تعرب الجمعيات السياسية (الوفاق، وعد، الإخاء، الوحدوي، القومي) عن بالغ قلقها وأسفها لما آلت إليها الأوضاع في البحرين، من انتهاكات لحقوق الإنسان بالجملة على نحو لم يشهد له التاريخ في هذه المملكة الصغيرة، فلم يعد أحد في مأمن من القتل والخطف والتعذيب والسلب وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وأبرزها ما تعرض له المواطن الشاب يوسف موالي، الذي أفادت أسرته أنها تلقت معلومات من مركز شرطة سماهيج بان ابنهم موقوف لدى التحقيقات الجنائية، لتفاجأ بنفي التحقيقات وجوده لديها. لقد أثبتت السلطة من خلال معالجتها القمعية أنها لم تكن جادة في تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، ليس هذا فحسب، بل إنها مستمرة في تنفيذ سياساتها الأمنية الفاشلة مع توفير كامل الحماية للمعذبين والقتلة.
إن جميع ملابسات وفاة الشاب يوسف موالي تؤكد ضرورة وجود لجنة محايدة مستقلة للوقوف على أسباب الوفاة، حيث تشكل تضارب أقوال الأجهزة الأمنية، من إقرار أولي بوجوده، ثم نفي ذلك، ومنع ذويه من معاينته في المشرحة، ثم تشريح جثته دون موافقة والده، وآثار التعذيب البادية على جسده الطاهر…كل ذلك يتطلب وجود مثل هذه اللجنة المستقلة للكشف عن حقيقة الوفاة وملابساتها.
إننا في الجمعيات السياسية إذ نعلن عن مواساتنا لعائلة الشهيد يوسف موالي على هذا المصاب الجلل، فإننا نطالب السلطة بتحمل مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية والقانونية، عبر وقف ما يتعرض له هذا الشعب من انتهاك لكافة حقوقه، ومحاسبة المجرمين المتورطين في هذه الانتهاكات، وإلا فلا أحد سيضمن ما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل في ظل ما تشهده المنطقة من تأزيم إقليمي وصراع دولي.
رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته.
صادر عن :
جمعية الوفاق الوطني الإسلامية
جمعية الإخاء الوطني
جمعية التجمع القومي الديمقراطي
جمعية التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي
جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"