإخوة الكرام وإلى هذا الطيف داخل حركة النهضة، نقول إن من ينظر لقضايا شعبه نظرة التاجر المرابي فلا يفهمها إلا من خلال ملذات السلطة ومفاخرها… غير مؤهل لحضور مؤتمر القوميين ولا هو معني بالبحث في سبل استنهاض التيار القومي… إليكم أيها الإخوة الكرام وإلى هذا الطيف داخل حركة النهضة، نقول إن من ينحني للرجعيين ويقبل جبين السلاطين… من يستقوي بالأجنبي على واقع أمته، من يزيّف وعي الشعب ويقلب الحقائق ليصبح العميل وطنيا، ومرشدي الأحلاف العسكرية الأجنبية الغازية على ثنايا الوطن، ثوارا… إن قادة حركة النهضة في تونس فعلوا هذا، وفعلوا أكثر منه… لا تعنيهم الفكرة القومية إلا كيافطة دعاية، ثم يتلفوا على الفكرة نفسها، ويمارسون التعالي والتكبر على الحوامل القومية مفكرين وأحزابا وتنظيمات… من يتطاول على الشهيد صدام حسين ويمدح شيوخ البترودولار، من يستخف بقامة جمال عبد الناصر ويمجد شيوخ الدجل والفتاوى الشيطانية… هؤلاء لا يحق لهم حضور مؤتمرنا بل إن مؤتمرنا قد يفقد مصداقيته ويلبس على شعبنا الفكرة…
أيها الإخوة، نرحب بكم مرة أخرى في تونس الحرية والكرامة وندعوكم لـ:
· التأكيد على عروبة فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، وأن الأمة العربية لن تقبل إلا بتحرير فلسطين وعودة جميع المهجرين إلى ديارهم،وإدانة كافة مساعي التطبيع والتهويد في الداخل الفلسطيني وفي سائر الأقطار العربية.
· الاعلان عن دعم المقاومة العراقية الباسلة والاعتراف بها ممثلا شرعيا وحيدا لشعب العراقي وعدم الاعتراف بحكومة الاحتلال، وإدانة النظام الرسمي العربي الذي يتعاطى مع حكام العراق الحاليين الطائفيين والعملاء.
· رفض التحريض على سوريا الشقيقة وإدانة النظام الرسمي العربي وكذلك الأحزاب والأشخاص الرسمية والعادية التي تغذي الفتنة والاقتتال داخل سوريا وتنادي بالتدخل الأجنبي فيها… وندعوكم إلى استعمل مالكم من نفوذ معنوي ونفوذ فكرية من أجل بلورة حل داخل سوريا ينصف الشعب السوري في تطلعاته للحرية والإصلاح وينحاز لحماية الأمة ووحدة سوريا أرضا وشعبا
· إن الاصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومقاومة الفساد…مطالب مشروعة لكل الشعب العربي على أن تكون متلازمة مع القضايا الرئيسية للأمة العربية (الوحدة والتحرر) وأن لا تتخذ القضايا الداخلية لأقطارنا مطية للتدخل الخارجي و استباحة الوطن من طرف الأعداء التاريخيين للأمة.
إيماننا عميق بأن أمتنا العربية ماضية نحو النصر والتحرير بسواعد أبنائها الأوفياء المخلصين الصادقين بالرغم من جسامة التضحيات، وليخسأ الخاسئون
· المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
· عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر
حركة البعث، تونس 4 جوان 2012