رضي الموسوي
"من أمن العقوبة أساء الأدب"، مقولة تنطبق على المحرضين الذين ضاعفوا جهودهم للتسقيط وبث الفرقة والكراهية التي انطلقت منذ فبراير 2011 بقيادة الإعلام الرسمي وصحفه التابعة التي لم تجد بعد تسعة عشر شهرا مشكلة أو أزمة في البحرين إلا وحملت المعارضة مسئوليتها، بما فيها تراجع إنتاج حقل البحرين وتلوث المصفاة والفساد في شركة البا!!
والتحريض عملية ممنهجة ومدروسة ومدفوعة الثمن بالكامل لإلهاء الناس عن قضاياهم الحقيقية التي تعصف بحاضرهم ومستقبلهم. وآخر هذه العمليات خطبة الجمعة للنائب جاسم السعيدي التي ألقاها قبل يومين وذهب بعيدا كعادته في سب مكون رئيسي من مكونات المجتمع البحريني دون ان يرف له جفن ودون ان يخشى أن يأتيه حتى إنذار بما تلفظ به ضد المواطنين في بلد يتغنى مسئولوها بما تعيشه من ديمقراطية ومؤسسات وقانون!!
السعيدي ازدرى قضاة في المحاكم وعيرهم بتسلمهم رواتب نظير عملهم (يعني مطلوب منهم يأكلوا هوى ويشربوا ماي البحر وهم ساكتين!)، وحرض على جمعيات سياسية، واتهم مكون مجتمعي انه رافضي يسب الرسول وأهل بيته، وان هذا المكون يتبع تعاليم أمريكا..وغيرها من عمليات السب والقذف والازدراء التي جميعها يعاقب عليها القانون، لكن هذا السعيدي لايكترث لا بقانون ولا غيره، فقد وضع في بطنه بطيخ صيفي ونام مطمئنا بعد أن أمن العقوبة التي لن تأتي، فلايزال في الوقت متسع للمزيد من إساءة الأدب وبث الكراهية والتحريض والتسقيط الذي يقوم به هذا الرجل وغيره من الطائفيين الذين أمعنوا في غيهم ولايبدو أنهم يفكرون في خط الرجعة والعودة للرشد ما دامت ظهورهم محمية ومؤمنة.
لكن هناك من سبق السعيدي هذه الأيام بازدرائه وبث الكراهية ضد هذا المكون ومنهم وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة الذي غرد بما يكفي خالطا الجد بالهزل في مساحة حساسة لاتقبل هذا النوع من الخلط، كما طالب جمعية الوفاق بمغادرة البلاد إلى كوكب آخر..هكذا!!
ولأن الأمور أصبحت "سمردحة"، فقد تشجع وتبرع آخرون حرصوا على دخول الجنة من بوابة السب والشتم وبث الكراهية التي تجد حاضناتها في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، فلا تقرير بسيوني ولاغيره يوقف "الزحف المقدس" للفرقة الناجية ولطأفنة المجتمع وجره إلى احتراب غصبا عنه مستمدين من الإقليم كل الدوافع والمبررات الكريهة لتنفيذ المخطط الجهنمي لتفتيت المفتت والانقضاض على ما تبقى من بؤر لم تتلوث بعد بالطرح والتحريض الطائفيين.
ليست المرة الأولى التي يخطب فيها السعيدي على منبر رسول الله ويكفر فئة من الناس دون أن تفعل له شيئا لا أوقافه ولا وزارة العدل والشئون الإسلامية التي يبدو أنها مصابة في الرؤية والانتقائية عندما تستهدف خطباء بعينهم وتوجه لهم إنذارات وتمنعهم من إلقاء الخطب في المساجد وفي نفس الوقت تغض الطرف عن المحرضين الحقيقيين الذين وصفهم (بتشديد الصاد) تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق بأنهم يبثون الكراهية بين الناس هم وإعلامهم الأصفر.
لم تعد القصة مخفية فكل المعطيات تفيد بأن عمليات الانتقام مستمرة في كل المواقع، وعلى مختلف المستويات تنفذ مخطط لم ولن يقتصر على من يتم التحريض ضده، بل سيتجاوزه إلى صانعي التحريض والمخططين له. فهذا البلد كالمركب من يعبث في زاوية منه يؤثر على كل المركب ويؤدي إلى غرقه. فهل يتعض المحرضون من أي جنس أو دين أو مذهب كانو؟..وهل يمكن للمواطن أن يرى القانون مطبقا على النائب جاسم السعيدي وأمثاله ومن ورائهم؟ أم انهم فوق القانون ومكشوف عنهم الغطاء؟!!