ها هي محاولات اختراق الجدار الشعبي والسياسي المقاوم للتطبيع مع الكيان الصهيوني تتسلل هذه المرة وبصورة فاقعة ومستنكرة ومدانة عبر مؤتمر ريادة الأعمال الذي تنظمه تمكين خلال الفترة من 15 إلى 18 أبريل الجاري بمشاركة وفد من الكيان الصهيوني برئاسة وزير اقتصاد الكيان.
ورغم كل المطالبات الشعبية والسياسية الواسعة والمتصاعدة بإلغاء زيارة هذا الوفد، إلا أن الحكومة أدارت ظهرها لهذه المطالبات، وجاء ردها بأن الدعوات لوفد الكيان جاءت من المنظمين العالميين وليس من تمكين أو الحكومة، بينما يعرف الجميع أن المنظمين العالميين لا يمكنهم فرض شروطهم على الدولة المستضيفة للمؤتمر، وحتى لو صح هذا الكلام، كان يفترض عدم التورط منذ البداية في تنظيمه. و مثل هذا الرد ينطوي على موقف حكومي رسمي قابلا لزيارة وفد الكيان للبحرين والمشاركة في المؤتمر، وهو الموقف الأكثر خطورة في الموضوع كونه ينطوي على توجهات مستقبلية خطيرة ومرفوضة شعبيا في التطبيع من الكيان الصهيوني بالضد من الإرادة الشعبية الرافضة لهذا التطبيع، وبما يمثله أيضا من قبول ضمني بتصفية القضية الفلسطينية على يد هذا الكيان، وقبول احتلاله لكامل للأراضي الفلسطينية والعربية التي يعلن يوميا عن عزمه ضم المزيد منها في الجولان والضفة الغربية.
كما يستنكر التجمع الموقف الخجول والضعيف لمجلس النواب البحريني، بما يفترض أن يمثله من إرادة الشعب، إزاء الزيارة المرتقبة لوفد الكيان الصهيوني للبحرين، وهو الموقف الذي سكت عن أي شكل من أشكال العمل على وقف هذه الزيارة وفضحها وإلغاءها أو محاسبة المسئولين عن تنظيمها، واكتفى ببيان إبراء للذمة لا يرتقي تماما إلى حجم الدور الذي يفترض أن يلعبه أو السلطات التي يفترض أنه يمتلكها.
ويحي التجمع القومي بكل فخر واعتزاز هؤلاء الشخصيات الوطنية والخليجية والعربية الذين أعلنوا انسحابهم من المؤتمر مجسدين بذلك مواقف قومية أصيلة ويتوجه بالتقدير والتحية لكل المبادرات والشخصيات التي ساهمت في ذلك، كما يحي بنفس القدر من الفخر والاعتزاز كافة الجهود والمبادرات الوطنية والشخصيات الوطنية والدينية والتحركات الشعبية الصادقة والمعبرة والواسعة طوال الأسابيع الماضية، بما في ذلك مبادرة مجموعة من المحامين الوطنيين، للضغط لإلغاء هذه الزيارة وتوسيع قاعدة الانسحابات والرفض الشعبي لها، وهو ما يجسد بحق الجدار الوطني الصلب الرافض لأي خطوة للتطبيع أو التعايش مع الصهاينة القتلة المجرمين.
والتجمع القومي إذ يدعو للحكومة للاستجابة للمطالبات الشعبية الواسعة بإلغاء زيارة وفد الكيان الصهيوني للبحرين، فأنه يجدد دعوته لكافة فئات الشعب مكوناته وقواه السياسية والمجتمع المدني إلى إعلان مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة والمناهضة لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
التجمع القومي
المنامة
13 أبريل 2019