فيما يلي نص كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي، نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في مؤتمر المنتدى العربي الدولي لهيئات دعم أسرى الحرية في سجون الاحتلال الصهيوني.
أيتها الأخوات والأخوة
كل التحية والتقدير لكل الذين جهدوا وثابروا لانعقاد هذه الندوة،
إن قضية الأسرى الفلسطينيين في معتقلات العدو الصهيوني، قضية إنسانية، ووطنية فلسطينية، وقومية عربية، وحتى دولية، لأن قرارات الأمم المتحدة تحتم احترام الأسرى وإطلاق سراحهم، عندما تنتهي الاشتباكات المسلحة.
ولتكن قضية الأسرى الفلسطينيين مدخلاً للقضية الأم قضية تحرير فلسطين، القضية المركزية لأمتنا العربية.
فالصهاينة لا يكترثون بالقرارات الدولية، فهم يصرون على تهويد فلسطين، وعلى بقاء قواتهم في الضفة ووادي الأردن (الغور) سنوات عديدة، ويمضون في بناء المستوطنات في كافة مناطق الضفة الغربية، حتى في الطريق من القدس إلى نابلس، ومن القدس إلى الخليل، لتقطيع أوصال ما تبقى من الضفة الغربية، وحتى أثناء المفاوضات، التي لا تصل إلا إلى المزيد من الخسائر الوطنية، كما يؤكدون على أن حق العودة لم يعد مطروحاً.
فهل تريد أمتنا الانتظار لتنتفض وتثور حتى التحرير، أكثر مما عليه الآن من انتظار، وقد قال الأستاذ ميشال عفلق، القائد المؤسس لحزب البعث العربي الاشتراكي: لا ينتظرنَّ العرب المعجزة، فلسطين لن تحررها الحكومات، وإنما الكفاح الشعبي المسلح.
وكما في فلسطين، كذلك في العراق، الذي أصرت أميركا على العدوان عليه واجتياحه، رغم أنها لم تستطع انتزاع أي قرار لذلك من مجلس الأمن، فأوقعت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، والدمار والخسائر الهائلة، ومئات آلاف الأسرى في السجون، ولا يزال الآلاف منهم قابعون في المعتقلات، وعلى رأسهم الرفيقان طارق عزيز وعبد الغني عبد الغفور، وقد خصصتهما لأنهما ليسا بعسكريين ولأنهما مريضان، مريضان، مريضان.
فلنرفع الصوت لإطلاق سراح الأسرى في فلسطين والعراق وأقطار الأمة. ولنناضل جميعاً لاجتثاث الصهيونية، ولتنتفض الأمة وتثور حتى التحرير.
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر.
د. عبد المجيد الرافعي
في 2/5/2014