بلال الهاشمي
قبل فترة أنتشر فديو لطفل عربي يغتسل ببول الأبل، وأشك أن وراء هذا الطفل شخص ما دفعه (ممازحا) لهذا الفعل من أجل تصويره، لكن "دونية القوم" كانت لهم وجهة نظر أخرى، فقد هزوا وركهم وأكتافهم طرباً لهذا المشهد، وأعتبروه الصورة الواقعية لتخلف العرب!!، وراحوا يسخرون ويضحكون (شماتة) ويقارنون (تخلف) العرب بـ (تقدم) الغرب، وفي مكان أخر ينشر "أحد الدونية" بوسترات تبين الجوع والعوز وأخرى عن البذخ والإسراف، فتظهر صورة لصحن عملاق من الرز واللحم لا تصل الأيدي إلى أبعد من حوافه، مع صورة طفل من سورية نال منه الجوع والحرمان!!، وكتب تعليقاً.. "هؤلاء هم العرب"!!، عجيب.. يأخذ كل العرب بجريرة بعض السفهاء!!، لكن مع الغرب ينسب الافعال لفاعلها دون ان يعمم، والغريب في الأمر أن "الدوني" صاحب هذا البوستر من أشد المدافعين عن "بشار العلوي"!!، الذي استخدم اسلوب الحصار والتجويع ضد الشعب السوري، هل هناك أكثر من هكذا قباحة!!، يحتج على (المسرف) لأن هناك طفل سوري جائع، لكنه يؤيد (المجرم) الذي حاصر الطفل السوري وجعل الجوع والمرض يهتكه!!، وفي مكان أخر يضع "دوني" أخر صورة لرجل دين ينزل من سيارة ليموزين متوجهاً إلى قاعة ليلقي فيها محاضرة، وكتب على الصورة تعليق.. "مشايخ العرب يركبون الليموزين والمليونير ستيف جوبز يلبس بنطلون ممزق"!!، ويا ليته أفلح في المقارنة، فالشيخ الذي نزل من الليموزين المستأجرة ليست لديه أبنة غير شرعية مثل "ستيف جوبز"!!، والبنطلون الممزق مودة العصر وعادة ما يكون غالي الثمن، أما مقارنات "الدونية" بين الغرب والعرب فهي على قدم وساق، الغرب وصلوا للمريخ والعرب يبحثون عن اسم الله في البطيخ!!، الغرب يصنعون السيارات والعرب يركبونها، الغرب يبنون والعرب يهدمون، الغرب يتقدمون والعرب يتراجعون، الغرب يتطورون والعرب يزدادون تخلفاً…… إلخ، للعلم ان هؤلاء "الدونية" يتحدثون عن أنفسهم، عندما سأل سيدنا "علي ابن ابي طالب" (رضي الله عنه) عن أحوال العامة من الناس، جاءته ثلاث ردود مختلفة، فأثنى عليها بالصدق قائلاً.. "كل منهم نقل صورة عن البيئة التي يعيش فيها"!!، وكذلك "الدونية" لايرون أبعد من البيئة التي يعيشون فيها، ولا يعرفون أكثر من الناس المحيطة بهم، أقارب وأصدقاء من نفس مستواهم الواطي، وحدود القياس لديهم لاتتعدى شخوصهم، ولأن شخوصهم تافهة معدومة لاقيمة لها، يظنون أن كل الناس مثيلة لهم، ولو أنهم خرجوا عن بيئتهم، لوجدوا أن هناك من هم أفضل منهم ومن الغرب الذي جعلوه قدوة لهم، لكنهم بدلا من ذلك أجتهدوا في البحث بين السطور ليجدوا شيء ينتقصون به العرب ليثبتوا ان الغربيين هم الأفضل!!، فعندما كانت الجامعات العربية تستقدم الاساتذة الاجانب لتدريس الطلبة، قال "الدونية".. "جاءوا ليعلموننا"، واليوم عندما غزى الاساتذة العرب الجامعات الغربية قالوا.. "مكانهم في المختبرات لمساعدة الطلبة فقط".. يعني (سد خانه)، وعندما تقول لهم ان هذا العربي له براءة اختراع، او عبقري في اختصاص معين، أو يمتلك نظرية علمية لاقت نجاح، يقولون.. "لولا انه في الغرب ما استطاع النجاح"!!، "الدونية" لا ينظرون للفارق الحقيقي بين العرب والغرب، ولا يعرفوا إن الغرب غلبنا بهم، فهم العلة الحقيقية وسبب التخلف والشلل الذي يقيد حركتنا، هم المنفذ الذي دخل منه العدو ليطعننا، كل الشعوب ولاءهم لأوطانهم وانتماءهم لمجتمعاتهم، لاينتقصون من أنفسهم ولا يقللون من شأنهم أمام من هو أفضل منهم، إلا "الدونية" فلا ولاء ولا انتماء لهم ولا يمتلكون غيرة وعزة نفس.