الحويحي متحدثاً في المؤتمر الصحافي مساء أمس قال الأمين العام لجمعية تجمع الوحدة الوطنية عبدالله الحويحي: «إن التجمع لديه خياراته للضغط على السلطة في حال تم الحوار مع «الوفاق» من دون مشاركته»، موضحاً أنه يقصد بتلك الخيارات النزول للشارع.
وشدد الحويحي في مؤتمرٍ صحافي عقده بمعية عضو الهيئة المركزية في الجمعية الشيخ ناجي العربي في المقر المؤقت للتجمع بالجمعية الإسلامية بعراد، مساء أمس الخميس (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) على أن «مسئولية الدولة الوقوف على مسافة متساوية بين كل الأطراف».
وأشار إلى أن «مسئولية السلطة عدم الانجرار وراء الحوار مع الوفاق واستبعاد جماعة الفاتح، لأن ذلك سيواجه ردة فعل قوية من قبلهم».
وأشار إلى أننا «في التجمع لدينا مشروع يتم إعداده حالياً لتقديم رؤية للوضع السياسي بشكل كامل ويضع حلولاً لكل المشاكل التي نواجهها، ونأمل أن يكون هناك توافق بين القوى السياسية على هذا المشروع».
وأضاف «نعتقد أن (الرئيس الأميركي) أوباما و«الوفاق» لديهما تقاطع مصالح لذلك طلب من الحكومة التحاور معها، أما نحن فثقافتنا كعروبيين وإسلاميين تحتم علينا عدم التعاون مع الأجنبي وبل ونعتبر التعاون معه خيانة».
وكشف الحويحي أن «كل المسئولين الأميركيين الذين زاروا البحرين في الست شهور الماضية قابلوا «التجمع» وبطلب منهم هم».
وتحدث الأمين العام لجمعية التجمع عن زيارتهم الأخيرة إلى جمهورية مصر، مشيراً إلى أن تلك الزيارة «كانت ضمن برنامج وضعته الأمانة العامة لزيارات دولية تضم تركيا وتونس والولايات المتحدة الأميركية، وحققت الزيارة نتائج إيجابية تفوق توقعاتنا».
وأردف «شملت الزيارة كل القوى والتوجهات السياسية المصرية وبعض مرشحي الرئاسة، وأكدت جماعة الإخوان المسلمين هناك ضرورة وحدة الشعب البحريني لدرء الخطر عن الدولة».
وواصل «كما التقينا نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات محمد سعيد إدريس ومجموعة من الباحثين واستمر الاجتماع لمدة تصل إلى خمس ساعات، وأكدنا أن وثيقة المنامة لم تعرض على التجمع كما قالت الوفاق، ولم نشاهدها إلا من خلال الصحافة».
وأضاف «كما دار بيننا وبين مرشح الرئاسة في مصر محمد العوا حوار عن وضع البحرين وكان تصوره أن ما تم في البحرين هو حركة طائفية لا علاقة لها بالربيع العربي، وقال لنا إن إيران لها يد في ما حدث في البحرين ولها مصالح من وراء ذلك».
وواصل «وكان لنا لقاء أيضاً مع حزب الكرامة، وأبدت الأمانة العامة لهذا الحزب أنها ضد ما حدث في البحرين وهم لا يساومون على عروبة البحرين».
وأكمل «كما تم تنسيق بعض اللقاءات الإعلامية لتوضيح الصورة للإخوة المصريين عن حقيقة ما حدث في البحرين، وكانت الصورة واضحة أمام مرشح الرئاسة في مصر عبدالمنعم أبوالفتوح بأن ما جرى في البحرين هو حدث طائفي لا صلة له بالربيع العربي».
وتابع «وقال لنا أبوالفتوح إن البحرين بحاجة إلى توافق وطني لإعادة لمّ الشمل، وعدم السماح للقوى الخارجية في التدخل في البحرين، كما قابلنا مفتي الديار المصرية وقال إنه لا يمكننا المساومة على البحرين وعروبتها»،
وأكمل «خلاصة زيارتنا أن كان هناك شبه اتفاق على أن أحداث البحرين كانت أحداثاً طائفية، وكانوا يدعون لرأب الصدع البحريني».
وتطرق الحويحي إلى «أحداث المحرق» بقوله: «نحن في التجمع ندين ما حدث في المحرق الأسبوع الماضي، هناك من يريد أن يجر البحرين لفتنة ومواجهات أهلية»، مؤكداً أن «المحرق كانت دائماً قلعة التعايش الوطني في البحرين وتشكل اللحمة الوطنية في أجمل صورها».
وأشار الحويحي إلى أن «كان لنا تواصل مع وزارة الداخلية لكي لا يسمح لأي صدام طائفي بين أهالي المحرق وأهالي المناطق الأخرى، ونشدد على أن الدولة هي المسئول الأول عن الأمن في البحرين، وهي تعلم من يلعب بالنار».
وأردف «نحن ندين أعمال التخريب فهي أعمال إجرامية قد تودي بأرواح أناس أبرياء لا ذنب لها، والناس ضاقت ذرعاً بهذه الأعمال، ونحن بدورنا نطالب الوفاق ومن يقف حولها بإيقاف تلك الأعمال».
وقال الحويحي: «في لقاءاتنا مع الملك كان كلامنا واضحاً بأننا نريد تطبيق القانون، وكان رده واضحاً بأن القانون سيطبق على الجميع».
وأشار إلى أن «هناك محاولات لاستفزاز شارع الفاتح من الطرف الآخر، لكن في المقابل لم نشاهد أي توضيح من الحكومة بالنسبة لذلك الحوار وغيره، فالسلطة يجب أن تكون مواقفها ثابتة غير مترددة».
وشدد على أن «واجب الدولة الحفاظ على أمن البلد وأمن المواطنين, ولا يعتقد أحد أن التجمع كان ساكتاً طوال الفترة الماضية، فقد كانت لنا اتصالات مستمرة مع وزارة الداخلية لمطالبتهم بالحفاظ على الأمن».
وأوضح الأمين العام لجمعية تجمع الوحدة أننا «لن نسلك ما يسلكه الآخرون بقطع الطرق والإضرار الاقتصاد، لكن هنالك وسائل سلمية نوصل بها مطالبنا، والنفس الطويل مطلوب في هذا الوقت ونبذ الإحباط».
وذكر أن «في تجمعي عراد والحنينية، لم نكن نتوقع أعداداً أكبر من التي حضرت لأنها كانت لأهل تلك المناطق فقط، أما تجمعا الفاتح كانت لها ظروفهما وتاريخهما ولا يمكن مقارنتها بالتجمعين المذكورين».
وقال «مشكلة جمهور الفاتح أنه يصغي لعاطفته فقط، ويجب أن نجمع كل العناصر ونحركها مع بعض ونطالب الناس بتقديم مقترحاتهم لنتجاوب مع بعض الأمور».
وواصل أن «الحالة الانفعالية ليست بمصلحتنا وإن كانت القيادة ستنجر لكل حركة لن تصبح قيادة ونحن نعمل على تحقيق ما يعتقده شارع الفاتح».
وأكمل أن «مشكلة شارع الفاتح أيضاً أنه يتكلم بالصدق والطرف الآخر يكذب، القصد ليس أن نكذب ولكن أن نكثف جهودنا في تفنيد الأكاذيب».
ومن جهته قال عضو الهيئة المركزية في تجمع الوحدة الوطنية ناجي العربي: «إن أي حوار يتم فيه الالتفاف على التجمع، نعتبره إجراماً في حق أهل الفاتح، وستكون ردة فعل التجمع مفاجأة ضد ذلك، وستكون ردة الفعل أقوى من كل مرة في حال تهميشه من الحوار».
وواصل «وهنا نوجه كلمة للدولة، كثير من تصرفاتك لا نستطيع تقبلها أو تفهمها، والتراجعات التي تحدث يوماً بعد يوم أصبحت غير مقبولة عند الشارع».
وأضاف «إذا اعتقدت الدولة أن «شارع الفاتح» رهن يدها تتحكم فيهم كما تريد، فهي مخطئة، ولا تظن الدولة أنها ستتحكم بهم كما تريد».
وشدد العربي على أن «لذلك نحن نرفض أي تلاعب للدولة كعفو وغيره، ونقول لها كفاك لعباً بالنار، كما لا يظن الطرف الآخر أننا نتشفى به».
وأضاف «نحن نطالب الدولة بضرورة تطبيق الأحكام، وكفاها تأجيلاً للقضايا، لأن ذلك يعطي رسالة للمعارضة – وآسف على تسميتهم كذلك – أن الدولة ضعيفة، ومن جانبنا نحن مسئولون عن اتخاذ خطوات أكثر قوة حتى تدفع بالشارع وتجعله أقوى»
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3345 – الجمعة 04 نوفمبر 2011م الموافق 07 ذي الحجة 1432هـ