منصور الجمري
بيان وزارة الداخليَّة أمس عن «إحباط مخطَّطٍ إرهابيّ كان يستهدف أَمن مملكة البحرين، وتحديد هويَّة عدد من أعضاء ما يسمَّى بتنظيم سرايا الأَشتر الإرهابي، والقبض على قياديّين ميدانيّين ومنفّذين بالتنظيم» يأتي ضمن تطوُّرات الوضع الأَمني الذي نشهد دورانه في حلقة عنيفة منذ فترة غير قصيرة.
بغضّ النظر عن أيَّة قضيَّة محدَّدة، فإنَّ المعالجة الأَمنيَّة تستطيع أن تحقّق الأمن في مداه المباشر، لكنَّ تحقيق الاستقرار يتطلب معالجات سياسيَّة واجتماعيّة واقتصاديّة تفسح المجال أمام الشباب للاندماج في الحياة العامَّة من أَبوابها الرحبة. كما أنَّ من الواجب التأكيد على أنَّ العنف – من أَيّ مصدر كان – مرفوض وليس له أي تبرير، ونأمل في اليوم الذي لا نقرأ فيه هذه الأخبار، ولا نشاهد اعترافات على التلفزيون.
إنَّ الأوضاع الإقليميَّة لا تمثّل حالة صحيَّة، ولاسيَّما مع ازدياد التوتُّر من كل جانب، ولجوء القوى هنا وهناك إِلى الضرب على الوتر الطائفي. ونشاهد الآثار السلبيَّة لانتشار الطائفيَّة في المنطقة، وماذا تنتج هذه الحالة عندما تتفاعل مع أخبار العنف والإرهاب.
لقد سهَّلت الطفرة النفطيَّة – في فترات سابقة – تخطّي الكثير من الصعاب، لكن، مع انخفاض أسعار النفط (وما يترتَّب على ذلك من رفع الدَّعم عن الكثير من السلع)، وازدياد حاجة كثير من الدول العربية إلى الدَّعم الخليجي، فإِنَّ المخاطر تتضاعف، وتؤثّر بصورة سلبيَّة أَكبر على الاستقرار السياسي.
في حقب تاريخيَّة سابقة، كانت هناك ضغوط وظروف مماثلة، لكنَّ توجُّهات النخب السياسيَّة كانت تنطلق من الحسّ الوطني الجامع بصورة أَقوى مما نشهده حاليّاً. ومع انتشار النهج الطائفي في التعامل مع مختلف الأحداث، فإنَّنا نضع أيدينا على قلوبنا في كل مرة يتمُّ فيها إعلان اكتشاف أو إحباط مخطَّط مَّا، نظراً إلى كلّ ما ذكر أَعلاه، ونتمنَّى أَنْ نجد السبيل الذي يبعد بلادنا عن الدوران المفرط في الأخبار السيّئة.