حقاً إنه العصر ألأمريكي المنفلت وقد غابت عنه كافة الرؤى الأخلاقية والقيم والمعايير وكافة المواثيق الوضعية التي تعارف عليها وتوافق مؤسسو الأمم المتحدة، كما غابت عنه القيم السماوية أو تنكر لها، تلك القيم التي ترسخت في عقول ونفوس المؤمنين الذين تعمقت ثقتهم بالخالق متجاوزين كل مغريات هذا العصر نعم لقد غابت عن هذا العصر المبادئ وحقوق الإنسان والعدالة والتوازن في التعامل مع مصالحه ومصالح الشعوب والأمم الأخرى بعد أن فرشت الأرض من مشرقها ومغربها ببساط النفاق والخوف، واهتزت ثقة (الكبار) بأنفسهم فقبلوا بمبدأ المداهنة والمجاراة السياسية ، وهم مقتنعون لا شك في قرارة أنفسهم أن ما ينطلق ويصدر من قرارات، أو مواقف تتخذ، لا تخرج عن سياسة العهر الصهيو أمريكي الذي بات مرتكز المنهج المتحكم بسلوك وتصرف راعي (البيت الأسود) في واشنطن مجرم الحرب الكبير بوش الصغير المقاومة العراقية البطلة تخترق ضباب الكذب ودخان النفاق
وبالرغم من هذا فقد سلموا الراية لهذا الأرعن رئيس عصابة الكذب والخداع• والأدهى من هذا والأمر أنهم كما يبدو قد روضوا أنفسهم كي يواصلوا السير في النفق المظلم لهذا الكذاب حتى بعد أن أعلن اعترافه (بالكذب) وبعد أن اهتزت ثقة الشعب ألأمريكي به وبسياساته، بعد أن عجز عن الاستمرار في حجب الحقائق عن المواطن ألأمريكي وعن الشعوب والأمم التي ضللها الإعلام الصهيو أمريكي الموجه منذ العدوان على أفغانستان والعدوان على العراق وتدميره ، إذ لم تترك الفرصة لأحد أن يقول خارج ما تطرحه تلك ألآله الإعلامية المضللة حتى تمكنت المقاومة العراقية البطلة أن تخترق ضباب الكذب ودخان النفاق وغبار الزيف الذي كان قاعدة وما يزال لتغييب الحقائق وقلبها ، كما يريد المخرج ألأمريكي الصهيوني ، فأصبح الكذب والرعب قاعدة ، والأمن والأمان استثناءاَ • وبالرغم من هذا كله تمكن المجاهدون على ارض الرافدين من أن يزلزلوا الأرض تحت أقدام الغزاة ، وأن يقلبوا المعادلة بسواعدهم وإيمانهم ويقينهم ، فكان هذا كافياً كي يضع حداً للغطرسة ألأمريكية – الصهيونية وأن يوصل صوت العراق وإرادته إلى مختلف الأوساط مخترقاً كل الحواجز التي حاول الإعلام المؤمرك والموجه والمبرمج أن يجعلها سداً بينها وبين العالم الخارجي ، هذا الموقف البطولي للمقاومة اجبر كذاب واشنطن مؤخراً وأمام الكونجرس ألأمريكي في سياق الانتخابات ألأمريكية الجارية على الاعتراف بأن مخابراته قد كذبت عليه وأن المعلومات التي رفعت حول أسلحة الدمار الشامل كانت مفبركة • ولكنه مع الأسف كعادته لم يقل الحقيقة كلها •
•• نعم •• لم يقل أن الصهاينة وبعض الأنظمة العربية هم أيضاً من الذين شاركوا المخابرات ألأمريكية في فبركة لعبة التآمر على العراق بهدف تدميره وتمزيقه ، ولم يقل أيضاً أن مخابراته قد وظفت كافة العملاء الذين أؤتي بهم إلى العراق تحت العلم ألأمريكي كي يشكلوا غطاءاً للجريمة ، جريمة القرن الواحد والعشرين التي حاولت وما تزال تحاول إجتثاث العراق أرضاً وإنساناً من الخارطة السياسية • لقد كان العملاء من العراقيين أدوات إلى جانب معظم الأنظمة (المستعربة) •• كانوا أدوات لخدمة وتنفيذ المخطط الصهيو أمريكي الهادف إلى تحقيق حلم (إسرائيل) المكتوب على مدخل الكنيست (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) •
حقاً •• لم يقل الحقيقة كلها ولم يذكر أن بعض الحكام العرب أو المستعربين كانوا هم (الخطّابة) للعدوان ألأمريكي على العراق إلى جانب المخابرات ألأمريكية التي هي الأخرى قد (لبست) العباءة (المستعربة) واعتمرت الكوفية الصهيونية فأصبحت مسكونة هدفها هو التجاوب مع (الخطّابة) العرب و(الخطّابة) الصهاينة لتلتقي هذه التوليفة الخبيثة مع الأطماع الإمبريالية ألأمريكية المتمثلة بشكل رئيسي بعصابة البيت الأبيض من الصهاينة الجدد ليتم تسخير القوة التدميرية ألأمريكية للانتقام من العراق في ظل دعم معظم الأنظمة المجاورة التي اعتبرت ضرب العراق وتدميره بمثابة تصفية ثارات مع الأسف الشديد •
أما عصابة البيت الأبيض فقد اعتقدت إن احتوائها لمعظم أنظمة الطوائف سيمكنها بعد احتواء العراق من تسخير الوطن العربي كله لمشيئتها ولمشيئة الكيان الصهيوني المزروع داخل فلسطين ، من خلال شعارات الإصلاح السياسي وبناء الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات العرقية والدينية!! مستغلين في ذلك تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها جماهير الأمة في كل أقطارها •
إذ لا تزال هذه الشعارات من ديمقراطية وحقوق إنسان وحقوق المرأة تشد الغالبية العظمى من الجماهير المكممة فكان هذا مدخلاً وغطاءاً كي يجعلوا من حكام الطوائف رهائن لتنفيذ ما يريدون تنفيذه في الوطن الكبير كله ، بعد أن جعلوا من العراق مرتكزاً لانتشار الرعب وتوسيع دائرة الحرائق داخل الساحة القومية كلها ، فلم يتركوا قطراً إلا وفيه (دخان) أو (ألغام) احتياطية وقنابل موقوتة • كل ذلك بإسم الديمقراطية مغطين كل ذلك بمصطلحهم ألأمريكي الشائع المعبر عن العهر السياسي والغطرسة والجبروت الذي بات سمة من سمات هذا العهد ألأمريكي الذي يمثله الكذاب الأشر بوش وعصابته •
واليوم وبعد مضي أكثر من عامين على العدوان الهمجي البربري على العراق هاهو كولن باول وزير الخارجية ألأمريكي الأسبق يعترف بأنه قد كذب مجبراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لإقناعهما بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل •• فكانت كذبته تلك منطلقاً لضرب العراق وتدميره ونهب كنوزه الحضارية ونهب خيراته واستنزاف ثرواته النفطية وتفتيته وتحريك عقارب الطائفية وعُقَد العرقية و الشوفينية وأحقاد المذهبية حتى يتم تآكل العراق من الداخل فيتحقق للصهاينة والأمريكان ما لم تستطع قواتهم تحقيقه بالآلة العسكرية المدمرة •
•• نعم •• لقد اعترف كولن باول بأنه قد كذب على العالم مجبراً قائلاً : أن تلك الكذبة ستلاحقه وستعذب ضميره ما دام حياً ، بل ستلاحق رفاته إلى قبره ، مضيفاً بأنه لم يشعر في يوم ما من حياته بالندم كما يشعر اليوم وهو يتابع ما حدث ويحدث للعراق جراء تلك الكذبة !
بالرغم من هذا كله فلا تزال آذان المسئولين من الحكام العرب مشمعة بشمع أمريكي وعلى عيونهم (نظارات) البيت الأبيض فهم صمٌ ، بكمٌ ، عميٌ لا يفقهون ، أعماهم الشيطان ، كما أعمى بصائرهم فأضحوا أشباحاً يتحركون وهم مسلوبي الإرادة •
أما الدول الكبرى فهي الأخرى تسمع وترى ولكن الأمر لا يعنيها ، وما يجري في العراق من سفكٍ للدم وانتهاكٍ للعرض وتدمير وترويع للأطفال والنساء لا يتجاوز أن يكون جزءاً من الأخبار المعتادة ، بل أنها باتت تردد بعض مقاطع المسرحية ألأمريكية اليوم التي تظهر الحرص على العراق وأمنه واستقراره ، متذرعة بأن الأمن لم يَستَتب بعد مما يقتضي بقاء القوات ألأمريكية حتى يتحقق الاستقرار والأمن وتتحقق الديمقراطية ، وهي ذريعة سبق وان كررها البيت الأبيض قبل احتلال العراق حجج كاذبة بين الأمس واليوم
بالأمس كانت حجتهم أنه يمتلك أسلحة دمار ويشكل خطراً على جيرانه وأن نظامه الوطني هو (ديكتاتوري) يحرم شعب العراق من الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة • واليوم يتباكون على عدم نجاحهم في فرض الديمقراطية وتوفير حقوق الإنسان وتحقيق الأمن والاستقرار بعد مضي أكثر من عامين على احتلالهم للعراق بهدف تمديد فترة بقاء احتلالهم وترسيخ وجودهم وقواعدهم في العراق متذرعين بالخوف من حدوث فتنة طائفية وعرقية تقود العراق لحرب أهلية تمتد إلى (دول الجوار) ومن أجل هذا فلابد على حد قولهم وتباكيهم من بقاء قوات الاحتلال وهو شعار يرفعه العملاء الذين تم تنصيبهم لتولي ما أسموه بحكومة العراق بالأمس كانت تلك حجة الأمريكان لاحتلال العراق هو التذرع بكذبة أسلحة الدمار الشامل، أما اليوم فحجة الأمريكان والدول الحليفة لهم هي الخوف من الحرب الأهلية التي قد تدمر شعب العراق وتؤذي أنظمة الجوار !! لذا فعلى العالم – وفق الرؤية ألأمريكية – الذي شرعن للأمريكان احتلالهم للعراق أن يشرعن اليوم لهم استمرار احتلالهم للعراق ومدهم بجيوش رديفة •
هكذا كانت كذبة الأسلحة بالأمس وتتكرر اليوم كذبة الحرب الأهلية • ونحن نعرف والعالم كله لا شك يعرف أن هذه الكذبة هي صناعة أمريكية صهيونية تستهدف الحضارة العربية والإسلامية الجامعة العربية •• ومهمة بيع العراق باسم النظام العربي
بالأمس استخدموا الجامعة العربية لتمرير العدوان الثلاثيني على العراق موظفين معظم الأنظمة العربية لإدامة الحصار الذي فرض على العراق • كل ذلك بهدف محاصرة نهضته وتقدمه وخنق تجربته التي كانت عنواناً كبيراً لنهضة عربية إسلامية مقتدرة • فكان الحصار جريمة إبادةٍ جماعية من أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ الإنساني ، شارك فيه الأقطاب الكبار ومعظم دول العالم بمختلف أطيافها ، وكان منها المقتنع والمشارك في الجريمة ، ومنها المساير الخائف ومنها المهدد المرعوب ، الواقع تحت رحمة الجبروت الصهيو أمريكي المعبر عنه بمصطلح الإرهاب ، ذلك المصطلح الذي يستخدمه بوش سلاحاً في وجه كل المعارضين لسياسته مرتبطاً بعبارته المشهورة (مَن لم يكن معنا فهو ضدنا) ، فأصبح ذلك المصطلح بمثابة العصاء الغليظة لمواجهة المقاومة الفلسطينية بالأمس القريب ولمواجهة المقاومة العراقية البطلة اليوم بل لم يكتفوا عند هذا ، وإنما باتوا يعتبرون كل مقاومة للاحتلال الأجنبي إرهاباً • وهنا يكمن بيت القصيد •
فالاسطوانة ألأمريكية هي نفسها ، من ليس معنا في تصديق الكذبة حول استمرار الاحتلال والتعامل مع مفرداته وإفرازاته والترويج لها فهو ضدنا ، حتى أصبح هذا المنطق مرتكزاً لسياستهم في العراق ، فكل من يتردد في التعامل مع حكومة العملاء في بغداد يعتبر معادياً للولايات المتحدة ، وكل منتقد لكذبة (الاستفتاء) ومسرحية محاكمة القائد ومهزلة الانتخابات الأخيرة ، وأضحوكة المحاكمة للقائد ورفاقه الأيام الماضية باسم قضية الدجيل أو قل (الدجل ألأمريكي الإيراني) هو عدو لأمريكا بل وللمجرم بوش شخصياً ، وللصهاينة بشكل عام ، من هذا المنطلق ينبغي أن نُقَيِّم تسارع بعض الحكام العرب في دفع الجامعة العربية لتولي مهمة المساومة على بيع العراق باسم النظام العربي مما أدى إلى تحرك كثير من الدول الغربية الخائفة والمتخاذلة إلى التجاوب مع الاستغاثة ألأمريكية الصهيونية ومع تلك النداءات الصفوية والعرقية التي تستغيث مناشدة قوات الاحتلال ألأمريكية بالبقاء ، بعد أن ظهر فشل السياسة ألأمريكية الكامل في التعامل مع واقع العراق وإحساس عصابة البيت الأبيض بالهزيمة أمام توسع فعل المقاومة البطلة وبعد ظهور القائد صدام حسين ورفاقه في قاعة ما أسموه (بالمحكمة) فارساً متميزاً كما عرفه محبوه وأعداؤه ، فقد كانت مهزلة الدجيل أو (الدجل) محاولة لمحاكمة القائد فانقلب السحر على الساحر بعد أن ظهر القائد المجاهد صدام حسين أسداً في عرينه وقاضٍ تضاءل أمامه دمى الاحتلال داخل تلك القاعة •
لقد شعر الأمريكان وحكومتهم العميلة في بغداد بأنهم هم الذين في قفص الاتهام وأن القائد صدام حسين هو الذي يحاكمهم • ففتح صفحة جديدة تتكامل مع معركة الحواسم ، صفحة محاكمة الأنظمة العميلة التي شاركت في احتلال العراق وتدميره ••
•• نعم •• محاكمة الأنظمة التي تريد أن تضيع العراق مكررة فصول مسرحية ضياع فلسطين من قبل الأنظمة بدءاً من نكبة 1948 •
فلسطين باعها الحكام العرب ، والعراق يتآمر عليه اليوم الحكام العرب ، تارة من خلال جامعة الدول العربية وتارة أخرى منظمة المؤتمر الإسلامي • إنها حقاً سخرية التاريخ • الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تبحثان عن مخرج للأمريكان وليس للعراق وشعب العراق • فالحفاظ على ماء وجه الإدارة ألأمريكية والبريطانية هو هدف استراتيجي في أجندة هاتين المنظمتين •
أما مذبحة الفلوجة والرمادي والقائم والانبار وبغداد وفضائح وجرائم الاحتلال في أبو غريب فهو أمر خارج أجندة هاتين المنظمتين اللتين تمثلان النظام العربي والنظام الإسلامي مما يؤكد ما سبق أن طرحه بعض المفكرين والمناضلين كما أكد عليه حزبنا أيضاً وهو أن الجامعة العربية هي من صُنع بريطانيا وهي اليوم تؤكد بأنها جزء من أدوات الاحتياط أو من قطع الغيار التي يتم استخدامها عند الحاجة وعند الضرورة ، وهذا للأسف الشديد هو واقعها اليوم •
وليس إمامنا من خيار إلا أن نقول لهؤلاء المتباكين على الهزيمة ألأمريكية في العراق بأن أدوارهم باتت مفضوحة ، وأن الأمريكان حتى وإن قاموا بتوجيه كلمات الشكر لهم إلا أنهم يحتقرونهم في أعماقهم ، لأنهم يقومون بأدوار رخيصة مأجورة ، ونحن لابد من أن نؤكد لهؤلاء العملاء أنهم إنما يسيئون لأنفسهم ولأبنائهم وأحفادهم من بعدهم ، وأن أللعنة ستلاحقهم إلى قبورهم •
أما التاريخ العربي فسيظل مستوعباً لدور الذين يصيغون فجر الأمة من جديد على أرض العراق ، وإذا ما سجل شيئاً عن هؤلاء المتساقطين في الوحل ألأمريكي فلن يكون نصيبهم إلا الخزي والعار •
ليس أمام الإدارة ألأمريكية كمخرج سوى الانسحاب والاعتراف والتسليم بالهزيمة
أما البيت الأبيض والإدارة ألأمريكية فليس أمامها من مخرج إلا الاعتراف والتسليم بالأمر الواقع بعد الهزيمة التي تكبدتها أمام المقاومة العراقية البطلة •
نعم •• ليس أمامها إلا الرحيل عن العراق هي ودُماها شركاؤها في جريمة ذبح العراق من الوريد إلى الوريد ولهم دورهم الخطير المبرمج داخل المسرحية الصهيو أمريكية • وفي إطار اللعبة الفارسية التي بدأت فصولها منذ تنصيب الخميني بديلاً عن الشاه في السبعينات•
حقاً •• أن الاحتلال ألأمريكي قد مُني بالهزيمة ، وهاهو كيسنجر المنظر الصهيوني لكل الحروب التي شنت على العرب منذ الخمسينيات حتى اليوم يعترف بهذه الهزيمة ويحذر من استسلام الأمريكان لها قائلاً : (وأنا ممن دعموا القرار الأصلي ، فإن على المرء أن يكون واضحاً بشأن عواقب الفشل • فإذا لم نترك عند رحيلنا سوى دولة فاشلة وفوضى ، فإن العواقب ستكون كارثية بالنسبة للمنطقة وموقع أمريكا في العالم) مضيفاً : (فإذا ما نصب نظام أصولي في بغداد أو في أي من المدن الكبرى الأخرى مثل الموصل أو البصرة أو إذا ما ضمن الإرهابيون أرضاً واسعة للتدريب واستخدامها أيضاً كمأوى لهم ، أو إذا ميزت الفوضى والحرب الأهلية نهاية التدخل ألأمريكي ، فإن الجهاديين سيحققون زخماً)•
مضيفاً أيضا : (وستنهي الهزيمة المصداقية ألأمريكية في مختلف أنحاء العالم ، وسيحل الضعف بزعامتنا وبالاحترام الموجه لآرائنا بشأن القضايا الإقليمية من فلسطين إلى إيران ، وستزول ثقة دول كبرى أخرى ، مثل الصين وروسيا وأوروبا واليابان بإسهامات أمريكا) ••
وفي سياق اعتراضه على سحب القوات ألأمريكية يقول (لا يمكن أن تنسحب الولايات المتحدة سياسياً وإنما سيحدث تغيير في شكل وجودها العسكري ويجب عليها باستمرار أن تضع في الاعتبار بين الأمني والسياسي فيما يتعلق بالأهداف) • وفي هذا دعوة واضحة للحوار مع إيران وتركيا ودول المنطقة إلى جانب الحوار مع الهند وباكستان كي يدخل هؤلاء جميعاً شركاء في مواجهة المقاومة العراقية البطلة وحماية القوات ألأمريكية بشكل جوهري •
يكفي أن يكون كيسنجر هو المدافع عن بقاء قوات الاحتلال ألأمريكية على ارض العراق وهو دليل على فشل السياسة ألأمريكية وعجز القوة العسكرية عن حسم المعركة وفرض وجودها وترسيخ وجود عملائها على أرض العراق وسواء أعلنت ما أسمته بالدستور العراقي أو ما أعلنته من نتائج انتخابات وهي انتخابات كان للفرس فيها دور اكبر من دورهم في الانتخابات السابقة •
ولا شك أن ألقاصي والداني قد عرف ما قامت به إيران من الزج بأكثر من مليونين ونصف إيراني ليدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات ومع هذا نسمع من عبد العزيز الحكيم ركيزتهم السياسية في العراق خوفه من تزوير نتائج الانتخابات • فيا سبحان الله كيف تدار اللعبة داخل العراق المذبوح ، فكل من هؤلاء لهم دور في التزوير والتآمر وذبح العراق ومع هذا يتباكون بدموع التماسيح • أما أمريكا فليس أمامها إلا الاعتراف بإرادة شعب العراق المقاتل المقاوم والانسحاب دون قيد أو شرط فلن تحميها دماها ولن تشفع لها علاقاتها مع إيران أو دول الجوار ولن تخرجها من الورطة بؤر الطائفية والعرقية مهما حاولت أو تعشمت فعليها أن تعي ما قاله الشاعر :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
وشعب العراق أراد الحياة من خلال الاستشهاد والصمود وملاحم البطولات التي سطرها بدمائه ومعاناته وتضحياته عبر التاريخ وهاهو القائد صدام حسين عنوان صمود وصلابة هذا الشعب العظيم •
فتحية للقائد في أسره، وتحية لرفاقه الأسرى •
وتحية لكل الأبطال الذين يخوضون ملاحم البطولة بقيادة القائد الميداني الرفيق عزة إبراهيم الذي يسطر هو ورفاقه أروع صفحات البطولة والشجاعة والفداء •
وما النصر إلا من عند الله . وإن غداً لناظره قريب
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.