مريم الشروقي
والله لا نقبل على وطننا الغالي البحرين بأحداث العنف التي حصلت يوم الإثنين الماضي، ووالله فإنّ الجميع خاسرٌ لا محالة، مهما قيل ومهما حُلّل للأمر، فإنّ أمن النّاس مسئولية تقع على عاتق أهل البحرين.
هناك من يقول إنّ المعارضة هي التي قادت الشارع البحريني إلى هذا النوع من الإرهاب، والبعض يُعزيه إلى الحكومة في عدم استقرار الأمن وزيادة الإرهاب من أجل وضع قيود على المعارضة، وآخرون توجّهوا إلى الله حتى لا تحترق البحرين أكثر، سواءً كانت المعارضة هي من زرعت الإرهاب أم الحكومة!
لا أحد يستفيد من صنع هذه القنابل، وليس أهل البحرين هم من يزرعونها، إذاً من يا ترى له المصلحة في الاضطرابات وتحويل الشارع إلى مواجهات دامية؟، إذا عرفنا السبب سيبطل العجب، وسنستطيع تسوية خلافاتنا بشكل حضاري.
للأسف نخبة السبّابين والشتّامين والمتمصلحين، يحاولون التصيد في الماء العكر، وما هي إلاّ ثوانٍ على التفجيرات؛ حتى شاهدنا إحداهن تصرّح بأنّ جمعية (…) هي التي أثّرت على الشارع البحريني من أجل الضغط على الحكومة.
ونحن سنكون معها اليوم قلباً وقالباً بأنّنا لسنا مع أيديولوجية هذه الجمعية ولا توجّهاتها، ولكن سؤالنا لها: هل أنتِ وزيرة الداخلية لتصرّحي قبل الاطّلاع على الحقائق والدلائل؟ وهل بالفعل هذه الجمعية لها فائدة من هذا الإرهاب؟ أم سيكون مصدر ضغط عليها؟ وإن كان ما ذُكِر صحيحاً، أوليس القضاء البحريني النزيه هو صاحب الشأن النهائي بعد عرض الأدلّة في الحكم؟
إنّها البحرين يا إخوتي! إنها العزيزة الحبيبة التي لا نريد لها إرهاباً ولا دماراً ولا توتّراً. إنها التي شهدت تعايشنا ونقشت وطنيّتنا الحقّة، لا نرضى لها اليوم هذا المنزلق، وإن كان هناك فردٌ يريد الشر لوطنه؛ فإنّنا «سنسحقه» بكل معاني الكلمة، فليس هناك أغلى من الوطن، ولن يكون لنا وطنٌ غير وطننا، فيه عشنا وعلى أرضه سنموت.
من يلعب بالنار، سيخسر في يوم من الأيام جميع الأوراق الخضراء، التي تحاول الخروج من أزمتنا السياسية، ومن يفرح بما حصل من إرهاب لا نرضى ولا نقبل له الفرح، بل إنّه ليس وطنيّاً مخلصاً، بل آفة نحتاج إلى إزالتها.
كنّا وما زلنا مع الوطن، لا نريد الطأفنة، ولا نقتات على الرياء، بل نريد العدل وإرجاع الأمور إلى نصابها، فما أن تحقّق العدل وجدنا الحراك السياسي والاجتماعي في موقعه، وما أن ترجع الأمور إلى نصابها؛ فإنّنا سنشهد خيراً وتاريخاً جديداً للأجيال المقبلة.
وطني لك حبّي ودمي وروحي، أفديك بكل ما أوتيتُ، لا أبخسه عليك يا أغلى الأوطان وأعزّها، فيكَ عشتُ فرحتي وألمي وحزني وحياتي، وعليكَ استفدتُ من تجارب آبائي وأجدادي، لن أخذلك ولن يخذلك الأحرار من أهل البحرين، ونعلم بأنّ فرج الله قريب، وأنّه لا يحيق المكر السيّء إلاّ بأهله! وجمعة مباركة.