خصصت الجمعيات السياسية المعارضة الخمس (الوفاق، وعد، القومي، الوحدوي، الإخاء) في رابع أيام الاعتصام الحاشد الذي تقيمه في ساحة المقشع بعنوان «باقون على مطالبنا» مساء أمس الاثنين (5 مارس/ آذار 2012) مهرجانها اليومي لاستذكار المناضل الوطني الراحل عبدالرحمن النعيمي.
ومن جهته قدم عضو اللجنة المركزية لجمعية «وعد» عبدالحميد مراد باسم الجمعية شكره للمواطنين المحتشدين على إحياء ذكرى هذا المناضل، قائلاً: «نشكركم باسم هذا التنظيم الذي أسسه الراحل القائد عبدالرحمن النعيمي بعد عودته للبحرين العام 2001، بعد 30 عاماً قضاها في المنافي».
وأضاف «لقد مرت علينا حقب نضالية كثيرة وشعب البحرين يسعى إلى حياة حرة كريمة، فإذا تذكرنا النعيمي من خلال الدروس التي نهلناها من مدرسته فكان يعلمنا ونحن رفاقه الصغار، التقيت به العام 1970 في بيروت، ثم اختفى عن ناظرنا 4 سنوات قضاها في جبال ظفار يناضل من أجل تحرير الخليج العربي من الاستعمار البريطاني، ثم عاد لنا العام 1974 وكانت البحرين في تلك الفترة دخلت في فترة ما كان يسمى بالعمل الدستوري».
وأردف مراد أن «كل التنظيمات التي دخل فيها النعيمي كانت من أجل خليج يتطلع إلى الحرية، وقد تعلمنا منه فعلاً أن الحياة وقفة عز، فعبدالرحمن كان ذلك الشخص الذي تعلمنا منه أنه لا يتنازل عن قضية عادلة».
وأكمل «عندما عاد للبحرين تم اختبار النعيمي بإهدائه منزلاً لكنه رفضه، ثم حاولوا تقديم مبلغ من المال له، لكنه أرجعه وقال لم نعد للبحرين من أجل حفنة مال وبيت، بل نحن ناضلنا وسنظل نناضل من أجل وطن موحد، ومن أجل أن يكون أبناء هذا الوطن متساوين في الحقوق والواجبات».
وتابع مراد «ترك النعيمي لنا وصيته قبل أن يرحل في آخر رحلاته في العام 2007 تلك الرحلة الطويلة التي ذهب فيها إلى رفاقه في اليمن وسورية ولبنان والمغرب ومصر كعادته دائماً يحن إلى زملاء نضاله».
وواصل «إذا ذكرنا الوطنية فقد كان وطنياً بامتياز، فإذا ذكرنا القومية فقد كان النعيمي قومياً عربياً بامتياز أيضاً، وإذا ذكرنا فلسطين فقد كان أحد فرسانها المناضلين بكل قوة من أجل تحريرها، وإذا تذكرنا الأمة كلها، فقد كانت حاضرة في وجدانه دائماً».
وذكر مراد أن النعيمي «كان قائداً فذاً صاحب مدرسة نضالية، وإذا عدتم إلى كتاباته فستعرفون أنه ناضل من أجل بحرين موحدة بشعب واحد، ونحن بدورنا عندما نستذكره فإننا نعلن أننا معكم سنسير في طريقه من أجل شعب موحد لا تفرقة بين أبنائه، يسير بخطى ثابتة من أجل تحقيق مطالبه العادلة».
من جانبه قال نائب الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي: «علمنا عبدالرحمن منذ عقود طويلة أن الحياة وقفة عز، وهذا ما يمارسه الآن الشعب البحريني على رغم كل القمع والجور الذي يجري عليه».
وأضاف «تعرفت على أبي أمل عندما تم إبعادي من الكويت العام 1978، أنا وعشرة من رفاقي، ويتذكر الجميع السبعينيات والثمانينيات، استمريت أكثر من 12 سنة معه، وبعد عودتي إلى البحرين واعتقالي ثم إبعادي مجدداً، وكنت في إحدى الدول الخليجية، وعلمت أنه تم اعتقال النعيمي في سورية لمدة 7 أشهر، وبعد خروجه من السجن وضع أسساً جديدة للعمل السياسي تمكنت العديد من التنظيمات السياسية من الاستفادة منها، وخاصة عندما عاد في 28 فبراير/ شباط 2001 إلى أرض الوطن وأسس مع ثلة من رفاقه جمعية العمل الديمقراطي (وعد)».
وتابع الموسوي «كان أشبه ما يكون بشعب بأكمله، فطوال السنوات لم يهدأ عبدالرحمن النعيمي ولم يغمض له جفن، وكان مؤمناً بأن هذا البلد لا يمكن أن ينهض وينتصر على الدكتاتورية إلا بوحدته».
أما عضو اللجنة المركزية بجمعية «وعد» إبراهيم كمال الدين إبراهيم كمال الدين، فشدد على أن «الانتصار لا يكون إلا بوحدة القوى الوطنية المناضلة، هكذا علمنا عبدالرحمن النعيمي وهو في المنافي، حيث كان يناضل في جبال ظفار قائداً من قادة الثورة في عمان والخليج العربي والجبهة الشعبية».
وأردف «كرس عبدالرحمن حياته لنضاله فأخذ عائلته إلى هناك حيث الرصاص من قبل الجيش الشاهنشاهي والبريطاني في جبال ظفار».
وواصل كمال الدين أن «هذا الرجل الذي كان يحمل فكر الجبهة الشعبية، علمنا كيف نسير على طريقه متمسكين بخطاه، فقد علمنا عبدالرحمن الثبات على المبادئ».
وتابع «عندما وصل هذا الرجل إلى البحرين كان أول عمل قام به التوجه إلى بني جمرة لزيارة شيخنا المناضل رحمه الله الشيخ عبدالأمير الجمري تقديراً وإجلالاً لنضالاته».
وأشار إلى أنه «كان يحمل همّ هذا الشعب ووحدته، فدعم القوى المخلصة للتوحد في جمعية العمل الديمقراطي، وأسس التحالف مع جميع هذه الجمعيات السياسية المناضلة وكانت نواة لوحدة وطنية غير أن هذا النظام يأبى إلا أن يوزع الشعب إلى طوائف حتى تتهم هذه الحركات الوطنية أنها حركات طائفية».
وأعلن كمال الدين أن «تعديل الدستور هو مطلب وطني، وليس طائفياً، وكذلك الحكومة المنتخبة والشعب مصدر السلطات، كلها مطالب وطنية وليست شيعية وليست سنية، بل كانت مطلب كل هذا الشعب منذ الانتفاضات الأولى خلال قرن من الزمان، من انتفاضة الغواصين وثم حركة الهيئة الوطنية، وانتفاضة 5 مارس المجيدة، مروراً بالتسعينيات وهذه الحركة التي تجسد الدروس التي علمنا إياها عبدالرحمن النعيمي الذي لم تغمض عيناه إلا مناضلاً».
وختم بقوله: «عمل على تأسيس وحدة وطنية لكسر الاتهامات الطائفية التي توجه إلى أبناء شعبنا»
الوسط – العدد 3468 – الثلثاء 06 مارس 2012م الموافق 13 ربيع الثاني 1433هـ