منصور الجمري
الحكومة تسعى لطمأنة المواطنين بشأن عدم المساس بمكافأة نهاية الخدمة، ولكن موضوع التقاعد يسيطر على حديث المجالس، وذلك في ظل استمرار الحديث عن الحاجة لبحث بدائل لضمان استدامة الصناديق التقاعدية وتحسين أوضاعها المالية والحَدّ من زيادة عجزها الاكتواري. ولكن أيّة اقتراحات قد تتضمن خيارات صعبة؛ فلربما أنّ معالجة الخلل في التركيبة المالية للتقاعد تتطلب زيادة اشتراك الموظفين مستقبلاً لتحقيق التوازن المالي ومنع الإفلاس الاكتواري. كما قد يتطلب الأمر خفض حجم المنافع وتقليل بعض المزايا والمكافآت ومنع التقاعد المبكر. هذا الحديث وغيره دفع البعض للتوجُّه نحو التقاعد المبكر قبل أن تتغير القوانين، وهو أمر يطرح تحديات من نوع آخر.
ولربما يتطلب الأمر التصحيحي رفع السن القانونية للتقاعد من عمر الستين إلى عمر أكبر من ذلك. ومنذ العام الماضي تردّد الحديث عن دراسة مقترحات بشأن رفع سن التقاعد، وأشار أحد المعنيين بشئون التقاعد في نهاية العام الماضي إلى أنّ الرفع قد يصل إلى 65 أو أو حتى يتعدّى ذلك لدى بعض الفئات، وذلك بسبب ارتفاع متوسط سن الحياة نتيجة لتطوُّر الإمكانيات الصحية والحياتية التي تتيح حياة سهلة وصحيّة.
وفي منتصف العام الماضي أعلن مسئول خليجي عن توجُّه دول المجلس لدراسة رفع سن التقاعد إلى 68 سنة. ونقلت صحيفة «الاقتصادية» في 20 مايو/ أيار 2015 عن مسئول عماني قوله إنّ التوجُّه لدراسة رفع سن التقاعد لمواطني دول الخليج، يأتي لعدّة عوامل؛ منها أن الموظفين أصبحوا يتجهون للتقاعد المبكر بشكل كبير.
مشكلة عجز صناديق التقاعد تأتي في وقت ارتفع فيه الدَّين العام، وقد توقع صندوق النقد الدولي هذا الشهر أن تستمر إيرادات البحرين من النفط في التراجع هذا العام لتبلغ 4.3 مليارات دولار أميركي مقارنة مع 7.2 مليارات دولار العام الماضي، وبذلك تكون إيرادات البحرين النفطية تراجعت منذ 2014 بنسبة 70 في المئة حين كانت الإيرادات تبلغ 14.5 مليار دولار. واتخذت البحرين تدابير مالية لتعويض العجز المتفاقم في إيرادات الدولة نتيجة موجة هبوط تعرّض لها النفط منذ منتصف 2014 والتي شملت رفع أسعار الوقود والكهرباء ورفع الرسوم الجمركية على بعض المنتجات.
مهما يَكُن، فإنّ المواطنين بحاجة لمعرفة كُلِّ التفاصيل، وهناك حاجة لاستعراض كُلِّ المشاكل والحلول المقترحة، بمشاركة جميع الأطراف، ولكن لعلّ الأهم من كُلِّ ذلك، أنّ الناس بحاجة إلى إرشادات توضيحية لعقلنة النقاشات حول هذا الموضوع المهم جدّاً.