البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام الخامس
للتجمع القومي الديمقراطي
الجمعة – 30 مايو 2008 – نادي العروبة
في مساء يوم الجمعة الموافق 30 مايو 2008 عقد المؤتمر العام الخامس للتجمع القومي الديمقراطي في نادي العروبة وجرى فيه استعراض ومناقشة بنود جدول أعمال المؤتمر وإقرار التقارير المقدمة من الأمانة العامة للمؤتمر، وقد أفتتح الأمين العام للتجمع القومي جلسات المؤتمر بكلمة تناول فيها العديد من الموضوعات والتطورات على الساحتين الوطنية والقومية وقد كشفت المناقشات التي سادت أجواء المؤتمر أهمية المرحلة التي تجتازها المنطقة وما تتطلبه من التزامات وتضحيات عالية من قبل القوى والمؤسسات السياسية المتصدية للعمل السياسي على الصعيدين الوطني والقومي.
فعلى الصعيد الوطني فأن المؤتمر شكل فرصة لإعادة تأكيد مواقف التجمع القومي في ضوء قراءته الواعية للمشهد السياسي وما طرأ عليه من مستجدات سواء تعلق الأمر بشكل الخارطة السياسية أو المناخ السياسي والاجتماعي السائد والذي تبرز فيه الكثير من السلبيات في المقدمة منها تلك الإصطفافات الطائفية والمذهبية التي أخذت تفعل فعلها في جسد الوطن، مع بروز أداء حكومي مرتبك في معالجة الكثير من المشاكل والملفات التي تتعلق بحياة المواطنين وتطلعاتهم نحو حياة حرة وكريمة ويسودها العدل والمساواة دون أي تمييز أو محاباة لأسباب سياسية أو طائفية.
وعلى الصعيد القومي أكد التقرير السياسي والقرارات التي اتخذها المؤتمر حجم التحديات والمخاطر التي باتت تستهدف أمتنا العربية وقواها الوطنية والقومية، حيث تواجه الأمة واقعاً مأساوياً سياسياً واقتصادياً وأمنياً امتدت آثاره إلى تهديد الهوية القومية الحضارية للأمة. وما يحصل اليوم على أرض العراق العربي الذي دخل الاحتلال فيه عامه السادس وما سوف يحصل داخل هذا البلد سوف يحدد مصير هذه الأمة على مدى العقود القادمة، وهي حقيقة أكدتها المقاومة العراقية البطلة في مواجهة المحتل الأمريكي وعملائه، وانعكاس تداعيات الوضع في العراق على الأوضاع في فلسطين ولبنان وبقية أقطار الوطن العربي، وهو ما يفرض على كل القوى الوطنية والقومية على امتداد ساحة الوطن العربي الكبير ترتيب صفوفها في جبهات واسعة لمواجهة قوى الاستعمار والهيمنة وكذلك قوى الغلو و التعصب الطائفي ومشاريعها التقسمية، وهذا يستوجب حشد كل الطاقات القومية وتكريس خط الوحدة والديمقراطية وأسس التعددية والحريات وقيم حقوق الإنسان.
وأهم القرارات التي أصدرها المؤتمر العام في ختام أعماله هي :
أولاً : على الصعيد الإداري والتنظيمي :
1) أكد المؤتمر على أهمية تطوير العمل التنظيمي والنهوض به وإعداد الكوادر الضرورية تنظيماً وسياسياً وثقافياً.
2) يدعو المؤتمر إلى الارتقاء بعمل اللجان داخل التجمع وكذلك تعزيز عمل اللجان الفرعية خاصة في محافظتي المحرق والوسطى وتكثيف الحضور الجماهيري للتجمع من خلال هذه اللجان.
3) يدعو المؤتمر إلى مواصلة واستمرار تطوير الجانب الإعلامي والثقافي في التجمع، والانفتاح على المجتمع ومؤسساته الأهلية والمجالس الشعبية عبر المزيد من اللقاءات والحوارات التي تبرز المواقف السياسية والفكرية للتجمع.
ثانياً : على الصعيد السياسي :
على الصعيد الوطني :
1) يؤكد المؤتمر على أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية والمحافظة على مكتسبات شعبنا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتصدي لكل مظاهر الانقسام والاصطفاف الطائفي الذي يمزق وحدة شعبنا، ويدعو كافة القوى والأطراف السياسية والاجتماعية بتحمل مسئولياتها الوطنية والأخلاقية والتعالي على كل مظاهر شق الصف الوطني وتغليب العقل والحكمة ومصالح الوطن على الاعتبارات الأخرة، وفي هذا السياق يؤكد المؤتمر موقفه الرافض لإقحام الدين أو تجييره لصالح السياسة وكذلك رفضه إدخال دور العبادة والمؤسسات الدينية في لعبة الصراعات السياسية بالشكل الذي يؤثر سلباً على جوهر العمل السياسي الوطني وأهدافه النبيلة.
2) يؤكد المؤتمر على أهمية ترسيخ قيم الديمقراطية والحريات السياسية والاجتماعية وحقوق الإنسان في المجتمع، باعتبارها ضرورة إنسانية واجتماعية، كما إنها تشكل الشرط اللازم والوحيد لمواجهة الأزمات والمشاكل المتتالية التي يعاني منها الوطن، وهي الضمانة الأكيدة لصيانة وحدة وسلامة المجتمع.
3) يؤكد المؤتمر على أهمية معالجة القضايا الوطنية داخل قبة البرلمان باسلوب ديمقراطي وحضاري تترسخ من خلاله الوحدة الوطنية، كما يرفض بشدة البعد الطائفي في مناقشاته وعلاجه للمسائل الوطنية ويدعو إلى الارتقاء بهذا المجلس ليكون معبراً عن مصالح الوطن وأبنائه.
4) يدعو المؤتمر إلى مواجهة ظاهرة الفساد المستشري في بعض المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، وإيجاد القوانين والتشريعات التي تعالج هذه الأزمة الخطيرة التي تعوق تطور وتنمية بلدنا، كما يدعو إلى محاسبة المسئولين عن هذه الظاهرة وتقديمهم إلى محاكمة عادلة.
5) يدعو المؤتمر إلى إحداث تغيير حقيقي في البنية التشريعية والقانونية، خاصة تلك التي تصادر الحقوق السياسية للمواطن وتعمل على حصار وتقييد حركة وحرية القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والحركة النقابية.
6) يعرب المؤتمر عن قلقه للتطورات السياسية والاقتصادية في البلاد خاصة المتعلق منها بالأوضاع المعيشية والوطنية والخدمية للمواطنين، وما تشهده من تدهور، ويدعو الحكومة ومؤسساتها وكذلك مجلس التنمية الاقتصادية إلى التعامل بالمزيد من الجدية والشفافية مع هذه الأوضاع التي تمس حياة الناس وعدم التفرد في القرار السياسي أو الاقتصادي أو خضوعه للمصالح الشخصية.
7) يدعو المؤتمر إلى وجود رؤية واضحة وطويلة الأجل للتنمية المستدامة في البلاد، تقوم على توفير فرص الحياة الكريمة للمواطن وتؤمن مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة،وتقوم على استراتجيات وبرامج اقتصادية متوسطة وقصيرة الأجل خاصة مع ارتفاع أسعار البترول. وإذ يثمن المؤتمر الزيادة التي حصل عليها المواطنين في القطاع الحكومي وكذلك صرف علاوة الغلاء إلى الأسر المحتاجة، فأن المؤتمر يطالب بضرورة أن تشمل هذه الزيادة القطاع الخاص وكذلك المتقاعدين وتوجيه علاوة الغلاء إلى الفئات الأكثر احتياجاً باعتبار ذلك يمثل حقاً من حقوقهم لمواجهة أعباء غلاء المعيشة والارتفاع المتواصل للأسعار.
8) يدعو المؤتمر الأنظمة وكافة القوى السياسية في أقطار الخليج العربي إلى ضرورة حماية الهوية الوطنية والقومية لهذه الأقطار عبر التصدي لمخاطر الخلل الحاصل في التركيبة السكانية الذي تعاني منها مجتمعات الخليج العربي حيث تفوق نسبة الأجانب نسبة عدد المواطنين مما يعد مصدراً لتهديد الأمن القومي لهذه الدول من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية.
9) يؤكد المؤتمر على أهمية الاستفادة من الفوائض المالية الضخمة التي توفرها الطفرة النفطية الراهنة في إعادة هيكلية اقتصاديات دول المنطقة وبناء اقتصاد متنوع يقوم على زيادة الاستثمار والادخار ورفع المستوى المعاشي بالمواطنين، وتجنب مخاطر التوظيف السيئ لإيرادات هذه الثروة النفطية مثل المضاربة في القارات أو البورصات ونزيف الأموال إلى الخارج.
10) يرفض المؤتمر ويدين كل مظاهر العنف والحرق وتخريب المال العام، ويؤكد حق الناس في حياة آمنة مستقرة، ويدعو إلى حل كل الخلافات القائمة عبر الحوار السلمي والديمقراطي واحترام الأنظمة والقوانين التي تحفظ وتصون الحقوق دون أي تميز أو تفرقة.
11) يحيي المؤتمر تأسيس التيار القومي في البحرين ويشيد بالدور الذي لعبه التجمع القومي في أحياء هذا التيار كضرورة وطنية وقومية في مواجهة الدعوات الطائفية والفوضى المذهبية التي أخذت في التصاعد في المنطقة والمنسجمة مع المشاريع التقسمية للقوى الاستعمارية والتوسعية منها.
ثالثاً : على الصعيد القومي :
إذ يعقد المؤتمر الخامس للتجمع القومي بالتزامن مع حلول الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية عندما قامت الحركة الصهيونية باغتصاب أرض فلسطين وتشريد شعبها في المنافي والأصقاع وإذ يدخل الاحتلال الأمريكي – الصهيوني والإيراني للعراق عامه الخامس، وفي ظل انفراج الأزمة اللبنانية التي كانت تهدد وحدة وعروبة لبنان وتضعه على شفير حرب أهلية، ومع تكشف كل أساليب ومناورات القوى الاستعمارية التي تعمل على تطبيقها في ساحات العراق وفلسطين ولبنان من خلال تحويل المعارك ضده وضد حلفائه إلى اقتتال داخلي وإثارة الفتن الطائفية والحروب الأهلية، وإذ تعيش الأمة العربية بسبب هذه الأوضاع واقعاً مأساوياً سياسياً واقتصادياً وأمنياً امتدت آثاره إلى تهديد الهوية القومية الحضارية للأمة وتفتيت الأقطار العربية على أسس طائفية وعرقية عبر إعادة رسم الخرائط السياسية والجغرافية لهذه الدول وتكريس الأزمات المختلفة فيها كما هو حاصل في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وغيرها من الدول العربية بالتعاون مع أطراف داخلية منعدمة الولاء الوطني والقومي ارتضت أن تكون بؤراً للعمالة الأجنبية ومرتكزات للتبعية والهيمنة.
وإذ يدعو المؤتمر إلى ضرورة استنهاض كافة مصادر القوة في الأمة العربية وذخيرتها وخبراتها التاريخية لمواجهة التحديات والمخاطر وتعزيز فرص وحدة الأمة من أجل تحرير أجزاءها المغتصبة فأن المؤتمر يدعو إلى ما يلي :
1) يدعو المؤتمر جماهير شعبنا وأمتنا العربية وقواها الوطنية والقومية إلى تأكيد التزامها بدعم نضالات الشعب العربي في فلسطين والعراق ولبنان والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية وتبني خيار المقاومة في هذه الأقطار ورفض التعامل من أي نوع مع الغزاة المحتلين وأعوانهم، ويؤكد المؤتمر على أهمية دعمنا للمقاومات العربية ووعينا لأهمية ثقافة المقاومة بما تمثله من أمل لهذه الأمة في مواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها وتستهدف هويتها القومية والحضارية.
2) يدعو المؤتمر إلى مناصرة ودعم المقاومة العراقية الباسلة والثقة بحتمية انتصارها على الغزاة المجرمين وكل القوى العميلة والحكومة الطائفية التي نصبها المحتل الأمريكي على رقاب الشعب العراقي، كما يحيّ المؤتمر تضحيات هذه المقاومة وشهدائها الأبرار و يحيّ ودورها البطولي في إفشال المشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة، ويدعو الدول والحكومات العربية إلى الاعتراف بهذه المقاومة وتعزيز قدراتها وحمايتها ودعم وحدتها.
3) يدعو المؤتمر كافة الحكومات العربية إلى رفض الاستجابة للضغوط الأمريكية بإرسال سفراء عرب إلى بغداد لمواجهة ما تسميه واشنطن بالنفوذ الإيراني والمتزايد في العراق، ويرى المؤتمر أن الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما قامت به من جرائم قتل وتشريد وتخريب للدولة العراقية وتدمير مؤسساتها الشرعية هي من يتحمل المسئولية الكبرى في فتح الباب أمام هذا النفوذ ألاستخباري والاستيطاني لدخول العراق والمشاركة في تدمير الدولة العراقية والهوية العربية للعراق.
4) يؤكد المؤتمر على أن الصراع العربي الصهيوني هو صراع على الوجود وليس صراعاً على الحدود ويدعو إلى رفع شعار التحرير والعودة، ويؤكد على أهمية وحدة كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والتفافها حول هذا الشعار في هذه المرحلة المصيرية في تاريخ فلسطين والأمة العربية.
5) يتابع المؤتمر بقلق بالغ الممارسات الصهيونية والإجرامية على أرض فلسطين المحتلة والمحاولات المستمرة لصهينة القدس العربية وتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار عمليات القتل والتشريد للشعب الفلسطيني والعمل على إسقاط حق العودة باعتباره جوهر القضية الفلسطينية، كما يستنكر الحصار المفروض على قطاع غزة ويحمل الحكومات العربية مسئولية رفع الحصار وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة للشعب العربي في فلسطين.
6) يعلن المؤتمر وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي تعبر عن إرادة هذا الشعب في اختيار النهج والطريق الذي يوصله إلى استرجاع حقوقه المسلوبة ويؤكد حقه في التحرير والعودة، كما يدعو كل القوى الفلسطينية إلى الوحدة والتلاحم في مواجهة العدو الصهيوني وتحريم سفك الدماء الفلسطينية في الاقتتال الداخلي غير المبرر لا وطنياً ولا أخلاقياً.
7) يثمن المؤتمر حل الأزمة اللبنانية عبر الحوار والتوافق الذي حصل في الدوحة برعاية الحكومة القطرية، وإذ يشيد المؤتمر بالاتفاق الذي جرى توقيعه بأنه يدعو كافة الأطراف والقوى اللبنانية إلى تغليب مصلحة لبنان وشعبه والاحتكام إلى المصلحة الوطنية والقومية للبنان وشعبه الشقيق للتعامل مع سلاح المقاومة الذي يجب أن يوجه لمقاتلة العدو الصهيوني، كما يؤكد المؤتمر على ضرورة تكريس وحماية وحدة وعروبة لبنان والتصدي لكل المخططات الأمريكية والصهيونية وغيرها من القوى الطامعة التي تعمل على جعل هذا البلد العربي ساحة للصراعات الإقليمية والدولية من أجل مصالحها ونفوذها.
8) يدعو المؤتمر إلى إقامة الجبهات القومية والإسلامية على امتداد أقطار الوطن العربي من أجل حماية عروبة وهوية هذه الأقطار التي باتت اليوم مستهدفة بشكل خطير من قبل التحالف الأمريكي الصهيوني وبعض القوى الإقليمية الطامعة.
9) يدعو المؤتمر النظام العربي الرسمي إلى وقف مسلسل التفريط في مصالح الأمة العربية وأهدافها العليا هذا التفريط الذي يتجلى بوضوح في فلسطين ولبنان والعراق حيث تسعى إدارة بوش إلى توقيع عدة اتفاقيات مع الحكم العميل في بغداد لفرض هيمنة أمريكية كاملة على العراق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، بما يهدد الأمن القومي العربي، عبر تقسيم العراق وإبعاده عن محيطه العربي.
10) يدعو المؤتمر كافة التيارات القومية والإسلامية في الوطن العربي إلى تعزيز فرص وجود المشروع القومي النهضوي داخل الأقطار العربية القادر على مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني والتصدي للمخاطر والتحديات المفروضة عليها مثل الاحتلال والتجزئة والتخلف والفساد والاستبداد والجمود الحضاري شريطة الإيمان بوحدة هذه الأمة ورفض مشاريع الهيمنة الأجنبية عليها.
رابعاً : على الصعيد العالمي :
يثمن المؤتمر نضالات شعوب العالم وكل الدول التي تتطلع للتحرر من السياسات الأمريكية الصهيونية القائمة على الابتزاز والهيمنة والاستقلال والرامية إلى السطو على ثروات وموارد هذه الشعوب والدول، كما يدعو إلى إقامة مجتمعات حرة مستقلة وديمقراطية قادرة على الانطلاق والتنمية والمساهمة في صنع نظام إنساني جديد متعدد الأقطاب يستطيع أن يصون حقوق الشعوب وخياراتها.