الصفار: الكادر الطبي عالج المصابين من باب إنساني
رئيسة «التمريض البحرينية»: تنبؤاتنا في 2006 بازدياد النقص في الممرضين بدأت
تتحقق
الصفار: اختياري ضمن أقوى 500 شخصية عربية رد اعتبار لـ «الكادر الطبي»
ضُربت على وجهي وُصمدت عيناي فور دخولي مبنى «التحقيقات»
نعم، تعرضت لأنواع مختلفة من التعذيب، بدأت بقص شعري بالقوة، كما تعرضت لتحرش جنسي، وسب وشتم، إلى جانب الضرب، والصعق الكهربائي، القائمون على التعذيب كانوا 3 رجال من الشرطة ومعهم شرطية واحد
قضيت 7 أيام واقفة على رجلي في مبنى التحقيقات
حزينة على من وشوا بحق زملائهم من الكادر الطبي
لم أتسلم رسالة العودة للعمل رغم براءتي
بعيداً عن السياسة قالت رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار إن أربعة من الكوادر الطبية مازالوا معتقلين بسبب علاجهم المصابين خلال الأحداث التي شهدتها البحرين خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار من العام الماضي (2011)، مؤكدة أنهم سيواصلون الدفاع عن المعتقلين الأربعة وهم (يونس عاشوري، حسن معتوق، حسن العرادي وأحمد المشتت).
واعتبرت الصفار، في لقاء مع «الوسط» أن اختيارها ضمن قائمة أقوى 500 شخصية عربية للعام (2012)، وتصدرها أسماء 13 شخصية بحرينية في القائمة التي أعلنت عنها مجلة «أريبيان بزنس»، يدلل على أن «الكادر الطبي بريء من كل التهم التي وجهت إليه، وحوكم بسببها»، مؤكدة أن «هناك من هو أكثر مني استحقاقاً لأن يكون ضمن هذه القائمة في البحرين».
————————————————————————
رئيسة «التمريض البحرينية»: تنبؤاتنا في 2006 بازدياد النقص في الممرضين بدأت
تتحقق
الصفار: اختياري ضمن أقوى 500 شخصية عربية رد اعتبار لـ «الكادر الطبي»
اعتبرت رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار أن اختيارها ضمن قائمة أقوى 500 شخصية عربية للعام (2012)، وتصدرها أسماء 13 شخصية بحرينية في القائمة التي أعلنت عنها مجلة «أريبيان بزنس»، يدلل على أن الكادر الطبي بريء من كل التهم التي وجهت إليه، وحوكم بسببها، مؤكدة أن «هناك من هو أكثر مني استحقاقاً لأن يكون ضمن هذه القائمة في البحرين».
وعبّرت الصفار عن سعادتها لاختيارها ضمن أقوى 500 شخصية وقالت: «هذه الجائزة للكادر الطبي، وليست لرولا الصفار، وتدلل على أن الكادر الطبي بريء»، مشيرة إلى أن «لا أعرف عن الجائزة، ولم أسمع عنها من قبل، وكونها تأتي من الخارج فهذا يعني أن لديهم معايير معينة، دون أية واسطات أو محسوبيات».
جاء ذلك في لقاء أجرته «الوسط» مع الصفار، والذي تحدثت فيه عن 4 من الكوادر الطبية ما زالوا معتقلين، وعن كيفية اعتقالها في شهر أبريل/ نيسان من العام الماضي (2011)، إلى جانب مصير جمعية التمريض البحرينية، وعن الكادر التمريضي في البحرين. وفيما يلي نص اللقاء…
ما تفاصيل اعتقالك في أبريل 2011؟
– كنت في المنزل وجاءتني مكالمة من التحقيقات الجنائية، وقالوا إنهم يريدونني حالاً، وقالوا نريد أن ندردش معك الآن، وكانت الساعة حينها 7:30 مساءً، وكان ذلك في 4 أبريل 2011. أخبرتهم بأنني لا أستطيع الخروج من المنزل، على اعتبار أننا في فترة السلامة الوطنية، إلا أنهم قالوا إذا لم تأت سنأتي نحن لكِ، وبعد جدال معهم، قررت الذهاب إلى مبنى التحقيقات، ومن منزلي إلى مبنى التحقيقات، تلقيت أكثر من 10 اتصالات منهم، في كل اتصال يسألونني عن النقطة التي وصلت لها في الشارع، وعن المدة المتبقية على وصولي لهم. وبعد أن وصلت أخبروا زوجي أنهم يريدوني لمدة ساعتين ونصف الساعة، وعند ذلك فسخت دبلتي وساعتي لأعطيهما زوجي، إلا أن الشرطية طلبت مني لبسهما مرة أخرى.
—————————————————————————
ضُربت على وجهي وُصمدت عيناي فور دخولي مبنى «التحقيقات»
ما المعاملة التي عوملتِ بها في مبنى التحقيقات؟
– بمجرد دخولي إلى مبنى التحقيقات ضربني شخص على وجهي، وأستطيع التعرف عليه لو صادفته في يوم من الأيام، وصمدوا عيني، وكبلوا يدي، وأدخلوني في زنزانة. بقيت واقفة على مدى يومين أو ثلاثة، وكانوا يمنعوني من الجلوس. بعد هذه المدة طلبت مني إحدى الشرطيات خلع حذائي، والشرطية هي التي قامت بذلك، ولكن سقطت على الأرض لأنني فقدت توازني، وبعد 4 ساعات من هذا الموقف جلبوا الطبيبة جليلة العالي وعرفتها من صوتها لأنها صديقتي وزميلتي. والتحقيقات معنا كانت تبدأ عصراً وتستمر حتى فجر اليوم التالي، ولم نكن نعرف بذلك إلا عندما نسمع صوت الأذان، إذ إننا نستبشر ونفرح بهذا الصوت.
ذكرتِ في وقت سابق أنك سجلتِ اعترافات مع مجموعة من المعتقلين في قضية «الكادر الطبي»، ما تفاصيل هذا التسجيل؟
– بتاريخ 16 مايو 2011 وعند الساعة الثامنة والنصف صباحاً، أخذوني مع 17 شخصاً، إلى مبنى التحقيقات الجنائية، لنسجل اعترافاتنا هناك، وشاهدت بعيني وجود مخرجين وحقوقيين ومذيعين مع ممثلين بحرينيين، شاهدت بعيني في مبنى التحقيقات، وكانوا يرون اعترافاتنا، كنا نسجل اعترافات منتزعة منا بالإكراه، وتحت التعذيب، وكانوا يطلبون مني الاعتراف بأمور هم يريدونها، وإذا لم أفعلها، يهددوني بالاغتصاب!
هل تعرضتِ للتعذيب خلال فترة اعتقالك؟
– نعم، تعرضت لأنواع مختلفة من التعذيب، بدأت بقص شعري بالقوة، كما تعرضت لتحرش جنسي، وسب وشتم، إلى جانب الضرب، والصعق الكهربائي، القائمون على التعذيب كانوا 3 رجال من الشرطة ومعهم شرطية واحدة. وما جرى لرولا الصفار جرى للجميع، بل إن المعتقلين تعرضوا إلى أكثر مما تعرضت له.
—————————————————————————
قضيت 7 أيام واقفة على رجلي في مبنى التحقيقات
كم المدة التي قضيتها في مبنى التحقيقات؟
– نقلوني إلى مركز شرطة مدينة عيسى، بعد 7 أيام من التوقيف في مبنى التحقيقات، وللأسف وضعوني في سجن مع مدمنات المخدرات، والمتهمات في قضايا الدعارة، وهذا كان صعباً بالنسبة إلينا.
وماذا عن المعاملة في مركز الشرطة؟
– لم تتحسن المعاملة في السجن إلا بعد أن جاءت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى البحرين، وبعد أن زارنا المفتش العام بوزارة الداخلية إبراهيم الغيث، وحصلنا على غطاء سرير (لحاف) مع قرب زيارة أشتون، وهي أول مرة نحصل فيها على (لحاف)، بعد أن كان الجو بارداً داخل السجن. ففي إحدى المرات كنت أرتجف من شدة البرد، وشاهدتني إحدى السجينات، فقامت وغطتني بلحافها.
اذكري لنا تفاصيل الإفراج عنك في أغسطس 2011؟
– قبل أسبوع من الإفرج عنا، التقانا فريق تحقيق اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، وأخبرونا بأنه سيتم الإفراج عنا قريباً، وبعد الزيارة بأيام جاءت إحدى الشرطيات وطلبت أن نجهّز أنفسنا للذهاب إلى القضاء العسكري (محكمة السلامة الوطنية)، وهناك وقعنا على أوراق كثيرة، وبعدها تم الإفراج عنا. ولم أتوقع أن أخرج من السجن وأعود إلى البحرين التي لم أعرفها من قبل، البحرين المتشققة، ولم تعد البحرين السابقة، وفوجئت بزملاء عشت معهم سنوات طويلة، أنهم لا يتحدثون معي، ولا يتواصلون معي.
ما تحركاتكم بشأن المعتقلين الأربعة من الكوادر الطبية؟
– المعتقلون الأربعة من الكوادر الطبية هم «حسن معتوق (ممرض طوارئ)، يونس عاشور (مدير مركز المحرق للولادة)، أحمد المشتت (صيدلاني)، حسن العرادي (طبيب)». وأتساءل هنا، ما الذي فعله هؤلاء الممرضون؟، نحن نعلم أن الجميع بريئون، نحن قدمنا واجبنا فقط، وخدمنا البحرين سنوات طويلة، كنا مخلصين في عملنا، ولم ننتقل إلى مستشفيات خاصة، لدينا ولاء لوزارة الصحة ولمجمع السلمانية الطبي.
سنواصل العمل على دعم المعتقلين الأربعة من الكوادر الطبية، سواءً داخل البحرين أو خارجها، ونحن نشكر المحامين على كل ما قدموه، سواءً لكل الأطباء أو الممرضين أو الصحافيين.
ماذا تقولين لأهالي المتعقلين الأربعة من الكوادر الطبية؟
– لن ننسى قضية أبنائهم، وستبقى القضية في دمنا إلى أن يخرج الجميع من السجون، والحرية والبراءة ليست لنا فقط، لابد أن ينال الجميع الحرية. فنحن لم نحرق ولم ندمر، كل ما لدينا هو الولاء للبحرين والبحرينيين، وأتمنى من القضاة والحكومة ومن يمتلك السلطة، أن تكون البراءة للجميع المعتقلين، وهو بصيص الأمل لأن تعود البحرين إلى ما كانت عليه.
————————————————————————–
حزينة على من وشوا بحق زملائهم من الكادر الطبي
ما تعليقك على الأحكام التي صدرت مؤخراً بحق الكادر الطبي، والتي برئ 9 منهم وأدين 9 آخرون؟
– لا أعرف ما سبب إدانة جزء منّا وإدانة جزء آخر، على الرغم من أننا جميعاً في قضية واحدة. وأنا حزينة على من شهدوا بالزور، ووصلوا إلى مناصب على حساب زملائهم وأكتاف غيرهم. وكل من وشى على الكوادر الطبية وعلى زملائه في المهنة، فهذا يعكس أخلاقه.
وأريد أن أنوّه إلى أن حالة الطوارئ التي شهدتها البحرين العام الماضي لم تكن الأولى من نوعها، فلقد شهدت البحرين حالة طوارئ عند سقوط طائرة تابعة لطيران الخليج، وكذلك عند غرق بانوش الدانة، وقد عملنا معاً ككوادر طبية. وأتمنى أن نبقى زملاء عمل، ونعمل مع بعضنا بعضاً، ونأمل أن لا تكون هناك كارثة كبيرة أخرى، لأننا قد لا نكون قادرين على العمل معاً، وخصوصاً إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ماذا ستفعلين بعد أن حصلتِ على حكم البراءة من التهم التي وجهت إليك في قضية الكادر الطبي؟
– همّي الأول والأخير الأطباء الذين أدينوا في قضية الكادر الطبي، وأيضاً الموجودون داخل السجن. فنحن ليس لنا في السياسة، ولم نكن سياسيين، وما قمنا به هو من صلب الواجب الذي يمليه عليه ضميرنا، وما أقسمنا عليه في القسم الطبي، ومن أقسى التهم التي وجهت إلينا، تهمة التمييز في علاج الجرحى».
————————————————————————–
لم أتسلم رسالة العودة للعمل رغم براءتي
بحسب ما نعرف أنك أستاذ مساعد رئيس برنامج تمريض الطوارئ في كلية العلوم الصحية، ما هو وضعك الوظيفي بعد حكم البراءة؟
– لم أتسلم حتى الآن رسالة تطلب مني العودة إلى العمل، على الرغم من أنني حصلت على البراءة من كل التهم الموجهة ضدي. ومن المفترض أن يخاطب المحامي وزارة الصحة، ويستوضح منهم إرجاعي إلى العمل.
ماذا عن رواتبك الشهرية؟
– رواتبي موقوفة منذ شهر مارس/ آذار من العام الماضي وحتى الآن، على الرغم من أنني عملت بصورة مضاعفة في شهر مارس… والموضوع ليس الأموال، والأهم هو المبدأ وكرامة الإنسان.
ألا تفكرين في العمل خارج البحرين؟
– لا أفكر أن أخرج من البحرين، حتى وإن حصلت على حكم البراءة، لا أستطيع الخروج من البحرين ولا حتى السفر، لا يمكنني أن أترك شعب البحرين، على الرغم من أنني حصلت على عروض وظيفية كثيرة خارج البحرين، إلا أنني لن أخرج من البحرين.
—————————————————————————
أحمّل «الصحة» مسئولية مستندات جمعية «التمريض»
ما مصير جمعية التمريض البحرينية؟
– مازالت هناك قضايا في المحكمة، وننتظر أن يصدر الحكم فيها، والجمعية كانت نشطة جداً، وأصبحت فيها أنشطة كثيرة منذ أن تسلمناها في العام 2005. وأول حملة أقمناها هي الكشف عن الأدوية المنتهية الصلاحية، وهي الحملة التي لقت رواجاً كبيراً في البحرين. وأنا أحمّل وزارة الصحة مسئولية كل الأوراق والمستندات الموجودة في مبنى جمعية التمريض البحرينية.
هل تعتقدين بأن هناك نقصاً في الكادر التمريضي في البحرين؟
– بكل تأكيد، هناك نقص شديد في الممرضين في البحرين، والغريب أن هناك العشرات من الممرضين جالسون في منازلهم وعاطلون عن العمل، وهي سابقة لم تحدث من قبل. والقصور الموجود في البحرين حالياً، يتضح من خلال قيام الممرضة الواحدة بعمل 3 ممرضات. ولم يحدث في البحرين من قبل أن يكون هناك ممرضات عاطلات عن العمل، في الوقت الذي تعاني وزارة الصحة نقصاً شديداً في الممرضين. وأتمنى من وزير الصحة أن ينظر في موضوع الممرضين، والمفصولين في الوزارة، وأن يعمل على إرجاعهم إلى وظائفهم. وللأسف، التنبؤات التي كانت لدينا في العام 2006 والخوف من وجود نقص شديد في الكادر التمريضي، نراها تتحقق.
هل يوجد ممرضون مازالوا مفصولين عن العمل بسبب «أحداث 2011»؟
– نعم، يوجد ممرضون مفصولون من أعمالهم، وهذا الفصل أثر على بعض الأقسام في مجمع السلمانية الطبي، وخصوصاً في قسم الإنعاش. وهنا أطرح سؤالاً على وزير الصحة، هل تعلم يا وزير الصحة أن الورقة التي وقعت عليها ليرجع الممرضون إلى أعمالهم، ووقع عليها الوكيل المساعد للمستشفيات أمين الساعاتي، مازالت حبيسة أدراج إدارة الموارد البشرية؟.
————————————————————————–
ما يحصل للممرضين ضرب لمهنة التمريض
هل ترين أن الأزمة التي مرت بالبحرين وحالات الفصل من العمل التي طالت الممرضين، أثّرت على إقبال خريجي الثانوية على دراسة التمريض؟
– خريجو الثانوية العامة يختارون دراسة التمريض، لأنهم يضمنون الحصول على وظيفة بعد التخرج، ولكن بحسب الوضع الحالي فإن ما يحصل هو ضرب لمهنة التمريض، وهذا يؤدي إلى العزوف عن الدخول في هذا التخصص مع مرور السنوات. والغريب أيضاً أنه يقال للممرضات الخريجات إنه لا يمكن توظيفهم لأنهم لا يمتلكون خبرة، وهذا يعني أن الوزارة تطعن في المستوى التعليمي لخريجي كلية العلوم الصحية وأيضاً جامعة البحرين الطبية. وكيف يأتون بالخبرة إذا كانوا خريجين جدداً.
ما الكلمة التي توجهينها للممرضين؟
– أقول للممرضين، واصلوا عملكم وجهدكم، ونحن نعرف قدراتهم، ونعرف أن هناك أطرافاً غير منصفة، وفي يوم ما ستعود البحرين إلى ما كانت عليه، والتاريخ يشهد أن كل ممرضة تقدم عملها بإتقان. مهنتنا لا تعرف سياسة أو طائفية، وإذا كان أحد من الممرضين لديه تمييز أو طائفية، فعليه أن يخلع ملابس التمريض.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3595 – الأربعاء 11 يوليو 2012م الموافق 21 شعبان 1433هـ