هاني الفردان
لا يمضي يوم تقريباً، إلا ونقرأ في بيان رسمي لوزارة التربية والتعليم عن وجود اعتداء على مدرسة حكومية سواء كانت للبنات أو البنين، للكبار أو الصغار، ضمن إطار مسلسل يبدو أنه سيطول كثيراً، في ظل ما نشهده من تطورات سياسية تحتاج لمثل هذا النوع من الأحداث التي قد تخلق لدى البعض نوعا من التوازن الفكري المشوه للحقائق والوقائع.
عداد وزارة التربية والتعليم لن يتوقف عند الرقم الذي ذكرته يوم السبت الماضي عندما قالت ان الاعتداءات على المدارس بلغت 51 اعتداء، تستهدف ضرب الحركة التعليمية.
محاولات جهات معينة تشويه الحراك السياسي في البلد، بسرد عدد من القضايا المتفرقة هنا أو هناك لن يغير من الواقع السياسي شيئا، ولا يجبر أحداً على التنازل عن مواقفه، أو يعكس صورة ذهنية للعالم بأن ما يحدث في البحرين من حراك هو حراك «إرهابي» كما يراد تصويره.
فحريق كيس قمامة بالقرب من سور مدرسة البلاد القديم للبنين، لن يشوه سمعة الحراك، وقنينة ماء بلاستيكية صورتها وزارة التربية والتعليم على أنها «مولوتوف» يتدرب عليها الطلبة أثناء الدوام المدرسي، لن يحول المشهد السياسي المحتقن في البحرين لمنظر معسكرات تدريب عسكرية، ولا كسر نافذة لصف مدرسي بفعل حجر عابث هنا أو هناك وتصويره على أنه ضمن مخطط سياسي.
المتتبع لنشاط وزارة التربية والتعليم سيكتشف أنها تتابع كل صغيرة وكبيرة أو نشاط حتى لو على بعد أمتار من المدرسة وتصوره على أنه استهداف إرهابي من مخربين يستهدفون الحركة التعليمية.
هذا النشاط برز في الأشهر الأخيرة، مع المشهد السياسي في البحرين، ولم نقرأ لوزارة التربية والتعليم من قبل أي بيان يتحدث عما تشهده مدارس البحرين قبل أحداث العام الماضي، كما لم نسمعها هذه الأيام عن قنابل الغاز المسيل للدموع التي تشهدها بعض المدارس، إذ ان هذا الأمر لا يمكن الحديث عنه وخارج قدرة الوزارة.
من يقرأ بيانات وزارة التربية سيخيل له أن مدارس البحرين كانت شعلة علم وتعليم فقط، وأن طلابها بلا استثناء كانوا ملتزمين، فلا حرق، ولا تكسير، ولا مشاجرات، أو معارك طلابية حقيقة، ولا جرحى، ولم يوجد ضرب للمدرسين، ولا كتابة على الجدران، ولا أي نوع من المشاهد التي تريد أن تصورها الوزارة على أنها مشاهد جديدة مستحدثة ودخيلة على الساحة التعليمية البحرينية.
عشنا أجمل مراحل حياتنا في مراحلنا التعليمية من الابتدائية للثانوية، وشهدنا بأم أعيننا كل هذه الحوادث، حتى بلغت في مرحلة من المراحل وقف التعليم في مدرستي الثانوية بمدينة عيسى بعد أن حدثت معركة طلابية بعد انتهاء الدوام المدرسي وتدخل الأمن وحدثت اعتقالات واسعة.
التركيز الحالي لوزارة التربية، سيئ جداً، فهو يصور أن الوزارة عاجزة عن فرض سيطرتها أولاً على الحالة التعليمية في البحرين، وغير قادرة على ضبط إيقاع الحراك التربوي، وأن ما يحدث خارج نطاق السيطرة ويجب تدخل الأمن لحماية المدارس كما كانت تفعل مديرة مدرسة ابتدائية بتهديد الطلبة الدائم بقوات مكافحة الشغب، وأن وضع التعليم في البحرين وأمان المدارس في أسوأ أوضاعه.