التجمع القومي يحيي غضبة الشعب العراقي في وجه الظلم والفساد والتصدي للطائفية والإرهاب ويدعو الى الغاء العملية السياسية الطائفية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى السياسية دون اقصاء أو استثناء أحد
من وسط المحن والدمار، ومن بين الصراعات الطائفية، وجرائم القوى الارهابية التكفيرية، ومن بين ركام الويلات التي يعاني منها العراق منذ الغزو والاحتلال عام 2003، تنطلق جموع الشعب العراقي في غضبة شعبية عارمة، تجسدت في التظاهرات التي اجتاحت بغداد والعديد من المدن والمحافظات العراقية في الجنوب والوسط والشمال، لتعلن بصوت قوى وشجاع رفضها للظلم والفساد وللطبقة السياسية الفاسدة التي جلبت بسياساتها الكوارث المتتالية للعراق.
وفي ذات الوقت كانت هذه التظاهرات اعلانا صريحاً عن تمسك العراقيين بوحدة العراق وبهويته الوطنية والقومية ورفضهم الارتهان للقوى الأجنبية، التي تنتهك سيادة العراق و تنهب خيراته وتمزق وحدته الوطنية.
أن هذه التظاهرات هي بدون أدنى شك صرخة في وجه الفساد والفاسدين، وضد الظلم والذل الذي يعاني منه الشعب العراقي، وهي ثورة من أجل التغيير الشامل، ووضع حداً لكل ما حل بالعراق من خراب وتدمير، سواء من جانب الاحتلال وعملاءه من القوى والميليشيات الطائفية، أو من جانب القوى الارهابية التكفيرية التي يذهب ضحية جرائمها البشعة يومياً المئات من الشهداء والجرحى والمهجرين، كان أخرها ما تعرضت له محافظة ديالى من عملية تفجير ارهابية نكراء سقط على أثرها العديد من الشهداء و المصابين.
كما أن هذه التظاهرات تؤكد تصميم الشعب العراقي بكل مكوناته على أحداث تغيير حقيقي وجذري، والتخلص من العملية السياسية الفاسدة القائمة على المحاصصة، والتخلص من دستورها المسخ الذي وضعه الحاكم العسكري بريمر والذي يتحمل مسؤولية كل الصراعات والانقسامات الطائفية والعرقية التي يعيشها العراق، والمسئول أيضاً عن بقاء هذا البلد ضعيف عسكرياً وأمنياً، ومفكك سياسياً، أسيراً في قبضة ميليشيات وقوى طائفية لا شأن لها بمصلحة العراق أنما تنفيذ أجنداتها الحزبية، والحفاظ على مصالح بعض الدول الاقليمية الداعمة لها.
لذلك فإن هذه الدول والقوى، هي من يرفض اليوم تغيير هذه الأوضاع الكارثية في العراق، وتعمل بكل السبل على انهاء و إفشال هذه التحركات الشعبية، وللجوء الى التهديد والوعيد، والتشويه عبر ربطها بالإرهاب، والتطرف، وإطلاق الأوصاف والنعوت المسيئة للتظاهرات وللمتظاهرين.
كما يدخل في إطار محاولات السلطات الحاكمة لضرب الحراك أيضاً الاعلان عن بعض خطوات الاصلاح الشكلية، والقرارات الهزلية التي ترمي من خلالها الالتفاف على مطالب وحقوق الشعب العراقي وامتصاص غضبته، عبر الوعود الكاذبة التي لن تفلح في إخماد هذه الثورة العارمة، أو اسكات صوت الحق الذي انطلق في وجه الباطل… دون انجاز أهدافها كاملة، وفي الصدارة منها الغاء العملية السياسية برمتها، وإيقاف عمليات النهب والسرقة، وملاحقة الفاسدين وسراق المال العام وسوقهم للمحاكمة لنيل جزاءهم العادل.
هذا ما يجب أن تدركه القوى السياسية الحاكمة، وكذلك القوى الدولية والإقليمية الداعمة لها، خاصة الولايات المتحدة الامريكية والنظام الايراني الذي تجاوز بنفوذه وتدخلاته في شؤون العراق، كل حدود، وهو ما يجعلنا نطالب هذا النظام برفع يده عن هذا البلد العربي والكف عن العبث بسيادته ووحدته واستقلاله.
كما على هذه الدول والقوى أن تعى جيداً أنه لا سبيل أمام العراق للخلاص من كل معاناته وويلاته سوى طريق اعادة بناء دولة موحدة ذات سيادة، وإقامة سلطة وطنية تقوم على انقاض العملية السياسية الراهنة، وكل هياكلها ومؤسساتها الفاسدة، والبدء بتشكيل سلطة انتقالية تستجيب لكل مطالب وحقوق الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته دون تمييز أو اقصاء، وكتابة دستور عراقي جديد تجري على أساسه انتخابات وطنية حرة ونزيهة تشارك فيها كل القوى السياسية العراقية دون استثناء أي أحد منها، وكذلك الغاء كافة قوانين الاقصاء والاجتثاث الظالمة وإصدار العفو العام وتمكين العراقيين من بناء مؤسسات وطنية تحفظ المصالح العليا للعراق، وتحقق أهداف وطموحات العراقيين في حياة حرة كريمة وتعيد للعراق انتماءه العربي الأصيل ودوره القومي المشرف.
أننا اذ نحيي الشعب العراقي العظيم، وندعم كل تحركاته ونضالاته المشروعة في وجه الظلم والفساد والطائفية والإرهاب، فإننا ندعو كافة القوى الوطنية والقومية والتقدمية المضي في هذه التظاهرات السلمية والحضارية، حتى انتزاع كل الحقوق وإجراء التغيير الشامل.
ونؤكد على أهمية استمرار الطابع السلمي لهذه التظاهرات والحرص على رفع المطالب والشعارات ذات البعد الوطني بعيداً عن كل أشكال العنف أو المذهبية التي يمكن أن تسيء أو تنال من عدالة ووطنية هذا الحراك الشعبي، ومن أجل ضمان بلوغ الأهداف وتفويت الفرصة على كل القوى الطائفية والدول المعادية التي تتربص بالعراق شراً و تسعى الى اجهاض هذه الثورة الشعبية، واستمرار العراق تحت حراب هذه القوى ومخططاتها، وأن يبقى محكوماً بالصراعات والانقسامات الطائفية والعرقية المسئولة عن كل ما حل بالعراق من دمار وخراب.
10 أغسطس 2015
التجمع القومي الديمقراطي