(نعُّمَ القوم الأنصار، يكثرون حين الفزع، ويقلون حين الطمع)
يوم أمس الموافق 13-3-2008 عرضت القناة التي تسمى (العراقية)، جلسة محاكمة الرفاق الأسرى من قادة الحزب والدولة والجيش، وكانت الجلسة لسماع شهادة ثلاثة من الذين سمتهم المحكمة شهود، وقد نسجوا كذباً، لم نسمع شبيهه من قبل، ولا يتوقع عاقل أن يسمع مثل ذلك، لان هذا الكذب لا يستطيع إنسان صياغته إلا كانت تقف وراء تلك الصياغة، و(فبركة) الكلام جهة متخصصة بالكذب والمراوغة، ويقترن ذلك بالحقد والغدر، ومثل هذه الجهة ليست هي إلا إيران وأجهزة مخابراتها، لان الشهود كانوا من (ضيوفها)، أي من (عملاءها)، بعد أن شاركوا في أحداث (صفحة الغدر والخيانة)عام 1991، وظلوا هناك إلى حين احتلال العراق، ليدخلوه بحماية الأمريكان، مثلما حموهم عام 1991، حيث أشار الشاهد إنهم (ذهبوا إلى قوات التحالف التي أوصلتهم إلى السعودية)!!!!!!.
إن الهدف من ترويج هذه الأكاذيب، ليس العمل على تصفية الأسرى فقط، وإنما هدف إيران من وراء ذلك تشويه حقيقة (35) سنة من تاريخ العراق، وحذفها من ذاكرة العالم، بحيث تكون هذه المرحلة فترة فراغ، وبذلك تقوم إيران وعملاءها باملاءها بما يحلوا لهم من تاريخ مشوه ينسجم مع مخططهم العدواني في استهداف العراق وأهله.
من يعرف الأسرى، وعمل معهم لسنوات، ويعرف تربيتهم العربية الأصيلة، وإنسانيتهم، والعوائل التي ينتسبون إليها، ومواقفهم الوطنية، وانتماءهم ألبعثي، وحبهم للخير والدفاع عنه، يتأكد له إن ما ذكره (الشهود)، بعيد كل البعد عن منهج وسلوك هؤلاء الأبطال، وتربيتهم، وما تعلموه في صفوف الحزب، والمؤسسة العسكرية، والمجتمع العراقي، والدولة العراقية التي يقودها الشهيد صدام حسين رحمه الله، الذي كان هدفه الأول خدمة المواطن، وحماية كرامته، والدفاع عنه، والذي كان يعتبر المسؤول في الدولة هو خادم للشعب، وهو الذي كان يقول (أنا الخادم الأول للشعب).
(الشهود) شوهوا كل شئ بأسلوب خبيث يشم من خلاله رائحة الطائفية، والعمل على زرع الخلافات بين العراقيين، واستمرار نزيف الدم بينهم، والذي ثبت للعالم، ومنهم الأمريكان، إن من قام ويقوم بذلك، ما يسمى (قوات القدس الإيرانية) التي هي نفسها التي دخلت إلى البصرة عام 1991، وقامت بجرائم قتل الرفاق البعثيين وضباط منظومة الاستخبارات، ومديريتي الأمن والمخابرات في البصرة، وحرق جثثهم، ونهب دورهم، وقتل العسكريين العائدين من الكويت، فضلا لنهب دوائر الدولة.
لنستعرض بعض ما ذكره (الشهود):
استخدام قنابل النابالم، ولم نسمع حتى في وسائل دعاية الأحزاب العميلة، وإيران، والكيان الصهيوني، منذ عام 1991 احد ذكر مثل ذلك، فهل إن هذا الدعي وحده شاهد ذلك؟. وهل إن مثل هذه القنابل وهي تستخدم في منطقة صغيرة مثل منطقة الجمهورية في مدينة البصرة، لا تصيب إلا هذا الذي ادعى إن شقيقته الدكتورة عالجته؟. إن كل ذلك هو إساءة للجيش العراقي، ومعروف إن الذي يعمل للإساءة للجيش العراقي، الكيان الصهيوني، وإيران، فهل هذا الدعي عميل لهذه أو تلك؟، أو ربما لكليهما من خلال التنسيق الإيراني الصهيوني
وجود سجن تحت عمارة النقيب في البصرة، أهداهم إليه ضابط امن، كان السجن خلف حائط مبني، وعند هدمه تبين وجود باب، وعند فتحه وجدوا 200 رجل وامرأة عراة، ومعهم أطفال، مما اضطروا لتغطية عيونهم والخروج إلى الشارع لجلب ملابس لهم من الناس ليستروا عوراتهم!!. وقد سألوا النساء عن الأطفال، فكانت إجابتهن: نحن ولدناهم ولكن لا نعرف آباءهم!!!، لان ضباط الأمن يوميا يحضرون ليلا ويأخذونا لاغتصابنا وإعادتنا، وقد حملنا بهؤلاء الأطفال!!!!. إن مثل هذا الموضوع لو عرض بفلم سينمائي لوصف انه فلم هندي!!!. لم يسأل القاضي (غير المحترم) ذلك الدعي: كيف كان هؤلاء يأكلون؟، وكيف ينامون؟ وكيف يدخل عليهم ضباط الأمن إذا كان السجن مبني عليه بحائط؟ وكم المدة التي بقى بها هؤلاء داخل السجن بحيث النساء يحملن ويلدن؟ ومن هم هؤلاء ولو اسم واحد من الرجال وواحدة من النساء؟ ومن هو ضابط الأمن ويجب أن يحضر للشهادة؟ وأين أصبح مصير هؤلاء بعد تحرير البصرة بأيام؟ لماذا لم يلق القبض عليهم مرة ثانية؟ وأين هؤلاء الأطفال (النغوله) لان أعمار كل واحد منهم حاليا 18 سنة؟ ليحضر احدهم للشهادة!!!. هذه الأسئلة وغيرها كثير كان يجب على ذلك غير المحترم أن يسأله، لكن الفارسي مثل هذا (العريبي) يتلذذ بمثل هذا الحديث الذي فيه إساءة لعرب العراق من أبناء البصرة، حيث إن مجمل الحديث هو إساءة لماجدات البصرة اللاتي عرفن بمواقفهن البطولية في الحرب العراقية الإيرانية… ليعلم هذا الدعي ومن سمع حديثه، إن الشهيد صدام حسين رحمه الله انتخى للماجدة العراقية عندما أراد يهود الخليج من عبيد الكويت الإساءة لها، وجرى تأديبهم بالشكل الذي أدى إلى هربوهم جميعا وتركوا البلاد. وليعلم انه رحمه الله أمر بإعدام ضابط عراقي في الكويت لأنه تجاوز على مواطنة أجنبية وليست عراقية. وانه وكل المسؤولين الأسرى من القادة العسكريين والسياسيين كانوا يقسون بشدة على ضباطهم وموظفيهم ورفاقهم، عندما تردهم معلومات إن احدهم قد تجاوز على عراقية بالكلام أو التصرف، وليس الاعتداء… يبدو إن الدعي المذكور اعتقد انه جالس في مكتب الحكيم الذي أصدر فتوى نصها : (يجوز التمتع بالباكر دون إذن ولي أمرها)، أو في إيران التي تعمل بفتوى الخميني التي نصها: (يجوز التمتع بالرضيعة)، او في مكتب السيستاني التي نصها: (يجوز التمتع باللواط بالمرأة التي يعقد عليها بعقد مؤقت)، أو انه يعتقد إن النظام كان يقوده من هو شيوعي، ويعمل الناس بما روجه الشيوعيون ورددوه عام 1958 والذي يدعوا إلى الزواج بدون عقد وقاض يعقده، ونص ما كانوا يرددونه 🙂 ماكوا مهر بس هل الشهر، والقاضي انذبه بالنهر)،.. ليعلم هذا الدعي، والذي سمعه ولم يسأله، ذلك (غير المحترم)، إن النظام يقوده القائد العربي صدام حسين قائد الحملة الإيمانية، وهو ومن كان معه من القائدة، ومنهم الأسرى حاليا، هم من عوائل عربية أصيلة، ومن انساب طاهرة شريفة، تخرجوا من مدرسة الحياة، وتعلموا في دواوين العشائر، وإذا كان مثل هذا يحدث في إيران، فانه لا يحدث في البلد العربي المسلم، العراق العظيم.
يقول الدعي، إن في سجن الرضوانية كان يوجد (200) معتقلة، وقد حلقوا رؤوسهن، ولم يسأله (غير المحترم)، من هن؟ وهل توجد واحدة من المأتيين لتحضر للشهادة؟. وهل تعرفت لاحقا على عائلة واحدة منهن؟.. ووو؟.. ليعلم هذا الفارسي انه لا توجد من شيم العرب مثل هذه التصرفات، وان الرجال العرب الشرفاء، ورفاق الشهيد صدام حسين ليس هذا من سلوكهم، لأنهم يقاتلون وجها لوجه بشجاعة، ولا يستغلون وضع النساء وهن أمانة في أعناقهم، لكنه يفكر ويتحدث بتوجه فارسي لذلك يعتقد إن كل الناس مثله ومثل أسياده، وهو لا يعرف عن العرب وتقاليدهم وخصالهم شئ.
لا أريد أن أطيل في مناقشة (تفاهات) هذا الدعي، لكني أردت من ذكر هذه النقاط للدلالة، لأنه ومن كان يسمعه الذي يسمونه (قاضي) لا يستحقان كل ذلك، لكني أردت من هذا الموضوع، أن انقل عتب الرفاق الأسرى، وأنا اسمعهم يرددون وهم يسمعون كلام هذا الدعي (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وأنا اعرف أغلبهم، وكنت قريبا منهم من خلال عملي الصحفي، وهم من المحبين للخير، يدافعون عن الحق، يواجهون المستغل والظالم، يقسون على معيتهم إذا علموا إن احدهم تجاوز على مواطن، وإذا كانت مواطنة فتكون العقوبة أقسى… هؤلاء هم الرجال الذين يعتبون على رفاقهم وضباطهم والموظفين الذين عملوا معهم، وكل مواطن عراقي يعرفهم، لأنهم سكتوا ولم يتحدث أو يكتب احد منهم عنهم، خاصة اولاءك المرافقين ومدراء المكاتب، والرفاق أعضاء قيادات الفروع، وضباط الركن، والسكرتيرين، الذين يعرفون حقائق كثيرة عن الأحداث، ويعرفون مواقف القادة العسكريين والسياسيين، لكنهم سكتوا وتركوا قادتهم ورفاقهم توجه لهم تهم هي ليست من خصالهم.. لذلك أجد وكأن الرفيق علي حسن المجيد يعتب على مدير مكتبه (ص)، وعلى مرافقيه (ص) و(خ) الذين سكتوا، لا بل ساروا في طريق آخر لا يرضى عليه ويتعارض مع منهجه ألبعثي الأصيل، وعلى كل من عمل معه في الحماية، ويعرف كيف إن الغوغاء استهدفوهم بالسلاح، وكيف قاموا بتنفيذ جرائم القتل والسلب.. والرفيق عبد الغني عبد الغفور يعتب على كل الرفاق أمناء سر الفروع، وأعضاء قيادات الفروع والشعب، ومنهم (ك، م، س، ع، ط، ث)، وغيرهم، الذي يعرفون كيف حرق الغوغاء أعضاء فروع، وكيف قاموا باغتصاب نساء البصرة.. والرفيق سبعاوي إبراهيم الحسن، يعتب على ضباط جهاز المخابرات (م، ن، ص)وغيرهم، الذين يعرفون كيف إن الغوغاء قتلوا 27 ضابط من مديرية مخابرات المنطقة الجنوبية، ويعرفون أنه كان في بغداد أثناء الأحداث ولم يكن في البصرة، والرفيق صابر عبد العزيز الدوري، يعتب على ضباط الاستخبارات الذين يعرفون كيف تم قتل جميع ضباط ومنتسبي منظومة استخبارات المنطقة الجنوبية، وهو كان في بغداد ولم يكن في البصرة.. والفريق الأول الركن أياد فتيح الراوي، يعتب على مرافقيه وضباط ركنه الذين يعرفون إن قيادة الحرس الجمهوري لم يكن مقرها في البصرة خلال الأحداث، وهو قد توجه إلى كربلاء… والفريق الأول الركن سلطان هاشم يعتب على سكرتيريه (ح) و(و) الذين سكتا وانشغلا بالأموال التي تخص وزارة الدفاع وأودعت لديها، ويعتب على ضباط ركنه، وكل ضباط الجيش العراقي الذين يعرفون سيرته وسيرة الفريق أياد والفريق حسين رشيد، وكل القادة العسكريين… وهكذا كل الرفاق الأسرى يعتبون، يعتبون، يعتبون، وعتب الأسرى وهم في هذه الظروف هو ليس كأي عتب آخر في ظروف أخرى!!!!!!!
ربما سيقول البعض: أنا لا اعلم إن مثل هذا الموضوع مفيد… لكننا نذكر الجميع إن شبكة البصرة، وجميع شبكات الانترنيت التي تؤيد المقاومة نشرت بتاريخ نداء تدعوا فيه للكتابة وتقديم المعلومات، ولكن (لا حياة لمن تنادي)، ونذكر هؤلاء إن الواجب الشرعي والوطني يستوجب منهم الحضور أمام المحكمة للشهادة، لكن ما مطلوب منهم الآن ليس الحضور وإنما تقديم المعلومات فقط، وهذا اضعف الإيمان.
ليتذكر هؤلاء إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا بحديثه الشريف: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة في الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة))
وهو القائل: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
فإذا لم تمتثلوا للموقف العربي والوطني المطلوب، فعليكم أن تمتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلموا إن من يعصى الرسول، فانه يعصى الله، ومصيره نار جهنم.
انتم الذين نخاطبكم، كنتم أكثر المستفيدين من مسؤوليكم وقادتكم الذين كنتم تعملون معهم، واليوم هم أسرى وانتم تتخلون عنهم بكلمة الحق، نتمنى أن يكون مثلكم الأعلى أنصار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيهم:
(نعُّمَ القوم الأنصار، يكثرون حين الفزع، ويقلون حين الطمع)
نشر في : شبكة البصرة