استدعت وزارة الخارجية القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى المملكة وقام السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله وكيل وزارة الخارجية بتسليمه مذكرة احتجاج بشأن التصريحات التي أدلى بها علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، والنائب حسين علي شهرياري، حول البحرين.
وأعتبرت الوزارة التصريحات تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية لمملكة البحرين ومساساً صارخاً باستقلالها وسيادتها، الأمر الذي ترفضه المملكة جملةً وتفصيلاً.
وقالت: "إن مثل هذه التصريحات تعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي التي تحكم علاقات الدول بعضها ببعض وتتعارض مع أهداف ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي وضرورة الالتزام بالأعراف الدولية التي تقضي باحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول".
ودعت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى وقف ومنع مثل هذه التصريحات والكف عنها والتي تسيء إلى علاقات الجوار ولا تعبر عن حسن النوايا ولا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات بين بلدين جارين بقدر ما تسيء لهما وتؤثر على مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد أدان مجلس الشورى الإيراني ما أسماه "المشروع السعودي لضم البحرين"، وقال رئيسه علي لاريجاني أمس إن البحرين "ليست لقمة سائغة تبتلعها السعودية بسهولة"، في حين أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ختام قمة مجلس التعاون الخليجي التشاورية بالرياض أن قادة دول المجلس أجلوا إعلان الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لوضع دراسة شاملة ودقيقة.
ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية عن بيان أصدره 190 نائباً من أصل 310 في مجلس الشورى الإيراني، القول "إن هذه الخطوة اللامنطقية لا شك ستؤدي إلى تعزيز الانسجام والاتحاد بين الشعب البحريني في مواجهة المحتلين، وستنقل الأزمة البحرينية إلى السعودية، وستدفع المنطقة إلى فوضى أكبر، ولا يمكن تهدئة الشعوب بالقوة والضغوط السياسية".
وقالت الوكالة إن النواب أكدوا في البيان أن "الشعب البحريني المتدين الغيور أثبت طيلة الأشهر الـ15 الماضية، أن حميته الإسلامية وهويته الوطنية وقبضاته المرتفعة ونداءات الله أكبر، هي أقوى من كل القوات الغازية والمحتلة وخاصة القوات السعودية".
وأشار البيان إلى أن "الدماء الزكية للشهداء البحرينيين ستنتصر على السيوف الغازية"، في إشارة ضمنية إلى دخول القوات السعودية إلى البحرين لمساعدتها في مواجهة احتجاجات المعارضة الشيعية التي تطالب بإصلاحات.
وأضاف "بعد فشلها الذريع، قررت السعودية اليوم أن تعلن في اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي عن ضم البحرين إلى السعودية، رغم أن البحرين بلد إسلامي عربي مستقل وعضو في منظمة الأمم المتحدة".
من جهته قال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني في معرض إجابته على مطالبة أحد النواب باتخاذ إجراء دبلوماسي جاد في ما يتعلق بخطة السعودية والبحرين لإقامة اتحاد سياسي "إن البحرين ليست لقمة سائغة بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة والاستفادة منها"، مضيفا أن "هذا النوع من الممارسات يثير الأزمات في المنطقة".
وكان النائب حسين علي شهرياري -ممثل أهالي مدينة زاهدان- قال مخاطباً رئيس المجلس "كما تعرفون فإن البحرين كانت المحافظة الرابعة عشرة في إيران حتى عام 1971، ولكن للأسف وبسبب خيانة الشاه والقرار السيئ الصيت لمجلس الشورى الوطني آنذاك، انفصلت البحرين عن إيران".
وأضاف "إذا كان من المفترض حدوث أمر ما في البحرين، فإن البحرين من حق إيران وليس السعودية، ونتوقع من مسؤولي السياسة الخارجية متابعة هذا الموضوع بشكل جاد".
15/05/2012 م
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.