يحز بالنفس عندما نقرأ أو نسمع رموزاً أو شخصيات، تدّعي انتماءها إلى الحركة القومية العربية، وهي تطالب بعدم انتقاد المواقف والأفعال الإيرانية، بحجة أن هذا الموقف يصب في خدمة المحور الأميركي- "الإسرائيلي"!
لذا أول تساؤل يتبادر إلى أذهاننا، هل أن هذا المحور هو محور أميركي- "إسرائيلي" فقط؟!
يستدل المتابع للتطورات الضخمة، التي حصلت في منطقتنا العربية، بشكل لا لبس فيه، أن المشروع الأميركي- الصهيوني ما كان لينجح ويتم تنفيذه، لولا تعاون أنظمة عربية متخاذلة تابعة، إضافة إلى الطرف الإيراني الحاقد على أمتنا العربية، فكيف نفسر ما قاله الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، في نهاية العام 2004، أنه "لولا إيران لما تمكنت الولايات المتحدة من احتلال العراق وأفغانستان"، ليليه موقف رئيس "مصلحة تشخيص النظام" الملالي في طهران، هاشمي رفسنجاني، بقوله "أهكذا تكافأ إيران على دورها في العراق وأفغانستان؟"
هذه الكلمات الصريحة والواضحة، التي أطلقها ركنين من أركان النظام الإيراني، تدحض كلّ مزاعم "القومويين العرب"، لأنها ساطعة، سطوع الشمس ولن يتمكنوا من تغطيتها بغربال، مهما تفننوا وبرعوا في لغة الكلام واللعب على حبال الممانعة تارة، والمقاومة تارة أخرى.
إن للحركة القومية العربية ثوابت واضحة ومبادئ لا يمكن التزحزح عنها، وإلا فقدت مبرر وجودها، وهي أن الأرض العربية كلها، من جبال طوروس إلى تطوان في المغرب العربي، هي أرضنا العربية، وبالتالي فأرض فلسطين ولبنان ليست أغلى من أرض الأحواز والعراق، بل هي كلها غالية على قلب كل قومي عربي صادق وشريف.
وجاء احتلال العراق وبان دور إيران فيه!! فباسم الثورة يقول "بونابرتيو" إيران بذبح المقاومة الوطنية العراقية، ساعين في نفس الوقت إلى تقسيم العراق وتقاسمه من خلال "الفيدرالية"، ناهيك عن النفخ في بوق الطائفية والمذهبية المقيتة، فهل مخطط تقسيم العراق، يستهدف العراق وحده أم الأمة العربية بمجملها؟
فليخبرنا "قومويو العروبة" كيف تستقيم الأمور مع من يدعو ويعمل لتقسيم الأمة على أسس مذهبية وفي نفس الوقت يعمل ويساعد على تحريرها من الصهيونية؟!
نحن نعيش زمن تجيير الدماء العربية لحسابات أميركية فارسية! وأعمى بصرهم بعض أدعياء العروبة وبصيرتهم "الكرم" الإيراني، والمثير للاستغراب أن هذا البعض رأى أن مشكلته هي مع