عام جديد يأتي إلينا ليودع عاما قديما ..
وعلى الرغم من إن عام 2008 هو عام التخاذل العربي الرسمي بحق ..
العام الذي شهد مزيدا من السكوت العربي أمام السكين التي تتقاذفها أيادي الغرباء وهي تتفنن في ذبح العراق طوال ست سنوات من الإحتلال وقبلها 13 عاما من الحصار الظالم الجائر..
وكونه العام الذي شهد منتهى المذلة العربية والإسلامية والخنوع للعنجهية الأمريكية التي جعلت من نفسها القاضي والمحامي والشهود..
العام الذي كرّس مهادنة الباطل ومصافحة القاتل وترويج مشاريع وإتفاقيات الرذيلة ..
عام 2008 كان عاما أكّد شعور المواطن العراقي والفلسطيني والعربي والباحث عن الحرية في كل مكان في العالم بأن ما جرى للعراق منذ عام 1991 كان من أجل تمريغ الكرامة العربية في وحل الهزيمة المُذلة وتكريس حالة الخنوع والمهانة ..
عام أعاد للأذهان أن ما حدث في 20 آذار 2003 في العراق كان لكي ياتي فيه يوم نُهان ونُضرب ونُسحق ويَسكت على محنتنا أخوة لنا كنا لهم سندا وجدارا وعمقا وهم لا يملكون غير النحيب واليأس لتستمر مؤامرة تركيعنا متجاوزة حدود العراق لتصل الى كل مكان من أرض العرب ولتصل اليوم الى غزة..
لقد إختاروا يوما محددا لإغتيال القائد الشهيد الخالد صدام حسين ليبقى في الذهن والبصيرة والضمير هذا اليوم والى الأبد الذي تكالبت فيه الثعالب على أسد العرب والأمة ليعبروا عن فرحة وغبطة ورقص صهيوني إيراني أمريكي مشترك أراد الله رغم مكرهم إلا أن يكشفه ويفضحهم وينشر لكل العالم قوة الآصرة التي تربطهم!..
واليوم يكررون مشاهد إغتيال غزة الصامدة ..وأختاروا أياما أرادوها ان تبقى في الذاكرة الى الأبد أيضا وهي تتحدث عن هيمنة القوة والغطرسة والعنجهية وتكشف هويات المتعاونين مع الأعداء والمتهاونين والمهادنين وتفضح زيف الشعارات وكذب دموع التماسيح ..
وجرح غزة ..هو جرح العراق ..
ومن هان عليه أن يسكت عندما غزوا العراق ودمروا الدولة وإغتالوا قيادته وشردوا شعبه ونصّبوا الخونة أوصياء عليه ..سيهون عليه نهر الدم الجارف في غزة ..لأن القاتل والمجرم الذي إستهدف الشيوخ والأطفال والنساء ودمر المستشفيات ومنع الغذاء والدواء والماء والكهرباء عن غزة هو نفس المجرم الذي فرض الحصار الظالم على العراق 13 عاما ثم جمع المرتزقة والقتلة وقطاع الطرق واللصوص وغزا ودمّر العراق وقتل شبابه ونهب ثرواته ..
وهذه هي معادلة التأريخ ..
سكتوا عما جرى لغزة..
لأنهم سكتوا عما جرى للعراق ..
ومع ذلك فعام 2008 كان عام إنتصار الإرادة الشعبية العربية ..
وعام المقاومة العراقية والفلسطينية والعربية ..
عام 2008 هو عام كرّس الحاجة والبحث عن قيم ضائعة ونخوة مفقودة وشجاعات نادرة ..
وقائد عظيم تفتقده الأيام..
وما حققناه في هذا العام تجاوز ساحة قتالنا ومواجهاتنا ووصل الى عمق أرض العدو فهَزَم بوش ومحافظيه وصقوره ومشروعه ..
وعندما أراد هذا المجرم أن يجعل من نفسه بطلا في آخر لقطات فلمه البائس عندما جاء الى أدواته في العراق ..
كان الرد العراقي سيلا هادرا من الأحذية ..
عدا أحذية البعض من تنظيمات الحكيم والمالكي والحزبين الكرديين الذين فاق ثقل ضجيج إستنكارهم لضرب بوش بالأحذية ما ترشح من كتابة وقول بحق مجرمي مذبحة غزة! ..