الجرحى بالمئات ولأول مرة استخدام مدرعات المياه
كرّ و فرّ شهده دوار اللؤلؤة صباح أمس انتهى بانسحاب قوات الأمن
دوار اللؤلؤة – هاني الفردان
أصيب المئات من الشباب المحتجين في دوار اللؤلؤة أمس الأحد (13 مارس/ آذار 2011) في مواجهات بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين يعتصمون قرب مرفأ البحرين المالي حاولوا إغلاق طريق رئيسي يؤدي للمرفأ ما تسبب في فوضى مرورية عارمة.
واستخدمت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات ومن ثم الرصاص المطاطي لتفريق المئات من المتظاهرين الذين حاولوا إغلاق شارع الملك فيصل، وهو الطريق الرئيسي المؤدي إلى مرفأ البحرين المالي الذي يعد منطقة تجارية رئيسية في البلاد.
كما أزالت الشرطة الخيام التي نصبها محتجون الليلة الماضية بعدما انتشرت في الشارع الممتد من دوار اللؤلؤة وسط المنامة إلى المرفأ.
وانتقلت المواجهات بعد ذلك إلى الجزء القريب من دوار اللؤلؤة، فيما حاولت قوات الأمن اقتحام الدوار، إلا أن مجموعة من الشباب تصدت لهم، من خلال عمل طوق بشري حال من دون وصول قوات الأمن إلى مركز الدوار.
وأطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع، فيما تحدث البعض عن إطلاق غازات سامة أيضاً، والرصاص المطاطي وبكثافة، استطاعت من خلالها تفريق المتجمهرين، وشهدت الساحة المحيطة بدوار اللؤلؤة والقريبة من مجمع ستي سنتر حالات كر وفر بين الشباب المتظاهر بسلمية، الذي رفع أعلام البحرين، وقوات الأمن، فكانت مرة تكون فيه الغلبة إلى الشباب الذين أصروا على سلميتهم في الوقوف معتمدين على كثرة عددهم، ومرة تنجح قوات الأمن في تفريقهم من خلال استخدام مسيلات الدموع والرصاص المطاطي.
وبدا المنظر في دوار اللؤلؤة في الساعة الثامنة والنصف شبه خالٍ سوى من عدد قليل من الشباب الذين تجمعوا وعملوا على إغلاق المنافذ المؤدية للدوار، فيما أرسلت المجاميع الشبابية استغاثة عاجلة إلى الجميع، من أجل التوافد على الدوار.
وشهدت الطرق المؤدية للدوار ازدحامات شديدة حالت دون وصول الكثيرين إلى الدوار، إلا أنه سرعان ما امتلأ الدوار بسبب قدوم الشباب والرجال والنساء مشياً على الأقدم من كل الاتجاهات.
كما شهدت الساحة التي تقع خلف أبراج اللؤلؤة مسرحاً لتجمع شبابي ومواجهات مع قوات الأمن، إذ سقط في هذه الساحة عدد كبير من المصابين اختناقاً بمسيلات الدموع والغازات التي تطلق عليهم.
واستطاعت قوات الأمن الوصول إلى الكوبري العلوي المطل على دوار اللؤلؤة والوقف عليه، فيما تجمهر عدد كبير من المحتجين في الدوار، مع سماع أصوات إطلاق بشكل متفاوت.
وبدا الوضع متوتراً على رغم هدوئه في ظل قلق المحتجين من عودة قوات الأمن لمهاجمتهم.
وشهد الدوار في الساعة العاشرة من صباح يوم أمس تقريباً تواجد حشود كبيرة جداً من نساء وشباب ورجا.
وفي الساعة الحادية عشرة تحركت حشود غفيرة غطت الشوارع المحيطةو وقامت قوات الأمن بالابتعاد عن المنطقة، ومن ثم عاد الشباب إلى دوار اللؤلؤة، إلا أنه خلال هذه العملية شهد الشارع الرئيسي وجود أعداد كبيرة من المصابين مرميين على الطرقات، لم تستطع سيارات الإسعاف استيعابهم، إذ اضطرت السيارات الخاصة في التدخل لنقل الأعداد الكبيرة من المصابين إلى مجمع السلمانية الطبي.
بدأت الأحداث منذا الصباح الباكر. وقال شهود إن المتظاهرين كانوا سحبوا الحواجز المرورية الموجودة على جانبي الطريق الرئيسي إلى وسطه ما تسبب في تعطيل حركة المرور لعدة كيلومترات في ذروة ساعات الصباح.
ولجأت الشرطة إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة واستخدمت الآليات الثقيلة لتفريق المتظاهرين وإزالة الحواجز، كما انتشرت بكثافة على الطريق ودفعت المتظاهرين للتراجع إلى دوار اللؤلوة، مركز الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع.
وبدا أن أعداد رجال الشرطة تتفوق على المحتجين لكن الآلاف هرعوا إلى المكان بعد انتشار الخبر، في وقت حلقت فيه المروحيات فوق المكان وتوجهت إليه سيارات الإسعاف لنقل عدد كبير من المصابين إلى المستشفيات القريبة