هذا التقرير يمثل خلاصة ما وثقته الوفاق من معلومات عن حادثة استشهاد الشهيد أحمد فرحان، وهي اليوم تعيد نشرها في يوم ذكرى شهادته، تعبيراً منها عن وفائها لدمائه الزاكية، ولبيان الوحشية التي وقعت على أهالي سترة في يوم 15/3/2011 الذي سيبقى ذكرى مؤلمة للبحرينيين.
الشهيد أحمد فرحان علي فرحان، يبلغ من العمر 31 عاماً، من سكنة قرية مهزة بجزيرة سترة، تم استهدافه يوم 15/3/2011.
يوم 14/3/2011 أعلن دخول جنود سعوديين تحت غطاء قوة درع الجزيرة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بناءً على طلب من السلطات، وفي يوم 15/3/2011 أعلنت السلطات حالة السلامة الوطنية (الأحكام العرفية) وأوكلت مهمة ضبط الأمن إلى القائد العام لقوة دفاع البحرين.
تعرضت جزيرة سترة لهجوم غير مبرر من قبل قوات مكافحة الشغب ورجال أمن مدنيين يوم 15/3/2011 بدء من حوالي الساعة 10 ص، وحوصرت مداخلها، واستمرت عملية الهجوم والمواجهة مع أهالي المنطقة حتى حلول الليل، وقد تراوح الهجوم ما بين الاكتفاء بالوقوف على المداخل وإطلاق الرصاص الانشطاري (الشوزن) بكثافة من قبل رجال الأمن المدنيين معززين بقوات مكافحة الشغب التي تطلق القنابل المسيلة للدموع والصوتية والرصاص المطاطي والرصاص الانشطاري (الشوزن) بكثافة، والتوغل في داخل قرى الجزيرة ومهاجمة الأهالي بنفس الطريقة.
يؤكد الشهود بأنه بعد تعرض قرى جزيرة سترة للهجوم من قوات الأمن صباح يوم 15/3/2011، حصل استنفار بين الأهالي، وأنه في حوالي الساعة 4 عصراً وعلى الشارع رقم (1) بالقرب من خزانات الماء الموجودة هناك، كان في مواجهة الأهالي المتواجدين في هذا الموقع، تقف مجموعة من رجال الأمن المدنين بمعية قوات مكافحة الشغب، وكان موقعهم في الطرف الغربي للشارع رقم (1)، عند مدخل الجزيرة الذي يصلها بشارع الشيخ جابر الذي يربطها بجسر سترة من جهة الشمال، وكان رجال الأمن المدنين جميعهم يحملون سلاح ناري يطلق الرصاص الانشطاري (الشوزن)، وكانوا يطلقون بكثافة على الأهالي، والأهالي كانوا يحاولون توقي هذا الإطلاق بالاحتماء خلف الجدران، وبالتراجع للخلف عند تقدم رجال الأمن.
يؤكد الشهود بأنه كان من الواضح بأن هؤلاء الرجال المسلحين من رجال الأمن، إذ أنهم كانوا يضعون على أجسادهم السترات الفسفورية التي يستخدمها رجال الأمن عادة في الفترات الليلية لإظهار أنفسهم لسواق السيارات بشكل واضح في الظلام، والتي كان يستخدمها رجال الأمن المدنيين عند مشاركتهم مع قوات مكافحة الشغب لفض المسيرات، كذلك كونهم كانوا يسيرون بمعية قوات مكافحة الشغب وتارة يتقدمون عليهم وتارة يتأخرون عنهم، ويتحدثون معهم بشكل يؤكد الرابط ما بينهم.
الشهيد هو احد أهالي قرى جزيرة سترة من ضمن من تقدموا باتجاه هذا المدخل لصد هجوم قوات الأمن الوحشي على الأهالي، وتم العثور على جثته في العصر تقريباً ملقية بالقرب من هذا المدخل بعد تراجع القوات الأمنية للخلف وتقدم الأهالي في أطار المسلك الذي انتهجته القوات ما بين التوغل في داخل القرى ثم التراجع إلى قرب المداخل.
كان رأس الشهيد وقت العثور عليه مشقوق من جهة القمة بالكامل وكامل دماغه وأحشاء الرأس ساقطة على الأرض، هذه الوضعية لجثة الشهيد تدل على القتل المتعمد الذي تعرض له الشهيد بطريقة وحشية، ومن المتوقع بأن يكون قد أطلق عليه رصاص شوزن أو مقذوف ناري على رأسه بشكل ملاصق وهو ملقى على الأرض فتفجر رأسه، وتعرض للضرب بالة حادة في هذه النقطة من رأسه نتج عنه فضخ قمة رأسه.
ذكرت اللجنة الملكية لتقصي الحقائق في تقريرها، بأنه حصلت على معلومات تفيد بأن الشهيد أصيب في ساقه اليمنى بطلقة رصاص انشطاري (شوزن)، وأثناء محاولة نهوضه من على الأرض أطلق عليه النار في رأسه من مسافة قريبة وهو مستلقي على الأرض.
رغم نشر صورة الشهيد في صحيفة الوسط بعددها رقم 3113 الصادر في 16/3/2011 والذي يظهر بشاعة ما تعرض له، لم يصدر أي موقف أو تعليق من أي جهة أمنية بشأن أبعاد هذه الحادثة وإذا ما كانت السلطات ترى وجوب تحقيق في الحادثة، وهو ما يقدم مؤشر على كيفية تعامل السلطات الأمنية مع مثل هذه الحوادث ونظرتها للانتهاكات التي تنسب لجنودها.
رحل الشهيد، ليفضح الوحشية التي تعرض لها أهالي سترة في يوم 15/3/2011، ويسلب جميع الصامتين عما يتعرض له هذا الشعب من انتهاكات، أعذارهم الواهية، فما كان هو المبرر لهذه القتلة الوحشية التي تعرض لها الشهيد، ولماذا انتم تصمتون عن هذا الظلم، وتبررونه، أنكم بصمتكم هذا شركاء في الجريمة يا سادة.