داهمت قوات الأمن أمس الثلاثاء وفجر اليوم الأربعاء 11 منزلا في قرية الدراز واعتقلت 6 أشخاص، وذلك على خلفية ما قالت عنه وزارة "الداخلية" وقوع تفجير شهدته القرية.
وأعلنت وزارة الداخلية عن أن أربعة عناصر شرطة أصيبوا بجروح، إصابة اثنين منهم بالغة، في تفجير وصفته بـ"إرهابي" وقع مساء الثلاثاء في الدراز.
ولم يحدد المسئول الذي نقلت تصريحاته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، طبيعة الانفجار الذي وقع على خلفية أعمال مناوشات أمنية بين الشرطة ومناصري المعارضة المطالبة بإصلاحات سياسية.
وقال مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية بأن "تفجيرا إرهابيا وقع في قرية الدراز استهدف حياة رجال الأمن، الذين كانوا على الواجب في تأمين دخول سيارات الدفاع المدني لتأدية واجبها".
وأوضح بأنه "ورد بلاغ باندلاع حريق بأحد المحلات التجارية في المنطقة المذكورة جراء عمل تخريبي، وعلى الفور توجهت سيارات الدفاع المدني برفقة الدوريات الأمنية للموقع، وأثناء قيامهم بواجبهم أصيب أربعة من رجال الأمن اثنان منهم باصابات بليغة اثر تعرضهم لتفجير ارهابي".
وأشار مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية إلى أن "الأجهزة المختصة انتقلت على الفور الى موقع الحادث لمعاينة مسرح الجريمة، حيث بدأت مباشرة عمليات البحث والتحري لملاحقة مرتكبي هذا العمل الارهابي والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة".
وذكر شهود أن قوات الأمن أغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى قرية الدراز منذ وقوع الانفجار ليل الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، وتمركزت الدوريات الأمنية في محيط المنطقة فيما حلقت الطائرة العمودية على علو منخفض لتمشيط المنطقة.
وكانت قوات مكافحة الشغب فرقت الثلاثاء بالغاز المسيل للدموع متظاهرين كانوا يحاولون الاقتراب من دوار اللؤلؤة.
ووقعت مواجهات يوم الاثنين بين شرطيين ومتظاهرين في منطقة البلاد القديم بعد جنازة الشهيد صلاح حبيب الذي عثر عليه ميتا في موقع تظاهرة.
وصادفت وفاته مع سباق الفورمولا واحد الذي نظم في البحرين لمدة ثلاثة أيام وانتهى الأحد.
وانتقد مدافعون عن حقوق الإنسان تنظيم هذا الحدث الرياضي في خضم الأزمة السياسية منذ قمع حركة الاحتجاج الشيعية العام الماضي.
وبحسب لجنة مستقلة فان قمع حركة الاحتجاج في فبراير ومارس 2011 أوقع 35 قتيلا.
من جهتها، تقول منظمة العفو الدولية أن ما لا يقل عن ستين شخصا قتلوا منذ فبراير 2011 في البحرين.
وقد جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإعراب عن القلق بشأن الوضع في البحرين، وخاصة ما يتعلق باستمرار الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين والتي أدت إلى وقوع مزيد من الإصابات.
وناشد بان جميع الأطراف، مجددا، ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإنهاء أعمال العنف على الفور.
ودعا الأمين العام السلطات البحرينية إلى الاحترام الكامل للحقوق الأساسية للشعب البحريني بما في ذلك اتباع الإجراءات السليمة فيما يتعلق بالمحتجزين.
وفي هذا الشأن أعرب بان كي مون، في بيان صحفي، عن القلق بشأن وضع المعارض عبد الهادي الخواجة الذي مازال مضربا عن الطعام في الحجز.
وحث أمين عام الأمم المتحدة مجددا السلطات البحرينية على حل قضية السيد الخواجة استنادا إلى الإجراءات القانونية والاعتبارات الإنسانية بدون مزيد من التأخير.
وفي السياق نفسه، ذكر أحد أهالي قرية الدراز ان «الحريق الذي تتكلم عنه الداخلية أمام مدخل القرية في حين أن موقع التفجير بعيد جداً، ولهذا كيف تقوم آليات الدفاع المدني بالدخول في عمق القرية بينما يقع المحل بمدخل القرية، كما أن اعتقال الأشخاص بشكل عشوائي ودون إبراز إذن قضائي يجعلنا نتساءل عن حقيقة هذا الأمر».
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.